الأجسام ، ألبسة ، يخلعها من الأحياء جيل ليتقمصها من بعده جيل فجيل ..
وهنا أذكر قول المعري :
خفف الوطأ ما أظن أديم
الأرض الا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وان قدم العهد هوان الآباء والأجداد كل الذي أخطأ فيه المعري أنه ذكر الأرض ، وما استقر فيها من جثث الأحياء من ملح وغير ملح ، ولم يذكر الهواء ، وقد كان أمره خافيا عند ذاك .
ولكنه صدق عندما قال انما الأجسام عوار ، وكل
مستعير لا بد راد لعاريته .
والجيل الحاضر هذا ، من الكائنات جميعا ، لابد يموت ، ولكنه يترك في الأرض ، وفي الهواء ، المواد التي يصنع منها الجيل القادم ، من الكائنات جميعا ، الثياب . وما الثياب الا الأجسام ، أجسام نباتات ، ومن بعد ذلك أجسام حيوانات .
وهي ثياب دائمة ، أو لعل الأصح أن نقول انها
تصنع من مواد دائمة ، قديمة في الدهر ، موجودة في تربة وهواء . وهي مواد استخدمت في صنع أجسام أجيال من الأحياء مضت المرة بعد المرة، والألف مرة بعد الألف مرة. والألف ألف بعد الألف ألف . ولا تزال تستخدم .
لا بد أن ندرك من هذا ، أن المركبات عندما تنفرط فتعود الى أصولها في الجو أو في تربة الأرض ، يأتي
رسم يوضح كم في جسم الانسان من عناصر وكم من أصول الاغذية الثلاثة .
النبات ، أي نبات ، فينتفع بها في نموه ، فتدخل في ترکيبه . ويأتي الحيوان ، أي حيوان ، فيأكل النبات ، فتدخل هذه المركبات ( ثاني أكسيد الكربون أو الماء أو الأزوت أو أي من الأملاح ) في تركيبه . وتموت الحياة ويسترد الجو وتسترد الأرض كل هذه المواد . ومعنى هذا أن مركبا أو عنصرا كان في بصلة مثلا قد يصل به الحال الى أن يكون في تفاحة أو حبة قمح ، وقد يدخل بعد ذلك في تركيب جسم عصفور أو جسم قط أو كلب ، أو جسم انسان ، فليس هناك عناصر ومركبات يختص بها الانسان وحده في بناء جسمه انه يبنيه مما يبني منه نفسه أحقر النبات وأخطره وكذا أحقر الحيوان وأخطره . وبذلك تتقارب أجسام الأحياء تركيبا ، ولكن ما أبعد ما تتفاوت الأرواح . والروح هو ذلك الشيء الخفي الذي يسيطر في الجسم على كل ما فيه من مادة ، وكل ما فيه من طاقة ، فيوجهها وجهات شتى .
ولأن هذه المواد دائمة ، وثيابا تصنع منها دائمة
التخلق ، أصبحت كائنات تتقمص هذه الثياب دائمة ، وهي دائمة أجناسا لا أفرادا . فهذا الكلب فان ، ولكن جنس هذا الكلب باق . وهذا الثعبان فان ، ولكن أجناس الثعابين باقية . وأنت وأنا فانيان ولكن جنس الانسان باق . وهذا بسبب مبدأ أعظم من مبادىء هذا الخلق جميعه ، مبدأ التناسل .
وأقول انها أجناس دائمة ولا أقول خالدة . لأن
دوامها مرهون بدوام الشمس فما دامت الشمس ترسل بأشعتها ، على النحو الحاضر ، فقد ضمنا بقاء الأحياء الى أن تتحول الشمس من حال الى حال .
- وطاقة أودعتها الشمس في الأجسام ، ما مآلها ؟
وذكرنا دورة الكربون ودورة الأزوت : وانهما عنصران لا يفنيان ، فما بال ما أودعته الشمس من طاقة في تراكيب هذه الأجسام ؟
ان هذه الطاقة هي وحدها التي لا تعود لتستخدم
في الخلق والتخليق من جديد .
انها في الحياة أعطت مخلوقا كالانسان طاقة الحركة ، وأعطته الحرارة، وأعطته الكهرباء . وأعطته طاقات أخرى بحكم أن الطاقات تتحول بعضها الى بعض ، ومات الجسم فعبثت كائنات التعفين بالذي بقي في الجثة من طاقة كيماوية فتبددت .
انه النصيب الوحيد ، الذي شاركت الشمس به
في عملية الخلق ، الذي لا يعود .
انه يذهب في الكون هباء .
ولكن الشمس ، بحجمها وبعظيم اشعاعها ، تستطيع أن تمون عملية الخلق الى مدى بعيد ، وبعيد جدا ، يقع في الحس الزمني للانسان ، بين الفناء والخلود . ولكن ما شيء بخالد وان طال المدى .
وهنا أذكر قول المعري :
خفف الوطأ ما أظن أديم
الأرض الا من هذه الأجساد
وقبيح بنا وان قدم العهد هوان الآباء والأجداد كل الذي أخطأ فيه المعري أنه ذكر الأرض ، وما استقر فيها من جثث الأحياء من ملح وغير ملح ، ولم يذكر الهواء ، وقد كان أمره خافيا عند ذاك .
ولكنه صدق عندما قال انما الأجسام عوار ، وكل
مستعير لا بد راد لعاريته .
والجيل الحاضر هذا ، من الكائنات جميعا ، لابد يموت ، ولكنه يترك في الأرض ، وفي الهواء ، المواد التي يصنع منها الجيل القادم ، من الكائنات جميعا ، الثياب . وما الثياب الا الأجسام ، أجسام نباتات ، ومن بعد ذلك أجسام حيوانات .
وهي ثياب دائمة ، أو لعل الأصح أن نقول انها
تصنع من مواد دائمة ، قديمة في الدهر ، موجودة في تربة وهواء . وهي مواد استخدمت في صنع أجسام أجيال من الأحياء مضت المرة بعد المرة، والألف مرة بعد الألف مرة. والألف ألف بعد الألف ألف . ولا تزال تستخدم .
لا بد أن ندرك من هذا ، أن المركبات عندما تنفرط فتعود الى أصولها في الجو أو في تربة الأرض ، يأتي
رسم يوضح كم في جسم الانسان من عناصر وكم من أصول الاغذية الثلاثة .
النبات ، أي نبات ، فينتفع بها في نموه ، فتدخل في ترکيبه . ويأتي الحيوان ، أي حيوان ، فيأكل النبات ، فتدخل هذه المركبات ( ثاني أكسيد الكربون أو الماء أو الأزوت أو أي من الأملاح ) في تركيبه . وتموت الحياة ويسترد الجو وتسترد الأرض كل هذه المواد . ومعنى هذا أن مركبا أو عنصرا كان في بصلة مثلا قد يصل به الحال الى أن يكون في تفاحة أو حبة قمح ، وقد يدخل بعد ذلك في تركيب جسم عصفور أو جسم قط أو كلب ، أو جسم انسان ، فليس هناك عناصر ومركبات يختص بها الانسان وحده في بناء جسمه انه يبنيه مما يبني منه نفسه أحقر النبات وأخطره وكذا أحقر الحيوان وأخطره . وبذلك تتقارب أجسام الأحياء تركيبا ، ولكن ما أبعد ما تتفاوت الأرواح . والروح هو ذلك الشيء الخفي الذي يسيطر في الجسم على كل ما فيه من مادة ، وكل ما فيه من طاقة ، فيوجهها وجهات شتى .
ولأن هذه المواد دائمة ، وثيابا تصنع منها دائمة
التخلق ، أصبحت كائنات تتقمص هذه الثياب دائمة ، وهي دائمة أجناسا لا أفرادا . فهذا الكلب فان ، ولكن جنس هذا الكلب باق . وهذا الثعبان فان ، ولكن أجناس الثعابين باقية . وأنت وأنا فانيان ولكن جنس الانسان باق . وهذا بسبب مبدأ أعظم من مبادىء هذا الخلق جميعه ، مبدأ التناسل .
وأقول انها أجناس دائمة ولا أقول خالدة . لأن
دوامها مرهون بدوام الشمس فما دامت الشمس ترسل بأشعتها ، على النحو الحاضر ، فقد ضمنا بقاء الأحياء الى أن تتحول الشمس من حال الى حال .
- وطاقة أودعتها الشمس في الأجسام ، ما مآلها ؟
وذكرنا دورة الكربون ودورة الأزوت : وانهما عنصران لا يفنيان ، فما بال ما أودعته الشمس من طاقة في تراكيب هذه الأجسام ؟
ان هذه الطاقة هي وحدها التي لا تعود لتستخدم
في الخلق والتخليق من جديد .
انها في الحياة أعطت مخلوقا كالانسان طاقة الحركة ، وأعطته الحرارة، وأعطته الكهرباء . وأعطته طاقات أخرى بحكم أن الطاقات تتحول بعضها الى بعض ، ومات الجسم فعبثت كائنات التعفين بالذي بقي في الجثة من طاقة كيماوية فتبددت .
انه النصيب الوحيد ، الذي شاركت الشمس به
في عملية الخلق ، الذي لا يعود .
انه يذهب في الكون هباء .
ولكن الشمس ، بحجمها وبعظيم اشعاعها ، تستطيع أن تمون عملية الخلق الى مدى بعيد ، وبعيد جدا ، يقع في الحس الزمني للانسان ، بين الفناء والخلود . ولكن ما شيء بخالد وان طال المدى .
تعليق