برلين السينمائي يفتتح الخميس وسط جدل سياسي متصاعد
المهرجان يعود لاستقطاب أفلام هوليوود ونجومها.
الثلاثاء 2024/02/13
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الواقع السياسي سيؤثر على المهرجان
تأتي الدورة الرابعة والسبعون لمهرجان برلين السينمائي في ظل ظروف سياسية متوترة في ألمانيا، وهو ما سينعكس حتما على التظاهرة، التي تحاول أن تمثل نقطة التقاء حرة وتأكيدا على التسامح وقبول الاختلاف، لكنها تواجه في الوقت نفسه تحديات كبيرة في سبيل تحقيق ذلك، وهو ما يبدو أمرا بالغ الدقة والصعوبة حاليا.
برلين - يجمع مهرجان برلين في دورته الرابعة والسبعين اعتبارا من الخميس عددا من الأسماء السينمائية الكبيرة، كالنجمين غايل غارسيا بيرنال وروني مارا، ويمنح المخرج مارتن سكورسيزي جائزة فخرية، ويشهد عودة المخرجين عبدالرحمن سيساكو وبرونو دومون وهونغ سانغ سو، فيما يسعى إلى تحقيق توازن سياسي صعب.
وتخيم الأحداث الراهنة على المهرجان الذي يهدف إلى أن يكون “مساحة للحوار والاندماج” في عالم حافل بالصراعات.
ويندرج في هذا الإطار قرار إلغاء الدعوات الموجهة إلى خمسة سياسيين من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف لحضور افتتاح المهرجان الخميس، بعدما تظاهر مئات الآلاف في ألمانيا في الأسابيع الأخيرة تنديدا بأفكاره الراديكالية.
وأثار الإعلان عن توجيه الدعوات إلى هذا الحزب احتجاجات في الأوساط السينمائية والثقافية الألمانية.
مقاطعة المهرجان
المهرجان يحاول إيجاد التوازن بين السينما السياسية أو سينما الفن والتجريب، وأفلام هوليوود الجماهيرية التي عاد لاستقطابها
أعرب منظّمو المهرجان عن قلقهم إزاء “تصاعد معاداة السامية والمشاعر المعادية للمسلمين وخطاب الكراهية وغيرها من المواقف التمييزية والمخالفة للديمقراطية في ألمانيا”. أما الحزب فاستهجن ما وصفه بعملية “إقصاء”.
وعلى نطاق أوسع، تنطلق الدورة الرابعة والسبعون من مهرجان برلين في سياق متوتر بعد أربعة أشهر من الحرب في الشرق الأوسط.
وأبدت ألمانيا دعما واضحا لإسرائيل منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 على الأراضي الإسرائيلية والحرب التي أعقبته بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وفي منتصف يناير، أطلق فنانون من بينهم الكاتبة الفائزة بجائزة نوبل آني إرنو حملة مقاطعة للمؤسسات الثقافية الألمانية المتهمة بحجب الأصوات الفلسطينية.
وأكد مهرجان برلين أنه لم يتلق أي “إشارات” إلى مشاركة مخرجي الأفلام المدرجة في مسابقته في هذه المقاطعة.
حرب النجوم
منظمو المهرجان أعربوا عن قلقهم إزاء تصاعد معاداة السامية والمشاعر المعادية للمسلمين وخطاب الكراهية وانتشار التمييز
يتردد صدى هذه المواضيع على شاشة المهرجان من خلال عدد من الأعمال، من بينها فيلم ألماني ضمن المسابقة الرسمية يتناول مقاومة النازية، وقراءة سينمائية جديدة لمسرحية “وحيد القرن” Rhinoceros للكاتب أوجين يونيسكو في فيلم للمخرج الإسرائيلي الشهير عاموس غيتاي، من بطولة إيرين جاكوب.
وتوقّع مراسل مجلة “هوليوود ريبورتر” في أوروبا سكوت روكسبورو في حديث لها أن تكون “المكانة التي ستحتلها الجغرافيا السياسية في مهرجان برلين مسألة مهمة هذه السنة”.
ورأى أن مديري المهرجان سيتركان منصبيهما هذه السنة من دون أن يكونا قد تمكنا من إيجاد التوازن بين “السينما السياسية أو سينما الفن والتجريب، وأفلام هوليوود الجماهيرية” التي يسعى مهرجان برلين إلى استقطابها مجددا.
وتشهد سجادة المهرجان الحمراء بالفعل حضور عدد من النجوم الهوليووديين، كالمخرج الأميركي الكبير مارتن سكورسيزي الذي يُكرّم بمنحه دبا ذهبيا فخريا عن مجمل مسيرته المهنية، إضافة إلى عدد من الممثلين البارزين، في مقدمتهم الإيرلندي كيليان مورفي، أحد المرشحين لجائزة الأوسكار عن دوره في “أوبنهايمر”، ويؤدي الدور الرئيسي في الفيلم الافتتاحي للمهرجان “سمول ثينغز لايك ذيس” (Small Things Like This).
ومن المتوقع أن يشارك أيضا المكسيكي غايل غارسيا بيرنال الذي يتول بطولة فيلم “إيناذر إند” Another End المدرج ضمن برنامج المهرجان، وروني مارا الحائزة على جائزة التمثيل في مهرجان كان عام 2015 عن فيلم “كارول” والتي ستؤدي دور أودري هيبرن السنة المقبلة في فيلم عن سيرته، وعمر سي الذي يواصل مسيرته الدولية. أما المخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو فيجتمع مجددا مع إيزابيل أوبير التي تولت بطولة فيلمه “إن إيناذر كانتري” In Another Country عام 2012.
ستترأس الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو لجنة التحكيم التي تختار الفيلم الذي سينال جائزة الدب الذهبي في الرابع والعشرين من فبراير. وهي أول شخص أسود يتولى هذا المنصب في مهرجان برلين. وتتنافس 20 فيلما على هذه الجائزة التي نالها العام الفائت الوثائقي الفرنسي “سور لادامان” للفرنسي نيكولا فيليبير.
أما المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو الذي لم يصور أي فيلم منذ نجاح “تمبكتو” وحصوله على جائزة سيزار لأفضل مخرج عام 2015، فيعود من خلال مهرجان برلين بفيلم “بلاك تي” Black Tea، وهو قصة حب في الجالية الأفريقية في كانتون.
ويتضمن البرنامج فيلم “لو روتور” Le Retour عن استعادة بنين كنوز أبومي الملكية التي تم الاستيلاء عليها في مرحلة الاستعمار، وهو وثائقي للفرنسية السنغالية ماتي ديوب Le Retour (الفائزة بالجائزة الكبرى في مهرجان كان 2019 عن فيلم “أتلانتيك”).
وستكون تونس ممثلة بفيلم “ماء العين”، وهو أول شريط روائي طويل للمخرجة مريم جعبر.
وبعد مرور عامين على خوضه مسابقة مهرجان كان بفيلم “فرانس” France، يعود برونو دومون بفيلم “لامبير” L’Empire، وهو نوع من “حرب النجوم” بنكهة شمال فرنسا، حيث صُوّر.
ويشارك في الفيلم الممثل الفرنسي فابريس لوكيني والممثلات البارزات أناماريا فارتولوميه والجزائرية لينا خودري وكاميّ كوتان.
المهرجان يعود لاستقطاب أفلام هوليوود ونجومها.
الثلاثاء 2024/02/13
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الواقع السياسي سيؤثر على المهرجان
تأتي الدورة الرابعة والسبعون لمهرجان برلين السينمائي في ظل ظروف سياسية متوترة في ألمانيا، وهو ما سينعكس حتما على التظاهرة، التي تحاول أن تمثل نقطة التقاء حرة وتأكيدا على التسامح وقبول الاختلاف، لكنها تواجه في الوقت نفسه تحديات كبيرة في سبيل تحقيق ذلك، وهو ما يبدو أمرا بالغ الدقة والصعوبة حاليا.
برلين - يجمع مهرجان برلين في دورته الرابعة والسبعين اعتبارا من الخميس عددا من الأسماء السينمائية الكبيرة، كالنجمين غايل غارسيا بيرنال وروني مارا، ويمنح المخرج مارتن سكورسيزي جائزة فخرية، ويشهد عودة المخرجين عبدالرحمن سيساكو وبرونو دومون وهونغ سانغ سو، فيما يسعى إلى تحقيق توازن سياسي صعب.
وتخيم الأحداث الراهنة على المهرجان الذي يهدف إلى أن يكون “مساحة للحوار والاندماج” في عالم حافل بالصراعات.
ويندرج في هذا الإطار قرار إلغاء الدعوات الموجهة إلى خمسة سياسيين من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف لحضور افتتاح المهرجان الخميس، بعدما تظاهر مئات الآلاف في ألمانيا في الأسابيع الأخيرة تنديدا بأفكاره الراديكالية.
وأثار الإعلان عن توجيه الدعوات إلى هذا الحزب احتجاجات في الأوساط السينمائية والثقافية الألمانية.
مقاطعة المهرجان
المهرجان يحاول إيجاد التوازن بين السينما السياسية أو سينما الفن والتجريب، وأفلام هوليوود الجماهيرية التي عاد لاستقطابها
أعرب منظّمو المهرجان عن قلقهم إزاء “تصاعد معاداة السامية والمشاعر المعادية للمسلمين وخطاب الكراهية وغيرها من المواقف التمييزية والمخالفة للديمقراطية في ألمانيا”. أما الحزب فاستهجن ما وصفه بعملية “إقصاء”.
وعلى نطاق أوسع، تنطلق الدورة الرابعة والسبعون من مهرجان برلين في سياق متوتر بعد أربعة أشهر من الحرب في الشرق الأوسط.
وأبدت ألمانيا دعما واضحا لإسرائيل منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس الإسلامية الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 على الأراضي الإسرائيلية والحرب التي أعقبته بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وفي منتصف يناير، أطلق فنانون من بينهم الكاتبة الفائزة بجائزة نوبل آني إرنو حملة مقاطعة للمؤسسات الثقافية الألمانية المتهمة بحجب الأصوات الفلسطينية.
وأكد مهرجان برلين أنه لم يتلق أي “إشارات” إلى مشاركة مخرجي الأفلام المدرجة في مسابقته في هذه المقاطعة.
حرب النجوم
منظمو المهرجان أعربوا عن قلقهم إزاء تصاعد معاداة السامية والمشاعر المعادية للمسلمين وخطاب الكراهية وانتشار التمييز
يتردد صدى هذه المواضيع على شاشة المهرجان من خلال عدد من الأعمال، من بينها فيلم ألماني ضمن المسابقة الرسمية يتناول مقاومة النازية، وقراءة سينمائية جديدة لمسرحية “وحيد القرن” Rhinoceros للكاتب أوجين يونيسكو في فيلم للمخرج الإسرائيلي الشهير عاموس غيتاي، من بطولة إيرين جاكوب.
وتوقّع مراسل مجلة “هوليوود ريبورتر” في أوروبا سكوت روكسبورو في حديث لها أن تكون “المكانة التي ستحتلها الجغرافيا السياسية في مهرجان برلين مسألة مهمة هذه السنة”.
ورأى أن مديري المهرجان سيتركان منصبيهما هذه السنة من دون أن يكونا قد تمكنا من إيجاد التوازن بين “السينما السياسية أو سينما الفن والتجريب، وأفلام هوليوود الجماهيرية” التي يسعى مهرجان برلين إلى استقطابها مجددا.
وتشهد سجادة المهرجان الحمراء بالفعل حضور عدد من النجوم الهوليووديين، كالمخرج الأميركي الكبير مارتن سكورسيزي الذي يُكرّم بمنحه دبا ذهبيا فخريا عن مجمل مسيرته المهنية، إضافة إلى عدد من الممثلين البارزين، في مقدمتهم الإيرلندي كيليان مورفي، أحد المرشحين لجائزة الأوسكار عن دوره في “أوبنهايمر”، ويؤدي الدور الرئيسي في الفيلم الافتتاحي للمهرجان “سمول ثينغز لايك ذيس” (Small Things Like This).
ومن المتوقع أن يشارك أيضا المكسيكي غايل غارسيا بيرنال الذي يتول بطولة فيلم “إيناذر إند” Another End المدرج ضمن برنامج المهرجان، وروني مارا الحائزة على جائزة التمثيل في مهرجان كان عام 2015 عن فيلم “كارول” والتي ستؤدي دور أودري هيبرن السنة المقبلة في فيلم عن سيرته، وعمر سي الذي يواصل مسيرته الدولية. أما المخرج الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو فيجتمع مجددا مع إيزابيل أوبير التي تولت بطولة فيلمه “إن إيناذر كانتري” In Another Country عام 2012.
ستترأس الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو لجنة التحكيم التي تختار الفيلم الذي سينال جائزة الدب الذهبي في الرابع والعشرين من فبراير. وهي أول شخص أسود يتولى هذا المنصب في مهرجان برلين. وتتنافس 20 فيلما على هذه الجائزة التي نالها العام الفائت الوثائقي الفرنسي “سور لادامان” للفرنسي نيكولا فيليبير.
أما المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو الذي لم يصور أي فيلم منذ نجاح “تمبكتو” وحصوله على جائزة سيزار لأفضل مخرج عام 2015، فيعود من خلال مهرجان برلين بفيلم “بلاك تي” Black Tea، وهو قصة حب في الجالية الأفريقية في كانتون.
ويتضمن البرنامج فيلم “لو روتور” Le Retour عن استعادة بنين كنوز أبومي الملكية التي تم الاستيلاء عليها في مرحلة الاستعمار، وهو وثائقي للفرنسية السنغالية ماتي ديوب Le Retour (الفائزة بالجائزة الكبرى في مهرجان كان 2019 عن فيلم “أتلانتيك”).
وستكون تونس ممثلة بفيلم “ماء العين”، وهو أول شريط روائي طويل للمخرجة مريم جعبر.
وبعد مرور عامين على خوضه مسابقة مهرجان كان بفيلم “فرانس” France، يعود برونو دومون بفيلم “لامبير” L’Empire، وهو نوع من “حرب النجوم” بنكهة شمال فرنسا، حيث صُوّر.
ويشارك في الفيلم الممثل الفرنسي فابريس لوكيني والممثلات البارزات أناماريا فارتولوميه والجزائرية لينا خودري وكاميّ كوتان.