مقارنة أجهزة الأحياء المختلفة .. قصة الخَلق ..
مقارنة أجهزة الأحياء المختلفة
طريق لكشف الوحدة بينها واظهار للمخطط الأساسي الواحد الذي به تم رسمها وتشكيلها
والمخطط الذي نريده مخطط تركيب هذا الجهاز وهذا .
يضاف اليه مخطط وظيفة هذا الجهاز وهذا .
ونبدأ من الأجهزة بدراسة أكثر الأجهزة ظهورا للعين، ذلك جهاز البشرة ، ذلك الغطاء ( الجلدي ) الذي صنع ليحتوي الحيوان كله ، ويجعله مستقلا عن بيئته ، ولكنه يتفاعل معها ، يأخذ منها ويعطي .
- جلد الانسان
انه غطاء يختلف من حيوان لحيوان، فهو دقيق مثلا في الكائن البحري الهلامي المعروف بقنديل البحر Jelly Fish وهو ثخين صفيق في الحيوان المعروف بوحيد القرن Rhiocneros ، ذلك الذي قيل فيه ان رصاصة من مسدس لا تخترقه . وهو كله ، رقيقا أو صفيقا ، في أميبة ماء أو دودة أرض ، أو سمكة بحر ، أو طائر سماء أو طائر ارض ، أو في بقرة أو ثور تصنع منه الأحذية والحقائب ، كله يتألف من خلايا متشابهة متراصة بعضها جنب بعض والصف منها فوق الصف ، تقوم بعمل واحد ، عمل الحراسة حول هذا الحيوان أو ذاك . انه عمل أشبه شيء بعمل الجند .
وأبواب في جدار هذا الحصن تأذن بالدخول ، وأبواب أخرى تأذن بالخروج .
وفي هذا الغطاء ، وان شئت في الجلد او البشرة ، تتمثل الحدود ما بين الجسم والبيئة التي يعيش فيها.
ويجري التعامل بين الحي ، وسائر أحياء البيئة ، ولكن عبر هذه الحدود . وهي التي تعطي الجسم معنى استقلاله . وهي حدود تغزى ، يغزوها البكتير وسائر المكروب . وهي حدود تجرح عند الغزو وتفتح ، ولكن ما أسرع ما يندمل الجرح فتعود الحدود بذلك الى انسدادها . انها خصيصة من خصائص الأجسام الحية تأبى على حدودها أن تظل بالجروح مفتوحة فتتعرض للمكاره .
جلد الانسان
أغطية للأجسام ساترة شاملة تقف عند الحدود كالجندي ، حارسة حامية
- الجلد : بشرة وأدمة
أما البشرة Epidermis ، فهي الجزء الظاهر من أغطية هذه الحيوانات ، أي جلودها .
وهي طبقة واحدة من خلايا ، أو عدة من طبقات بعضها فوق بعض .
وفي الحيوانات الفقارية وحدها . کالانسان ، نجد تحت البشرة طبقة أخرى تعرف بالأدمة . والبشرة والأدمة هما الجلد في اللغة . وهو الذي يدبغ وتصنع منه الحقائب والنعال .
- البشرة
وهي تتألف عادة من طبقات من خلايا ( بشرية ) ، أعمقها الطبقات التي يحدث فيها النمو ، بمعنى أن فيها تتجدد الخلايا لتصنع طبقات بشرية جديدة تدفع الطبقات التي فوقها الى أعلى وتضغطها ، فتفرطحها . وهذه الخلايا كلما ارتفعت الى ظاهر الجلد فقدت الحياة وجفت وانفصلت عن الجسم . ويعرف ذلك نساؤنا من نخالة الرأس التي تتساقط من شعورهن ، فما هذه غير خلايا بشرية تحولت الى نوع من البروتين الجامد ، وهو المادة القرنية المعروفة بالكيراتين Keratin ، ثم انفصلت .
والحيوانات التي تعيش في البر والماء المسماة بالبرمائيات ، وكذلك الزواحف ، تنسلخ بشرتها عنها قطعة واحدة .
- الأدمة
وهي طبقة الجلد التي تكون تحت البشرة ، وهي طبقة زاخرة بالحياة ، فيها الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية ، والخلايا الدهنية ، والأنسجة الرابطة . وبها الكثير من أطراف الأعصاب ، وهي الأعصاب التي تتحكم في الأوعية الدموية فتوسعها أو تضيقها وفقا للحاجة . وطلبا للدفء أو البرودة . واذا شكك أحد بدبوس فأنت لا تحس ألما حتى يصل الدبوس الى الأعصاب في الأدمة . وفي الأدمة كذلك غدد العرق ، وغدد الدهن التي تزيت الشعر الذي بالجلد وتملسه .
- مشتقات تخرج من البشرة هي من صنعها
ونعود الى البشرة لنعدد ما تصنع للجسم من اشياء نافعة ، قضت الحاجة بان تكون مواضعها عند مداخل الجسم ، فكان من نصيب البشرة ان تقوم بها .
ومن هذه الأشياء الغدد عند ظاهر الجسم .
ومنها القشر والسفط .
ومنها الشعر .
ومنها الظفر والمخلب والحافر .
ومنها ريش الطير .
- من مشتقات البشرة الغدد
من امثلة ذلك غدة العرق في الجلد ، وغدة الدهن فيه ايضا ، وغدة الدمع ، وغدد اللبن في الثدي ، وكذلك الغدد التي تفرز الشمع في النحل ، وتلك التي تفرز المادة المخاطية في ظاهر السمك فتجعله زلقا ينفلت من اليد فلا تكاد تمسك به . وفي المعدة والأمعاء ( وهي بعض الجلد على الرغم من اختفائها لأنها في ظاهر الجسم لا باطنه ) يوجد كثير من الغدد التي صنعتها البشرة وتخصصت في افراز او امتصاص .
ولو شئنا ، عددنا الكثير غير ذلك ، في الاعداد الكبيرة الهائلة من صنوف الحيوانات ، وهي جميعا اشباه ونظائر ، دليل الوحدة السائدة في الخلق .
- والقشر والسفط من مشتقات البشرة
والأمثلة كثيرة، فالأسماك تغطيها قشور هي السفط . والزواحف كالثعابين تغطيها قشور . والطيور تغطي القشور ارجلها . والكثير من الثديات كالفئران تغطي القشور ذيولها . ومن هذه القشور ما ينشأ في الأدمة ، ومنه ما ينشأ في البشرة . وقشر الزواحف ينشأ من خلايا البشرة ، فهي تثخن ، وتجمد ، ثم تتقرن ، فتكون قشرا .
ولو شئنا لزدنا أمثالا وزدنا تفصيلا .
- الشعر من مشتقات البشرة
والشعر يوجد في جلود الحيوانات ذوات الثدي ، يستثنى من ذلك ، فيما يستثنى ، الحيوان المعروف بفرس النهر او جاموس البحر Hippopotamus ، وكذلك الفيل والحوت .
والشعرة نصل مكون من خلايا البشرة ، وهذا النصل يخرج من سطح الجسم مائلا عليه ، وهكذا هو يمتد في باطن الجلد بين خلايا بشرية ، ويغوص مع ذلك على هذا النحو في الأدمة . والجزء المغمور في الجلد من هذا النصل سريع النمو ، وهو يتغذى من دم حلمة صغيرة تحت جذر الشعرة ، هي جزء من الأدمة وفيها الأوعية الدموية والأعصاب .
اما جزء هذا النصل ، نصل الشعرة ، الذي نراه فوق سطح الجلد فمكون من خلايا قرنية ماتت .
ومع الشعر غدد تفرز مادة دهنية للتزليق كما سبق أن ذكرنا . وكذلك مع الشعرة عضلة تعرف بالناصية لأنها عندما تنقبض تشد الشعرة فيذهب ميلها وتصبح عمودية فوق سطح الجسم .
وانتصاب الشعر من بعد ميل يحدث تلقائيا في الحيوانات ذات الشعر الوفير عندما يبرد الطقس ، لأن انتصاب الشعر يزيد سمك طبقة الشعر فيزيد ما احتبس فيه من هواء حافظ الحرارة الجسم عازل .
ولا ننسى أن شعر الحيوان ، والفرو عامة ، من فوائده حفظ الحرارة على الاجسام . وحرم الانسان من شعر كثيف ومن فرو ، فلبس الثياب واكتسى بفراء الحيوان .
والشعر له لون ، هو عادة اللون الاسود ، وهو يتوزع على نصل الشعرة على درجات مختلفة في الناس فيكون من ذلك الشعر الأصفر والبني والأشد اقتتاما .
والحليمة التي بقاع الشعرة اذا عجزت أن تمد الشعرة بمادة اللون ، خرجت بدون صبغ فكانت بيضاء . وهذا هو الشيب ..
والحيوان يفقد شعره ، ولهذا أوانه . ويختلف الانسان في ذلك ، فهو يفقد شعره ولكن في غير اوان له مضروب . وشعر الانسان ، شعر رأسه ، اذا بلغ من الصحة نصيبا موفورا ، فقد يعيش السنوات ولو قليلة. ورموش العين تعيش الشهور القليلة .
والشعر الطويل المنسرح شعر شكل الشعرة منه كالأنبوبة . ولكن الشعر المتموج شعر تفرطحت أنبوبته فقصر منها جانب ، وطال جانب ، أي صار له ظاهر وباطن ، فانطوى على نفسه . ويعده الناس من الجمال .
والمزين يقوم بكي الشعر ليتموج ويؤجر على ذلك اجرا طيبا .
- وظفر الانسان كمخلب الحيوان كحافر الحصان كلها أنسجة بشرة تحولت كلها أنسجة من خلايا البشرة ، بشرة الجلد، تحولت الى مادة قرنية ، هي مادة الظفر والمخلب والحافر. وهي اشبه بتحول هذه الخلايا لتكون شعرا .
اما الاظفار فللانسان ، ولقليل من الحيوانات الثديية المرضعة . والظفر عبارة عن صفيحة قرنية تنمو فوق السطح العلوي لطرف الأصبع ، ومن تحتها لحم الأصبع يقوم كالوسادة الطرية .
واما المخلب فيكون للطيور ، وللعظايا ، ولكثير من الحيوانات ذات الثدي . والمخلب اشبه ما يكون بالظفر، يركب طرف جزء مفصلي ، ومن تحته وسادة .
والحافر ظفر غلظ حتى غطى طرف اصبع فصار له درعا واقيا .
الخطة في كل هذه واحدة ، وان اختلف الحيوان وتباعد .
والمصدر واحد : انه البشرة .
والطريقة واحدة : تحول البشرة الى مادة قرنية .
والتركيب واحد : وقاء جامد او جارح ، من تحته وسادة ، هي امتداد لسائر اليد او القدم .
واختلفت الأغراض ، باختلاف البيئة واختلاف الحياة ، ولكنها كلها نبعت من مخطط اصيل واحد .
- وريش الطير
وريش الطير يختلف عما سبق أن ذكرنا من الشعر والظفر والمخلب والحافر ، من حيث انه لا ينشأ من البشرة ، ولكن من الأدمة .
ان الريشة تحمل خلايا البشرة معها، ولكنها تنبت من حفرة في ادمة الجلد .
والريشة جزء منها يختفي في الجلد ، وجزء يظهر فوقه .
اما الذي يختفي في الجلد فمؤلف من نسيج خلوي طبعا ، يبقى حيا ، الا حين يقترب من سطح الجلد .
والريشة ، كلها تقريبا ، تتألف من فجوات من هواء، صغيرة مجهرية ، حيطانها من مادة قرنية ، كانت خلايا حية ، ثم صارت الى ما هي عليه .
وينتج عن هذا امران :
ان الريش مليء بالهواء ، فهو بطانة رائعة الدفء ، فليس كالهواء عازل . ثم ان الريش خفيف ، وهذا امر خطير لكل طائر .
وننتهي من ذكر البشرة ، أو الجلد عامة ، وذلك بحسبانه جهازا ، يتكرر في الحيوانات جميعا . واحسب اننا قد اوضحنا انه ، برغم ما في هذا الجهاز من اختلاف أشكال وأحجام ، باختلاف الحيوانات وباختلاف أغراض واهداف ، فان هناك وحدة سارية فيها جميعا ، من حيث التركيب ، ومن حيث الأهداف والسلوك ، وحتى من حيث الأشياء التي يتحول اليها الجلد ، والطرق التي يتحول بها والغايات التي يستهدفها .
مقارنة أجهزة الأحياء المختلفة
طريق لكشف الوحدة بينها واظهار للمخطط الأساسي الواحد الذي به تم رسمها وتشكيلها
والمخطط الذي نريده مخطط تركيب هذا الجهاز وهذا .
يضاف اليه مخطط وظيفة هذا الجهاز وهذا .
ونبدأ من الأجهزة بدراسة أكثر الأجهزة ظهورا للعين، ذلك جهاز البشرة ، ذلك الغطاء ( الجلدي ) الذي صنع ليحتوي الحيوان كله ، ويجعله مستقلا عن بيئته ، ولكنه يتفاعل معها ، يأخذ منها ويعطي .
- جلد الانسان
انه غطاء يختلف من حيوان لحيوان، فهو دقيق مثلا في الكائن البحري الهلامي المعروف بقنديل البحر Jelly Fish وهو ثخين صفيق في الحيوان المعروف بوحيد القرن Rhiocneros ، ذلك الذي قيل فيه ان رصاصة من مسدس لا تخترقه . وهو كله ، رقيقا أو صفيقا ، في أميبة ماء أو دودة أرض ، أو سمكة بحر ، أو طائر سماء أو طائر ارض ، أو في بقرة أو ثور تصنع منه الأحذية والحقائب ، كله يتألف من خلايا متشابهة متراصة بعضها جنب بعض والصف منها فوق الصف ، تقوم بعمل واحد ، عمل الحراسة حول هذا الحيوان أو ذاك . انه عمل أشبه شيء بعمل الجند .
وأبواب في جدار هذا الحصن تأذن بالدخول ، وأبواب أخرى تأذن بالخروج .
وفي هذا الغطاء ، وان شئت في الجلد او البشرة ، تتمثل الحدود ما بين الجسم والبيئة التي يعيش فيها.
ويجري التعامل بين الحي ، وسائر أحياء البيئة ، ولكن عبر هذه الحدود . وهي التي تعطي الجسم معنى استقلاله . وهي حدود تغزى ، يغزوها البكتير وسائر المكروب . وهي حدود تجرح عند الغزو وتفتح ، ولكن ما أسرع ما يندمل الجرح فتعود الحدود بذلك الى انسدادها . انها خصيصة من خصائص الأجسام الحية تأبى على حدودها أن تظل بالجروح مفتوحة فتتعرض للمكاره .
جلد الانسان
أغطية للأجسام ساترة شاملة تقف عند الحدود كالجندي ، حارسة حامية
- الجلد : بشرة وأدمة
أما البشرة Epidermis ، فهي الجزء الظاهر من أغطية هذه الحيوانات ، أي جلودها .
وهي طبقة واحدة من خلايا ، أو عدة من طبقات بعضها فوق بعض .
وفي الحيوانات الفقارية وحدها . کالانسان ، نجد تحت البشرة طبقة أخرى تعرف بالأدمة . والبشرة والأدمة هما الجلد في اللغة . وهو الذي يدبغ وتصنع منه الحقائب والنعال .
- البشرة
وهي تتألف عادة من طبقات من خلايا ( بشرية ) ، أعمقها الطبقات التي يحدث فيها النمو ، بمعنى أن فيها تتجدد الخلايا لتصنع طبقات بشرية جديدة تدفع الطبقات التي فوقها الى أعلى وتضغطها ، فتفرطحها . وهذه الخلايا كلما ارتفعت الى ظاهر الجلد فقدت الحياة وجفت وانفصلت عن الجسم . ويعرف ذلك نساؤنا من نخالة الرأس التي تتساقط من شعورهن ، فما هذه غير خلايا بشرية تحولت الى نوع من البروتين الجامد ، وهو المادة القرنية المعروفة بالكيراتين Keratin ، ثم انفصلت .
والحيوانات التي تعيش في البر والماء المسماة بالبرمائيات ، وكذلك الزواحف ، تنسلخ بشرتها عنها قطعة واحدة .
- الأدمة
وهي طبقة الجلد التي تكون تحت البشرة ، وهي طبقة زاخرة بالحياة ، فيها الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية ، والخلايا الدهنية ، والأنسجة الرابطة . وبها الكثير من أطراف الأعصاب ، وهي الأعصاب التي تتحكم في الأوعية الدموية فتوسعها أو تضيقها وفقا للحاجة . وطلبا للدفء أو البرودة . واذا شكك أحد بدبوس فأنت لا تحس ألما حتى يصل الدبوس الى الأعصاب في الأدمة . وفي الأدمة كذلك غدد العرق ، وغدد الدهن التي تزيت الشعر الذي بالجلد وتملسه .
- مشتقات تخرج من البشرة هي من صنعها
ونعود الى البشرة لنعدد ما تصنع للجسم من اشياء نافعة ، قضت الحاجة بان تكون مواضعها عند مداخل الجسم ، فكان من نصيب البشرة ان تقوم بها .
ومن هذه الأشياء الغدد عند ظاهر الجسم .
ومنها القشر والسفط .
ومنها الشعر .
ومنها الظفر والمخلب والحافر .
ومنها ريش الطير .
- من مشتقات البشرة الغدد
من امثلة ذلك غدة العرق في الجلد ، وغدة الدهن فيه ايضا ، وغدة الدمع ، وغدد اللبن في الثدي ، وكذلك الغدد التي تفرز الشمع في النحل ، وتلك التي تفرز المادة المخاطية في ظاهر السمك فتجعله زلقا ينفلت من اليد فلا تكاد تمسك به . وفي المعدة والأمعاء ( وهي بعض الجلد على الرغم من اختفائها لأنها في ظاهر الجسم لا باطنه ) يوجد كثير من الغدد التي صنعتها البشرة وتخصصت في افراز او امتصاص .
ولو شئنا ، عددنا الكثير غير ذلك ، في الاعداد الكبيرة الهائلة من صنوف الحيوانات ، وهي جميعا اشباه ونظائر ، دليل الوحدة السائدة في الخلق .
- والقشر والسفط من مشتقات البشرة
والأمثلة كثيرة، فالأسماك تغطيها قشور هي السفط . والزواحف كالثعابين تغطيها قشور . والطيور تغطي القشور ارجلها . والكثير من الثديات كالفئران تغطي القشور ذيولها . ومن هذه القشور ما ينشأ في الأدمة ، ومنه ما ينشأ في البشرة . وقشر الزواحف ينشأ من خلايا البشرة ، فهي تثخن ، وتجمد ، ثم تتقرن ، فتكون قشرا .
ولو شئنا لزدنا أمثالا وزدنا تفصيلا .
- الشعر من مشتقات البشرة
والشعر يوجد في جلود الحيوانات ذوات الثدي ، يستثنى من ذلك ، فيما يستثنى ، الحيوان المعروف بفرس النهر او جاموس البحر Hippopotamus ، وكذلك الفيل والحوت .
والشعرة نصل مكون من خلايا البشرة ، وهذا النصل يخرج من سطح الجسم مائلا عليه ، وهكذا هو يمتد في باطن الجلد بين خلايا بشرية ، ويغوص مع ذلك على هذا النحو في الأدمة . والجزء المغمور في الجلد من هذا النصل سريع النمو ، وهو يتغذى من دم حلمة صغيرة تحت جذر الشعرة ، هي جزء من الأدمة وفيها الأوعية الدموية والأعصاب .
اما جزء هذا النصل ، نصل الشعرة ، الذي نراه فوق سطح الجلد فمكون من خلايا قرنية ماتت .
ومع الشعر غدد تفرز مادة دهنية للتزليق كما سبق أن ذكرنا . وكذلك مع الشعرة عضلة تعرف بالناصية لأنها عندما تنقبض تشد الشعرة فيذهب ميلها وتصبح عمودية فوق سطح الجسم .
وانتصاب الشعر من بعد ميل يحدث تلقائيا في الحيوانات ذات الشعر الوفير عندما يبرد الطقس ، لأن انتصاب الشعر يزيد سمك طبقة الشعر فيزيد ما احتبس فيه من هواء حافظ الحرارة الجسم عازل .
ولا ننسى أن شعر الحيوان ، والفرو عامة ، من فوائده حفظ الحرارة على الاجسام . وحرم الانسان من شعر كثيف ومن فرو ، فلبس الثياب واكتسى بفراء الحيوان .
والشعر له لون ، هو عادة اللون الاسود ، وهو يتوزع على نصل الشعرة على درجات مختلفة في الناس فيكون من ذلك الشعر الأصفر والبني والأشد اقتتاما .
والحليمة التي بقاع الشعرة اذا عجزت أن تمد الشعرة بمادة اللون ، خرجت بدون صبغ فكانت بيضاء . وهذا هو الشيب ..
والحيوان يفقد شعره ، ولهذا أوانه . ويختلف الانسان في ذلك ، فهو يفقد شعره ولكن في غير اوان له مضروب . وشعر الانسان ، شعر رأسه ، اذا بلغ من الصحة نصيبا موفورا ، فقد يعيش السنوات ولو قليلة. ورموش العين تعيش الشهور القليلة .
والشعر الطويل المنسرح شعر شكل الشعرة منه كالأنبوبة . ولكن الشعر المتموج شعر تفرطحت أنبوبته فقصر منها جانب ، وطال جانب ، أي صار له ظاهر وباطن ، فانطوى على نفسه . ويعده الناس من الجمال .
والمزين يقوم بكي الشعر ليتموج ويؤجر على ذلك اجرا طيبا .
- وظفر الانسان كمخلب الحيوان كحافر الحصان كلها أنسجة بشرة تحولت كلها أنسجة من خلايا البشرة ، بشرة الجلد، تحولت الى مادة قرنية ، هي مادة الظفر والمخلب والحافر. وهي اشبه بتحول هذه الخلايا لتكون شعرا .
اما الاظفار فللانسان ، ولقليل من الحيوانات الثديية المرضعة . والظفر عبارة عن صفيحة قرنية تنمو فوق السطح العلوي لطرف الأصبع ، ومن تحتها لحم الأصبع يقوم كالوسادة الطرية .
واما المخلب فيكون للطيور ، وللعظايا ، ولكثير من الحيوانات ذات الثدي . والمخلب اشبه ما يكون بالظفر، يركب طرف جزء مفصلي ، ومن تحته وسادة .
والحافر ظفر غلظ حتى غطى طرف اصبع فصار له درعا واقيا .
الخطة في كل هذه واحدة ، وان اختلف الحيوان وتباعد .
والمصدر واحد : انه البشرة .
والطريقة واحدة : تحول البشرة الى مادة قرنية .
والتركيب واحد : وقاء جامد او جارح ، من تحته وسادة ، هي امتداد لسائر اليد او القدم .
واختلفت الأغراض ، باختلاف البيئة واختلاف الحياة ، ولكنها كلها نبعت من مخطط اصيل واحد .
- وريش الطير
وريش الطير يختلف عما سبق أن ذكرنا من الشعر والظفر والمخلب والحافر ، من حيث انه لا ينشأ من البشرة ، ولكن من الأدمة .
ان الريشة تحمل خلايا البشرة معها، ولكنها تنبت من حفرة في ادمة الجلد .
والريشة جزء منها يختفي في الجلد ، وجزء يظهر فوقه .
اما الذي يختفي في الجلد فمؤلف من نسيج خلوي طبعا ، يبقى حيا ، الا حين يقترب من سطح الجلد .
والريشة ، كلها تقريبا ، تتألف من فجوات من هواء، صغيرة مجهرية ، حيطانها من مادة قرنية ، كانت خلايا حية ، ثم صارت الى ما هي عليه .
وينتج عن هذا امران :
ان الريش مليء بالهواء ، فهو بطانة رائعة الدفء ، فليس كالهواء عازل . ثم ان الريش خفيف ، وهذا امر خطير لكل طائر .
وننتهي من ذكر البشرة ، أو الجلد عامة ، وذلك بحسبانه جهازا ، يتكرر في الحيوانات جميعا . واحسب اننا قد اوضحنا انه ، برغم ما في هذا الجهاز من اختلاف أشكال وأحجام ، باختلاف الحيوانات وباختلاف أغراض واهداف ، فان هناك وحدة سارية فيها جميعا ، من حيث التركيب ، ومن حيث الأهداف والسلوك ، وحتى من حيث الأشياء التي يتحول اليها الجلد ، والطرق التي يتحول بها والغايات التي يستهدفها .
تعليق