الغذاء أصل الحياة الأول .. قصة الخَلق ..
الغذاء أصل الحياة الأول
انك لو بحثت عن شيء يقع في الصميم من الحياة ، ويقع في الخطو الأول من الحياة ، وتتمثل فيه حاجة الأحياء الأولى ، لم تجد كالغذاء أصلا .
تنظر الى الأغنام في المرعى فتجدها دائما ترعى . ان توقفت فلتستريح . والنمل تجده يجد في الأرض ، رائحا غاديا ، وهو مشغول بالبحث عن طعام .
والكلاب الضالة تدور ، وكذا القطط ، تبحث مع طلوع الفجر عن طعام . والطير لا يفتأ يحط على الشجر وعلى الأرض ، ويرتفع ، وأكبر غايته الحب طعاما والأسماك تمخر عباب الماء تطلب رزقها . والانسان يعمل ويعرق ، وغايته الرزق ، وأول الرزق الطعام حتى الفلاسفة ، أهل الفكر ، يجوعون ، فيطلبون الطعام .
ما حيوان ، صغر أو كبر ، عظم أو حقر ، الا والطعام أول مطلبه .
فاذا هو أكل فقد يتوجه بعد ذلك الى مطالب أخرى .
والحيوان كله صمم خلقه بحيث لا يأكل الا النبات . ثمره ، وورقه ، وحتى خشبه . أو هو يأكل حيوانا آخر بني جسمه من نبات .
عالم الحيوان ، صممه مصممه ، ليعيش على عالم النبات . وليس عالم من حيوان ، الاسبقه ، وصحبه ، عالم من نبات وهذا معنى من معاني الوحدة كبير .
واذن يأتي السؤال مندفعا : فكيف يأتي النبات بغذائه ؟ كيف يأتي النبات بالغذاء الذي يبني به نفسه ، ویکون به جرمه ، و يُخرج به من جرمه حبا وثمرا ، ليأكل الحيوان ؟
والجواب : ان النبات يجمع بين الماء ( وشيء من أملاح ذائبة فيه ) ، وغاز في الهواء هو أكسيد الكربون ، ويصنع منهما ما شاء من غذاء . من سكر أولا ، ثم من بعد السكر سائر ما كشف دارس الكيمياء من مركبات الأطعمة ، ومنها البروتينات ومنها الدهون .
ولكن هذا الصنع يشترط شيئين : المادة الخضراء التي هي في النبات ، ونسميها اليخضور Chlorophyll وأشعة الشمس الساقطة عليه . ويقوم بهذا في الشجر ورقه الأخضر .
ان اليخضور لا يدخل في تركيب السكر الحادث ، ولكن تدخله أشعة الشمس .
ان صانع الملابس يجمع بين قطع القماش ليربطها معا لتكون لباسا . ولكن لا بد له من ابرة وخيط . ففي صناعة الطعام في الورق الأخضر تقوم أشعة الشمس تجمع بين ذرات أكسيد الكربون ، وذرات الماء على اسلوب أشبه بما يصنع الخيط في قطع الملابس . انه يضمها ويبقى فيها . أما الابرة ، اليخضور ، فتنسل لتقوم بخياطة جديدة ، بالجمع بين ذرات جدد تصنع منها سكرا جديدا تشبيه لتقريب الفهم لا صلة له بواقع الحقيقة .
اما فهم واقع الحقيقة فيتصل بفهم الذرات الكيماوية والمركبات ، وما فيها من طاقات . ثم ما في الشمس من أشعة هي الأخرى طاقات . ويقول العلماء في التعبير عما حدث في الأوراق أن أكسيد الكربون وهو قليل الطاقة الكيماوية ، والماء وهو الآخر قليل الطاقة الكيماوية نسبيا ، تحرکت ذراتهما وتفاصلت ثم ترابطت فيما بينها ترابطا جديدا هو ذلك الذي نجده في ترابط ذرات السكر . فكان السكر ، وقد احتوى طاقة كيماوية أكبر مما في أكسيد الكربون والماء مجتمعين . فمن أين جاءته الزيادة في الطاقة ؟ جاءته من الشمس . طاقة اشعاع تحولت الى طاقة كيمياء .
أما ان السكر به طاقة فوق طاقة الماء وأكسيد الكربون ، فدليل ذلك يظهر عند حرقه حرقا علميا كاملا في المختبرات . يحرق السكر في كثرة من الهواء ، فيعود عند تمام الحرق الى أكسيد كربون وماء ، ومعهما حرارة منبعثة كثيرة فيها تتمثل زيادة الطاقة التي أضافتها الشمس .
- الشمس أم الحياة على ظهر هذه الأرض
ان المركبات الكيماوية التي تبدأ الأوراق الخضراء بتخليقها ، أعني السكر ، ثم هي تحولها الى مركبات أزوتية ( بروتينات ) باضافة ما في أملاح الأرض من آزوت ، ثم الى دهون هذه الثلاثة هي غذاء النبات أولا ومنه يتخذ الحيوان غذاءه .
ولولا الشمس ما كان شيء منها .
ولولا الشمس ما كان للنبات وجود .
ولولا النبات ما كان للحيوان وجود .
فالشمس اذن أم الحياة على هذه الأرض .
واذا نحن نظرنا الى كل هذا من حيث التخطيط للحياة على سطح الأرض ، نجد أن الذي خطط لها ، ربط بين كل الأحياء ، بكل صنوفها التي زادت على المليون عددا ، وبكل الأعداد التي احتواها كل صنف منها ، من نباتات وحيوانات ، ربط كل هذه الأحياء بالشمس .
انه لم يربطها ، في هذا الصدد الذي نحن فيه ، بشيء على سطح الأرض .
انه ربطها بشيء في السماء يبعد عن الأرض بمقدار ۹۳۰۰۰۰۰٠ میل .
انه ربط الحياة على الأرض ، التي هي كوكب بنجم في السماء ، ذلك هو الشمس .
ان المخطط استطاع أن يربط بين الاثنين وهما على هذا البعد . فهو مخطط أرض وسماء . انه مخطط كوني .
وعملية التمثيل الضوئي هذه Photosynthesis ، التي يتكون بها في أشعة الشمس غذاء النبات ، فغذاء الحيوان تلك التي قد نسميها بالتخليق اليخضوري ، عملية حاول علماء من بني الناس الى اليوم أن يفهموها فهما يذهب الى أغوارها ، فعجزوا وحاولوا أن يقلدوها ، في سهولتها ، وفي صمتها ، فما أفلحوا .
مخطط هذه الخلائق ، والمخطط لها ، اذن ليس واسع المدى بالذي جمع بين هذا الكوكب الأرضي والشمس ، فحسب ، ولكنه كذلك هو واسع العلم ، بارع الصنعة ، الى أقصى المدى . وما الصنعة الا التكنية التي يتحدث عنها الأحدثون .
ولا يمكن لعاقل أن يقول انها صدفة وقعت ، فكان هذا الربط فقد عرف العلماء مما درسوا ان هذه الظاهرة أعقد في الفكر ، وأوغل في العلم ، وأعصى في الفهم ، من أن تكون حادثا صدف .
- ما الحياة
وهل فرغنا بعد كل هذا من قصة الغذاء ، بعد أن ربطنا بينه وبين الشمس ، وربطنا عبره ، بين الشمن و خلائق هذه الأرض ؟
والجواب : اننا لم نفرغ فقصة الغذاء تمتد الى صور يتحول اليها الغذاء في أجسام هذه المخلوقات كلها ، وسنجد انها صور متشابهة في ظل الوحدة ، تقوم بها أجهزة ، مركبة حينا ، وبسيطة حينا ، ولكنها متماثلة الأصول في ظل الوحدة دائما ، وستنتهي القصة بقصة الحياة .
وعندئذ نسأل ما الحياة ؟
والجواب : ان الحياة تستمد الغذاء ، والغذاء
مستمد من طاقة ( هي طاقة الشمس ) . والغذاء نفسه طاقة ( طاقة كيماوية ) . وهو يعطي أجسام المخلوقات الحركة ( وهي طاقة حركية ) ، وهو يعطيها الدفء ( وهو طاقة حرارية ) ، ويعطيها البصر والسمع والشم ومن أحاسيس أدنى ) وهي تتضمن طاقات كهربائية ) ، ويعطي الخلائق الفكر ، والفكر طاقة تزيد وتنقص حتى تكاد تمحى . وهذه كلها ظواهر الحياة .
ونعود نسأل ما الحياة ؟
ونجيب بأنها تتألف من هذه الطاقات .
ونعود نسأل ما الطاقات ؟
ونجيب بأنها كالحياة ، أشياء نعرفها حسا ، ونعيشها واقعا ، وتتعمى علينا كنها .
ويكفينا منها أنها ظواهر واحدة ، ينسجها منوال واحد . وهذا المنوال ينسج الحياة للانسان ، وهو على رأس الخليقة ، وبنفس الأسلوب ينسجها للأميبة ، ذات الخلية الواحدة ، في أوطأ درجات الخلق .
---- ⏺ ----
الغذاء أصل الحياة الأول
انك لو بحثت عن شيء يقع في الصميم من الحياة ، ويقع في الخطو الأول من الحياة ، وتتمثل فيه حاجة الأحياء الأولى ، لم تجد كالغذاء أصلا .
تنظر الى الأغنام في المرعى فتجدها دائما ترعى . ان توقفت فلتستريح . والنمل تجده يجد في الأرض ، رائحا غاديا ، وهو مشغول بالبحث عن طعام .
والكلاب الضالة تدور ، وكذا القطط ، تبحث مع طلوع الفجر عن طعام . والطير لا يفتأ يحط على الشجر وعلى الأرض ، ويرتفع ، وأكبر غايته الحب طعاما والأسماك تمخر عباب الماء تطلب رزقها . والانسان يعمل ويعرق ، وغايته الرزق ، وأول الرزق الطعام حتى الفلاسفة ، أهل الفكر ، يجوعون ، فيطلبون الطعام .
ما حيوان ، صغر أو كبر ، عظم أو حقر ، الا والطعام أول مطلبه .
فاذا هو أكل فقد يتوجه بعد ذلك الى مطالب أخرى .
والحيوان كله صمم خلقه بحيث لا يأكل الا النبات . ثمره ، وورقه ، وحتى خشبه . أو هو يأكل حيوانا آخر بني جسمه من نبات .
عالم الحيوان ، صممه مصممه ، ليعيش على عالم النبات . وليس عالم من حيوان ، الاسبقه ، وصحبه ، عالم من نبات وهذا معنى من معاني الوحدة كبير .
واذن يأتي السؤال مندفعا : فكيف يأتي النبات بغذائه ؟ كيف يأتي النبات بالغذاء الذي يبني به نفسه ، ویکون به جرمه ، و يُخرج به من جرمه حبا وثمرا ، ليأكل الحيوان ؟
والجواب : ان النبات يجمع بين الماء ( وشيء من أملاح ذائبة فيه ) ، وغاز في الهواء هو أكسيد الكربون ، ويصنع منهما ما شاء من غذاء . من سكر أولا ، ثم من بعد السكر سائر ما كشف دارس الكيمياء من مركبات الأطعمة ، ومنها البروتينات ومنها الدهون .
ولكن هذا الصنع يشترط شيئين : المادة الخضراء التي هي في النبات ، ونسميها اليخضور Chlorophyll وأشعة الشمس الساقطة عليه . ويقوم بهذا في الشجر ورقه الأخضر .
ان اليخضور لا يدخل في تركيب السكر الحادث ، ولكن تدخله أشعة الشمس .
ان صانع الملابس يجمع بين قطع القماش ليربطها معا لتكون لباسا . ولكن لا بد له من ابرة وخيط . ففي صناعة الطعام في الورق الأخضر تقوم أشعة الشمس تجمع بين ذرات أكسيد الكربون ، وذرات الماء على اسلوب أشبه بما يصنع الخيط في قطع الملابس . انه يضمها ويبقى فيها . أما الابرة ، اليخضور ، فتنسل لتقوم بخياطة جديدة ، بالجمع بين ذرات جدد تصنع منها سكرا جديدا تشبيه لتقريب الفهم لا صلة له بواقع الحقيقة .
اما فهم واقع الحقيقة فيتصل بفهم الذرات الكيماوية والمركبات ، وما فيها من طاقات . ثم ما في الشمس من أشعة هي الأخرى طاقات . ويقول العلماء في التعبير عما حدث في الأوراق أن أكسيد الكربون وهو قليل الطاقة الكيماوية ، والماء وهو الآخر قليل الطاقة الكيماوية نسبيا ، تحرکت ذراتهما وتفاصلت ثم ترابطت فيما بينها ترابطا جديدا هو ذلك الذي نجده في ترابط ذرات السكر . فكان السكر ، وقد احتوى طاقة كيماوية أكبر مما في أكسيد الكربون والماء مجتمعين . فمن أين جاءته الزيادة في الطاقة ؟ جاءته من الشمس . طاقة اشعاع تحولت الى طاقة كيمياء .
أما ان السكر به طاقة فوق طاقة الماء وأكسيد الكربون ، فدليل ذلك يظهر عند حرقه حرقا علميا كاملا في المختبرات . يحرق السكر في كثرة من الهواء ، فيعود عند تمام الحرق الى أكسيد كربون وماء ، ومعهما حرارة منبعثة كثيرة فيها تتمثل زيادة الطاقة التي أضافتها الشمس .
- الشمس أم الحياة على ظهر هذه الأرض
ان المركبات الكيماوية التي تبدأ الأوراق الخضراء بتخليقها ، أعني السكر ، ثم هي تحولها الى مركبات أزوتية ( بروتينات ) باضافة ما في أملاح الأرض من آزوت ، ثم الى دهون هذه الثلاثة هي غذاء النبات أولا ومنه يتخذ الحيوان غذاءه .
ولولا الشمس ما كان شيء منها .
ولولا الشمس ما كان للنبات وجود .
ولولا النبات ما كان للحيوان وجود .
فالشمس اذن أم الحياة على هذه الأرض .
واذا نحن نظرنا الى كل هذا من حيث التخطيط للحياة على سطح الأرض ، نجد أن الذي خطط لها ، ربط بين كل الأحياء ، بكل صنوفها التي زادت على المليون عددا ، وبكل الأعداد التي احتواها كل صنف منها ، من نباتات وحيوانات ، ربط كل هذه الأحياء بالشمس .
انه لم يربطها ، في هذا الصدد الذي نحن فيه ، بشيء على سطح الأرض .
انه ربطها بشيء في السماء يبعد عن الأرض بمقدار ۹۳۰۰۰۰۰٠ میل .
انه ربط الحياة على الأرض ، التي هي كوكب بنجم في السماء ، ذلك هو الشمس .
ان المخطط استطاع أن يربط بين الاثنين وهما على هذا البعد . فهو مخطط أرض وسماء . انه مخطط كوني .
وعملية التمثيل الضوئي هذه Photosynthesis ، التي يتكون بها في أشعة الشمس غذاء النبات ، فغذاء الحيوان تلك التي قد نسميها بالتخليق اليخضوري ، عملية حاول علماء من بني الناس الى اليوم أن يفهموها فهما يذهب الى أغوارها ، فعجزوا وحاولوا أن يقلدوها ، في سهولتها ، وفي صمتها ، فما أفلحوا .
مخطط هذه الخلائق ، والمخطط لها ، اذن ليس واسع المدى بالذي جمع بين هذا الكوكب الأرضي والشمس ، فحسب ، ولكنه كذلك هو واسع العلم ، بارع الصنعة ، الى أقصى المدى . وما الصنعة الا التكنية التي يتحدث عنها الأحدثون .
ولا يمكن لعاقل أن يقول انها صدفة وقعت ، فكان هذا الربط فقد عرف العلماء مما درسوا ان هذه الظاهرة أعقد في الفكر ، وأوغل في العلم ، وأعصى في الفهم ، من أن تكون حادثا صدف .
- ما الحياة
وهل فرغنا بعد كل هذا من قصة الغذاء ، بعد أن ربطنا بينه وبين الشمس ، وربطنا عبره ، بين الشمن و خلائق هذه الأرض ؟
والجواب : اننا لم نفرغ فقصة الغذاء تمتد الى صور يتحول اليها الغذاء في أجسام هذه المخلوقات كلها ، وسنجد انها صور متشابهة في ظل الوحدة ، تقوم بها أجهزة ، مركبة حينا ، وبسيطة حينا ، ولكنها متماثلة الأصول في ظل الوحدة دائما ، وستنتهي القصة بقصة الحياة .
وعندئذ نسأل ما الحياة ؟
والجواب : ان الحياة تستمد الغذاء ، والغذاء
مستمد من طاقة ( هي طاقة الشمس ) . والغذاء نفسه طاقة ( طاقة كيماوية ) . وهو يعطي أجسام المخلوقات الحركة ( وهي طاقة حركية ) ، وهو يعطيها الدفء ( وهو طاقة حرارية ) ، ويعطيها البصر والسمع والشم ومن أحاسيس أدنى ) وهي تتضمن طاقات كهربائية ) ، ويعطي الخلائق الفكر ، والفكر طاقة تزيد وتنقص حتى تكاد تمحى . وهذه كلها ظواهر الحياة .
ونعود نسأل ما الحياة ؟
ونجيب بأنها تتألف من هذه الطاقات .
ونعود نسأل ما الطاقات ؟
ونجيب بأنها كالحياة ، أشياء نعرفها حسا ، ونعيشها واقعا ، وتتعمى علينا كنها .
ويكفينا منها أنها ظواهر واحدة ، ينسجها منوال واحد . وهذا المنوال ينسج الحياة للانسان ، وهو على رأس الخليقة ، وبنفس الأسلوب ينسجها للأميبة ، ذات الخلية الواحدة ، في أوطأ درجات الخلق .
---- ⏺ ----
تعليق