أرواح وآلهة .. قصة الخَلق ..
أرواح وآلهة
وحاول الانسان القديم تفسير المتناقضات في الحياة ، فردها الى الأرواح . لكل شيء روح ولنقيضه روح .
وابتدع السحر ، وهو اغراء الانسان الأرواح لتعمل للخير والشر من وراء ستار .
واذا الأرواح تصبح آلهة . الروح المبهم يصبح الها . قد تعين وقد تبين . والناس تزيده على الأيام تعيينا وتبيينا ، تبعا لحاجة العيش وحاجة النفس .
وظواهر الكون تكون أول ما يلفت الناس ويبهر الناس ، ويخيف الناس ، ويطمعهم ، فيكون لكل ظاهرة اله .
رأى الانسان القديم أن الحب ينمو في تربة الأرض فخال أن لا بد هناك ما ينميه ، فخال أنها روح خافية في القمح هي التي تنميه ، وخال أن الها ، هو اله الحب ، هو الذي ينميه . والانسان يأكل الحب فيعطيه الحياة ، واذن وجب عليه أن يعبد هذا الاله .
واغبرت السماء ، وتجهم وجهها ، وأبرقت وأرعدت حتى خال الانسان أن شيئا في السماء يتحطم ، فخال أنها روح تعمل . خال أنه اله غضب ، فكان من غضبه ما كان .
وقاس الانسان الكهرباء ، قبل أن يعرف ما الكهرباء
- وتكونت عقائد وتكونت أديان
واجتمع الانسان مع الانسان ، فكانت القرى ، وكانت المدن ، وتجمعت معها العقائد ، فصارت لهم دينا . فصار الاله اله قوم . وصار الدین دین قوم .
وحمدوا من طيبات العيش ما حمدوا ، ووجب حمدوه وعبدوه . الشكر ، فجعلوا لكل طيبة كبيرة خطيرة في العيش الها ، فالآلهة تتولى تكثير الحصاد ، فذكروها وحمدوها كلما كان حصاد . واله يتولى العودة بالربيع كل عام ، وبالربيع بشائر الحياة ، فذكروه وحمدوه وعبدوه . وآخر أنضج العنب ، وغيره حمى البيت ، فعبدوا كل من أسدى خيرا . واحتفلوا به في أعيادهم ، فدقوا الطبول ، وشربوا الخمور ، وقصفوا ما شاءوا في نهار لهم أو ليل •
واتصلت هذه الأخيلة بما يصنع الآلهة من خير .
واتصلت بما يصيب الانسان من شر وضر فنشأت عن ذلك معان للخير والشر ، وموازين للسلوك ربطوها بشرف الانسان يعلو بها وينحدر فكانت من ذلك قواعد ، امتزجت بعقائد . وهي قواعد ، وهي عقائد ، امتزجت بعادات العيش امتزاجا حماها من التلف دهورا طوالا .
- آلهة اليونان
ومن أشهر الآلهة آلهة اليونان .
وهي آلهة انشأتها عقول عرفت الطبيعة صافية جميلة ، على ظهور جبال ، أو في ظلال وديان ، أو في زرقة مياه صافية ببحار . فجاءت موافقة لذلك كله ، وهي آلهة أعاشوها على جبل عال جميل هو جبل اولمبس ، عيشة صفو . وتنزل الآلهة أحيانا فتختلط بالناس .
كان زيوس Zeus أقوى الآلهة ، وهو صاحب الرعد فأطاعته الآلهة جميعا . وهو حكم الدنيا بمعونة أحد عشر من آلهة أخر .
الاله بوسيدون Poseidon ، اخ زیوس ، تولی شؤون مياه الأرض .
والاله هاديس Hades وسمي بعد ذلك بلوتو Pluto ، كان ملك ما تحت الأرض وملك الموتى .
و هستیا Hestia ، أخت زيوس ، قدسوها الهــة للبيت .
وهيرا Hera ، زوجة زيوس ، كانت الهة الزواج ، وعبدتها النساء .
وأرس Ares ابن زیوس ، كان اله الحرب .
وأبولو Apollo ، ابن زیوس ، وهو الذي ساق عربة الشمس عبر السماء ، وهو صانع الموسيقى ، وهو اله النور والغناء .
وأفروديت Aphrodite الهة الحب ، وقيل انها ابنة زيوس أيضا .
الى آخر ما هناك من آلهة .
هكذا زعموا .
ولفوا كل هذا في أقاصيص رائعة ( أذكر الألياذة والأوديسة للشاعر الاغريقي القديم هومير ) هي في الأدب تحف " عملت طرافتها الأدبية على ابقائها القرون ، وجاء عصر النهضة الأوروبية ، وكان الأدب الاغريقي هذا حاضرا ، فتأثرت به الحركات الأدبية في أوروبا عند ذلك .
وليس من أحد يؤمن بما آمن به الاغريق قديما .
والعجيب ان هذه الاخاييل عاشت مع القرون التي عدت انها العصر الذهبي للفكر الاغريقي وفلسفة اليونان عصر سقراط وأفلاطون وأرسطو . ولكنه عجب يزول اذا ذكر الانسان انه كثيرا ما يحتل الفكر الصالح في أمة ، جيوبا يستقل بها عن سائر ما يحيط بها من أفكار أثبت وأبقى ، يعينها على البقاء كثرة ما طلعت عليها الشمس ، وما غربت ، وانها صارت عناصر صنعت منها وتركبت عادات الشعوب . وليس أصعب على الشعوب من اطراح عادة . وأصعب العادات اطراحا عادات فكر .
على أننا لا ننسى أن عمل الانسان القديم في خلق الآلهة ، التي تتمثل فيها ظواهر الكون ، انما كان خطوة في سبيل الفهم . يرى الانسان أشياء جلت عن فكره . الحاضر ، وطلب لها تفسيرا ، فكانت الآلهة تفسيرها .
وهي خطوة اشبه بخطوة اولى في سبيل العلم .
فالعلم يبدأ بالفضول الذهني . يريد الانسان أن يعلم ، ويريد أن يفهم ، ويريد أن يدرك كيف تجري هذه الظواهر الكونية ، ومن يجريها وكيف تجري قسمات العيش وأحكام الاقدار . ولم يجد تفسير ذلك في الانسان ، ولا الطبيعة ، فهدف الى ما واء الطبيعة ، يطلب هناك حل طلاسمها .
وهذه الخطوة هي من ناحية أخرى خطوة تهدي الى ما جاء بعدها في سبيل العقيدة الدينية ، والايمان بالاله الواحد الأحد ، من خطوات .
أرواح وآلهة
وحاول الانسان القديم تفسير المتناقضات في الحياة ، فردها الى الأرواح . لكل شيء روح ولنقيضه روح .
وابتدع السحر ، وهو اغراء الانسان الأرواح لتعمل للخير والشر من وراء ستار .
واذا الأرواح تصبح آلهة . الروح المبهم يصبح الها . قد تعين وقد تبين . والناس تزيده على الأيام تعيينا وتبيينا ، تبعا لحاجة العيش وحاجة النفس .
وظواهر الكون تكون أول ما يلفت الناس ويبهر الناس ، ويخيف الناس ، ويطمعهم ، فيكون لكل ظاهرة اله .
رأى الانسان القديم أن الحب ينمو في تربة الأرض فخال أن لا بد هناك ما ينميه ، فخال أنها روح خافية في القمح هي التي تنميه ، وخال أن الها ، هو اله الحب ، هو الذي ينميه . والانسان يأكل الحب فيعطيه الحياة ، واذن وجب عليه أن يعبد هذا الاله .
واغبرت السماء ، وتجهم وجهها ، وأبرقت وأرعدت حتى خال الانسان أن شيئا في السماء يتحطم ، فخال أنها روح تعمل . خال أنه اله غضب ، فكان من غضبه ما كان .
وقاس الانسان الكهرباء ، قبل أن يعرف ما الكهرباء
- وتكونت عقائد وتكونت أديان
واجتمع الانسان مع الانسان ، فكانت القرى ، وكانت المدن ، وتجمعت معها العقائد ، فصارت لهم دينا . فصار الاله اله قوم . وصار الدین دین قوم .
وحمدوا من طيبات العيش ما حمدوا ، ووجب حمدوه وعبدوه . الشكر ، فجعلوا لكل طيبة كبيرة خطيرة في العيش الها ، فالآلهة تتولى تكثير الحصاد ، فذكروها وحمدوها كلما كان حصاد . واله يتولى العودة بالربيع كل عام ، وبالربيع بشائر الحياة ، فذكروه وحمدوه وعبدوه . وآخر أنضج العنب ، وغيره حمى البيت ، فعبدوا كل من أسدى خيرا . واحتفلوا به في أعيادهم ، فدقوا الطبول ، وشربوا الخمور ، وقصفوا ما شاءوا في نهار لهم أو ليل •
واتصلت هذه الأخيلة بما يصنع الآلهة من خير .
واتصلت بما يصيب الانسان من شر وضر فنشأت عن ذلك معان للخير والشر ، وموازين للسلوك ربطوها بشرف الانسان يعلو بها وينحدر فكانت من ذلك قواعد ، امتزجت بعقائد . وهي قواعد ، وهي عقائد ، امتزجت بعادات العيش امتزاجا حماها من التلف دهورا طوالا .
- آلهة اليونان
ومن أشهر الآلهة آلهة اليونان .
وهي آلهة انشأتها عقول عرفت الطبيعة صافية جميلة ، على ظهور جبال ، أو في ظلال وديان ، أو في زرقة مياه صافية ببحار . فجاءت موافقة لذلك كله ، وهي آلهة أعاشوها على جبل عال جميل هو جبل اولمبس ، عيشة صفو . وتنزل الآلهة أحيانا فتختلط بالناس .
كان زيوس Zeus أقوى الآلهة ، وهو صاحب الرعد فأطاعته الآلهة جميعا . وهو حكم الدنيا بمعونة أحد عشر من آلهة أخر .
الاله بوسيدون Poseidon ، اخ زیوس ، تولی شؤون مياه الأرض .
والاله هاديس Hades وسمي بعد ذلك بلوتو Pluto ، كان ملك ما تحت الأرض وملك الموتى .
و هستیا Hestia ، أخت زيوس ، قدسوها الهــة للبيت .
وهيرا Hera ، زوجة زيوس ، كانت الهة الزواج ، وعبدتها النساء .
وأرس Ares ابن زیوس ، كان اله الحرب .
وأبولو Apollo ، ابن زیوس ، وهو الذي ساق عربة الشمس عبر السماء ، وهو صانع الموسيقى ، وهو اله النور والغناء .
وأفروديت Aphrodite الهة الحب ، وقيل انها ابنة زيوس أيضا .
الى آخر ما هناك من آلهة .
هكذا زعموا .
ولفوا كل هذا في أقاصيص رائعة ( أذكر الألياذة والأوديسة للشاعر الاغريقي القديم هومير ) هي في الأدب تحف " عملت طرافتها الأدبية على ابقائها القرون ، وجاء عصر النهضة الأوروبية ، وكان الأدب الاغريقي هذا حاضرا ، فتأثرت به الحركات الأدبية في أوروبا عند ذلك .
وليس من أحد يؤمن بما آمن به الاغريق قديما .
والعجيب ان هذه الاخاييل عاشت مع القرون التي عدت انها العصر الذهبي للفكر الاغريقي وفلسفة اليونان عصر سقراط وأفلاطون وأرسطو . ولكنه عجب يزول اذا ذكر الانسان انه كثيرا ما يحتل الفكر الصالح في أمة ، جيوبا يستقل بها عن سائر ما يحيط بها من أفكار أثبت وأبقى ، يعينها على البقاء كثرة ما طلعت عليها الشمس ، وما غربت ، وانها صارت عناصر صنعت منها وتركبت عادات الشعوب . وليس أصعب على الشعوب من اطراح عادة . وأصعب العادات اطراحا عادات فكر .
على أننا لا ننسى أن عمل الانسان القديم في خلق الآلهة ، التي تتمثل فيها ظواهر الكون ، انما كان خطوة في سبيل الفهم . يرى الانسان أشياء جلت عن فكره . الحاضر ، وطلب لها تفسيرا ، فكانت الآلهة تفسيرها .
وهي خطوة اشبه بخطوة اولى في سبيل العلم .
فالعلم يبدأ بالفضول الذهني . يريد الانسان أن يعلم ، ويريد أن يفهم ، ويريد أن يدرك كيف تجري هذه الظواهر الكونية ، ومن يجريها وكيف تجري قسمات العيش وأحكام الاقدار . ولم يجد تفسير ذلك في الانسان ، ولا الطبيعة ، فهدف الى ما واء الطبيعة ، يطلب هناك حل طلاسمها .
وهذه الخطوة هي من ناحية أخرى خطوة تهدي الى ما جاء بعدها في سبيل العقيدة الدينية ، والايمان بالاله الواحد الأحد ، من خطوات .
تعليق