وحدة الله تتراءى في وحدة خلقه .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وحدة الله تتراءى في وحدة خلقه .. كتاب في سبيل موسوعة علمية .. الدكتور أحمد ذكي

    وحدة الله تتراءى في وحدة خلقه

    لا أحسب أن أحدا ، عاش هذه الحياة التي نعيشها ، الا وأدرك أن هذا الوجود غامض .

    إن الطفل يدرك غموضه وهو لم يعرف بعد منه الا قليلا ، وهو يبدأ يسأل الأسئلة التي تنبىء عن ذكاء تلك التي نعتبرها أحيانا « فوق قدر نموه » ، ونجيبه عليها بمقدار ما يفهم . ولكنه كثيرا ما يسأل الاسئلة المحرجة التي يجب أن نعترف بأنها « فوق نمونا نحن » ، ونجيبه عليها بمقدار ما نفهم ، وما أقل في هذه الأمور ما نفهم .

    وينشأ الطفل فيصبح صبيا ، واذا بالصبي يافع ، واذا اليافع شاب ورجل . ويقل سؤاله ايانا نحن الآباء أولا لأنا عودناه على أن يكتفي في الأمور المتصلة بأصول هذا الوجود بالجواب غير الشافي ، ثم انه أصبح هو قادرا بحكم النمو على استخراج الجواب غير الشافي . وثانيا ، لأنه باشتغاله بالعيش ، تلهى ، وأصبحت أسئلته التي تتصل بواقع العيش ، الذي هو حاضر هذا الوجود ، أخطر عنده وأملاً لزمانه ، من أسئلة تتصل بماضي هذا الوجود ، بأزله ، وكذا بمستقبل هذا الوجود ، وأبده .

    - في الأزمات

    الاَّ في الأزمات ، فهو يتنبه من تلهيه ويستيقظ من
    غفوته .

    في موت ابن له أو ابنة ، أو موت أب أو أم • أو موت أخ أو أخت . أو موت زوجة حبيبة وأحيانا الصديق . موت من كان ارتبط بالقلب بوثاق شديد ، ثم انكسر الوثاق بغتة .

    أزمات يقف أمامها العقل يسأل . . ويسأل ، ويريد أن يعلم . والعلم درجات . وهي تبدأ بعلم كالجهل .

    صيغ من كلام لا هدف له الا التعليل . كالمرأة الفقيرة التي فوجدها تعلل أبناءها الجياع بالماء يغلي فوق جاءها عمر النار ولا طعام فيه . والعلم تنتهي درجاته بما تطمئن به القلوب ، ذلك الاطمئنان الذي حكاه القرآن عن ابراهيم وهو يخاطب ربه : « واذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أولم تؤمن ، قال بلى ، ولكن ليطمئن قلبي » . ( سورة البقرة ٢٦٠ ) .

    ومن الأزمات التي يتنبه فيها الانسان من تلهيه
    بعيشه ، ويستيقظ فيها من غفوته ، المرض الذي يصيب عزيزا عليه يهدد بالفراق ، أو يصيبه هو فتأخذه الرهبة من نهاية لم يكن يذكرها على الصحة قط ، وكانت من البعد عن الفكر بحيث تهون ، فاذا بها حاضرة . واذا به يفكر في غد لا يكون هو فيه ، ويكون فيه وحدهم أولاد له وبنات ، أو أخوة صغار له أو أخوات .

    ومن الأزمات مصائب الدهر . وأحداث الزمان مريبة ، نسميها أقدارا ، ونضعها في كفة ميزان للعدالة فيتراءى لنا أن الميزان لا يستقيم . وقد كنا نحسب هذا الوجود عدالة واستقامة .

    - وعلى الراحة في غير الأزمات

    وفي غير الأزمات ، وحتى على الراحة والدعة ، قد يفرغ الانسان من هموم الرزق ، ومتاعب العيش ، فتتفتح في رأسه طاقات للفكر تنطلق منها أشعة نفاذة ، تنفذ في باطن الأشياء ، فلا تقف عند ظواهرها ، ولا يعوقها في مسيرها في أعماق الأمور عائق .

    انه الفكر الذي يقف امام غوامض هذا الكون وجها لوجه .

    انه الفكر الذي يعمل ، لا ليكسب وجبة من الطعام شهية ، ولكن وجبة من المعرفة ثرية .

    ان الانسان ، بالجسم ، والصنعة الرائعة التي فيه تميز عن سائر الحيوان وهو بالفكر ازداد تميزا . وهو بالفكر في ممارسة العيش نفع وانتفع . ولكنه عمل فيما بان من الأشياء وظهر . • وغير ذلك الفكر فيما هو اخفى ، فيما لا تراه عين ولا تسمعه اذن . الفكر فيما وراء الستائر والحجب . فهذا هو الفكر في أعلى مراقيه ، وأصعب مراقيه ، ولسنا نعلم مخلوقا غير الانسان يستطيع ان يرقى هذه المراقي ولو خطوات معدودة .

    - وقديما حاول الانسان أن يفسر وهو الى اليوم لم ينته من تفسير

    وحاول الانسان أن يفسر هذا الوجود ، الذي هو فيه موجود ، منذ القدم : الحياة والموت . الغنى والفقر .

    سعادة العيش لقوم والشقاء لقوم . رجل يعمل الخير فیلقى شرا ، ورجل يعمل الشر فيلقى خيرا . امراض تعيث في الناس فلا تكاد تبقي على احد ، ثم هي تقلع . وتأتي بغير استئذان ، وتقلع بغير استئذان ايجاد وافناء مختلطان ، هدفان متناقضان . وزلزلة تحيق ببلد فتجعل عالیه سافلا بدون حكم قضاء ظاهر . وطوفان من السماء يغرق الناس بغير ذنب بين جنوه .

    بركان يحرق ، وبحر يفيض ويغرق ویرفع الانسان يديه الى السماء ، ودائما الى السماء ، يسأل : لماذا ، لماذا ؟ ولا يأتيه جواب .

    والزمن ؟ يفكر الانسان ، في خلوته ، في الزمن .

    ما الزمن ؟ فلا يدري ما الزمن ، ومع هذا هو يتحدث عن الزمن ، عن أيامه وساعاته وسنواته ، حدیث الأشياء التي هو أكثر معرفة لها واكثر الفة بها . انه الجهل الذي تقوم عليه الألفاظ فتفلفه بحروف تقرأ وتقال وتسمع هي الأسماء ، فيظهر بذلك كأنه العلم ، اوثق العلم ، وما هو بذاك .

    ويربط الانسان الزمن بدوران الأرض . لا ، عفوا ، فالأرض ما تدور في عينيه ظاهرا . ان هذا علم سبيله الفكر العميق . الفكر الذي يحاول أن ينفذ فيما وراء الحجب ، فيكشف عن خبايا الوجود .

    أقول ويربط الانسان الزمن بالسماء . بنورها وظلمتها ، هذا نهارا ، وتلك ليلا . ويربط الزمن ويسمي بالقمر ، فينشأ عنده معنى الشهر . ثم يربطه بمجرى الشمس في أبراجها بين النجوم ، واختلاف الفصول ، فينشأ عنده معنى العام .

    قاس الزمن ، وهو ما دری ما الزمن .
    كذلك قاس الانسان الكهرباء ، قبل أن يعرف ما الكهرباء .

    - وبقيت السماء أشد شيء دغدغة للفكر

    وبقيت السماء أروع شيء في فكر الانسان ، وبقيت أخفى شيء . وبقيت أشد شيء دغدغة للفكر . والصواعق السماء ، ونزل منها الماء ومعه الفرق ، وخال نزلت من الانسان القديم أن منها هبت الزوابع . فأصبحت السماء أكثر أشياء الوجود رهبة .

    ونجوم السماء ، مصابيح الليل ، انتثرت على سقف أسود ، فهال الانسان جمالها .

    وأصبحت السماء موضع الجمال والرهبة معا موضع الاغراء والخوف ، وموضع الرجاء واليأس •

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٤-٠٢-٢٠٢٤ ١٧.٢٢_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	152.8 كيلوبايت  الهوية:	191701 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٤-٠٢-٢٠٢٤ ١٧.٢٢_1 (1).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	101.1 كيلوبايت  الهوية:	191702 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٤-٠٢-٢٠٢٤ ١٧.٢٢_1 (2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	129.6 كيلوبايت  الهوية:	191703 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٤-٠٢-٢٠٢٤ ١٧.٢٩_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	84.4 كيلوبايت  الهوية:	191704 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	CamScanner ١٤-٠٢-٢٠٢٤ ١٧.٢٩_1 (1).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	89.6 كيلوبايت  الهوية:	191705

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ١٤-٠٢-٢٠٢٤ ١٧.٣١_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	91.9 كيلوبايت 
الهوية:	191707

    The unity of God is evident in the unity of His creation

    I do not think that anyone has lived this life that we live without realizing that this existence is mysterious.

    The child realizes his mystery and has not yet known anything except him
    A little while, he begins to ask questions that indicate the intelligence of those that we sometimes consider “beyond his development,” and we answer them to the extent that he understands. But he often asks embarrassing questions that we must admit are “beyond our growth,” and we answer them to the extent we understand, and how little we understand in these matters.

    The child grows up and becomes a boy, and then the boy becomes a young man, and then the young man becomes a young man and a man. He asks us less often, we fathers, first because we have accustomed him to being satisfied with matters related to the origins of this existence with the insufficient answer, and then he has become able, by virtue of growth, to extract the insufficient answer. Secondly, because by busying himself with living, he became distracted, and his questions related to the reality of living, which is the present of this existence, became more dangerous to him and hopeful for his time, than questions related to the past of this existence, its eternity, as well as the future of this existence, and its eternity.

    - In crises

    Except in crises, he is alert to those who distract him and wakes up from
    His nap.

    In the death of a son or daughter, or the death of a father or mother, or the death of a brother or sister. Or the death of a beloved wife and sometimes a friend. The death of someone who was tightly bound to the heart, then the bond suddenly broke.

    Crises before which the mind stands and asks. . He asks, and wants to know. Knowledge has degrees. It begins with knowledge like ignorance.

    Forms of speech that have no purpose other than explanation. Like the poor woman who was found nursing her hungry children with boiling water on top of the fire, a lifetime came to her with no food in it. And knowledge’s degrees end with what hearts are reassured with, that reassurance that the Qur’an told about Abraham as he addressed his Lord: “And when Abraham said, ‘My Lord, show me how you can give life to the dead.’ He said, ‘Have you not believed?’ He said, ‘Yes, but so that my heart may be reassured.’” (Surat Al-Baqarah 260).

    It is one of the crises in which a person becomes aware of his distractions
    Through his life, and he wakes up from his nap, the illness that afflicts someone dear to him threatens separation, or it afflicts him and he is seized with dread of an end that he had never mentioned in his health, and it was so far from his thought that it was trivial, and then he was present. Then he thought of a tomorrow in which he would not be there, and in which alone would be his sons and daughters, or his younger brothers or sisters.

    Crises are the calamities of eternity. The events of time are suspicious. We call them fates and place them on the scales of justice, and it seems to us that the scales are not upright. We considered this existence to be justice and uprightness.

    - And to rest in times of crisis

    In non-crisis times, and even in comfort and peace, a person may be freed from the worries of livelihood and the troubles of living, and energies of thought open in his head from which penetrating rays emerge, penetrating into the interior of things, so that they do not stop at their outward appearances, and are not hindered in their path into the depths of things by any obstacle.

    It is the thought that confronts the mysteries of this universe face to face.

    It is the thought that works, not to gain a delicious meal of food, but a rich meal of knowledge.

    Man, with his body and the wonderful workmanship that is within him, is distinguished from all other animals, and with his thought he is even more distinguished. It is by thinking about the practice of living that it is beneficial and beneficial. But he worked on things that were clear and appeared. • And other than that thought about what is hidden, what no eye sees and no ear hears. Thinking beyond curtains and veils. This is thought at its highest level, and its most difficult level, and we do not know of any creature other than man who can ascend these levels, even by a few steps.

    - In the past, man tried to explain, and to this day he has not finished explaining

    Man has tried to explain this existence, in which he has existed since ancient times: life and death. Richness and poverty.

    Happiness in living for some people and misery for others. A man does good and meets evil, and a man does evil and meets good. Diseases wreak havoc on people, barely keeping anyone alive, and then they disappear. It comes without permission, and takes off without permission. Creation and annihilation are mixed, two contradictory goals. An earthquake befalls a country, making its highlands in ruins without a clear judicial ruling. A flood from the sky drowns people without sin in its madness.

    A volcano burns, a sea overflows and drowns, and a person raises his hands to the sky, and always to the sky, asking: Why, why? And he doesn't get an answer.

    And time? Man, in his solitude, thinks about time.

    What time? He does not know what time is, yet he talks about time, about its days, hours, and years, talking about the things that he knows best and is most familiar with. It is the ignorance on which words are based, so you wrap them in letters that are read, said, and heard, which are names, and thus it appears as if it is knowledge, the most reliable of knowledge, and it is not that.

    Man links time to the rotation of the Earth. No, excuse me, the earth does not seem to revolve in his eyes. This is a science that is guided by deep thought. The thought that tries to penetrate beyond the veils and reveal the secrets of existence.

    I say, man links time with the sky. With its light and its darkness, this is day, and that is night. He links time and names with the moon, and the meaning of the month arises with him. Then he links it to the course of the sun in its constellations among the stars, and the difference in the seasons, and for him the meaning of the year arises.

    He measured time, but he did not know what time was.
    Man also measured electricity, before he knew what electricity was.

    - And the sky remained the most thought-provoking thing

    The sky remained the most wonderful thing in human thought, and it remained the most hidden thing. And it remains the most thought-provoking thing. Thunderbolts struck the sky, and water descended from it, along with the bands. It is believed that it descended from ancient man and that whirlwinds arose from it. The sky became the most terrifying thing in existence.

    And the stars of the sky, the lamps of the night, were scattered on a black ceiling, and people were amazed by their beauty.

    The sky became a place of beauty and awe, a place of temptation and fear, and a place of hope and despair.

    تعليق

    يعمل...
    X