من الدفاع : الاختفاء والتخفي ..
- من الدفاع : الاختفاء والتخفي
وفي الحروب يفوت الضعيف على القوي النصر ، وذلك بالهرب ، سلاحه في أرجل له سريعة . فهكذا الغزال وهو ينط فوق رأس الاسد كما لا يستطيع الحيوان وهو بهذا يفوز بالنجاة الا أن يتلقاه عند هبوطه أسد آخر أو لبؤة قعدت له بالمرصاد فهذه من حيل الآساد .
ومن طرائق النجاة للضعيف الاختفاء في الجحور ، فكذلك يفعل الفأر والأرنب ، وما هو أكبر منهما ، وما هو أصغر .
والتخفي غير الاختفاء .
ان التخفي هو التمويه والتعمية على الناظر •
وفي هذا تشد الطبيعة فيه أزر الضعيف من الحيوان شدا .
فالحمار الوحشي ، والمخطط اسم أصح له ، من خطوطه ما یتعمى به عن الانظار ، وهو في دغل من الادغال فلا يراه الناظر ·
- التخفي في الحشرات
والحشرات هي أكثر سكان هذه الأرض عددا ويتمثل فيها أكثر من ثلاثة أرباع انواع الحيوانات جميعها .
ومن أنواع الحشرات ما يتغذى بالنباتات ، وهو لو ترك له المجال لتكاثر حتى أتى على أكثر نبات الارض والنبات هو الأصل الذي منه تبدأ حياة الأحياء جميعا .
لهذا كان من الحشر أنواع تأكل الحشر . وزادت الطبيعة تأمينا للزرع ، والشجر ، بأن جعلت لهذا الحشر ، آكل الحشر ، حيوانات تأكله . انها آكلات بعضها فوق بعض طبقات .
انه مثل من ( ميزان الطبيعة Balance of ( Nature الشهير الذي لا يأذن لصنف من الحيوان جملة أن يطفى جملة فهو كالميزان السياسي بين أمم الأرض . لا بد للقوة الغاشمة أن تقابلها في الكفة الأخرى قوة تكافئهـا والا انقلب الميزان ، وافترست سباع بني الناس خرافها والنعاج .
والجراد مثل من ذلك ، في سرعة تناسله ، والتهامه الزرع ، ومع التهام الزرع نضوب الضرع .
نط الوعل وما نجا وتلقفته لبؤة ومارست فيه صنعة الحياة .
الأبسوم وقد تظاهر بالموت .
والصراع ليس قائما في دنيا الحشر ، بين آكلات النبات فيه ، وآكلات الحشر فحسب ، فالحشر غذاء مستطاب لأنواع من الحيوان عدة ، مما هو أرفع في جدول الحيوانات مكانة . فالطير يأكل الحشر وتأكله كذلك . السحالي ، والضفادع وحتى القردة ، وأنواع عدة يصعب حصرها .
ولما كان الحشر هو في الدرك الأسفل من ضعف الحيلة ، فقد أعانته الطبيعة خاصة بالتخفي .
والحشرة قد تتخفى على الشجر ، وتموه على ناظرها ، وتتعمى ، بسبب شكلها ، أو شكل تستطيع أن تتخذه ، تقف به على فرع النبات ، فتمتزج مع الفرع امتزاجا . حتى الأجنحة تمتد لتشبه ورقه .
اسروع يتخفى فيلتصق بساق نبات ويمتد كانه فرع منه ، وينفصل فتظهر حقیقته .
و من أدوات التخفي اللون ، تعطيه الطبيعة لينسجم مع البيئة التي يسكنها الحشر .
والتخفي حيلة الضعيف .
وكذا السم ، سم الثعبان ، وهو من الزواحف ، يقتل به ضحيته ، أو يخدرها به ، قبل التهامها . وليس السم من سلاح ذي الناب الكاسر .
والسم من سلاح الحشر ندرك ذلك من قرصة
الطنبور والنحلة والنملة .
ومن التخفي التماوت ، يلحق الكلب البري بالابسوم possum ( من الحيوانات ذات الثدي ، لأنثاه كيس تحمل فيه وليدها ) ، فيسقط بظهره على الأرض لتوه ، ووجهه الى أعلى . ويسكن سكون الموت حتى عيناه تلمعان كالزجاج . ويعاف الكلب الموتى ، فيذهب ويصحو الابسوم من بعد ذلك على حذر .
والتخفي والتمويه والتعمية بكل صنوفها أسلحة يمارسها الانسان . فالتخفي في حرب » الكامفلاج » ، والسم في حرب وفي سلم ، والتمارض على الصحة ، كلها بعض حيلة الانسان .
- الانسان حيوان ضار ، هذب من طباعه الزمان
والانسان اخاله بدأ وحشيا بين وحشان ، برياً يعيش في البراري .
أو هكذا يحدثنا العلماء .
بدا لا يعرف الزرع ، فهو اذن يدور على نبات الارض يأكل من حبه ، وعلى شجره يأكل من ثمره .
وليس للانسان ناب ، ولا ظفر ، فهو يفترس بحيلته كما تفترس السباع . أكبر سلاحه العقل ، وبالعقل ابتدع السلاح مصنوعا ، لا مطبوعا .
ثم تعلم كيف يزرع ، فاستنبت من تربة الارض كل ما استطاع من طعام .
ثم تعلم كيف يستأنس الحيوان ، فاستأنس الشياه والأبقار وما اليهما ومن الطير استأنس الدجاج والبط والأوز وما اليها . ولم يستطع أن يستأنس أسماك البحار فظل على صيده اياها .
الجندب ، لأجنحته صورة ورق الشجر .
ضراوة الصيد خفت عن الانسان .
انه يستأنس ، فيطعم الحيوان الذي استأنس من زرعه ، ويطعمه من حبه ومن ثمره ويسمنه من شبع . ويحميه من علل . ویراف به ويحنو عليه . حتى اذا بلغ ذلك غاية ، ساقه الى حيث يذبح ويجزر أو ينحر من وهو يذهب الى الذبح طائعا . أو لم يكن قد استأنس !
ويتلطف الانسان ، أحاسيسه من منظر الدم يحمي المسفوح ، فيخفي بالماء عن عينيه كل أثر من حمرة .
ويعلق الجزار في دكانه جثثاً ، يضعها صفاً ، لا تثير في رائيها الا التحرق للطعام .
ويتلطف الانسان على المائدة ، ويترفق . وفي وقار الرجل المتمدين وتؤدته يقطع بالسكين ، ويلتقم بالشوكة ويمسح شفتيه برقيق النسيج .
جريمة تهذبت ؟
أبدا .
انه حكم الطبع . انه امتداد لقانون الحياة .
قاتل ومقتول . اكل ومأكول .
انه الحلال الذي لا مرية فيه . انه العدل وان تخضب بالدم . ظاهره القسوة ، وباطنه الحقيقة حلوة او مرة .
انها السكين تستبق عوامل الفناء ، عوامل العجز ، عوامل الشيخوخة ، تلك التي تنتهي بالحي ، الى حيث لام محيص من انتهاء .
وأعود فأقول ، لا لوم على أحد في شيء من ذلك ولا تثريب .
وأعود فأقول لا لوم على الحجر اذا هو تدحرج على سفح جبل . ولا لوم على عاصفة اذا هي أبرقت وأرعدت ثم أغرقت .
ظواهر في الكون الجامد لا هي بالخير ولا هي بالشر . وكذلك هي في الكون الحي ، يأكل بعضه بعضا .
وعند الطبيعة ، وهي من ارادة الله القوي العلي ، أنه لابد من زوال الفرد ، حتى لا تضيق به الأرض ،
فهو ليس بخالد . ولكن تتصل الانواع وتخلد ، أبا عن جد ، وهي خالدة ما شاء لها الله الخلود .
وكل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام .
ابن عرس يبيض كالثلج في الشتاء فتخاله ثلجا أما في الصيف فكسوته رمداء •
- من الدفاع : الاختفاء والتخفي
وفي الحروب يفوت الضعيف على القوي النصر ، وذلك بالهرب ، سلاحه في أرجل له سريعة . فهكذا الغزال وهو ينط فوق رأس الاسد كما لا يستطيع الحيوان وهو بهذا يفوز بالنجاة الا أن يتلقاه عند هبوطه أسد آخر أو لبؤة قعدت له بالمرصاد فهذه من حيل الآساد .
ومن طرائق النجاة للضعيف الاختفاء في الجحور ، فكذلك يفعل الفأر والأرنب ، وما هو أكبر منهما ، وما هو أصغر .
والتخفي غير الاختفاء .
ان التخفي هو التمويه والتعمية على الناظر •
وفي هذا تشد الطبيعة فيه أزر الضعيف من الحيوان شدا .
فالحمار الوحشي ، والمخطط اسم أصح له ، من خطوطه ما یتعمى به عن الانظار ، وهو في دغل من الادغال فلا يراه الناظر ·
- التخفي في الحشرات
والحشرات هي أكثر سكان هذه الأرض عددا ويتمثل فيها أكثر من ثلاثة أرباع انواع الحيوانات جميعها .
ومن أنواع الحشرات ما يتغذى بالنباتات ، وهو لو ترك له المجال لتكاثر حتى أتى على أكثر نبات الارض والنبات هو الأصل الذي منه تبدأ حياة الأحياء جميعا .
لهذا كان من الحشر أنواع تأكل الحشر . وزادت الطبيعة تأمينا للزرع ، والشجر ، بأن جعلت لهذا الحشر ، آكل الحشر ، حيوانات تأكله . انها آكلات بعضها فوق بعض طبقات .
انه مثل من ( ميزان الطبيعة Balance of ( Nature الشهير الذي لا يأذن لصنف من الحيوان جملة أن يطفى جملة فهو كالميزان السياسي بين أمم الأرض . لا بد للقوة الغاشمة أن تقابلها في الكفة الأخرى قوة تكافئهـا والا انقلب الميزان ، وافترست سباع بني الناس خرافها والنعاج .
والجراد مثل من ذلك ، في سرعة تناسله ، والتهامه الزرع ، ومع التهام الزرع نضوب الضرع .
نط الوعل وما نجا وتلقفته لبؤة ومارست فيه صنعة الحياة .
الأبسوم وقد تظاهر بالموت .
والصراع ليس قائما في دنيا الحشر ، بين آكلات النبات فيه ، وآكلات الحشر فحسب ، فالحشر غذاء مستطاب لأنواع من الحيوان عدة ، مما هو أرفع في جدول الحيوانات مكانة . فالطير يأكل الحشر وتأكله كذلك . السحالي ، والضفادع وحتى القردة ، وأنواع عدة يصعب حصرها .
ولما كان الحشر هو في الدرك الأسفل من ضعف الحيلة ، فقد أعانته الطبيعة خاصة بالتخفي .
والحشرة قد تتخفى على الشجر ، وتموه على ناظرها ، وتتعمى ، بسبب شكلها ، أو شكل تستطيع أن تتخذه ، تقف به على فرع النبات ، فتمتزج مع الفرع امتزاجا . حتى الأجنحة تمتد لتشبه ورقه .
اسروع يتخفى فيلتصق بساق نبات ويمتد كانه فرع منه ، وينفصل فتظهر حقیقته .
و من أدوات التخفي اللون ، تعطيه الطبيعة لينسجم مع البيئة التي يسكنها الحشر .
والتخفي حيلة الضعيف .
وكذا السم ، سم الثعبان ، وهو من الزواحف ، يقتل به ضحيته ، أو يخدرها به ، قبل التهامها . وليس السم من سلاح ذي الناب الكاسر .
والسم من سلاح الحشر ندرك ذلك من قرصة
الطنبور والنحلة والنملة .
ومن التخفي التماوت ، يلحق الكلب البري بالابسوم possum ( من الحيوانات ذات الثدي ، لأنثاه كيس تحمل فيه وليدها ) ، فيسقط بظهره على الأرض لتوه ، ووجهه الى أعلى . ويسكن سكون الموت حتى عيناه تلمعان كالزجاج . ويعاف الكلب الموتى ، فيذهب ويصحو الابسوم من بعد ذلك على حذر .
والتخفي والتمويه والتعمية بكل صنوفها أسلحة يمارسها الانسان . فالتخفي في حرب » الكامفلاج » ، والسم في حرب وفي سلم ، والتمارض على الصحة ، كلها بعض حيلة الانسان .
- الانسان حيوان ضار ، هذب من طباعه الزمان
والانسان اخاله بدأ وحشيا بين وحشان ، برياً يعيش في البراري .
أو هكذا يحدثنا العلماء .
بدا لا يعرف الزرع ، فهو اذن يدور على نبات الارض يأكل من حبه ، وعلى شجره يأكل من ثمره .
وليس للانسان ناب ، ولا ظفر ، فهو يفترس بحيلته كما تفترس السباع . أكبر سلاحه العقل ، وبالعقل ابتدع السلاح مصنوعا ، لا مطبوعا .
ثم تعلم كيف يزرع ، فاستنبت من تربة الارض كل ما استطاع من طعام .
ثم تعلم كيف يستأنس الحيوان ، فاستأنس الشياه والأبقار وما اليهما ومن الطير استأنس الدجاج والبط والأوز وما اليها . ولم يستطع أن يستأنس أسماك البحار فظل على صيده اياها .
الجندب ، لأجنحته صورة ورق الشجر .
ضراوة الصيد خفت عن الانسان .
انه يستأنس ، فيطعم الحيوان الذي استأنس من زرعه ، ويطعمه من حبه ومن ثمره ويسمنه من شبع . ويحميه من علل . ویراف به ويحنو عليه . حتى اذا بلغ ذلك غاية ، ساقه الى حيث يذبح ويجزر أو ينحر من وهو يذهب الى الذبح طائعا . أو لم يكن قد استأنس !
ويتلطف الانسان ، أحاسيسه من منظر الدم يحمي المسفوح ، فيخفي بالماء عن عينيه كل أثر من حمرة .
ويعلق الجزار في دكانه جثثاً ، يضعها صفاً ، لا تثير في رائيها الا التحرق للطعام .
ويتلطف الانسان على المائدة ، ويترفق . وفي وقار الرجل المتمدين وتؤدته يقطع بالسكين ، ويلتقم بالشوكة ويمسح شفتيه برقيق النسيج .
جريمة تهذبت ؟
أبدا .
انه حكم الطبع . انه امتداد لقانون الحياة .
قاتل ومقتول . اكل ومأكول .
انه الحلال الذي لا مرية فيه . انه العدل وان تخضب بالدم . ظاهره القسوة ، وباطنه الحقيقة حلوة او مرة .
انها السكين تستبق عوامل الفناء ، عوامل العجز ، عوامل الشيخوخة ، تلك التي تنتهي بالحي ، الى حيث لام محيص من انتهاء .
وأعود فأقول ، لا لوم على أحد في شيء من ذلك ولا تثريب .
وأعود فأقول لا لوم على الحجر اذا هو تدحرج على سفح جبل . ولا لوم على عاصفة اذا هي أبرقت وأرعدت ثم أغرقت .
ظواهر في الكون الجامد لا هي بالخير ولا هي بالشر . وكذلك هي في الكون الحي ، يأكل بعضه بعضا .
وعند الطبيعة ، وهي من ارادة الله القوي العلي ، أنه لابد من زوال الفرد ، حتى لا تضيق به الأرض ،
فهو ليس بخالد . ولكن تتصل الانواع وتخلد ، أبا عن جد ، وهي خالدة ما شاء لها الله الخلود .
وكل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام .
ابن عرس يبيض كالثلج في الشتاء فتخاله ثلجا أما في الصيف فكسوته رمداء •
تعليق