العلم يقتضي الحتمية .. الحرية والحتمية .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العلم يقتضي الحتمية .. الحرية والحتمية .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    العلم يقتضي الحتمية .. الحرية والحتمية

    ب ـ العلم يقتضي الحتمية

    - إذا كان الشعور يستلزم الحرية ؛ فإن العلم يستلزم الحتمية .

    الفرق بين الحتمية الطبيعية ومذهب الجبرية .
    - ان الحتمية الطبيعية التي يستلزمها العلم مختلفة عن الجبر . الجبريون يقولون :
    إن الانسان مجبور على أفعاله ومقهور ، لأنه إذا فرض أن الأنسان يحدث لأفعاله وخالق لها ، وجب أن يكون مهنا أفعال لا تجري على مشيئة الله ولا اختياره ، فيكون هنالك خالق غير الله . قالوا : والانسان لا يقدر على شيء ، ولا يوصف بالاستطاعة ، إنما هو مجبور على أفعاله ، لا قدرة له ، ولا إرادة ، ولا اختيار . والله تعالى هو الذي يخلق الأفعال فيه على ما تخلق في سائر الجمادات ، فتنسب اليه الأفعال ، كما تنسب إلى الجمادات ، كما يقال : أثمرت الشجرة ، وجرى الماء ، وتحرك الحجر ، وطلعت الشمس ، وغربت ، وازدهرت الأرض وأنبتت . والثواب والعقاب جبر ، كما أن الافعال جبر ، والتكليف جبر .

    وليس مذهب الجبر هذا مذهباً حديثاً ، وإنما هو مذهب قديم قال به اليونان ، والرومان ، كما قالت به بعض الفرق الاسلامية كالجهمية ( ۱ ) ، وهو مذهب الكسل والراحة والاستسلام ، لانه يجرد الانسان من كل فعل ، وكسب ، ، ، وتأثير ، ويزعم أن الحوادث تجري على ترتيب منضود ، ونظام محدود ، ليس للإنسان فيه تأثير ما دام كل شيء مكتوبا في لوح محفوظ .

    وبديهي أن هذا المذهب مختلف عن مذهب الحتمية الطبيعية ، لان هذا المذهب الاخير مذهب علمي يقول بارتباط الافعال بالاسباب الطبيعية ، من غير أن يرجعها إلى قضاء وقدر ، أو إلى حلول ، أو غير ذلك من الاسباب الكونية ، أو الإلهية . ولنبحث الآن في الحتمية التي يقتضيها العلم .

    القول بالحتمية الطبيعية مسامة علمية متقدمة على التجربة .
    - إن غاية العلم معرفة الاسباب ، ومعرفة الاسباب هي التنبؤ ، والتنبؤ هو معرفة وجود الشيء في المستقبل ، أو لا وجوده . ولما كان ترتيب الاسباب ، أو نظامها يقتضي وجود الشيء في عدهه في . ذلك الوقت ، وجب أن يكون العلم بأسباب شيء ما ، هو العلم وقت ما ، أو بوجود ذلك ، أو عدمه في وقت ما .

    ١ - ولكن العلم لا يستطيع الوصول إلى هذه الغاية إلا إذا قيد الحوادث الجارية في الزمان والمكان بروابط عامة ثابتة ، بحيث يستطيع العقل أن يستند اليها ، ويتنبأ بما يمكن وقوعه منها في وقت من الاوقات . والحرية لا تتفق هذا التقيد ، لان مع وجودها يمنع الاسباب من توليد النتائج ، فالعلم يبطل الحرية حفظاً لترتيب الاسباب ، وحرصاً على نظام الحوادث .

    ٢ - أضف إلى ذلك أن العلم محيط بالماضي والحاضر ، أما المستقبل فإنه لا يحيط به إلا على قدر معرفته بالقوانين الطبيعية ، أي على قدر ارتباط مستقبله بحاضره ، فهو يبطل اذن كل علة غائية ؛ أما الحرية فتستلزم الاخذ بالاسباب الغائية ، لانها تقتضي أن يكون للمستقبل ، أو لتصور الغاية الممكنة تأثير في الاسباب الحاضرة ، وهذا مخالف للعلم .

    ينتج من ذلك ان العلم مبني على الحتمية ، اعني انه يسلم ، قبل التجربة ، بأن الظواهر الطبيعية خاضعة لنظام ثابت ، وهذه الحتمية تجدها في علم الفلك ، وعلم الفيزياء وعلم الكيمياء ، كما تجدها في علم الحياة ، وعلم الاجتماع ، وعلم النفس ، ولنبحث الآن في ضرورة فرضية الحتمية لهذه العلوم المختلفة .

    ۱ - الحتمية في علم الفلك ، والكيمياء ، والفيزياء . - ان القوانين التي كشف عنها علماء الفلك ، والفيزياء ، والكيمياء ، تدل على ان الظواهر التي تبحث فيها هذه العلوم خاضعة لمبدأ الحتمية . فالعالم يكشف اولاً عن ارتباط الملل بالمعلولات ، ثم يقيس هذه الروابط بمقاييس مادية ، ويعبر عنها بمعادلات ، او دالات ( توابع ) رياضية .

    آ - ان الفلكي مهندس سماوي يستند الى مبدأ الجاذبية العامة في تحديد حركات الكواكب السيارة وأفلاكها ، ويتنبأ بالحوادث قبل وقوعها ، واذا صادف في طريقه حادثة متناقضة لا يمكنه ربطها ربطاً ضروريا بإحدى شرائط الوجود المعينة كذبها ، او وضع لها شرطاً جديداً ، كما فعل ) لوفريه ( في كشفه عن كوكب ( نبتون ) . فإنه لما شاهد انحرافاً في مدار الكوكب ( اورانوس ) لا يمكن تعليله بإحدى شرائط الوجود المعلومة ، عزا ذلك الى سبب آخر ، وهو وجود الكوكب نبتون ) الذي لم يكن معروفاً من قبل . فالحقائق التي يكشف عنها علماء الفلك ثمرة من ثمرات الدراسات الكمية والعددية ، وهي تدل على تقيد حركات الكواكب بنظام طبيعي ثابت .

    ب - وعلما الفيزياء ، والكيمياء يدلان ايضاً على تقيد ظواهر الطبيعة ، وخضوعها لنظام ثابت ، لقد كشف علماء الفيزياء ، والكيمياء عن قوانين طبيعية تصلح للتنبؤ ، قالوا : قد تؤلف القوى الفاعلة منظومات منغلقة ، وقد تؤلف منظومات منفتحة ؛ الا ان التقيد لا يخطىء فيها ابداً ، كأن العالم بأسره منظومة واحدة لا يضيع منها شي ، ، ولا يخلق فيها شيء ، بل يتبدل فيها كل شيء من حال إلى حال آخر وفقاً لقوانين التكافؤ الميكانيكي . فلو اطلعنا على جميع القوى الفاعلة ، وعرفنا شدتها ، واتجاهها ، ونقاط استنادها ، و أدركنا الأسباب المادية على الإطلاق ، اعرفنا ما يبقى منها ، وما يزول في وقت من الاوقات ، وحصلنا على مفاتيح الغيب ، وأحطنا علماً بالحاضر والماضي والمستقبل .

    ج - الحتمية في علوم الحياة .
    - لم يكن لعلوم الحياة قبل الأخذ بمبدأ الحتمية صفة وضعية حقيقية ، فلما اعترفت بهذا المبدأ ، أخذ العلماء يرجعون أكثر ظواهر الحياة إلى ظواهر فيزيائية ، أو كيميائية ، ولئن كانوا لم ينجحوا في هذه العلوم حق الآن كما نجحوا في علوم الفيزياء ، والكيمياء ، لقد نجحوا على الأقل في دراسة مطابقة الأعضاء للوظائف ، وتعليل أشكالها ، وصورها ، وإرجاعها إلى شرائط خارجية ثابتة . وما زالوا يبحثون عن أصل الحياة ، واختلاف صورها على مذهب التطور ، حق أصبحنا الآن نعتقد أنه لاغنى لهذه العلوم عن مبدأ الحتمية الطبيعية .

    د - الحتمية في التاريخ وعلم الاجتماع والأخلاق .
    - إذا كانت العلوم المعنوية - أي العلوم التي تبحث في الامور الوجدانية - قد ظلت في الماضي بمعزل عن الحتمية الطبيعية ، فمرد ذلك الى ان القول بهذه الحتمية مضاد للقول بحرية الارادة ، ولكن علماء زما نناقد أخذوا اليوم يسلكون في هذه العلوم طريق العلوم المادية ، قائلين أن الظواهر الاجتماعية خاضعة للحتمية كغيرها من الظواهر ، وان الخير والشر هما نتيجة طبيعية للمزاج والإقليم ، و إن الأرض تنبت الفضيلة ، والرذيلة كما تنبت قصب السكر ، و الحنظل . نعم ان بعض المؤرخين يعتقد أن للعظماء تأثيراً في تسيير دفة التاريخ ، وتوجيه الوقائع ، ولكن بعضهم الآخر يعتقدون أن الوقائع نتيجة ضرورية للأسباب الطبيعية والاقتصادية ، وأن العظماء أنفسهم سبب من هذه الأسباب ، وأن الوقائع تصل إلى نهايتها وان لم يؤثر فيها أحد ، ويسمى مذهبهم هذا بالمادية التاريخية . ومع أن بعض علماء الاجتماع لا يزالون يعتقدون أن الحياة الاجتماعية خاضعة لإرادة المشترعين ، وحرية الأفراد ، فإن بعضهم الآخر يستعين في دراساته بعلم الاحصاء والتاريخ ، ويسلك طريق المقارنة والمقايسة ، ويستنتج من ذلك أن الظواهر الاجتماعية خاضعة لمبدأ الحتمية .

    ولما كانت الامور الأخلاقية اجتماعية بالذات ، زعم فلاسفة الحتمية أنها مقيدة ، أي خاضمة لمبدأ الحتمية ، كالظواهر الاجتماعية .

    ينتج من ذلك كله أن جميع ظواهر الحياة الإنسانية مقيدة بنظام ثابت ، وهي ! لا تختلف في ذلك . عن غيرها من الظواهر الطبيعية .

    ه - الحتمية النفسية .
    - ان نجاح العلماء في إخضاع الظواهر المادية لمبدأ الحتمية دفعهم إلى تطبيق هذا المبدأ في دراسة أحوال النفس ، فزعموا ان الأحوال النفسية مقيدة بالعوامل العضوية والمؤثرات الخارجية ، وان افعالنا تجري على نظام محدود وفقا لهذه العوامل ، وان الأحوال النفسية مقيدة أيضاً بعضها ببعض ، وانها خاضعة لقوانين حقيقية ، كقانون تداعي الأفكار وغيره ، وقد أثبتوا زعمهم هذا بتحليل الفعل الإرادي وبإمكان التنبؤ بالأفعال قبل حدوثها .

    فتحليل الفعل الإوادي يبين لنا أن الفعل مسبوق بالروية والمناقشة ، وأن العامل القوي في هذه المناقشة يتغلب على العامل الضعيف ، وأن الإنسان أشبه شيء بميزان تحركه الدوافع والبواعث ، فاهتزاز الميزان هو المناقشة ، والأوزان الموضوعة في الكفتين هي البواعث والدوافع ، والعزم هو ميل إحدى الكفتين إلى الجهة الوازنة .
    وإمكان التنبؤ بالأفعال قبل حدوثها يدل أيضاً على تقيد الأحوال النفسية ، لأن معرفتنا بصفات المرء ، وأخلاقه تجعلنا نتنبأ بما سيقوم به من الأفعال في المواقف المختلفة ، قال ( استوارت ميل ) :
    ( لو اطلعنا على العوامل المؤثرة في الذهن في وقت من الأوقات ، وأحطنا علماً بسجية المره واستعداداته الحاضرة ، وعرفنا شخصيته ، وأدركنا جميع الأسباب المؤثرة فيها ، لتنبأنا بأفعاله المقبلة ، وبسلوكه في وقت من الأوقات ، كما تتنبأ بحدوث إحدى الظواهر " الفيزيائية ) .

    ثم ان فلاسفة الحتمية يزعمون - كما بينا سابقاً - أن شهادة الشعور كاذبة ، فالشعور عندهم لا يطلعنا على الحرية قبل الفعل ، ولا مع الفعل ، ولا بعد الفعل ، لأنه كما قال ( استوارت میل : ليس نبياً ، انا نشعر بما في نفوسنا من الرغائب المتعارضة ، ونطلع على ارتباط الصور ، والأفكار بعضها ببعض ، وندرك كيف يتغلب القوي منها على الضعيف ، ولكننا لا ندرك أننا قادرون على فعل من الأفعال إلا بعد وقوعه ، وإذا قيل ان الاسف على وقوع فعل من الافعال دليل على أن المرء كان قادراً على القيام بفعل آخر غيره ، قلنا ان هذا خطأ فاضح ، لان حصول الاسف لا يدل إلا على تغير الشروط والظروف ، فقد كنا نجهل نتائج الفعل قبل القيام به ، فلما ادركنا نتائجه أسفنا على حدوثه ، ولو كنا عالمين بنتائجه القررنا أمراً آخر ، ولكان هذا الأمر الآخر مقيداً كغيره .

    وأخيراً ان فلاسفة الحتمية يثبتون لنا ان اعتقاد الحرية أكبر دليل على وجود الحتمية ، لاننا لا نقول بالحرية إلا عندما نجهل أسباب أفعالنا ، فنتخيل لها سبباً تخلصاً من الوقوع في اللاحتمية ، ونقول انها صادرة عن ( الانا ) ، أو عن حرية الاختياره . فالجهل بالاسباب العميقة يجعلنا نقول بصدور بعض أفعالنا عن الحرية ، والتعليل بالحرية ليس سوى تطبيق لمبدأ السببية .

    ينتج من كل ما تقدم ان العلم يدخل فرضية الحتمية على كل ظاهرة من ظواهر الوجود ، ويجعل افعال الانسان مقيدة كغيرها من الاشياء . ولسنا نريد الآن أن نعود إلى الرد على تأويل فلاسفة الحتمية ، وعلى تحليلهم للفعل الإرادي ، فقد كفانا ( هنري برغسون ) مؤونة الرد عليهم . ولكننا نقول : ان الاختلاف بين الشعور والعلم اختلاف تام ، فالشعور يثبت الحرية ، والعلم يثبت الحتمية ، وأصحاب مذهب الحرية يحملون على العلم المادي حملة شعواء ، ويبينون لنا أن الحتمية ليست مطلقة ، وان قوانين العلم نسبية ، أو اصطلاحية ، وانها لا تطلعنا على حقيقة الوجود وأصحاب مذهب الحتمية يبطلون شهادة الشعور ، ويقولون انها وهم ، أو معرفة ابتدائية ، أو إدراك موقت ناقص ، وانها لا تقاس باليقين العلمي ، والمعرفة الوضعية الثابتة .

    فهل يجب الوقوف عند هذا الحد من تعارض الادلة ؟ أم يجب التوفيق بين العلم والشعور ، وبين الحتمية والحرية ؟ .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٢٦_1(2).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	112.2 كيلوبايت 
الهوية:	191272 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٢٨_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	97.0 كيلوبايت 
الهوية:	191273 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٢٩_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	107.9 كيلوبايت 
الهوية:	191274 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٣٠_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	120.7 كيلوبايت 
الهوية:	191275 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٣٢_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	109.7 كيلوبايت 
الهوية:	191276


  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٣٣_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	107.7 كيلوبايت 
الهوية:	191283

    Science requires determinism... freedom and determinism

    B - Science requires determinism

    - If feeling requires freedom; Science requires determinism.

    The difference between natural determinism and fatalism.
    The natural determinism required by science is different from algebra. Jabrians say:
    Man is forced to do his actions and is oppressed, because if it is assumed that man creates and creates his actions, then he must be subject to actions that do not take place according to God’s will or choice, so there would be a creator other than God. They said: Man is not capable of anything, and he is not described as capable. Rather, he is forced to do his actions. He has no ability, no will, and no choice. And God Almighty is the one who creates actions in Him as they are created in all other inanimate objects, so actions are attributed to Him, just as they are attributed to inanimate objects, as it is said: The tree bore fruit, the water flowed, the stone moved, the sun rose and set, and the earth flourished and grew. Reward and punishment are reparation, just as actions are reparation, and obligations are reparation.

    This doctrine of coercion is not a modern doctrine, but rather it is an ancient doctrine spoken by the Greeks and Romans, as some Islamic sects such as the Jahmites said (1), and it is the doctrine of laziness, comfort, and surrender, because it strips the person of all action, gain, and influence, and claims that accidents It takes place according to a set order and a limited system, in which man has no influence as long as everything is written on a preserved tablet.

    It is obvious that this doctrine is different from the doctrine of natural determinism, because this latter doctrine is a scientific doctrine that says that actions are linked to natural causes, without attributing them to fate or destiny, or to solutions, or other cosmic or divine causes. Let us now examine the determinism required by science.

    The statement of natural determinism is a scientific step ahead of experience.
    The goal of science is knowing the causes, and knowing the causes is prediction, and prediction is knowing the existence of something in the future, or its non-existence. Since the arrangement or order of causes requires the existence of a thing in its number. At that time, knowledge of the causes of something must be knowledge at a certain time, or of the existence of that thing, or its absence at a certain time.

    1 - But science cannot reach this goal unless it restricts the events taking place in time and place to general, fixed links, such that the mind can rely on them and predict what may occur from them at any given time. Freedom is incompatible with this restriction, because with its existence it prevents causes from generating results. Science nullifies freedom in order to preserve the order of causes and to ensure the order of events.

    2 - In addition, science encompasses the past and the present, but as for the future, it only encompasses it to the extent of its knowledge of natural laws, that is, to the extent that its future is connected to its present. Therefore, it nullifies every teleological cause; As for freedom, it requires adopting final causes, because it requires that the future, or the perception of a possible end, have an effect on present causes, and this is contrary to science.

    It follows from this that science is based on determinism. I mean that it recognizes, before experimentation, that natural phenomena are subject to a fixed order. You find this determinism in astronomy, physics, and chemistry, just as you find it in life science, sociology, and psychology. Let us now look into The necessity of the determinism hypothesis for these different sciences.

    1 - Determinism in astronomy, chemistry, and physics. The laws revealed by astronomers, physicists, and chemistry indicate that the phenomena investigated by these sciences are subject to the principle of determinism. The scientist first reveals the connection between boredom and effects, then he measures these connections with physical standards, and expresses them with equations or mathematical functions.

    A - The astronomer is a celestial engineer who relies on the principle of universal gravity to determine the movements of the moving planets and their orbits. He predicts events before they occur, and if he encounters a contradictory event on his way that he cannot necessarily link to one of the specific conditions of existence, he rejects it, or sets a new condition for it, as he did (Leuvre). (In his discovery of the planet (Neptune). When he saw a deviation in the orbit of the planet (Uranus) that could not be explained by one of the known conditions of existence, he attributed it to another reason, which is the existence of the planet Neptune) which was not known before. The facts revealed by astronomers are the fruit of quantitative and numerical studies, and they indicate that the movements of the planets adhere to a fixed natural system.

    B - The sciences of physics and chemistry also indicate that the phenomena of nature are restricted and subject to a fixed system. Physicists and chemists have revealed natural laws that are suitable for prediction. They said: Active forces may form closed systems, or they may form open systems.

    However, adherence never makes a mistake in it, as if the entire world is one system in which nothing is lost, and in which nothing is created, but in which everything changes from one state to another according to the laws of mechanical equivalence. If we knew all the active forces, knew their intensity, direction, and points of support, and understood the material causes at all, we would know what remains of them and what will disappear at a certain time, and we would obtain the keys to the unseen, and have knowledge of the present, the past, and the future.

    C - Determinism in the life sciences.
    Before the introduction of the principle of determinism, the life sciences did not have a truly positive character. When they recognized this principle, scientists began to attribute most of the phenomena of life to physical or chemical phenomena. Although they have not succeeded in these sciences as they have succeeded in the sciences of physics and chemistry, they have succeeded. At least in studying the conformity of organs to functions, explaining their shapes and forms, and returning them to fixed external conditions. They are still searching for the origin of life and its various forms based on the doctrine of evolution. We have now come to believe that these sciences are indispensable for the principle of natural determinism.

    D - Determinism in history, sociology and ethics.
    - If the moral sciences - that is, the sciences that investigate emotional matters - remained in the past isolated from natural determinism, then this is because the statement of this determinism is contrary to the statement of freedom of will, but today critical scholars have begun to follow in these sciences the path of the material sciences, saying: Social phenomena are subject to determinism like other phenomena, and that good and evil are a natural result of mood and region, and that the earth grows virtue and vice just as it grows sugarcane and bitter melon. Yes, some historians believe that great people have an influence on turning the tide of history and directing events, but others believe that events are a necessary result of natural and economic causes, and that the great people themselves are a cause of these causes, and that events reach their end even if no one influences them, and their doctrine is called this. With historical materialism. Although some sociologists still believe that social life is subject to the will of legislators and the freedom of individuals, others use statistics and history in their studies, and follow the path of comparison and comparison, and conclude from this that social phenomena are subject to the principle of determinism.

    Since moral matters are social in themselves, deterministic philosophers claim that they are restricted, that is, subject to the principle of determinism, like social phenomena.

    It follows from all of this that all phenomena of human life are bound by a fixed system, which is! No different. From other natural phenomena.

    E - Psychological determinism.
    The success of scientists in subjecting material phenomena to the principle of determinism prompted them to apply this principle in studying the states of the soul. They claimed that psychological conditions are restricted by organic factors and external influences, and that our actions take place in a limited system according to these factors, and that psychological states are also restricted to each other, and that they are subject to They have real laws, such as the law of association of ideas and others, and they have proven this claim by analyzing voluntary action and the possibility of predicting actions before they occur.

    The analysis of the verbal verb shows us that the action is preceded by narrative and discussion, and that the strong factor in this discussion overcomes the weak factor, and that the human being is like something to a scale moved by motives and motives, so the shaking of the scale is the discussion, and the weights placed on the two scales are the motives and motives, and the determination is the tendency of one of the scales to The balanced side.
    The possibility of predicting actions before they occur also indicates the restriction of psychological conditions, because our knowledge of a person’s characteristics and morals makes us predict the actions he will perform in different situations. Stuart Mill said:
    (If we were aware of the factors affecting the mind at a given time, and were aware of the nature of the time and its present preparations, and knew its personality, and understood all the causes affecting it, we would predict its future actions and behavior at a given time, just as you would predict the occurrence of one of the “physical” phenomena.)

    Then the philosophers of determinism claim - as we explained previously - that the testimony of feeling is false. For them, feeling does not inform us of freedom before the action, nor with the action, nor after the action, because, as Stuart Mill said: He is not a prophet. We feel the conflicting desires in our souls. We see how images and ideas are connected to each other, and we realize how the strong overcome the weak, but we do not realize that we are capable of an action until after it has occurred. If it is said that regretting the occurrence of an action is evidence that a person was capable of performing another action. Other than that, we said that this was a blatant mistake, because the occurrence of regret only indicates a change in conditions and circumstances. We were ignorant of the consequences of the action before performing it, so when we realized its consequences, we regretted its occurrence. If we had known its consequences, we would have decided something else, and this other matter would have been restricted like the others.

    Finally, the philosophers of determinism prove to us that the belief in freedom is the greatest evidence of the existence of determinism, because we do not speak of freedom except when we are ignorant of the reasons for our actions, so we imagine a reason for it to get rid of falling into indeterminism, and we say that it emanates from (the ego), or from the freedom of choice. Ignorance of the deep causes makes us say that some of our actions arise from freedom, and the justification for freedom is nothing but an application of the principle of causality.

    It follows from all of the above that science imposes the assumption of determinism on every phenomenon of existence, and makes human actions restricted like other things. We do not want now to return to responding to the interpretation of the philosophers of determinism and their analysis of voluntary action. Henri Bergson has had enough of the effort of responding to them. But we say: The difference between feeling and knowledge is a complete difference. Feeling proves freedom, and knowledge proves determinism, and the proponents of the doctrine of freedom hold materialistic science harshly, and show us that determinism is not absolute, and that the laws of science are relative, or conventional, and that they do not inform us of the truth of existence. Those who follow the doctrine of determinism invalidate the testimony of feeling, and say that it is an illusion, or elementary knowledge, or temporary, incomplete perception, and that it cannot be measured by scientific certainty, and fixed, positive knowledge.

    Should we stop at this point of conflicting evidence? Or must there be a reconciliation between knowledge and feeling, and between determinism and freedom? .

    تعليق

    يعمل...
    X