الارادة والانفعال ، نظرية ( ووندت ) و ( رينيانو ) .. العوامل النفسية .. حقيقة الإرادة
۲ - الارادة والانفعال ، نظرية ( ووندت ) و ( رينيانو ) .
- الارادة صورة من صور الحساسية .
زعم ( ووندت ) أن جميع الأحوال الانفعالية ، وبخاصة المنافية منها ، تنحل إلى حركات ، وان هذه الحركات تؤدي في بعض الأحيان إلى انقطاع الحالة المنافية وزوالها . وبزوال الحالة المنافية تظهر الارادة . فالارادة محيطة إذن بالحياة النفسية كلها ، وهي ضعيفة جداً عند الحيوان ، إلا أنها تتعقد عند الانسان وتنمو ، وتنقلب من إرادة بسيطة ( Will ) إلى قوة انتخاب ( Willkur ) ، ولكن هذا التغير لا يغير ماهيتها ، فلا إرادة بغير انفعال ، ولا تأثير للتصور في المناقشة والروية إلا بطريق الانفعالات النفسانية .
ولكن ( رينيانو ) يضيف إلى النظرية الانفعالية تأويلاً آخر ، ويقول : لاتوجد الارادة إلا حيث تتعارض النزعات الانفعالية ، وتتغلب نزعات المستقبل على نزعات الحاضر ، وما الارادة إلا نزعة انفعالية حقيقية تسوق المرء إلى الفعل ، وتحول دون تأثير غيرها من النزعات ، لسعة نطاقها ، واستمرارها وقوتها . ان العطشان الذي يشرب الماء ، وهو يلهث من شدة الحر والتعب ، يخضع لنزعته الحاضرة من غير أن يكون لعمله صلة بالارادة ولكن الذي يعنى بصحته ، فيمنع نفسه عن شرب الماء البارد رغم عطشه الشديد ، يعمل عملاً إراديا حقيقيا ( ١ ) .
المناقشة . - لا شك أن الارادة مصحوبة بكثير من الأحوال الانفعالية ، ولكنها ليست كما زعم ( ووندت ) صورة من صور الحساسية والانفعال ، لأن الحياة الانفعالية أقل ظواهر الحياة النفسية تنظيما ، وأضعفها ترتيباً وتنسيقاً . والأمزجة الحساسة أضعف الأمزجة اتصافاً بالارادة . ولذلك فرق ( بلوندل ) بين نوعين من الانفعال ، فالنوع الأول يشتمل على الرغائب ، والأهواء الحسية ، والشهوات البدنية ، والنوع الثاني يتضمن الانفعالات العالية المتولدة من الشعور بالواجبات الخلقية والاجتماعية . ومنزلة هذا النوع الثاني أعلى من منزلة النوع الأول .
لقد أصاب ( رينيانو ) بقوله : إن الارادة مبنية على تنازع الميول وصراع النزعات . إلا أن تعليله لهذا التنازع يبعدنا عن فهم حقيقة المناقشة والروية ، ويوقعنا في الشبه التي أوقعتنا فيها نظرية الانتباه الانفعالية ( ۲ ) . فالارادة لا تتقوم من تنازع الميول ، لأن هذا التنازع لا يولد إلا التردد . ، ولا تنشأ عن الانقياد للنزعات ، لأن هذا الانقياد لا يشتمل على أي جهد ، ولا على أي روية . فالارادة إذن ليست نزاعاً ، ولا انقياداً ، وإنما هي جهـ تركيبي يمنع من الانقياد للنزعات ، ويقطع التنازع بين الميول .
۲ - الارادة والانفعال ، نظرية ( ووندت ) و ( رينيانو ) .
- الارادة صورة من صور الحساسية .
زعم ( ووندت ) أن جميع الأحوال الانفعالية ، وبخاصة المنافية منها ، تنحل إلى حركات ، وان هذه الحركات تؤدي في بعض الأحيان إلى انقطاع الحالة المنافية وزوالها . وبزوال الحالة المنافية تظهر الارادة . فالارادة محيطة إذن بالحياة النفسية كلها ، وهي ضعيفة جداً عند الحيوان ، إلا أنها تتعقد عند الانسان وتنمو ، وتنقلب من إرادة بسيطة ( Will ) إلى قوة انتخاب ( Willkur ) ، ولكن هذا التغير لا يغير ماهيتها ، فلا إرادة بغير انفعال ، ولا تأثير للتصور في المناقشة والروية إلا بطريق الانفعالات النفسانية .
ولكن ( رينيانو ) يضيف إلى النظرية الانفعالية تأويلاً آخر ، ويقول : لاتوجد الارادة إلا حيث تتعارض النزعات الانفعالية ، وتتغلب نزعات المستقبل على نزعات الحاضر ، وما الارادة إلا نزعة انفعالية حقيقية تسوق المرء إلى الفعل ، وتحول دون تأثير غيرها من النزعات ، لسعة نطاقها ، واستمرارها وقوتها . ان العطشان الذي يشرب الماء ، وهو يلهث من شدة الحر والتعب ، يخضع لنزعته الحاضرة من غير أن يكون لعمله صلة بالارادة ولكن الذي يعنى بصحته ، فيمنع نفسه عن شرب الماء البارد رغم عطشه الشديد ، يعمل عملاً إراديا حقيقيا ( ١ ) .
المناقشة . - لا شك أن الارادة مصحوبة بكثير من الأحوال الانفعالية ، ولكنها ليست كما زعم ( ووندت ) صورة من صور الحساسية والانفعال ، لأن الحياة الانفعالية أقل ظواهر الحياة النفسية تنظيما ، وأضعفها ترتيباً وتنسيقاً . والأمزجة الحساسة أضعف الأمزجة اتصافاً بالارادة . ولذلك فرق ( بلوندل ) بين نوعين من الانفعال ، فالنوع الأول يشتمل على الرغائب ، والأهواء الحسية ، والشهوات البدنية ، والنوع الثاني يتضمن الانفعالات العالية المتولدة من الشعور بالواجبات الخلقية والاجتماعية . ومنزلة هذا النوع الثاني أعلى من منزلة النوع الأول .
لقد أصاب ( رينيانو ) بقوله : إن الارادة مبنية على تنازع الميول وصراع النزعات . إلا أن تعليله لهذا التنازع يبعدنا عن فهم حقيقة المناقشة والروية ، ويوقعنا في الشبه التي أوقعتنا فيها نظرية الانتباه الانفعالية ( ۲ ) . فالارادة لا تتقوم من تنازع الميول ، لأن هذا التنازع لا يولد إلا التردد . ، ولا تنشأ عن الانقياد للنزعات ، لأن هذا الانقياد لا يشتمل على أي جهد ، ولا على أي روية . فالارادة إذن ليست نزاعاً ، ولا انقياداً ، وإنما هي جهـ تركيبي يمنع من الانقياد للنزعات ، ويقطع التنازع بين الميول .
تعليق