الكتاب الرابع: كنتُ صغيراً على الهجران - شعر: عارف حمزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكتاب الرابع: كنتُ صغيراً على الهجران - شعر: عارف حمزة


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1707167359391.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	15.7 كيلوبايت 
الهوية:	190953 #اقرأ_كتابين_شهرياً_مع_رابطة_الكتاب_السوريين
    الكتاب الرابع: كنتُ صغيراً على الهجران - شعر - عارف حمزة
    (2 من 14)
    تابعونا يومياً، الساعة السابعة مساءً
    #رابطة_الكتاب_السوريين
    ____________________________________________

    قلب

    أعرفُ أنّكِ لا تنامين
    وبتقـلّبكِ الأعمى
    تُـتلفين الأزهار الخفيفة
    لثوبك الشفّاف .

    أستطيع أن أرى صخبكِ نائماً في الممرّ
    خافتاً وخجولاً في غرفة الضيوف
    مشاغباتِك المركونة في زوايا البيت

    في المطبخ: كم تفسد ألوانكِ

    وأنّه طوال عامين
    لم تزهر في حديقـتي
    سوى
    زهرة الهجران .

    كانَ
    حبي
    يرعى
    بين الوحوش .


    تستطيعين في كلّ وقت
    أن تمدّي يدكِ داخل حياتي
    وتلمسي
    سطوة
    الماضي
    أن تشاهدي يداً تلمّع
    الإطار الفضي لطفولتكِ
    ...........
    ..........
    سيؤلمكِ الذي بقي هناك
    مثل فأر ميّت
    في القعر .

    7/12/1998

    ______________________


    المحظوظ

    من أين تأتي بالطمأنينة
    برائحة سرو
    برائحة عنق أسمر
    من أين تأتي بهذا الجرح الطويل ،
    مثل كمان ،
    أعلى الكتفين ؟

    محظوظ جداً
    وهادئ
    أنتَ الذي وُلدتَ في طائفةٍ أخرى
    بدم أزرق
    في مدينة بعيدة
    وستموتُ في الصباح
    في الثانية والثلاثين
    كما أردتَ .


    في هذه الغرفة
    ترتدي ثيابك بكسل السناجب
    ترمي حجر نردكَ
    كي ترمي شيئاً
    في هذه الغرفة
    ينظر إليك كرسيّ بنظرة مغلوب
    ويحفظ
    لكَ
    الجميل
    الستائر تنظر إليك
    وردةُ خزفٍ على شكل وردة حمراء
    الأسطوانةُ
    تشكو من حنين غامضٍ
    وتدور .

    ما كانَ يُفرّق: القليل من الهواء
    والآن مدينتان .


    محظوظ
    مثل عين ترى ما تريد
    مثل شمعةٍ
    ترافقُ الجميلةَ
    إلى الاغتسال .

    في الغرفة
    ولنْ
    يندمَ
    عليكَ
    أحدْ .


    لماذا تفكِّرُ في الحياة
    أنت المهجور و .. المحظوظ
    لا تفعل شيئاً
    لا تأكل ، لا تحب ، لا تنـزل إلى السوق
    لا تنسى .
    ما يشغلكَ
    كلَّ وقت
    أن تنظر مليّاً
    بنظرة مغلوب
    في صورةِ بلادٍ
    قسَتْ
    عليك .

    محظوظٌ
    ومخدوعٌ
    كشجرةِ وردْ .

    8/11/2001

    _____________________


    العذراء

    أعيديني إلى رشدي
    استردي شؤوني أيتها العذراء
    بفأسك النبيلة أرشديني
    واجعلي كلامي
    سهلاً على النبات

    أنا الأسطوانة
    التي ستعذّب أيقونتكِ يوماً

    كآنية الأزهارِ كلّميني
    احتفظي بي طويلاً
    كالصحون الفضيّة
    واكسريني
    في الحرص


    يكبر ذنبي كلّما عدتُ وكلما ابتعدتُ
    وذنبي
    دليلي إليك
    ذئب رائحتكِ الذي يأكل أصابعي في الصحو
    ويردمها في الغابةِ

    أعيديني إلى رشدي
    كي أُطلَّ
    بحكمة
    على النهاية

    ويوماً ما سيأتيك طائر في الليل وينقر كفاً من الزيت
    ليقود الشفقة إلى القلب والزيّ الساحلي
    لتخرجي إلى الشرفة
    وتشهدي عاري
    ويوماً ما
    سيترنّح طائر على غصنٍ بعيد
    بموشحه الطويل


    أعرف أنك ستتخلين
    وأن قطيعاً سيعوي في الغابة
    ثمَّ .. ينطفئ
    أعرف أنّ صورتك المعلّقة في الكنائس والفنادق
    في صدور العذارى: ستؤلمني

    لن أفقد عادتي في الحانات
    مقابل صورتك المباركة
    سأشرب الأنخاب
    أمامكِ
    ولن تستطيعي أنْ تشيحي بنظراتك عني
    أمامكِ
    واليدان المضمومتان على الأزرق البحري
    تقطّران ندماً
    وخوفاً
    عليّ


    هناك دم مازال غضّاً .
    دم فائض .
    في القلب
    يردّدُ أغاني المساء:
    ليس من أحدٍ
    يُسعف
    جراحي

    لن أفعل شيئاً هنا
    أربعة أيام
    وأذهب
    سأقولُ كلاماً يؤلمني
    وأمضي

    أيتها العذراء:
    لا تخرجي من حياتي
    دعي
    حياتي
    تخرجُ
    وحدها


    الرجالُ مشغولون بالعنف
    والنسوةُ
    بالاغتصاب
    الكلاب تجد الفرصة للنـزهة
    والتناسل
    كلابُـنا التي أهملناها
    التي لن تعتني
    ونحن
    في الشيخوخة
    كلابُ
    الشوقِ
    الضاري .

    14/11/2000

    _____________________
يعمل...
X