الإرادة ، وصف الفعل الإرادي .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإرادة ، وصف الفعل الإرادي .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الإرادة

    ۱ - وصف الفعل الإرادي

    البحث في صفات الفعل الإرادي ضروري لتعريفه . فلندرس إذن هذه الصفات ، ولنبحث في المسائل الفلسفية الناشئة عنها .

    آ - صفات الفعل الإرادي ( ١ ) .

    ۱ - الفعل الارادي فعل جديد .
    - وتنحصر جدته في الصفات التالية :
    آ - الإرادة تمنع المرء من الاندفاع الآلي إلى الفعل ، (مثال ذلك الامتناع عن الجواب عن سؤال من الأسئلة بجملة مبتذلة ) .
    ب - الإرادة تقلب الفعل الغريزي ، أو العادي إلى فعل تأملي مقصود ، فتسبغ عليه حلة جديدة .
    ج - الإرادة تنظم الحركات ، أو التصورات تنظيما موافقاً للظروف الطارئة . ( مثال ذلك : الهرب من مدينة موبوءة ، أو انتخاب مهنة من المهن ) .

    ۲ - الفعل الارادي فعل تأملي و معنى ذلك :
    آ - ان الفاعل المريد يشعر بما يفعل ، ويعي ما يقول ، ويدرك في الوقت نفسه غاية فعله .

    ب - ويحكم أيضاً حكما عقلياً بإمكان تحقيق الوسائل المؤدية إلى هذه الغاية .
    فقد يرغب الإنسان في المحال ، ولكنه لا يريده ، ولو حاول ذلك لصده عنه عقله . فالفعل الإرادي إذن فعل معقول .

    ٣ - الفعل الارادى فعل ذاتي .
    - ومعنى ذلك :
    آ - انه يتبدل بتبدل الأفراد .
    ب - وانه ليس خارجاً عن نطاق قدرتنا ، ولا تابعاً لنزعة من النزعات الطبيعية المسيطرة علينا ، كالأفعال الاندفاعية ، أو الغريزية .
    ج - وأننا نتحمل تبعة القيام به .
    د - وانه في الوقت نفسه يكشف عن خصالنا ، وسجايانا - فالفعل الإرادي مخالف إذن للفعل الاعتيادي ، لأن العادة تقوم على التكرار ، وهو مباين أيضاً للفعل الغريزي " لأن الغريزة عمياء .

    ب المسائل الفلسفية الناشئة عن هذه الصفات

    لنبين أولاً معنى هذه الصفات :

    ۱ - معنى جدة الفعل الارادي .
    - هل الفعل الارادي ابداع من العدم ، أم حادث واقعي لا علاقة له بما قبله ، أم ابتداء أول ، كما قال ( كانت ) ؟ . ثم هل تتعارض السببية الارادية ، والسببية العلمية ؟ ، هل الفعل الارادي مركب من عناصر أولية ، كالنزعات ، والبواعث ، والدوافع ، وهل هو محتاج في هذا التركيب الى مبدأ جديد ، ثم ما هو هذا المبدأ ؟

    ۲ - معنى اتصاف الفعل الارادي بالتأمل .
    ماهي وظيفة العقل في الارادة ، هل يقتصر عمله على مشاهدة نتيجة الفعل من غير أن يكون له أثر فيها ؟ أم يشترك في انجاز الفعل ، كاشتراك عنصر من العناصر الداخلة في تركيبه . ثم هل يرجع العزم الارادي الى الفكر التأملي ، أم الى غيره .

    ٣ - معنى اتصاف الفعل الارادي بالطابع الذاتي .
    - ماهي علاقة الفعل الارادي بالأنا ، هل هو مبدأ من مباديء النفس المجردة ، الخارجة عن الزمان ، المبدعة لسجيتنا الحاضرة ، وطبيعتنا العملية المحسوسة ، أم هو نتيجة لازمة عن هذه الطبيعة نفسها .

    - ولنبين ثانياً ما هي الحلول المختلفة التي جاء بها الفلاسفة لايضاح هذه الصفات . فقد ذهبوا أولاً الى أن الارادة قوة مستقلة عن الظواهر الشعورية ، ثم ذهبوا ثانيا الى أن الارادة ، كغيرها من الظواهر النفسية ، مقيدة بكثير من الأسباب والعوامل .

    ١ -رأيهم في حرية الاختيار :

    فمنهم من زعم أن البواعث ( وهي عقلية ) ، والدوافع ( وهي قلبية ) ، لا تكفي لتعليل الفعل ، وان العزم الإرادي يرجع إلى مبدأ مختلف عن شرائط الفعل ، مستقل عنها . وفي هذا المبدأ أن يجعل الدوافع الكاذبة تتغلب على الدوافع المعقولة ، والبواعث القوية . فلا يمكننا العلم بالقرار الذي سيصير اليه الحكم الإرادي قبل حدوثه ، لأنه إنما يدخل في نطاق الامور الجائزة لا الضرورية .

    وليس لهذه البواعث والدوافع نتيجة فعلية ، لأنها لا تستطيع أن تولد الفعل إلا إذا منحتها حرية الاختيار ما ينقصها من القوة .

    ٢ -رأيهم في حرية اللامبالاة ( Liberté d'indifference ) :
    لقد دلت التجربة على أن البواعث ، والدوافع تسوق المرء إلى الفعل ، هذا إذا لم يعقها عائق خارجي .

    آ - ولكن يتفق أحيانا أن تنقسم البواعث ، والدوافع إلى جملتين متقابلتين ، فيحصل بينهما توازن قام من غير أن تتغلب إحداهما على الثانية ( ١ ) ، ( كتساوي نوعين من قطع النقود الموضوعة في كيس واحد ) .

    ب -ولو لم يكن فوق هاتين الجملتين قوة تدفع النفس إلى اتخاذ قرار لتعدر الفعل ولاستمر التردد إلى غير نهاية .

    فأصحاب هذا الرأي يسلمون إذن بحرية الاختيار ، إلا أنهم يجعلونها مقصورة على الأحوال التي تتوازن فيها البواعث ، والدوافع ، فيقلبون حرية الاختيار إلى حرية اللامبالاة .

    ٣ -الصعوبات التي تعترض مذهب حرية الاختيار :

    آ - ان الأمثلة التي يجىء بها أنصار حرية الاختيار لا تكفي لإثبات مذهبهم ، ولا تنطبق على الواقع . ومن الصعب أن تتساوى شرائط الطرفين في الأمثلة المذكورة ، فقد تكون قطع النقود التي في الكيس واحدة ، ولكن أوضاعها قد تختلف من قطعة إلى أخرى .

    ب - ومن صفات حرية الاختيار أنها تحكم بغير سبب ، وهذا مباين لصفه الارادة لأن الارادة تقتضي أن يشعر الانسان بما يفعل ، وأن يدرك الغاية التي يريد أن يصل اليها ، فهي إذن مبنية على معرفة الأسباب ، وإدراك الغايات ، لا على الجهل بها .

    ج - وقد تبين لنا من مباحثنا النفسية السابقة أن الظواهر النفسية ( ونعني بذلك هنا البواعث والدوافع ) ليست أجزاءاً فردة مستقلة بعضها عن بعض ، متجهة إلى جهتين مختلفتين ، وإنما هي حالات شعورية داخلة بعضها في بعض وقد بينا ذلك عند الكلام على صفات الشعور ، وقلنا إن أحوال الشعور لا تنقسم إلى أجزاء فردة مستقلة ، وان الكل موجود في الجزء ، وان كل حالة نفسية إنما تشتمل على النفس كلها ، وانها تتغير وتزيد وتنقص وتقوى وتضعف بتأثير الانتباه .

    وقصارى القول أن أصحاب حرية الاختيار يشبهون قوة العزم الارادي بحاكم مستبد يحكم على الامور بحسب هواه ، من غير أن يستند إلى أدلة الشهود والوقائع ، فمذهبهم إذن وهمي ؛ وأداتهم خيالية . وليس في أحكامهم ما يصدق على الواقع .

    ٤ - مذهب الحتمية :

    من مسلمات مذهب الحتمية ان الفعل الارادي يحدث في الزمان كسائر الظواهر الطبيعية ، وأنه متصل بهذه الظواهر ، ومقيد بها .

    آ - فالفعل الارادي مختلف عن حالة الاندفاع إلى الفعل من غير روية ، نعم ان كل رغبة تدفع إلى الفعل ، ولكن اتباع الرغبة شيء ، والخضوع للإرادة شيء آخر . يصبح الفعل إراديا إلا إذا تعارضت الرغائب ، وتقابلت النزعات ، وفي هذه الحالة يبدأ النزاع بين الرغائب المتقابلة ، ويتجمع حول كل رغبة جملة من الصور ، والعواطف ، والأفكار ، ويظهر التردد ، ويظهر أو يكاد يظهر شيء من اللاحتمية . ولكن هذا التردد لا يستمر ، بل ينتهي بتغلب الجملة القوية على الجملة الضعيفة . ان كفتي الميزان تتحركان عند الابتداء ، ويهتز طيار الميزان بعض الوقت ، إلا أن النقطة التي يجب أن Lan يقف عندها الطيار محددة ومقيدة بما قبلها .

    ب - وهذا التقيد لا يمنع الفعل الارادي من أن يكون ذاتياً ، لأن أقوى البواعث والدوافع تأثيراً ، ما دل منها على سجايانا ، وخصالنا ، وإذا كانت الارادة تدل على خلق الانسان ، فمرد ذلك إلى أن للخلق تأثيراً فيها . لذلك قال ( هيوم ) : ان التنبؤ بالفعل الارادي أسهل من التنبؤ بالفعل الاندفاعي ( Acte impulsif ) .

    ج - واذا قيل للحتميين ان من شرط الفعل الارادي أن يكون مصحوبا بالشعور ، قالوا ان الشعور لا ينفرد وحده بالتأثير ، لأنه ليس حر أو لأنه يقتصر على مشاهدة نتيجة الفعل ، فيمد لها العدة بما يهيئه من الأسباب في داخله ، ثم ان قسما كبيراً من هذه الأسباب قد يتم خارج ميدان الشعور ، لاستقراره في أعماق النفس واتصاله بأبداننا ، فالشعور اذن عنصر من العناصر الداخلة في هذا التركيب . وهو الذي يتدبر الأمر بروية ، وينظر في العواقب ، ويحيط بالرغائب المتعارضة ، ولكنه لا يستطيع أن ينجز عمله بحرية . انه في حقيقة الأمر مقيد ، كالدوارة التي يحركها الهواء ، فلو كانت شاعرة بدورانها ، لزعمت أنها تحرك نفسها بنفسها .

    ٥ - ليس مذهب الحتمية أوضح من مذهب حرية الاختيار :

    آ - ونقول هنا في بيان هذا الأمر ، ان البواعث والدوافع ، ليست أجزاءاً فردة مستقلة ، وانما هي أحوال نفسية متداخلة ، كل حالة منها مشتملة على الأحوال الاخرى ، فتتغير وتزيد وتنقص ، بتأثير الانتباه ، ولا تبقى على حالها زمانين ، فإذا وضعت في الميزان تغيرت طبيعتها ، وتغير الميزان معها . وهل يصح الوزن اذا تغير الميزان المجرد نظرك اليه ، أو تفكيرك فيه ؟

    ب - ثم أن هذه البواعث والدوافع لا تظهر على مسرح الشعور عفواً ، أو يجاذبية ميكانيكية ، بل تظهر بتأثير الفاعلية الذهنية ( راجع نقد مذهب التداعية ) ، ولكن مذهب الحتمية يهمل هذه الناحية من حياة النفس ، ويشبه الفعل الارادي بالحركة المتولدة من تلاقي القوى المادية .

    وقصارى القول ان فلاسفة الحتمية رغبوا في تعليل الفاعلية الارادية بقوانين ميكانيكية ، فاستبدلوا بحياة النفس رموز المادة ، واستمدوا أحكامهم من علم ما بعد الطبيعة ، لا من الملاحظات الواقعية .

    ٦ - النتيجة :

    ينتج من كل ما تقدم أن الفلاسفة يركبون في تأويل صفات الفعل الارادي مركباً صعباً ، فبعضهم يأخذ بحرية الاختيار ، وبعضهم يشبه حياة النفس بآلية المادة ، وهم لو اقتصروا على الملاحظات النفسية الواقعية ، لما سلكوا هذا الطريق الوعر ، ولكفونا مؤنة الشبه الفلسفية التي وقعوا فيها .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٣٩_1.jpg 
مشاهدات:	19 
الحجم:	65.9 كيلوبايت 
الهوية:	190679 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٤_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	85.9 كيلوبايت 
الهوية:	190680 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٥_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	100.9 كيلوبايت 
الهوية:	190681 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٧_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	94.4 كيلوبايت 
الهوية:	190682 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٨_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	103.7 كيلوبايت 
الهوية:	190683

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٥٩_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	97.8 كيلوبايت 
الهوية:	190685

    Will

    1 - Description of the voluntary act

    Research into the characteristics of voluntary action is necessary to define it. Let us then study these qualities, and investigate the philosophical issues arising from them.

    A - Characteristics of a voluntary act (1).

    1 - A voluntary act is a new act.
    Its novelty is limited to the following characteristics:
    A - Will prevents a person from mechanically rushing into action (for example, refraining from answering a question with a trite sentence).
    B - The will transforms an instinctive or normal action into an intentional, contemplative action, giving it a new look.
    C - The will organizes movements or perceptions in accordance with emergency circumstances. (For example: fleeing an infected city, or choosing a profession.)

    2 - A voluntary act is a contemplative act, and the meaning of that is:
    A - The willing actor feels what he is doing, is aware of what he is saying, and at the same time realizes the purpose of his action.

    B - He also makes a rational judgment about the possibility of achieving the means leading to this goal.
    A person may desire the impossible, but he does not want it, and if he tried to do so, his mind would prevent him from doing so. A voluntary act is therefore a reasonable act.

    3- A voluntary act is a subjective act.
    This means:
    A - It changes with the change of individuals.
    B - It is not outside the scope of our ability, nor is it dependent on one of the natural tendencies that control us, such as impulsive or instinctive actions.
    C - And we bear the consequences of doing so.
    D - And at the same time, it reveals our characteristics and our secrets - so voluntary action is different from habitual action, because habit is based on repetition, and it is also different from instinctive action, because instinct is blind.

    B: Philosophical issues arising from these characteristics

    Let us first explain the meaning of these characteristics:

    1 - The meaning of the novelty of a voluntary act.
    Is a voluntary act a creation from nothing, a real event that has no relation to what came before it, or a first beginning, as Kant said? . Then do voluntary causality and scientific causality conflict? Is voluntary action composed of primary elements, such as inclinations, motives, and motivations? In this composition, does it need a new principle? Then what is this principle?

    2 - The meaning of describing a voluntary act as contemplation.
    What is the function of the mind in the will? Is its work limited to observing the result of the action without having any effect on it? Or does he participate in the completion of the action, such as the participation of one of the elements included in its composition? Then, does voluntary determination go back to contemplative thought, or to something else?

    3 - The meaning of describing a voluntary act as having a subjective nature.
    - What is the relationship of voluntary action to the ego? Is it one of the principles of the abstract soul, outside of time, the creator of our present nature and our practical, tangible nature, or is it a necessary result of this nature itself?

    - Secondly, let us show what are the different solutions that philosophers have come up with to clarify these characteristics. They believed, firstly, that will is a force independent of emotional phenomena, and then they believed, secondly, that will, like other psychological phenomena, is restricted by many causes and factors.

    1- Their opinion on freedom of choice:

    Some of them claim that motives (which are rational) and motives (which are heart-based) are not sufficient to explain an action, and that voluntary determination is due to a principle different from the conditions of action, independent of them. In this principle, false motives prevail over reasonable motives and strong motives. We cannot know what the voluntary decision will be before it happens, because it falls within the scope of permissible matters, not necessary ones.

    These motives and motives have no actual result, because they cannot generate action unless you grant them the freedom to choose, which is what they lack in power.

    2- Their opinion on freedom of indifference (Liberté d'indifference):
    Experience has shown that motives and motives drive a person to action, if they are not hindered by an external obstacle.

    A - But sometimes it happens that the motives and motives are divided into two opposite sentences, and a balance is established between them without one of them overpowering the other (1), (like the equality of two types of coins placed in one bag).

    B - If there were not a force above these two sentences that would push the soul to make a decision, the action would be infrequent and the hesitation would continue indefinitely.

    The proponents of this opinion therefore acknowledge freedom of choice, but they limit it to circumstances in which motives and motives are balanced, thus turning freedom of choice into freedom of indifference.

    3- Difficulties facing the doctrine of freedom of choice:

    A - The examples given by supporters of freedom of choice are not sufficient to prove their doctrine, and do not apply to reality. It is difficult for the stripes of both sides to be equal in the examples mentioned. The coins in the bag may be the same, but their positions may differ from one piece to another.

    B - One of the characteristics of freedom of choice is that it rules without reason, and this is different from the characteristic of will, because will requires that a person feel what he is doing, and realize the goal he wants to reach. Therefore, it is based on knowledge of reasons and awareness of goals, not on ignorance of them.

    C - It has become clear to us from our previous psychological investigations that psychological phenomena (and by that we mean here motives and motivations) are not individual parts that are independent of each other, heading in two different directions, but rather they are emotional states that are intertwined with one another. We have made that clear when speaking about the qualities of feeling, and we said: The states of feeling are not divided into individual, independent parts, and that the whole exists in the part, and that every psychological state includes the entire soul, and that it changes, increases, decreases, strengthens, and weakens under the influence of attention.

    In short, those with freedom of choice liken the power of voluntary determination to a tyrannical ruler who rules over matters according to his whims, without relying on the evidence of witnesses and facts. Their doctrine is therefore fictitious. Their tool is imaginary. There is nothing in their rulings that is true in reality.

    4- The doctrine of determinism:

    One of the postulates of the doctrine of determinism is that voluntary action occurs in time like all other natural phenomena, and that it is connected to these phenomena and restricted by them.

    A - Voluntary action is different from the case of rushing to action without thinking. Yes, every desire prompts action, but following the desire is one thing, and submitting to the will is another thing. Action becomes voluntary unless desires conflict and inclinations meet, in which case the conflict begins between opposing desires, and a number of images, emotions, and ideas gather around each desire, hesitation appears, and some indeterminacy appears or almost appears. But this hesitation does not continue, but rather ends with the strong sentence prevailing over the weak sentence. The two palms of the scale move at the beginning, and the scale pilot shakes for a while, but the point at which the scale pilot must stop is specific and restricted by what came before it.

    B - This restriction does not prevent a voluntary act from being self-inflicted, because the most powerful motives and motives that have an impact are those that indicate our traits and characteristics. If the will indicates the creation of man, then this is due to the fact that creation has an influence on it. Therefore, Hume said: It is easier to predict a voluntary action than an impulsive action.

    C - If the determinists were told that one of the conditions for a voluntary action is that it be accompanied by feeling, they would say that feeling is not alone in affecting the effect, because it is not free or because it is limited to witnessing the result of the action, so it provides preparations for it with the causes it prepares within itself. Then, a large portion of this The reasons may occur outside the field of feeling, due to its stability in the depths of the soul and its connection to our bodies. Feeling is therefore one of the elements included in this structure. He is the one who ponders the matter carefully, considers the consequences, and takes into account the conflicting desires, but he is unable to accomplish his work freely. In fact, it is restricted, like a rotor moved by the air. If she was aware of its rotation, she would claim that she is moving herself.

    5 - The doctrine of determinism is not clearer than the doctrine of freedom of choice:

    A - We say here, in explaining this matter, that the motives and motivations are not individual, independent parts, but rather they are intertwined psychological conditions, each of which includes the other conditions, so they change, increase, and decrease, under the influence of attention, and do not remain as they are for two periods of time, so if they are placed in the scale, they change. Its nature, and the balance changes with it. Is the weight correct if the scale changes as soon as you look at it or think about it?

    B - Then these motives and motivations do not appear on the scene of feeling spontaneously, or by mechanical attraction, but rather appear under the influence of mental activity (see the criticism of the doctrine of association), but the doctrine of determinism neglects this aspect of the life of the soul, and likens voluntary action to movement generated from the meeting of material forces.

    In short, the philosophers of determinism wanted to explain voluntary activity with mechanical laws, so they replaced the life of the soul with symbols of matter, and derived their rulings from the science of metaphysics, not from realistic observations.

    6- Result:

    It follows from all of the above that philosophers approach the interpretation of the characteristics of voluntary action in a difficult way. Some of them embrace freedom of choice, and some of them liken the life of the soul to the mechanism of matter. If they had limited themselves to realistic psychological observations, they would not have taken this difficult path, and they would have been satisfied with the burden of philosophical similarities into which they fell.

    تعليق

    يعمل...
    X