العادة والقصور الذاتي ، والمذهب الالي .. العادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العادة والقصور الذاتي ، والمذهب الالي .. العادة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    العادة والقصور الذاتي ، والمذهب الالي .. العادة

    العادة والقصور الذاتي ، والمذهب الالي

    أما الفريق الثاني فقد زعم كما رأيت أن نطاق العادة واسع جداً ، وانها تنطبق على . الأحياء وغير الأحياء ، وأنها حالة من أحوال القصور الذاتي . ويرجع رأيهم جميعاً إلى ( ديكارت ) الذي شبه العادة بالظواهر الفيزيائية ، قال : ان طي الثوب مثلا لابد من ان يترك أثراً فيه ، فيصبح طيه من تلك الناحية أصلح وأسهل ( ٢ ) . وقال ( بوسويه ) : الخشب ينثني شيئاً فشيئاً ، ويتعود الحالة التي يراد وضعه فيها . والحديد يلين بالنار والمطرقة ، والأجسام كلها تقبل كثيراً من التأثيرات المخالفة لطبائعها ( ۳ ) .

    وقد أوضح ( ديكارت ) فكرته هذه بنظرية الأرواح الحيوانية ( Esprits animaux ) فقال : كلما أرادت النفس أن تحرك الجسد أثرت في الغدة الصنوبرية ، فقذفت هذه الغدة بالأرواح الحيوانية إلى العضلات بطريق المخ ، والأعصاب . فإذا سلكت الأرواح الحيوانية طريقاً واحداً عدة مرات ، تركت فيه أثراً عميقاً ، وأصبح مرورها به أسهل ، فالجد يدخر إذن آثار الماضي . وخواص المادة هي التي توضح لنا تكون العادة .

    وقد أخذ ( مالبرانش ) أيضاً بهذا الرأي ، فقال ان . الأعصاب متصلة بحوض الأرواح الحيوانية ، والنفس تدفع هذه الأرواح ، وتوصلها بطريق الأعصاب إلى عضلات الجسد . إذا كان المرء يجد صعوبة في تحريك أصابعه للعزف على إحدى الآلات الموسيقية مثلا فمرد ذلك إلى أن الأرواح الحيوانية لا تجد الطريق مفتوحاً أمامها دائماً ، فهي تفتح هذا الطريق وتمهده بكثرة مرورها عليه ، وتتولد العادة من ذلك شيئاً فشيئاً .

    ولكن ارتقاء علم الحياة في الأيام الأخيرة حمل الفلاسفة على إيضاح وظائف الأعضاء بطريقة مختلفة ، وهي تفسير تكون العادة بتبدلات الجملة العصبية ، وبالظواهر الفيزيائية والكيميائية . فقد قال أوغست كونت ) : إن العادة هي القصور الذاتي . وقال لنون دومون ) : ان العادة ليست خاصة من خواص الأحياء فقط ، وإنما هي خاصة من خواص المادة أيضاً ، قال : ان اتصاف الكائنات الحية بالعادة أمر استثنائي ، أما اتصاف المادة الجامدة بها فأمر طبيعي . فالجسم يبقى في حالة السكون مادام لا يؤثر فيه مؤثر خارجي ، ويبقى في حالة الحركة ما دام لا يقاومه شيء ، فمبدأ القصور الذاتي إذن مبدأ العادة . ان الجسم المتحرك لا يقف عن الحركة إلا إذا حال دون استمرار حركته حائل ، فحالته هذه حالة مكتسبة إلا أنها دائمة ، وهي من الوجهة النظرية أبدية خالدة . كذلك الكواكب السيارة ، فهي تدور حول الشمس ، والنهر يحفر مجراه . والمفتاح يتعود القفل ، والثوب صاحبه . نعم ان الحجر لا يتعود الصعود وإن ألقيته في الفضاء ألف مرة ، يألف جسم ولكن الحيوان أيضاً لا يتعود الصعود . فلكل كائن عادات خاصة به ، إلا أنها لا تكون إلا على قدر القصور الذاتي .

    المناقشة .
    - ان ضعف هذه النظريات يرجع إلى استنادها إلى مفاهيم غير واضحة وأحكام غير بينة ، كمفهومي الحياة ، والقصور الذاتي من جهة ، ومفهومي العادة الفاعلة ، والعادة المنفعلة من جهة اخرى . وإذا أردنا الآن أن نناقش أصحابها الحساب ، وأن نفرق بين الصالح والفاسد منها ، وجب علينا أن نتذكر ما قلناه في صفات العادة ، حيث قسمنا العادة هناك ثلاثة أقسام المادة الحيوية ، والعادة الحركية ، والعادة النفسية المحضة .

    ١ - فالعادة الحيوية لا تقتضي الوعي ، بل تقتضي ردود فعل تقوم بها الأجسام العضوية في سبيل التكيف الخارجي ، وأكثر علماء العصر يرجعون هذه الفاعلية الحيوية الخفية إلى عوامل فيزيائية ، وكيميائية ، فإذا صح رأيهم كانت العادات الحيوية ناشئة عن خواص المادة الجامدة ، أي تابعة في النهاية لقانون القصور الذاتي .

    ٢ - أما العادات الحركية فهي تبدلات سطحية ، أو عميقة في النسج الحية ، والخلايا العصبية وهي مؤلفة من حركات ، المخ ضروري لها في أول الأمر ، إلا أنها تستقل عنه شيئاً فشيئاً ، فتتجمع في النخاع الشوكي ، أي في مركز الحركات الآلية . فاكتساب عادة حركية إذن فعل من الأفعال المنعكسة ، لا بل هو تخصص الجسد بأفعال آلية كانت في الأصل إرادية ، وهذا يدل على أن المادة الحركية مرتبطة دائماً بشرائط مادية محضة ، وانها من هذه الناحية مطابقة لرأي الفلاسفة الذين يرجعون العادة إلى القصور الذاتي .

    ولكن هذا التعليل لا يتفق مع حقيقة العادات الحركية ، لأنها كما رأينا تتولد بتأثير والانتباه ، وقد ذكرنا أن الكائن الحي لا يتعود فعلاً من الأفعال إلا إذا . بالتدريج . حر كاته الأولى البسيطة ، فينبغي له إذن عند كل تكرار جديد أن يتصور الفعل النهائي الذي يريد بلوغه ، كما يتصور الطفل عند تعلم الكتابة النموذج الذي يريد تقليده ، فيصحح حر كاته بالتدريج ، ليجملها في النهاية مطابقة لهذا النموذج . وبهذا المعنى تصبح العادة الحركية مختلفة تماماً . عن العادة الحيوية ، فقد تكون العادة الحيوية ، حالة من حالات القصور الذاني ، أو تكون الحياة نفسها ظاهرة من ظواهر المادة البحتة ، ولكن العادة الحركية لا تنحل إلى القصور الذاتي ، انحلالاً تاماً ، لأنها توجب تغلب الإرادة على المادة ، وتقتضي جهداً مستمراً يسيره الانتباه ، ندرك به نواقص حرك الاولى ، ونصححها بطرح الفاسد ، وإبقاء الصالح منها ، ونزيد دقتها وسرعتها ، فكان العادة الحركية مبنية إذن على انتخاب دائم ، وشعور ، ووعي ، وانتباه .

    ٣ - وأما المادة النفسية فقد بين العلماء أنها تقتضي توجيه الانتباه إلى أمر من ، مثال ذلك : أن عادة حل المسائل الهندسية تقتضي توجيه الانتباه إلى القضايا المتعلقة المسألة المطلوبة . وعادة الخطابة تقتضي توجيه الانتباه ، بالتجربة ، إلى عواطف السامعين ، وحركاتهم ، وأفكارهم ، وكيفية التأثير فيهم ، ومخاطبتهم على قدر أحلامهم ، و ميولهم . وهذا كله يحتاج إلى عوامل مستقلة عن القصور الذاتي .

    ٤ - يتبين من كل ما تقدم أن العادة الحركية ، والعادة النفسية متشابهتان في احتياج كل منهما إلى تأثير الانتباه ، وأن تنسيق الحركات في العادات الحركية شبيه بتنسيق الأفكار في العادات النفسية ، وفي كلا الحالين لا يتم هذا التنسيق إلا بقوة الانتخاب ، وجهد الانتباه ، أي بتحديد العناصر المادية ، أو النفسية اللازمة لحدوث الفعل .

    يقولون إن الجسم يبقى في حال السكون ، أو في حال الحركة ما دام لا يؤثر فيه محرك خارجي جديد ، ولكن بقاءه في إحدى هاتين الحالتين أمر نظري بحت ، لا ترى في الطبيعة جسما يثابر على الحركة ، أو السكون زمانا طويلا ، ولأن العالم الخارجي مشتبك العاصر ، تختلط فيه الأسباب بالمسببات اختلاطاً لا يتناهى . فالتغير فيه دائم والحركة مستمرة ، ولا يخضع الجسم لمبدأ القصور الذاتي إلا في الحالة النظرية المجردة ، أي عندما تتسق القوى المؤثرة ، وتتحدد الحركات ، وتجري على نمط واحد يذكرك بالعادة . ولا يتم هذا التحديد إلا عندما تؤلف القوى المؤثرة في الجسم منظومة مغلقة ، كما هي الحال في الكواكب السيارة . انها خاضعة لعدد محدود من الحركات المتسقة التي تؤلف باتساقها جملة مغلقة ، فتتكرر على نمط واحد شبيه بالعادة ؛ تلك هي أيضا حال القوانين الطبيعية ، إن تقيدها واتساقها ناشئان عن اعتدال القوى ، والحركات ، فكأنها عادات مستقرة ، أو كأن ثبوتها ناشيء عن استقرار إرادة الخالق في الطبيعة .

    وقصارى القول ، قد تكون المادة من الوجهة النظرية نتيجة من نتائج القصور الذاتي ، إلا أنها من الوجهة التجريبية لا تتحقق في المادة لكثرة اختلاط الأسباب بالمسببات ، وتداخل القوى الطبيعية . وفي وسع الكائن الحي أن يحدد لنفسه بالفاعلية ، والجهد منظومة مغلقة من الحركات . إن من خصائص المادة الحية أن تحدد دائرة التأثيرات المنطبعة فيها ، وأن تؤلف دوائر مغلقة من الأسباب والمسببات ، تؤدي إلى قلب التتابع المشوش ، إلى حركات دورية منظمة وقد يكون هذا التحديد شعوريا كما في العادة النفسية ، وقد يكون لا شعوريا كما في العادة الحيوية . انظر إلى
    القروي ، وهو يكتب اسمه ، انه يحرك عضلات بده ، ومعصمه ، وساعده ، جميع وكتفه ، وقد يحرك كل جسمه . ثم انظر إلى الكاتب المتمرن على الكتابة ، انه يحرك بعض أصابع يده لا غير ، وكذلك الراقص المبتدىء فهو يحرك جسمه كله ويشد أعصابه كلها ، فتجد حركاته مشوشة ، أما الماهر في الرقص فيجعل حركاته مقصورة على الساقين . وهذا التحديد غير مقصور على العادات الحركية ، بل ينطبق أيضاً على العادات النفسية . ان التلميذ المبتديء بتعلم الهندسة يستحضر إلى ذهنه عند حل أبسط المسائل الهندسية جميع النظريات التي تعلمها ، فيجربها واحدة واحدة ، حق يهتدي الى طريقة الحل ، أما الرياضي الحاذق فيقتصر على استحضار النظريات المتعلقة بحل تلك المسألة . فالانتخاب ضروري اذن للمادة النفسية ، والعادة الحركية معا ، وكما تؤدي العادة الى ( الاوتوماتيكية ) ، وتقلد القصور الذاتي في فعلها ، فكذلك تستند في تكونها الى جهد الانتباه ، وفاعلية الاصطفاء ، والانتخاب .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٨_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	104.6 كيلوبايت  الهوية:	190610 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٢٩_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	119.1 كيلوبايت  الهوية:	190611 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٣٠_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	112.6 كيلوبايت  الهوية:	190612 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٣١_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	119.8 كيلوبايت  الهوية:	190613 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ٣١-٠١-٢٠٢٤ ٠٩.٣٢_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	129.6 كيلوبايت  الهوية:	190614
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 02-04-2024, 06:23 AM.

  • #2
    Habit, inertia, and mechanism... Habit

    Habit, inertia, and mechanism

    As for the second group, they claimed, as I saw, that the scope of the custom is very broad, and that it applies to... Living and non-living, and it is a state of inertia. Their opinion goes back to Descartes, who likened habit to physical phenomena. He said: Folding a garment, for example, must leave a mark on it, so folding it from that perspective becomes better and easier (2). Bossueyeh said: Wood bends little by little, and becomes accustomed to the state in which it is intended to be placed. Iron is softened by fire and hammer, and all bodies accept many influences contrary to their natures (3).

    Descartes explained this idea with the theory of animal spirits (Esprits animaux) and said: Whenever the soul wants to move the body, it affects the pineal gland, and this gland expels animal spirits to the muscles via the brain and nerves. If animal spirits take one path several times, leaving a deep mark on it, and their passage through it becomes easier, then the grandfather preserves traces of the past. The properties of matter are what explain to us the formation of habit.

    Malebranche also took this opinion, and said that... The nerves are connected to the basin of animal spirits, and the soul pushes these spirits and delivers them via the nerves to the muscles of the body. If a person finds it difficult to move his fingers to play a musical instrument, for example, this is because animal spirits do not always find the path open to them. They open and pave this path by frequently passing on it, and the habit is born from that little by little.

    But the advancement of the science of life in recent days has led philosophers to explain the functions of organs in a different way, which is to explain the formation of habit by changes in the nervous system, and by physical and chemical phenomena. Auguste Comte said: Habit is inertia. He said to Non-Dumont: Habit is not only one of the properties of living things, but it is also one of the properties of matter. He said: The description of living things by habit is an exceptional matter, while the description of inanimate matter by it is a natural matter. The body remains in a state of rest as long as no external influence affects it, and it remains in a state of motion as long as nothing resists it. The principle of inertia is therefore the principle of habit. A moving body does not stop moving unless an obstacle prevents its continued movement. This state of its movement is an acquired state, but it is permanent, and from a theoretical point of view it is eternal and immortal. Likewise the planets revolve around the sun, and the river digs its course. The key gets used to the lock, and the dress becomes its owner. Yes, a stone does not get used to rising, and if you throw it into space a thousand times, it becomes accustomed to a body, but an animal also does not get used to rising. Every being has its own habits, but they are only to the extent of inertia.

    Discussion .
    The weakness of these theories is due to their reliance on unclear concepts and unclear rulings, such as the concepts of life and inertia on the one hand, and the concepts of active habit and passive habit on the other hand. If we now want to discuss the people with the account, and differentiate between the good ones and the bad ones, we must remember what we said about the characteristics of the habit, where we divided the habit into three categories: the vital substance, the motor habit, and the purely psychological habit.

    1 - Vital habits do not require awareness, but rather require reactions carried out by organic bodies for the sake of external adaptation. Most contemporary scholars attribute this hidden vital activity to physical and chemical factors. If their opinion is correct, vital habits would arise from the properties of inanimate matter, that is, dependent on The end of the law of inertia.

    2 - As for motor habits, they are superficial or deep changes in living tissues and nerve cells. They are composed of movements, for which the brain is necessary at first, but they gradually become independent of it, and are gathered in the spinal cord, that is, in the center of automatic movements. Acquiring a motor habit is therefore a reflexive action. Rather, it is the specialization of the body with automatic actions that were originally voluntary. This indicates that the motor substance is always linked to purely physical conditions, and that in this respect it is identical to the opinion of the philosophers who attribute the habit to inertia.

    But this explanation is not consistent with the reality of motor habits, because, as we have seen, they are generated by influence and attention, and we have mentioned that a living organism does not become accustomed to an action unless. Gradually. He wrote his first, simple letter. Therefore, with each new repetition, he should imagine the final action that he wants to achieve, just as a child when learning to write imagines the model he wants to imitate, so he gradually corrects his letter, so that he can finally compose it in conformity with this model. In this sense, the motor habit becomes completely different. Regarding the vital habit, the vital habit may be a state of inertia, or life itself may be a phenomenon of pure matter, but the motor habit does not dissolve completely into inertia, because it requires will to prevail over matter, and requires continuous effort facilitated by attention. Through it, we realize the shortcomings of the first movement, correct it by eliminating the bad, and keeping the good ones, and increase its accuracy and speed. Thus, the movement habit was based on constant selection, feeling, awareness, and attention.

    3 - As for psychological matter, scholars have explained that it requires directing attention to something, for example: The habit of solving engineering problems requires directing attention to issues related to the required issue. Public speaking usually requires directing attention, through experience, to the listeners’ emotions, movements, and thoughts, and how to influence them and address them according to their dreams and inclinations. All of this requires factors independent of inertia.

    4 - It is clear from all of the above that the motor habit and the psychological habit are similar in that each of them requires the influence of attention, and that the coordination of movements in motor habits is similar to the coordination of thoughts in psychological habits, and in both cases this coordination is only achieved by the power of selection and the effort of attention, i.e. By identifying the physical or psychological elements necessary for the action to occur.

    They say that a body remains in a state of rest, or in a state of movement as long as no new external drive affects it, but its remaining in one of these two states is a purely theoretical matter. You do not see in nature a body that continues to move or remain at rest for a long time, and because the external world is intertwined with the current. In it, causes are endlessly mixed with causes. Change in it is permanent and movement is continuous, and the body is not subject to the principle of inertia except in the abstract theoretical case, that is, when the acting forces are consistent, the movements are defined, and they occur in one pattern that reminds you of habit. This determination is only made possible when the forces acting on the body form a closed system, as is the case with the planets. It is subject to a limited number of consistent movements that, by their consistency, constitute a closed sentence, which is repeated in a single, habit-like pattern. This is also the case with natural laws. Their adherence and consistency result from the moderation of forces and movements, as if they were stable habits, or as if their stability resulted from the stability of the Creator’s will in nature.

    In short, matter may be, from a theoretical point of view, a result of inertia, but from an experimental point of view, it is not realized in matter due to the frequent mixing of causes with causes, and the interference of natural forces. The living organism can determine for itself through activity and effort a closed system of movements. One of the characteristics of living matter is that it defines the circle of influences imprinted on it, and that it forms closed circles of causes and effects, leading to the overturn of the confused sequence, into organized periodic movements. This determination may be conscious, as in a psychological habit, or it may be subconscious, as in a biological habit. look at me
    As the villager wrote his name, he moved the muscles of his hand, wrist, forearm, and shoulder, and he might move his entire body. Then look at the writer who is practicing writing. He moves only some of his fingers. Likewise, the beginner dancer, he moves his entire body and tenses all his nerves, so you find his movements confused. As for the skilled dancer, he restricts his movements to the legs. This definition is not limited to motor habits, but also applies to psychological habits. When solving the simplest engineering problem, the student who is just beginning to learn geometry brings to his mind all the theories he has learned, so he tries them one by one, and is truly guided to the method of solution, while the skilled mathematician confines himself to conjuring up the theories related to solving that problem. Selection is therefore necessary for psychological matter and motor habit together, and just as habit leads to (automaticity) and imitates inertia in its action, so it is based in its formation on the effort of attention, the effectiveness of selection, and selection.

    تعليق

    يعمل...
    X