«أنف وثلاث عيون»... فيلم يستعيد إشكالية «الحب وفارق العمر»
حظي باهتمام كبير على «السوشيال ميديا»
ظافر العابدين وأمينة خليل في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)
نُشر: 16:21-2 فبراير 2024 م ـ 21 رَجب 1445 هـ
TT
حظي فيلم «أنف وثلاث عيون» باهتمام على مواقع «السوشيال ميديا» وتصدّر الترند على «غوغل»، الجمعة، بعد يومين من طرحه في دور العرض السينمائي بمصر، وتتناول قصته إشكالية الحب وفارق العمر.
ويعود الاهتمام بالفيلم إلى مقارنة الجمهور بين المعالجة السينمائية العصرية لرواية الأديب المصري الراحل إحسان عبد القدوس، والنسخة التي قدمها المخرج حسين كمال في السبعينات من بطولة محمود ياسين، وماجدة، ونجلاء فتحي، وميرفت أمين.
وجاءت النسخة الجديدة لفيلم «أنف وثلاث عيون» بتوقيع المخرج أمير رمسيس، ومن بطولة الفنان التونسي ظافر العابدين، والفنانة الأردنية صبا مبارك، والفنانة المصرية أمينة خليل، وجيهان الشماشرجي، الذين حضروا العرض الخاص للفيلم، الأربعاء، بالإضافة للمنتجة شاهيناز العقاد، فيما تغيّبت سلمى أبو ضيف لانشغالها بتصوير مسلسل رمضاني.
صبا مبارك خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
وكان مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» قد انفرد في دورته الثالثة التي عُقدت في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بالعرض الافتتاحي الأول للفيلم، ضمن برنامج «روائع عربية» وقوبل بحفاوة كبيرة، ويُقام للفيلم عرض خاص بكل من السعودية وتونس، إذ يبدأ عرضه عربياً 7 فبراير (شباط) الحالي.
تدور قصة الفيلم حول شخصية هاشم الوكيل طبيب التجميل ذائع الصيت، المعروف بتعدّد علاقاته النسائية، وحين يصل لمنتصف الأربعينات، يقع في حب فتاة تصغره بنحو 25 عاماً.
يقدم الفيلم الحكاية من وجهة نظر هاشم، الذي يروي الأحداث بصوته، حين يجد نفسه في أزمة مع تعرفه على رحاب أو «روبا» (تلعب دورها سلمى أبو ضيف)، التي يختارها له صديقه لتنظيم حساباته على مواقع «السوشيال ميديا»، ومع أول لقاء بينهما يتعلّق بها ويُعجب بتفكيرها وقوة شخصيتها وحيويتها.
أمينة خليل خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
وحين يكتشف أنها لا تزال تدرس في الجامعة، يحاول الهرب منها رغم مشاعره القوية وتعلّقها به؛ ويعيشا لحظات رومانسية، وتغنّي له أغنية عبد الحليم حافظ «بيني وبينك إيه» في حفل يجمعهما، ورغم تعلقه الشديد بها يُؤرقه بشدة فارق السن وعدم شعوره بالراحة لتلك العلاقة.
يلجأ هاشم لطبيبة نفسية (تلعب دورها صبا مبارك) ليبدأ إعادة اكتشاف نفسه، لا سيما بعد أن التقى بنجوى (تؤدي دورها أمينة خليل) لتتجدد قصة حبهما القديمة، ويطرح المخرج رؤية بصرية جذّابة عبر المشاهد الخارجية التي صُورت بين القاهرة وبيروت.
وقال السيناريست، وائل حمدي، إن التحدي الذي واجهه في إعادة تقديم الرواية هو «كيفية تقديم معالجة مختلفة عن النص الذي اعتمد على حكي البطلات الثلاث لعلاقتهن بهاشم». وذكر لـ«الشرق الأوسط»، أنه اختار «تقديم الأحداث من وجهة نظر البطل، وطريقة تفكيره، والدوافع النفسية وراء تعدّد علاقاته، وكيف يخرج من أزمة علاقته الجديدة بفتاة تصغره؟»
المخرج أمير رمسيس والمنتجة شاهيناز العقاد (الشركة المنتجة)
وأكد حمدي أنه لم يخرج عمّا طرحه الأديب إحسان عبد القدوس، لكنه أضاف له أحداثاً وشخصيات كشخصية الطبيبة التي جسّدتها صبا مبارك، وأشار إلى استعانته خلال مرحلة الكتابة بطبيبة نفسية، هي الدكتورة سالي توما التي أوضحت له الجوانب العلمية والمصطلحات الطبية لهذه الحالة.
ويشارك في الفيلم مجموعة كبيرة من الممثلين من بينهم، سلوى محمد على، ونبيل علي ماهر، وصدقي صخر، ونور محمود، ونورا شعيشع.
ويرى الناقد الفني المصري، رامي المتولي، أن فيلم «أنف وثلاث عيون» في نسخته الجديدة «مناسب أكثر للعصر الحالي وقد تخلص من الأحكام الأخلاقية المباشرة التي تبناها الفيلم الأول»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية الإبداعية تتغير على مدار السنوات كما أنّ تلقِّيَنا للعمل الفنّي يختلف باختلاف الزمن، وأن الفيلم قدم تناولاً مميزاً لعلاقة المريض بالطبيب النفسي».
ظافر العابدين خلال حضور العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
ويشير المتولي إلى أن «المخرج أمير رمسيس يُقدّم من خلال الفيلم إشكالية الحب والمشاعر في هذا العصر بكل تعقيداته، سواء قصة حب البطل، أو قِصص الحب التي تباينت أسباب نجاحها أو فشلها في أحداث الفيلم».
وأشاد الناقد المصري باختيارات الممثلين «بدءاً من ظافر، الذي قدم أداء جيداً للغاية»، وسلمى أبو ضيف، التي عدّها «من أفضل عناصر الفيلم»، وصبا مبارك التي أظهرت قوتها طبيبة وضعفها امرأة، مؤكداً أن «إدارة المخرج لممثليه واضحة بقوة في الفيلم»، كما وصف الموسيقى التصويرية لتامر كروان بأنها «مناسبة كخلفية للأحداث»، ورأى أن المونتاج لعب دوراً مهماً في دعم فكرة التشويق والإثارة في الفيلم.
حظي باهتمام كبير على «السوشيال ميديا»
ظافر العابدين وأمينة خليل في أحد مشاهد الفيلم (الشركة المنتجة)
- القاهرة: انتصار دردير
نُشر: 16:21-2 فبراير 2024 م ـ 21 رَجب 1445 هـ
TT
حظي فيلم «أنف وثلاث عيون» باهتمام على مواقع «السوشيال ميديا» وتصدّر الترند على «غوغل»، الجمعة، بعد يومين من طرحه في دور العرض السينمائي بمصر، وتتناول قصته إشكالية الحب وفارق العمر.
ويعود الاهتمام بالفيلم إلى مقارنة الجمهور بين المعالجة السينمائية العصرية لرواية الأديب المصري الراحل إحسان عبد القدوس، والنسخة التي قدمها المخرج حسين كمال في السبعينات من بطولة محمود ياسين، وماجدة، ونجلاء فتحي، وميرفت أمين.
وجاءت النسخة الجديدة لفيلم «أنف وثلاث عيون» بتوقيع المخرج أمير رمسيس، ومن بطولة الفنان التونسي ظافر العابدين، والفنانة الأردنية صبا مبارك، والفنانة المصرية أمينة خليل، وجيهان الشماشرجي، الذين حضروا العرض الخاص للفيلم، الأربعاء، بالإضافة للمنتجة شاهيناز العقاد، فيما تغيّبت سلمى أبو ضيف لانشغالها بتصوير مسلسل رمضاني.
صبا مبارك خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
وكان مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» قد انفرد في دورته الثالثة التي عُقدت في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بالعرض الافتتاحي الأول للفيلم، ضمن برنامج «روائع عربية» وقوبل بحفاوة كبيرة، ويُقام للفيلم عرض خاص بكل من السعودية وتونس، إذ يبدأ عرضه عربياً 7 فبراير (شباط) الحالي.
تدور قصة الفيلم حول شخصية هاشم الوكيل طبيب التجميل ذائع الصيت، المعروف بتعدّد علاقاته النسائية، وحين يصل لمنتصف الأربعينات، يقع في حب فتاة تصغره بنحو 25 عاماً.
يقدم الفيلم الحكاية من وجهة نظر هاشم، الذي يروي الأحداث بصوته، حين يجد نفسه في أزمة مع تعرفه على رحاب أو «روبا» (تلعب دورها سلمى أبو ضيف)، التي يختارها له صديقه لتنظيم حساباته على مواقع «السوشيال ميديا»، ومع أول لقاء بينهما يتعلّق بها ويُعجب بتفكيرها وقوة شخصيتها وحيويتها.
أمينة خليل خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
وحين يكتشف أنها لا تزال تدرس في الجامعة، يحاول الهرب منها رغم مشاعره القوية وتعلّقها به؛ ويعيشا لحظات رومانسية، وتغنّي له أغنية عبد الحليم حافظ «بيني وبينك إيه» في حفل يجمعهما، ورغم تعلقه الشديد بها يُؤرقه بشدة فارق السن وعدم شعوره بالراحة لتلك العلاقة.
يلجأ هاشم لطبيبة نفسية (تلعب دورها صبا مبارك) ليبدأ إعادة اكتشاف نفسه، لا سيما بعد أن التقى بنجوى (تؤدي دورها أمينة خليل) لتتجدد قصة حبهما القديمة، ويطرح المخرج رؤية بصرية جذّابة عبر المشاهد الخارجية التي صُورت بين القاهرة وبيروت.
وقال السيناريست، وائل حمدي، إن التحدي الذي واجهه في إعادة تقديم الرواية هو «كيفية تقديم معالجة مختلفة عن النص الذي اعتمد على حكي البطلات الثلاث لعلاقتهن بهاشم». وذكر لـ«الشرق الأوسط»، أنه اختار «تقديم الأحداث من وجهة نظر البطل، وطريقة تفكيره، والدوافع النفسية وراء تعدّد علاقاته، وكيف يخرج من أزمة علاقته الجديدة بفتاة تصغره؟»
المخرج أمير رمسيس والمنتجة شاهيناز العقاد (الشركة المنتجة)
وأكد حمدي أنه لم يخرج عمّا طرحه الأديب إحسان عبد القدوس، لكنه أضاف له أحداثاً وشخصيات كشخصية الطبيبة التي جسّدتها صبا مبارك، وأشار إلى استعانته خلال مرحلة الكتابة بطبيبة نفسية، هي الدكتورة سالي توما التي أوضحت له الجوانب العلمية والمصطلحات الطبية لهذه الحالة.
ويشارك في الفيلم مجموعة كبيرة من الممثلين من بينهم، سلوى محمد على، ونبيل علي ماهر، وصدقي صخر، ونور محمود، ونورا شعيشع.
ويرى الناقد الفني المصري، رامي المتولي، أن فيلم «أنف وثلاث عيون» في نسخته الجديدة «مناسب أكثر للعصر الحالي وقد تخلص من الأحكام الأخلاقية المباشرة التي تبناها الفيلم الأول»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «العملية الإبداعية تتغير على مدار السنوات كما أنّ تلقِّيَنا للعمل الفنّي يختلف باختلاف الزمن، وأن الفيلم قدم تناولاً مميزاً لعلاقة المريض بالطبيب النفسي».
ظافر العابدين خلال حضور العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
ويشير المتولي إلى أن «المخرج أمير رمسيس يُقدّم من خلال الفيلم إشكالية الحب والمشاعر في هذا العصر بكل تعقيداته، سواء قصة حب البطل، أو قِصص الحب التي تباينت أسباب نجاحها أو فشلها في أحداث الفيلم».
وأشاد الناقد المصري باختيارات الممثلين «بدءاً من ظافر، الذي قدم أداء جيداً للغاية»، وسلمى أبو ضيف، التي عدّها «من أفضل عناصر الفيلم»، وصبا مبارك التي أظهرت قوتها طبيبة وضعفها امرأة، مؤكداً أن «إدارة المخرج لممثليه واضحة بقوة في الفيلم»، كما وصف الموسيقى التصويرية لتامر كروان بأنها «مناسبة كخلفية للأحداث»، ورأى أن المونتاج لعب دوراً مهماً في دعم فكرة التشويق والإثارة في الفيلم.