الغرائز الاجتماعية .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغرائز الاجتماعية .. الغَرِيزَة .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الغرائز الاجتماعية .. الغَرِيزَة

    الغرائز الاجتماعية

    الانسان حيوان اجتماعي ، وهو كما قيل مدني بالطبع لا يستطيع أن يعيش منفرداً ، وإذا انفصل عن أبناء جنسه أحس بشيء من الألم والقلق ، ان العزلة شر من أبلغ الشرور ، لا بل هي شقاء يعرفه كل من قضي عليه بالوحدة زماناً طويلاً .

    تأمل في صميم نفسك تجد أنك تحب الحياة في صحبة غيرك ، وتكره العزلة ، انك تؤثر الاقامة بين الناس وإن كنت لا تستفيد منهم شيئاً ، انظر إلى الناس كيف يذهبون إلى الملاعب ، أو إلى المقاهي ، ودور السينما . انهم يذهبون اليها تخلصاً من العزلة ، ولو عاشوا منفردين لما وجدوا في حياتهم أقل لذة .

    ويظهر انه كلما ازداد عدد أفراد الجماعة كان ذلك أدعى إلى الارتياح ، و كلما اتيحت الفرصة للاجتماع سارع الناس اليه لسبب أو لغير سبب ، ذلك هو مر نجاح الزعماء الشعبيين الذين يدعون الناس إلى الاجتماع لنشر آرائهم فيهم .

    وهذه الغريزة القوية ظاهرة في الأطفال أيضاً . انهم يخشون العزلة ويستأنسون بالناس . لا تنحصر حياتهم في الاجتماع بآبائهم ، بل تمتد إلى الاجتماع بأندادهم ليكسبوا منهم كثيراً من الصفات التي لا يستطيعون كسبها من الكبار ، فليس من الصواب أن يحرم الطفل معاشرة أنداده ، وأن يربى في البيت بعيداً عنهم .

    وتتجلى هذه الغريزة في المراهقين والراشدين ، فتدفعهم إلى تأسيس الأندية ، والجمعيات المختلفة لأغراض مختلفة . كالجمعيات التعاونية ، أو الرياضية ، أو الفنية ، ومن الواجب على المدرسة تشجيع هذه الجمعيات ليتعود التلميذ التعاون ، والخدمة الاجتماعية . بحيث تصبح المدرسة والمجتمع شيئاً واحداً .

    والغرائز المتصلة بغريزة الاجتماع كثيرة نذكر منها على سبيل المثال : غريزة السيطرة وغريزة الخضوع والانقياد .

    ان هاتين الغريزتين من أهم الغرئز الراسخة في الانسان ، وهما تعملان على تباين الأفراد في المجتمع . على حين أن غريزة التقليد التي تكلمنا عنها سابقاً تعمل على تشابه الأفراد و اتصافهم جميعاً بصفة واحدة وغريزة التقليد تهدف إلى مصلحة المجتمع أكثر مما تهدف إلى مصلحة الفرد . حتى لقد سمى العلماء غريزة الاجتماع التي تدعو كل فرد إلى الحياة مع غيره من بني جنسه بغريزة القطيع .

    ان غريزة السيطرة ، وغريزة الانقياد ، تشبهان غزيزة الغضب ، وغريزة الخوف ، وكثيراً ما تثير انها معاً . فغريزة السيطرة تثير غريزة الغضب ، وغريزة الخضوع والانقياد تثير غريزة الخوف .

    ان أفراد المجتمع لا يتشابهون تشابهاً مطلقاً بل يتفاوتون في القوة ، والضعف ، والسيطرة ، والانقياد ، والرياسة ، والخضوع . وهذا أيضاً حال عالم الحيوان .

    قال ( غارنيه ) : « ان رغبتنا في إخضاع الناس لارادتنا تدل على حبنا للسيطرة ، السيطرة هذا موجوداً لجميع الناس لكانت الحياة الاجتماعية غير ممكنة ، ولكن لو كان حب ! ولو كان حب السيطرة والقيادة مفقوداً من الناس جميعاً لما استطاعوا أبداً أن يؤلفوا جماعة واحدة ، غير أن الطبيعة قد عدلت بيننا بوسائل مختلفة ، فأعطت بعضناحب السيطرة ان والرياسة ، وأعطت بعضنا الآخر حب الاستكانة والانقياد ، وهذا القول صحيح . جب السيطرة لا ينفرد وحده . بالتأثير ، وكذلك حب الانقياد ، ولكن كلا منهما يمين الآخر على ترتيب الأفراد في المجتمع .

    ولحب السيطرة ، وحب الانقياد صور وأشكال معقدة . إلا اننا تترجم عنها كلها بردود فعل بسيطة . فالرجل الذي يشعر بقوته يميل بحركاته إلى تسخير غيره لارادته ، والرجل الذي يشعر بالضعف يميل إلى الخضوع لارادة غيره . وهذان السلوكان المتضادان يظهران منذ زمن الطفولة .

    انظر إلى الأطفال ، ان بعضهم يريد أن يشعر الناس بوجوده ، وأن يحول انتباههم اليه ، ليعرض عليهم أفعاله ويسمعهم أقواله ، أما بعضهم الآخر فيحب أن ينطوي على ذاته ، وأن ينزوي وحده بعيداً عن أنظار الناس . وإذا ما ترعرع الأول قليلا أخذ يرأس رفاقه ويقودهم ، ويصدر اليهم أوامره ، ويملي عليهم إرادته . وإذا ما ترعرع الثاني آثر الانقياد لغيره ره يتبعه ويمشي وراءه كما يمشي وراء امه .

    و للسيطرة مظاهر كثيرة . فقد تكون بالقوة الجسمية ، أو بالقوة المعنوية ، وقد يكون الانسان مسيطراً في وقت ومنقاد في آخر ، ويختلف وضعه في ذلك بحسب علاقته بالأشخاص ، كالطالب يرأس أقرانه ، وينقاد في الوقت نفسه لأمر المدرس . وكالرجل يرأس طائفة من الناس ويخضع لارادة زوجته في وقت واحد .

    والانقياد قد يكون عن حب ، أو خوف ، فالوالدة كثيراً ما تذعن لرغبة ابنها الصغير حباً به ، والشعب قد يخضع لارادة الحكام خوفاً منهم ، ولكن الحكومات القائمة على الارهاب والخوف لا يكتب لها البقاء .

    والانقياد غريزة فطرية . لأنك تجده عند الحيوان ، كما تجده عند الانسان ، ويكفي أن تنظر إلى الكلب الذي يزجره صاحبه كيف يقعي ويجلس بجانبه لتتحقق من صدق ما نقول ، وإذا نظرت إلى جماعة من الطيور ، أو القردة . وجدت في حياتها نظاماً فهي تتزاحم على الرياسة . حتى إذا تغلب أحدها على الآخر بقوته أصبح رئيساً له .

    ان الميل إلى الانقياد أساس العاطفة التي يسميها علماء الأخلاق بالتواضع ، وتتصل بها عواطف اخرى . كالاعجاب ، والاحترام ، والاجلال .

    أما التكبر فلا يتصل بغريزة السيطرة بتاتا . ان بعض علماء النفس يجعلون التكبر مضاداً للتواضع ، ولكن هذا التضاد يحتاج إلى إيضاح وتفسير . فالتكبر شعور شخصي لا شعور اجتماعي ، وهو أول درجة من درجات الطموح . والمتكبر لا يحتاج إلى غيره ، لاشعاره بكبريائه ، بل يكتفي بنفسه ويعتقد أن نفسه مركز يجمع فيه كل ما يصل اليه ، أو يدركه ، لقد كان في وسع ( روبنصون كروزي في جزيرته أن يكون متكبراً ، ولكنه لم يكن في و وسعه أن يكون متواضعاً ، لأن التكبر أو العجب حالة شخصية لا تقتضي وجود الناس ، أما التواضع فهو علاقة اجتماعية بين شخص وآخر .

    ومن العواطف التي تتصل أيضاً بغريزة السيطرة حب الظهور ، وادعاء المرء بما ليس فيه ، وميله إلى الاستئثار بالحديث ، أو السؤال ، أو الاجابة ، وحرصه على إشعار الناس بما لديه من فضل وقوة . ان بعض الناس لا يحدثك إلا عن نفسه ، وإذا تكلم على الأشياء أرجعها إلى ذاته ، وأقام نفسه مقياساً لكل شيء . فهو قد رأى كل شيء ، وأحاط بكل علم ، يمشي مشية الخيلاء ، ويشعر بنشوة الانتصار في كل أمر يقوم به ، وقد يتصف صاحب هذه الغريزة بحب التمرد ، والعناد والتحدي ، والفخر ، والصلف ، والعجب والاعتزاز بالنفس .

    و قصارى القول : أن من واجب المدرس أن يوفق بين غريزة السيطرة ، وغريزة الانقياد . فيدرب الاولى ويوجهها إلى ما فيه الخير والفائدة ، ويحترس من اخمادها ، أو مقاومتها اذا لم يكن ثمة داع يقتضي كبحها ، دع أن كبحها دون سبب يضعف ارادة التلميذ ويذله . وقد يحوله الى الشر ، أو الفساد ، وكذلك يجب على المدرس أن يعنى بغريزة الانقياد فيحمل الطفل المطبع المتهيب الخجول على الثقة بنفسه ، ويحضه على الاقدام
    والثبات ، والمثابرة ، والتغلب على ما يحول بينه وبين بلوغ غايته . ان أحسن طرق التربية تعتمد على تحقيق التوازن بين هاتين الغريزتين ، فالمعتز بقوته يجب أن يشعر بأنه دون الكثير من الناس ، والخاشع الضعيف يجب أن يشعر بأنه يستطيع أن يعتمد على نفسه ، ويتغلب على ما يصادفه من العقبات في طريقه .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٧.١٩_1(2).jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	87.4 كيلوبايت 
الهوية:	190279 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٢١_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	102.7 كيلوبايت 
الهوية:	190280 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٢٢_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	103.8 كيلوبايت 
الهوية:	190281 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٢٤_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	117.4 كيلوبايت 
الهوية:	190282 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٩-٠١-٢٠٢٤ ١٧.٢٥_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	47.9 كيلوبايت 
الهوية:	190283

  • #2
    Social instincts...instinct

    Social instincts

    Man is a social animal, and as it was said, he is a civilian, of course, he cannot live alone, and if he is separated from his kind, he feels some pain and anxiety. Isolation is the worst of all evils. Indeed, it is a misery known to everyone who has spent a long period of time alone.

    Contemplate at the core of yourself and find that you love life in the company of others, and you hate isolation. You prefer to live among people even if you do not benefit from them at all. Look at how people go to stadiums, or to cafes, and movie theaters. They go there to get rid of isolation, and if they lived alone, they would not find any less pleasure in their lives.

    It appears that the greater the number of members of the group, the more comfortable it is, and whenever the opportunity for a meeting is presented, people rush to it, for some reason or not. This is the key to the success of popular leaders who invite people to meet to spread their opinions.

    This strong instinct is also apparent in children. They fear isolation and enjoy people. Their lives are not limited to meeting their parents, but rather extend to meeting their peers in order to gain many qualities from them that they cannot gain from adults. It is not right for a child to be deprived of socializing with his peers, and to be raised in the home away from them.

    This instinct is evident in teenagers and adults, prompting them to establish clubs and various associations for different purposes. Such as cooperative, sports, or artistic societies. The school must encourage these societies so that the student becomes accustomed to cooperation and social service. So that school and society become one thing.

    There are many instincts related to the social instinct, including, for example, the instinct of control and the instinct of submission and submissiveness.

    These two instincts are among the most important instincts deeply rooted in humans, and they work to differentiate individuals in society. While the imitation instinct that we talked about previously works to make individuals similar and characterize them all with one characteristic, the imitation instinct aims for the benefit of society more than it aims for the interest of the individual. Scientists have even called the herd instinct, which calls every individual to live with others of his species, the herd instinct.

    The instinct of control and the instinct of submission are similar to the instinct of anger and the instinct of fear, and they are often triggered together. The instinct of control triggers the instinct of anger, and the instinct of submission and submission triggers the instinct of fear.

    The members of society are not completely similar, but rather vary in strength, weakness, control, submissiveness, leadership, and submission. This is also the case with the animal world.

    Garnier said: “Our desire to subject people to our will indicates our love of control. This control exists for all people. Social life would be impossible, but if it were love! If the love of control and leadership were missing from all people, they would never be able to form a single group. However, nature has adjusted among us through various means, giving some of us the love of control and leadership, and giving others the love of submissiveness and submission, and this saying is true. The need for control is not alone. Through influence, as well as the love of submission, but each of them is the other’s oath over the arrangement of individuals in society.

    The love of control and the love of submission have complex images and forms. However, we translate all of them with simple reactions. The man who feels his strength tends, by his movements, to subjugate others to his will, and the man who feels weak tends to submit to the will of others. These two contradictory behaviors appear since childhood.

    Look at the children. Some of them want people to feel their presence and to turn their attention to them, to show them their actions and let them hear what they say, while others like to withdraw into themselves and withdraw alone, away from people’s sight. When the first grew up a little, he began to lead his companions and lead them, issue his orders to them, and dictate his will to them. When the second child grows up, he prefers to submit to others. He will follow him and walk behind him as he follows his mother.

    Control has many manifestations. It may be by physical force, or by moral force, and a person may be in control at one time and submissive at another, and his status in this matter varies according to his relationship with people, such as a student leading his peers, and at the same time submitting to the command of the teacher. Like a man, he heads a group of people and submits to the will of his wife at the same time.

    Submission may be out of love or fear, as a mother often submits to the desire of her young son out of love for him, and the people may submit to the will of the rulers out of fear of them, but governments based on terrorism and fear are not destined to survive.

    Submissiveness is an innate instinct. Because you find it in animals, just as you find it in humans, and it is enough to look at a dog that is rebuked by its owner, how it falls and sits next to it to verify the truth of what we say, and if you look at a group of birds, or monkeys. She found order in her life as she competed for leadership. Even if one of them overcomes the other in strength, it becomes its leader.

    The tendency to submit is the basis of the emotion that ethicists call humility, and other emotions are related to it. Such as admiration, respect, and reverence.

    As for arrogance, it is not related to the instinct of control at all. Some psychologists consider arrogance to be the opposite of humility, but this contradiction requires clarification and explanation. Arrogance is a personal feeling, not a social feeling, and it is the first level of ambition. The arrogant person does not need anyone else to make him feel his pride. Rather, he is satisfied with himself and believes that himself is a center in which he collects everything that he reaches or realizes. On his island, Robinson Crozey was able to be arrogant, but he was not able to be humble, because Arrogance or arrogance is a personal state that does not require the presence of people, while humility is a social relationship between one person and another.

    Among the emotions that are also related to the instinct of control are the love of appearing, claiming what one does not have, his tendency to monopolize conversation, questions, or answers, and his eagerness to make people aware of his virtue and power. Some people only talk to you about themselves, and when they talk about things, they refer them to themselves, and establish themselves as the standard for everything. He has seen everything, is surrounded by all knowledge, walks with a swagger, and feels the euphoria of victory in everything he undertakes. The person with this instinct may be characterized by a love of rebellion, stubbornness, challenge, pride, arrogance, conceit, and self-esteem.

    In short, it is the teacher's duty to reconcile the instinct to control with the instinct to submit. He trains the former and directs it to what is good and beneficial, and is careful not to suppress it, or resist it if there is no reason to restrain it. Let alone suppressing it without a reason weakens the student’s will and humiliates him. It may turn him towards evil or corruption, and the teacher must also pay attention to the instinct of submission, so he can make the naturally timid, timid child have confidence in himself, and encourage him to be bold.
    And steadfastness, perseverance, and overcoming what prevents him from achieving his goal. The best methods of upbringing depend on achieving a balance between these two instincts. The one who is proud of his strength must feel that he is inferior to many people, while the humble and weak person must feel that he can rely on himself and overcome the obstacles that come his way.

    تعليق

    يعمل...
    X