بعض الملاحظات العامة .. الغَرِيزَة
بعض الملاحظات العامة
١ - ان نوعية الغريزة ليست مطلقة ؛ لأن عادات عاملات النحل وطباعها تختلف باختلاف الأقاليم ، وقد تختلف أيضاً باختلاف الأفراد رغم وجودها في إقليم واحد .
٢ - إن كمال الغريزة نسبي ، لأن الحيوان يحتاج في بعض أفعاله الغريزية إلى شيء من الاكتساب ، والتعلم ، مثال ذلك : إذا ولد الطير في القفص لم يبن وكره ، ولم يغرد كغيره من أفراد نوعه . وقد أشرنا سابقاً إلى قول علماء التطور بتغير الغريزة ، وتكاملها على مر العصور بالتدريج .
٣ - إن ثبوت الغريزة نسبي ، لأن الغريزة متقطعة ، تتخذ أشكالاً مختلفة ، وتضعف وتتضاءل ، وقد تتكيف بحسب الشرائط الخارجية ، وكثيراً ما تتبدل صور بتبدل الظروف المحيطة بها . ان كثيراً من التجارب ، والملاحظات ، تؤيد هذا القول . فقد شاهد ( فابر ) في إحدى مستعمرات الحشرات أن غريزة ( السفكس ) الأصفر الجناح ليست عمياء تماماً . لأنه يتوقف عن دخول جحره بعد تكرر التجربة ، ثم يجر فريسته ويدخلها جحره من غير أن يعود إلى ما كان عليه . وقد شاهد ) ريبو ( أيضا أن زنابير إفريقية لا تقوم بأفعالها الغريزية على نمط واحد . و شاهد ( بكهام ) أن ( الاموفيل ) وهو من غشائيات الأجنحة ، يملأ جحره بقليل من التراب ، ليستر ما وضع فيه ، وأنه حينما يبلغ بعمله هذا سطح الأرض يأخذ حجراً ويربص به تراب الجحر ، ليجعله صلباً كتراب الأرض المجاورة ، فإذا وجد اختلافاً في الاستواء وضع عليه قليلا من التراب ، ثم رصه بالحجر من جديد ، ولا يزال يفعل ذلك حق يحصل على استواء تام . وهذا يدل على أن الحيوان قادر في بعض الأحيان على استخدام الآلات .
ينتج من كل ما تقدم أن الغريزة تتكيف بحسب الشرائط الجديدة ، وانها ليست متخصصة تماماً ، ولا عمياء تماماً ، وان حدودها العالية المتصلة بالعقل ليست أوضح من افقها الأدنى المتصل بالفعل المنعكس ، ولعل حدودها لا تتضح لنا تماماً ، إلا إذا بحثنا في المذاهب الفلسفية المختلفة التي تحاول الكشف عن حقيقتها ، فما هي إذن حقيقة الغريزة ؟
بعض الملاحظات العامة
١ - ان نوعية الغريزة ليست مطلقة ؛ لأن عادات عاملات النحل وطباعها تختلف باختلاف الأقاليم ، وقد تختلف أيضاً باختلاف الأفراد رغم وجودها في إقليم واحد .
٢ - إن كمال الغريزة نسبي ، لأن الحيوان يحتاج في بعض أفعاله الغريزية إلى شيء من الاكتساب ، والتعلم ، مثال ذلك : إذا ولد الطير في القفص لم يبن وكره ، ولم يغرد كغيره من أفراد نوعه . وقد أشرنا سابقاً إلى قول علماء التطور بتغير الغريزة ، وتكاملها على مر العصور بالتدريج .
٣ - إن ثبوت الغريزة نسبي ، لأن الغريزة متقطعة ، تتخذ أشكالاً مختلفة ، وتضعف وتتضاءل ، وقد تتكيف بحسب الشرائط الخارجية ، وكثيراً ما تتبدل صور بتبدل الظروف المحيطة بها . ان كثيراً من التجارب ، والملاحظات ، تؤيد هذا القول . فقد شاهد ( فابر ) في إحدى مستعمرات الحشرات أن غريزة ( السفكس ) الأصفر الجناح ليست عمياء تماماً . لأنه يتوقف عن دخول جحره بعد تكرر التجربة ، ثم يجر فريسته ويدخلها جحره من غير أن يعود إلى ما كان عليه . وقد شاهد ) ريبو ( أيضا أن زنابير إفريقية لا تقوم بأفعالها الغريزية على نمط واحد . و شاهد ( بكهام ) أن ( الاموفيل ) وهو من غشائيات الأجنحة ، يملأ جحره بقليل من التراب ، ليستر ما وضع فيه ، وأنه حينما يبلغ بعمله هذا سطح الأرض يأخذ حجراً ويربص به تراب الجحر ، ليجعله صلباً كتراب الأرض المجاورة ، فإذا وجد اختلافاً في الاستواء وضع عليه قليلا من التراب ، ثم رصه بالحجر من جديد ، ولا يزال يفعل ذلك حق يحصل على استواء تام . وهذا يدل على أن الحيوان قادر في بعض الأحيان على استخدام الآلات .
ينتج من كل ما تقدم أن الغريزة تتكيف بحسب الشرائط الجديدة ، وانها ليست متخصصة تماماً ، ولا عمياء تماماً ، وان حدودها العالية المتصلة بالعقل ليست أوضح من افقها الأدنى المتصل بالفعل المنعكس ، ولعل حدودها لا تتضح لنا تماماً ، إلا إذا بحثنا في المذاهب الفلسفية المختلفة التي تحاول الكشف عن حقيقتها ، فما هي إذن حقيقة الغريزة ؟
تعليق