أمين حبلّا
محمود درويش.. قصائد مضمخة برائحة الأرض والدماء والمعتقلات والمنافي
9/8/2022
في الثالثة من عمليات قلبه المفتوح توقف عداد النبض، سقطت الريشة وتدفقت قارورة المداد المُضمَّخ بالدم والعطر والغربة والأشجان، والتف البساط الأبيض على جداريته الفلسطينية وجسده النحيل، كانت جدارية قلب بطول فلسطين وعمق مأساته، نقشت عليه الحضارات والشعوب والأمم والثقافات تعاويذ الحياة وأساطير النشأة.
كانت تلك الجدارية -التي كتبها وهو يغالب الألم وغاز التخدير الساري في جسمه المترنح- نهاية قلم عاش فلسطينيا مسافرا في أروقة الشتات والغربة، قلم يمثل كل طموحات فلسطين، وصهيل جبروت المقاومة، وترانيم السلام والوحدة والصراع والاقتتال الداخلي، كان درويش خارطة الألم والأمل الفلسطيني المعاصر بكل توهجه وطموحه وصبره ومقاومته، أو سلامه ومفاوضاته، كان كل ذلك، ولذلك جاء شعره مدويا بذاكرة الأرض والإنسان.
كان درويش مسافرا على صفحات الأيام، تاركا في ذاكرة السنين أصداء 30 ديوانا، ومسيرة عمر ثقافي طويل انتهى عداده في التاسع من أغسطس/آب سنة 2008م.
تعليق