الحياة الفاعلة .. أثر الحركات في الحياة النفسية
الحياة الفاعلة
المدخل
الحركات
أثر الحركات في الحياة النفسية .
- تمثل الحركات دوراً هاماً جداً في الحياة النفسية . لذلك قال ( ريبو ) : إن الحركة اللحمة التي ينقش عليها الشعور وشيه ( ١ ) ، وقد رأينا سابقاً أن حالات الإدراك الخارجي ، والهيجان ، والانتباه ، والحكم مصحوبة دائماً بالحركة . حق لقد بين علماء أمراض النفس أن تشويش الحركات ملازم في أغلب الأحيان لتشويش الفكر .
وأحسن مثال يدل على ارتباط الحركة بالفكر الفعل التصوري الحركي ( -Action idéo motrice ) ، وهو فعل يتبع التصور مباشرة ، مثال ذلك : أن رؤية جسم من الأجسام كافية في حالات الذهول الذهني ، لتوليد الحركة الموافقة له . فإذا رأيت مثلا ذرة من الغبار على كمك ، نقفتها بحركة آلية ، فتتبع الحركة الإحساس وكذلك تصور الحركة المدركة ، أو المتخيلة ، فهو يؤدي دائماً إلى توليد تلك الحركة ، أو هو كما قيل بداية تنفيذها . والمثال من ذلك تجربة ( شفرول ( ۲ ) Chevreul ) ، أو تجربة التحريض النفسي
الحركي ( Induction Psycho - motride ) التي أجراها ( فره - Fire ) على المرضى العصبيين مستعيناً بمقياس القوة . ( شكل - ٥٨ ) .
1 - Ribot , La vie inconsciente et le mouvement , p . 3 .
( ۲ ) تجربة ( شفرول ) : إذا علقت بإصبع من أصابع يدك الثابتة رقاصاً ، شاهدت أن تفكيرك في تحريك الرقاص إلى جهة من الجهات الممكنة يحدث تلك الحركة ، وإذا تابعت هذه الحركة بعينيك زدت نطاقها اتساعاً ، فالإدراك يزيد إذن شدة تصوراتنا السابقة عند انضمامه اليها .
( شكل - ٥٨ ) التحريض النفسي الحركي
إذا وضعت في يد شخص عصي مقياس قوة ، وطلبت منه أن يضغطه ، ثم حركت يدك أمامه وجدت أن قوة ضغطه مقياس القوة تزداد بمشاهدة الحركة ، حتى تبلغ زيادتها ثلث ما كانت عليه أو نصفه . ان رؤية الحركة هي التي تحدث هذه الزيادة .
ويمكننا أيضاً بالفعل التصورى الحركي تعليل الدوار ( ۱ ) ، ودوران الطاولة ( ٢ ) ، وقراءة الأفكار ، كما في تجارب ( كومبرلاند Cumberland ) .
وليست الفكرة علة الحركة في الفعل التصوري الحركي ، وإنما هي من الفيزيولوجية تلك الحركة نفسها ، لأنها جارية في العضلات ، ومهيأة داخل المراكز العصبية المحركة . ولا ندري كيف يمكن للفكرة المفارقة للجسد أن تحرك العضلات . ان الحالة اللاشعورية من حيث هي حالة شعورية لا تنقلب إلى فعل ، بل الذي ينقلب إلى فعل هو الحالة الفيزيولوجية المقابلة لها . وسنذكر عند دراسة المنعكس الشرطي بعض الأمثلة التي تبين لنا كيف ينقلب التصور إلى فعل .
( ۱ ) الدوار ينشأ هنا عن الخوف من الحركة المتصور وقوعها .
( ٢ ) ان الدوران ينشأ هنا عن الحركات اللاشعورية التي ينقلها الحاضرون إلى المنضدة بتأثير المجرب .
( ۳ ) ان قراءة الأفكار مبنية على تأويل الحركات العضلية ، والملامح الوجهية ، التي يشاهدها المجرب بادية على الشخص ، فالمجرب يقبض على يد الشخص ، ويستنتج من حركات بده محل الشيء المخبأ الذي يفكر فيه . وقد درس ( غلاي Gley ) هذه الحركات بعد تسجيلها بجهاز ( مارى Marey ) فتبين له أن حركات اليــــد اللاشعورية تزداد شدة عند تقرب المجرب من الشيء المخبأ . وقد تتراخى أو تزول عند وجدان الشيء .
الحياة الفاعلة
المدخل
الحركات
أثر الحركات في الحياة النفسية .
- تمثل الحركات دوراً هاماً جداً في الحياة النفسية . لذلك قال ( ريبو ) : إن الحركة اللحمة التي ينقش عليها الشعور وشيه ( ١ ) ، وقد رأينا سابقاً أن حالات الإدراك الخارجي ، والهيجان ، والانتباه ، والحكم مصحوبة دائماً بالحركة . حق لقد بين علماء أمراض النفس أن تشويش الحركات ملازم في أغلب الأحيان لتشويش الفكر .
وأحسن مثال يدل على ارتباط الحركة بالفكر الفعل التصوري الحركي ( -Action idéo motrice ) ، وهو فعل يتبع التصور مباشرة ، مثال ذلك : أن رؤية جسم من الأجسام كافية في حالات الذهول الذهني ، لتوليد الحركة الموافقة له . فإذا رأيت مثلا ذرة من الغبار على كمك ، نقفتها بحركة آلية ، فتتبع الحركة الإحساس وكذلك تصور الحركة المدركة ، أو المتخيلة ، فهو يؤدي دائماً إلى توليد تلك الحركة ، أو هو كما قيل بداية تنفيذها . والمثال من ذلك تجربة ( شفرول ( ۲ ) Chevreul ) ، أو تجربة التحريض النفسي
الحركي ( Induction Psycho - motride ) التي أجراها ( فره - Fire ) على المرضى العصبيين مستعيناً بمقياس القوة . ( شكل - ٥٨ ) .
1 - Ribot , La vie inconsciente et le mouvement , p . 3 .
( ۲ ) تجربة ( شفرول ) : إذا علقت بإصبع من أصابع يدك الثابتة رقاصاً ، شاهدت أن تفكيرك في تحريك الرقاص إلى جهة من الجهات الممكنة يحدث تلك الحركة ، وإذا تابعت هذه الحركة بعينيك زدت نطاقها اتساعاً ، فالإدراك يزيد إذن شدة تصوراتنا السابقة عند انضمامه اليها .
( شكل - ٥٨ ) التحريض النفسي الحركي
إذا وضعت في يد شخص عصي مقياس قوة ، وطلبت منه أن يضغطه ، ثم حركت يدك أمامه وجدت أن قوة ضغطه مقياس القوة تزداد بمشاهدة الحركة ، حتى تبلغ زيادتها ثلث ما كانت عليه أو نصفه . ان رؤية الحركة هي التي تحدث هذه الزيادة .
ويمكننا أيضاً بالفعل التصورى الحركي تعليل الدوار ( ۱ ) ، ودوران الطاولة ( ٢ ) ، وقراءة الأفكار ، كما في تجارب ( كومبرلاند Cumberland ) .
وليست الفكرة علة الحركة في الفعل التصوري الحركي ، وإنما هي من الفيزيولوجية تلك الحركة نفسها ، لأنها جارية في العضلات ، ومهيأة داخل المراكز العصبية المحركة . ولا ندري كيف يمكن للفكرة المفارقة للجسد أن تحرك العضلات . ان الحالة اللاشعورية من حيث هي حالة شعورية لا تنقلب إلى فعل ، بل الذي ينقلب إلى فعل هو الحالة الفيزيولوجية المقابلة لها . وسنذكر عند دراسة المنعكس الشرطي بعض الأمثلة التي تبين لنا كيف ينقلب التصور إلى فعل .
( ۱ ) الدوار ينشأ هنا عن الخوف من الحركة المتصور وقوعها .
( ٢ ) ان الدوران ينشأ هنا عن الحركات اللاشعورية التي ينقلها الحاضرون إلى المنضدة بتأثير المجرب .
( ۳ ) ان قراءة الأفكار مبنية على تأويل الحركات العضلية ، والملامح الوجهية ، التي يشاهدها المجرب بادية على الشخص ، فالمجرب يقبض على يد الشخص ، ويستنتج من حركات بده محل الشيء المخبأ الذي يفكر فيه . وقد درس ( غلاي Gley ) هذه الحركات بعد تسجيلها بجهاز ( مارى Marey ) فتبين له أن حركات اليــــد اللاشعورية تزداد شدة عند تقرب المجرب من الشيء المخبأ . وقد تتراخى أو تزول عند وجدان الشيء .
تعليق