قصة وقصيدة من الماضي
قصة وقصيدة
تهيضت يا سباع لدار ذكرتها
ابن غافل الزغبي أحد شيوخ قبيلة زعب لا يعرفه اسمه الأول بسبب مرور فترة طويلة بيننا وبينه، فهذه الحكاية عمرها يزيد عن القرنين من الزمان أو ثلاثة قرون، كان لابن غافل جار من قبيلة حرب يمتلك إبلًا لا مثيل لها في جزيرة العرب كلها وكان الشريف وقتذاك يحكم الحجاز. سمع الشريف بابل الحربي فأرسل إلى الزعبي ابن غافل مرسالًا يطلب منه إبل الحربي لأن الحربي هذا برفقة الشيخ الزعبي، لم يخبر ابن غافل الحربي بخبر الإبل لأنه جاره، بل أرسل إليه يطلب منه شراء الإبل كلها. فرفض الحربي بيع إبله لأنها أغلى عليه من أولاده فهي متوارثة وليس لها مثيل في جزيرة العرب. بعد رفض الحربي لبيع الإبل أخبر ابن غافل مرسال الشريف أن الإبل لجارنا وجارنا لا يعطيها ولا يبيعها فاعتذر من الشريف، فلو كانت لأحد من زعب لأرغمته؛ ولكنها للجار والجار كعادتنا لا نرغمه. عاد مرسال الشريف لمن أرسله وأبلغه. فقال الشريف أخبرهم إن لم تصلني الإبل خلال فترة كذا يوم فسآخذها بحد السيف، فوصل الخبر لابن غافل، وابن غافل يعلم علم اليقين أن القبيلة مهما كان عددها لن تستطع مواجهة حاكم كالشريف لديه جيش كامل العدد والعدة.
– حاول الزعبي بشتى الطرق أن يقنع الحربي ببيع الإبل الواحد بثلاث يختارها من أطيب إبل زعب وبدون أن يبلغه بخبر الشريف والحربي يزيد تمسكًا بإبله فعرض الزعبي على الشريف أن يعطيه بدل كل ناقة فرسًا وكانت قيمة الفرس تعادل عشرًا من الإبل، فرفض الشريف، وعرض الزعبي على الشريف دفع فدية بدلًا من الإبل والشريف يرفض، وأصر على رأيه إما تسليم إبل الحربي أو الحرب. وكان بإمكان زعب أن تفرض على الجار الحربي بيع الإبل اتقاء لشر الشريف؛ ولكن أبت شيمتهم ولذلك اختار ابن غافل وقبيلته الحرب ولا يلحق بهم العار من جارهم رغم علمهم أنهم لن يستطيعوا الصمود أمام الشريف وجيشه الجرار.
– وسار الشريف لحرب زعب، ووقعت الواقعة وهؤلاء بنو زعب يكافحون الواحد منهم يحارب عشرة رجال لكثرة ما مع الشريف من جيش، والكثرة تغلب الشجاعة، فهزمهم الشريف وأخذ إبل الحربي، وشتتهم فلم ينج منهم إلا قلة هاموا بالصحراء، ويقال إن حربهم مع الشريف استمرت لأعوام، هلك بها من هلك ونجا من نجا ومن بين الناجين ابنة ابن غافل هرب بها جملها بالليل بالصحراء ونظرًا لأنها لا تعرف مصير قومها فلم ترجع وتركته –أي الجمل- يسير بالصحراء حيث يشاء، وفي (فيضة سدر) أي واحة بوسط الصحراء بها سدر غفت على ظهر جملها من شدة التعب فأوقعها الجمل عن ظهره وهرب وتركها. فما كان منها إلا أن التجأت لإحدى شجرات السدر وكمنت على أغصان السدرة بحيث ترى ولا يراها أحد. مر يوم أو يومان فكانت هناك قافلة من قبيلة “الدواسر” القبيلة المشهورة أيضًا ففطن لها أحدهم، فقال لها: أأنت من الإنس أن من الجن؟ قالت: إنس. قال: انزلي: قالت: أعطني عهدًا. فعاهدها أنها بوجهه فنزلت، ولم تخبرهم بقصتها، بل اختلقت عذرًا وصحبها الدوسري مع نسائه، وأصبحت منهم فرآها ابن أميرهم وأعجب بها فخطبها من الدوسري فاستشارها ثم قبلت فزوجها ابن الأمير، وبقيت عنده، وزرقت منه بولد أسماه أبوه “سباع” وكان اسمًا على مسمى فقد فاق أقرانه بكل شيء بالسباقات التي يجريها أبناء البادية وركوب الخيل وغيره، فغار منه أقرانه، ذهب أحد الأطفال لوالدته يشكو له تغلب سباع عليهم في كل شيء فقالت له: اسأل سباع من هم أخواله؟ وبذلك سوف تحبطه ولن يتغلب عليك فأمه مجهولة النسب ابنة تلك الشجرة! أعلم الوالد أقرانه فأصبحوا يعيرون سباع بأخواله وأن أمه لا نسب لها، وهذا سباع كلما سمعهم جاء يبكي لأمه ولم يعد هو سباع الأول فلم يعد يفوق أقرانه وأصبح منطويًّا على نفسه، حزينًا. ومن هنا كان لا بد للأم أن تعلمهم أنهم لا يفوقونها نسبًا وحسبًا وتحكي حكايتها.
فأنشدت تقول:
أتممت الأم قصيدها فعرف الولد بالضبط من هم أخواله الذين يرفع رأسه بذكرهم وحميد أفعالهم ولعل إرادة الله تعالى أخرجت الأم من صمتها ليخلد فعل هذه القبيلة العربية على مر الأجيال تخلده قصيدتها. وسارت بين الدواسر قبيلة زوجها هذه القصيدة وعرفوا من هي وعاد سباع إلى سابق عهده يتفوق على أقرانه
وبعد أن سمع والد زوجها قصيدتها .. فرح بما سمع كثيرا ..
وقال تسلمين يا بنت ابن غافل ..
وطلب أن يتم إعداد الولائم والأفراح بعد أن عرف تماما من تكون هذه الفتاة
قصة وقصيدة
تهيضت يا سباع لدار ذكرتها
ابن غافل الزغبي أحد شيوخ قبيلة زعب لا يعرفه اسمه الأول بسبب مرور فترة طويلة بيننا وبينه، فهذه الحكاية عمرها يزيد عن القرنين من الزمان أو ثلاثة قرون، كان لابن غافل جار من قبيلة حرب يمتلك إبلًا لا مثيل لها في جزيرة العرب كلها وكان الشريف وقتذاك يحكم الحجاز. سمع الشريف بابل الحربي فأرسل إلى الزعبي ابن غافل مرسالًا يطلب منه إبل الحربي لأن الحربي هذا برفقة الشيخ الزعبي، لم يخبر ابن غافل الحربي بخبر الإبل لأنه جاره، بل أرسل إليه يطلب منه شراء الإبل كلها. فرفض الحربي بيع إبله لأنها أغلى عليه من أولاده فهي متوارثة وليس لها مثيل في جزيرة العرب. بعد رفض الحربي لبيع الإبل أخبر ابن غافل مرسال الشريف أن الإبل لجارنا وجارنا لا يعطيها ولا يبيعها فاعتذر من الشريف، فلو كانت لأحد من زعب لأرغمته؛ ولكنها للجار والجار كعادتنا لا نرغمه. عاد مرسال الشريف لمن أرسله وأبلغه. فقال الشريف أخبرهم إن لم تصلني الإبل خلال فترة كذا يوم فسآخذها بحد السيف، فوصل الخبر لابن غافل، وابن غافل يعلم علم اليقين أن القبيلة مهما كان عددها لن تستطع مواجهة حاكم كالشريف لديه جيش كامل العدد والعدة.
– حاول الزعبي بشتى الطرق أن يقنع الحربي ببيع الإبل الواحد بثلاث يختارها من أطيب إبل زعب وبدون أن يبلغه بخبر الشريف والحربي يزيد تمسكًا بإبله فعرض الزعبي على الشريف أن يعطيه بدل كل ناقة فرسًا وكانت قيمة الفرس تعادل عشرًا من الإبل، فرفض الشريف، وعرض الزعبي على الشريف دفع فدية بدلًا من الإبل والشريف يرفض، وأصر على رأيه إما تسليم إبل الحربي أو الحرب. وكان بإمكان زعب أن تفرض على الجار الحربي بيع الإبل اتقاء لشر الشريف؛ ولكن أبت شيمتهم ولذلك اختار ابن غافل وقبيلته الحرب ولا يلحق بهم العار من جارهم رغم علمهم أنهم لن يستطيعوا الصمود أمام الشريف وجيشه الجرار.
– وسار الشريف لحرب زعب، ووقعت الواقعة وهؤلاء بنو زعب يكافحون الواحد منهم يحارب عشرة رجال لكثرة ما مع الشريف من جيش، والكثرة تغلب الشجاعة، فهزمهم الشريف وأخذ إبل الحربي، وشتتهم فلم ينج منهم إلا قلة هاموا بالصحراء، ويقال إن حربهم مع الشريف استمرت لأعوام، هلك بها من هلك ونجا من نجا ومن بين الناجين ابنة ابن غافل هرب بها جملها بالليل بالصحراء ونظرًا لأنها لا تعرف مصير قومها فلم ترجع وتركته –أي الجمل- يسير بالصحراء حيث يشاء، وفي (فيضة سدر) أي واحة بوسط الصحراء بها سدر غفت على ظهر جملها من شدة التعب فأوقعها الجمل عن ظهره وهرب وتركها. فما كان منها إلا أن التجأت لإحدى شجرات السدر وكمنت على أغصان السدرة بحيث ترى ولا يراها أحد. مر يوم أو يومان فكانت هناك قافلة من قبيلة “الدواسر” القبيلة المشهورة أيضًا ففطن لها أحدهم، فقال لها: أأنت من الإنس أن من الجن؟ قالت: إنس. قال: انزلي: قالت: أعطني عهدًا. فعاهدها أنها بوجهه فنزلت، ولم تخبرهم بقصتها، بل اختلقت عذرًا وصحبها الدوسري مع نسائه، وأصبحت منهم فرآها ابن أميرهم وأعجب بها فخطبها من الدوسري فاستشارها ثم قبلت فزوجها ابن الأمير، وبقيت عنده، وزرقت منه بولد أسماه أبوه “سباع” وكان اسمًا على مسمى فقد فاق أقرانه بكل شيء بالسباقات التي يجريها أبناء البادية وركوب الخيل وغيره، فغار منه أقرانه، ذهب أحد الأطفال لوالدته يشكو له تغلب سباع عليهم في كل شيء فقالت له: اسأل سباع من هم أخواله؟ وبذلك سوف تحبطه ولن يتغلب عليك فأمه مجهولة النسب ابنة تلك الشجرة! أعلم الوالد أقرانه فأصبحوا يعيرون سباع بأخواله وأن أمه لا نسب لها، وهذا سباع كلما سمعهم جاء يبكي لأمه ولم يعد هو سباع الأول فلم يعد يفوق أقرانه وأصبح منطويًّا على نفسه، حزينًا. ومن هنا كان لا بد للأم أن تعلمهم أنهم لا يفوقونها نسبًا وحسبًا وتحكي حكايتها.
فأنشدت تقول:
تهيضْت ياسبّاع لدارٍ ذكرتها
ولاعاد منها إلا مواري حيودها
سبّاع أمّك تبكي بعينٍ حفيه
ودموعها تحفي مذاري خدودها
ولكن وقود النار باقصى ضميرها
هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودها
ولكن حجر العين فيها مليلة
ولكن ينهش موقها من برودها
دمعٍ يشادي قربةٍ شُوشليّة
بعيدٍ معشّاها زعُوجٍ قعودها
زِعبيّةٍ ياعمّ ماني هَفيه
وماني من الليّ هافياتٍ جدودها
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا
على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهل سربةٍ لادْبرَت لكِنّها مهجّرة
وِنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودها
لطاح طايحهم شوي ترايعوا
تقول فهودٍ مخطياتٍ صيودْها
لصاح صياحٍ بالسّبيب اِفزَعوا له
عزيِّ لغمرٍ ثبَّرت بهْ بلودها
لحقوا على مثل القطا يوم ورد
متغانمٍ عينٍ قراحٍ يرودها
خيلٍ تغذّى للبلا و المعارك
ترهِب صناديد العِدا في طرودها
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي
ترى لقاحَ الخيل يردي جهودها
إن جَن سماحَ الخدّ مايلحقن بكم
ون جن مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جينا الشّريف بديرتِه وإلتقانا
كلّ القبايل جامعين جنودها
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا
مصمل يبغي حنازيب سودها
يَامَا عطينا دونها من سبيّه
تسعين صفرا حسبها ومعدودها
تمامهن شعيطان خيالة مهوّس
أصايل صنع النّصارى قيودها
يقطع قبيلةٍ ضفها مايذرّى
تشدي جمالٍ عظها في بدودها
قصيرنا في راس عيطاً طويلة
يحجى ذراها من عواصيف نودها
عيّوا عليها لابِتي واحتمُوها
بمصقّلات مِرهِفاتٍ حدودها
حَرَبنا والبنت نشوٍ بهاامها
لين استتمت وستوى زين عودها
تسعين ليلة والعرابا معقّلة
بشمخ الذراء محجزاتٍ عضودها
شقح البكار الليّ زهن الجنايب
قامت تضالِع من مثاني زنودها
خيلٍ تناحي خيل وتضرب بالقنا
مثل التهامي يوم أحلى جرودها
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا
بيضِ الترايب ناقضات جعودها
على الحنايا نقضن الجدايل
سمرِ الذوايب كاسيات نهودها
وجيههن مثل مزنةٍ عقربيّة
هلت مطرها يوم حنت رعودها
كلن نهارَ الهوش تنخَى رجالها
ستر العذارى بالملاقى اسودها
لباسةٍ للدّرْع والطاّس باللقاء
على سروج الخيل عجل ورودها
مِن صنع داود عليهم مشالح
تجيبه رجالٍ مِن غنايم فهودها
يا ماطعنوا في حربةٍ عولقيّة
شلف تلظى يَشرَب الدّم عودها
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة
مامنهن الليّ ماتلاوي عمودها
تسعين مع تسعين والفين فارس
تحت صليب الخدّ تطوى لحودها
تسعين بين بني عمي وابوي وخوتي
وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة
اذا عدّت الجودات ينعدّ جُودها
زِعب أهلَ المدح والمجد والثنا
من الربع الخالي الى الحجاز حدودها
إن أجْنبوا للصّيد منهم تحوّز
الربد والوضيحي والجوازي عنودها
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل
ودارٍ يجونها ضدهم مايرودها
إذا انتوو في ديرة ياصلونها
تِقافت الظّعان عجلٍ شدودها
واركابهم يمّ العِدى مِتعبينها
بيضَ المحاقب مقترات لهودها
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة
من ذاق منهم ضربة مايعودها
نمرٍ تشادي للجراد التهامي
ماطاعوا الحكام من عظم كودها
أشوف بالحره ضعون تقللّت
ابوي حمّاي السرايا يقودها
شفي معه صفرا تباريه عندل
مرٍّ يباريها و مرٍّ يقودها
أنا فتاة الحي بنت بن غافل
كم مِن فتاةٍ غرّ فيها قعودها
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة
ما ودّك يشوفه بعينه حسُودها
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه
حطّيت لي عش باعلى فنودها
جاني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها
وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
قال حولي يابنت وانتِ بوجهي
ولا جيته إلاّ واثقة من عهُودها
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن
وسبّب علينا من الأَعادي قرودها
بحرب شِديدٍ ماتمنّاه عاقل
يعده اللي صاغر في مهودها
ذكرت يوم فايتٍ قِد مضى لهم
ويومٍ علينا من ليالي سعودها
ضوٍّ زمت للمال من عقب سرية
ضوٍّ زمّت عودان الارطىَ وقودها
لكن قرون الصّيد من خلف بيتنا
هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعين عدد صيدنا في عشيّة
وضيحيّة نجعل دلانا جلودها
قنّاصنا يروح شريقٍ وينثني
ويجي بالجوازي دامياتٍ خدودها
وروّاينا يروى بيومه وينثني
ويجي بالجلادى لاحقاتٍ حدودها
وغزّاينا يروح بيومه وينثني
ويجيب العرابا ضايمتها ديودها
لنا بين حَبْر والغرابة منزلٍ
نهد في زين العرابا قعودها
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة
وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودها
ِقليبنا غزيرةَ الجمّ عيلم
ما ينشدون صدورها من ورودها
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع
قبلي واسط في ملاوي نفودها
وهي بحد ّ الحاذ من الغضى
مادارها الزرّاع يبذر مدودها
ألفين بيتٍ نازلين جباها
والفين بيتٍ بالمظامي ترودها
تخالِفوا في يوم تسعين لحيه
علشان وقف الأجنبي في نفودها
دارٍ لِنا ماهيب دارٍ لغيرنا
تحدّها الرّمله لموارد عدودها
ولاعاد منها إلا مواري حيودها
سبّاع أمّك تبكي بعينٍ حفيه
ودموعها تحفي مذاري خدودها
ولكن وقود النار باقصى ضميرها
هاضَ الغرام و بيّحَ الله سدُودها
ولكن حجر العين فيها مليلة
ولكن ينهش موقها من برودها
دمعٍ يشادي قربةٍ شُوشليّة
بعيدٍ معشّاها زعُوجٍ قعودها
زِعبيّةٍ ياعمّ ماني هَفيه
وماني من الليّ هافياتٍ جدودها
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا
على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودها
أهل سربةٍ لادْبرَت لكِنّها مهجّرة
وِنْ أقبلت كنَّ الجوازي وُرودها
لطاح طايحهم شوي ترايعوا
تقول فهودٍ مخطياتٍ صيودْها
لصاح صياحٍ بالسّبيب اِفزَعوا له
عزيِّ لغمرٍ ثبَّرت بهْ بلودها
لحقوا على مثل القطا يوم ورد
متغانمٍ عينٍ قراحٍ يرودها
خيلٍ تغذّى للبلا و المعارك
ترهِب صناديد العِدا في طرودها
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي
ترى لقاحَ الخيل يردي جهودها
إن جَن سماحَ الخدّ مايلحقن بكم
ون جن مع السّنْداء لزومٍ يكودها
جينا الشّريف بديرتِه وإلتقانا
كلّ القبايل جامعين جنودها
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا
مصمل يبغي حنازيب سودها
يَامَا عطينا دونها من سبيّه
تسعين صفرا حسبها ومعدودها
تمامهن شعيطان خيالة مهوّس
أصايل صنع النّصارى قيودها
يقطع قبيلةٍ ضفها مايذرّى
تشدي جمالٍ عظها في بدودها
قصيرنا في راس عيطاً طويلة
يحجى ذراها من عواصيف نودها
عيّوا عليها لابِتي واحتمُوها
بمصقّلات مِرهِفاتٍ حدودها
حَرَبنا والبنت نشوٍ بهاامها
لين استتمت وستوى زين عودها
تسعين ليلة والعرابا معقّلة
بشمخ الذراء محجزاتٍ عضودها
شقح البكار الليّ زهن الجنايب
قامت تضالِع من مثاني زنودها
خيلٍ تناحي خيل وتضرب بالقنا
مثل التهامي يوم أحلى جرودها
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا
بيضِ الترايب ناقضات جعودها
على الحنايا نقضن الجدايل
سمرِ الذوايب كاسيات نهودها
وجيههن مثل مزنةٍ عقربيّة
هلت مطرها يوم حنت رعودها
كلن نهارَ الهوش تنخَى رجالها
ستر العذارى بالملاقى اسودها
لباسةٍ للدّرْع والطاّس باللقاء
على سروج الخيل عجل ورودها
مِن صنع داود عليهم مشالح
تجيبه رجالٍ مِن غنايم فهودها
يا ماطعنوا في حربةٍ عولقيّة
شلف تلظى يَشرَب الدّم عودها
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة
مامنهن الليّ ماتلاوي عمودها
تسعين مع تسعين والفين فارس
تحت صليب الخدّ تطوى لحودها
تسعين بين بني عمي وابوي وخوتي
وتسعين عنانٍ واللواحي شهودها
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة
اذا عدّت الجودات ينعدّ جُودها
زِعب أهلَ المدح والمجد والثنا
من الربع الخالي الى الحجاز حدودها
إن أجْنبوا للصّيد منهم تحوّز
الربد والوضيحي والجوازي عنودها
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل
ودارٍ يجونها ضدهم مايرودها
إذا انتوو في ديرة ياصلونها
تِقافت الظّعان عجلٍ شدودها
واركابهم يمّ العِدى مِتعبينها
بيضَ المحاقب مقترات لهودها
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة
من ذاق منهم ضربة مايعودها
نمرٍ تشادي للجراد التهامي
ماطاعوا الحكام من عظم كودها
أشوف بالحره ضعون تقللّت
ابوي حمّاي السرايا يقودها
شفي معه صفرا تباريه عندل
مرٍّ يباريها و مرٍّ يقودها
أنا فتاة الحي بنت بن غافل
كم مِن فتاةٍ غرّ فيها قعودها
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة
ما ودّك يشوفه بعينه حسُودها
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه
حطّيت لي عش باعلى فنودها
جاني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها
وشافني عِقيدَ القوم زيزوم قودها
قال حولي يابنت وانتِ بوجهي
ولا جيته إلاّ واثقة من عهُودها
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن
وسبّب علينا من الأَعادي قرودها
بحرب شِديدٍ ماتمنّاه عاقل
يعده اللي صاغر في مهودها
ذكرت يوم فايتٍ قِد مضى لهم
ويومٍ علينا من ليالي سعودها
ضوٍّ زمت للمال من عقب سرية
ضوٍّ زمّت عودان الارطىَ وقودها
لكن قرون الصّيد من خلف بيتنا
هشيم الغضا يدني لحامي وقودها
تسعين عدد صيدنا في عشيّة
وضيحيّة نجعل دلانا جلودها
قنّاصنا يروح شريقٍ وينثني
ويجي بالجوازي دامياتٍ خدودها
وروّاينا يروى بيومه وينثني
ويجي بالجلادى لاحقاتٍ حدودها
وغزّاينا يروح بيومه وينثني
ويجيب العرابا ضايمتها ديودها
لنا بين حَبْر والغرابة منزلٍ
نهد في زين العرابا قعودها
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة
وغلّ الأعادي لاجيٍ في كبودها
ِقليبنا غزيرةَ الجمّ عيلم
ما ينشدون صدورها من ورودها
طوله ثمانٍ مع ثمانٍ مع أربع
قبلي واسط في ملاوي نفودها
وهي بحد ّ الحاذ من الغضى
مادارها الزرّاع يبذر مدودها
ألفين بيتٍ نازلين جباها
والفين بيتٍ بالمظامي ترودها
تخالِفوا في يوم تسعين لحيه
علشان وقف الأجنبي في نفودها
دارٍ لِنا ماهيب دارٍ لغيرنا
تحدّها الرّمله لموارد عدودها
أتممت الأم قصيدها فعرف الولد بالضبط من هم أخواله الذين يرفع رأسه بذكرهم وحميد أفعالهم ولعل إرادة الله تعالى أخرجت الأم من صمتها ليخلد فعل هذه القبيلة العربية على مر الأجيال تخلده قصيدتها. وسارت بين الدواسر قبيلة زوجها هذه القصيدة وعرفوا من هي وعاد سباع إلى سابق عهده يتفوق على أقرانه
وبعد أن سمع والد زوجها قصيدتها .. فرح بما سمع كثيرا ..
وقال تسلمين يا بنت ابن غافل ..
وطلب أن يتم إعداد الولائم والأفراح بعد أن عرف تماما من تكون هذه الفتاة