بعض مقاييس الذكاء .. الذكاء
بعض مقاييس الذكاء .
- لنذكر الآن بعض المقاييس المستعملة في اختبار ذكاء الأطفال .
آ - السنة الثالثة من العمر :
۱ - الإشارة إلى أقسام البدن .
٢ - تكرار جملة ذات ستة مقاطع .
٣ - تكرار رقمين .
٤ - ذكر الأشياء المرسومة في إحدى الصور .
٥ - معرفة اسم الاسرة .
ب - للسنة الخامسة :
۱ - تكرار جملة ذات عشرة مقاطع .
٢ - تعريف الأشياء بمنافعها .
٣ - حساب أربع قطع من النقود .
٤ - تكرار أربعة أرقام .
ج - للسنة السابعة :
١ - الانتباه لنواقص الأشكال .
٢ - تعيين اليد اليمنى ، والاذن اليسرى .
٣ - نسخ شكل هندسي كالعين مثلا .
٤ - تكرار خمسة أرقام .
د - للسنة التاسعة :
١ - تعريف الأشياء بغير منافعها .
٢ - ترتيب خمسة أشياء بحسب وزنها .
٣ - صرف النقود .
شکل ( ٥٦ )
الصورة النفسية لنوعين من الأطفال : العاديون في يمين الشكل ، والمتأخرون في يساره
٤ - بيان تاريخ اليوم .
وإذا أردنا أن نختبر استعداد الأشخاص لادراك علاقة ، أو نسبة بين مفهومين ، شيئين أمكننا استعمال المقاييس التالية :
آ - يعطى الشخص ثلاث كلمات ، ويطلب منه إيجاد كلمة رابعة تكون نسبتها إلى الكلمة الثالثة كنسية الكلمة الثانية إلى الاولى . مثال ذلك :
١ - البرد - الشتاء الحرارة - ( الصيف )
٢ - الكل - العقوبة الاجتهاد - ( المكافأة )
ب - إتمام جملة ينقصها كلمة أو كلمتان ، أو تأليف جملة من كلمات متفرقة .
ج - ذكر سلسلة من أفراد نوع نباتي ، كالسنديان ، والجوز ، والتفاح ، والارز ... الخ ، وإيجاد اسم الجنس المشتمل عليها كلها .
وهناك إلى جانب هذه المقاييس التي تعتمد على اللغة مقاييس أخرى تستغني عن أعداد ، أو أشكال ، يطلب من الشخص كشف نظامها ، والنسج على الألفاظ ، وتعتمد على منوالها ، مثال ذلك :
١ - ١ ٧ - ١٠ ٩ - ١٢ ( ١٢ - ١٦ )
٢ - ١ ٣ - ٧ ٤ - ٨ ( ٥ - ٩ )
٣ - ٤ ٦ - ٩ ١٢ - ١٧ ( ٢٤ - ٣١ )
ثم انه يمكن أن يطلب من الشخص إبراز ما في بعض الجمل ، والأحاديث ، والرسوم ، من التناقض لمعرفة استعداداته المنطقية ، وملكاته الانتقادية .
نعطي الأطفال جملاً كهذه : وقع أحد الأشخاص من دراجته فكسر رأسه ومات ، ثم حمل إلى داره وهو في حالة لا . يرجى شفاؤه منها - عند تدهور القطار تصاب العربات الأخيرة بضرر بالغ ، فلتجنب هذا الضرر يكفي أن تقطع العربات الأخيرة .
أو نعرض عليهم صورة تريهم الريح تدفع الدخان إلى جهة مضادة للجهة التي تنحني اليها الأشجار ، أو صورة تريهم ميزانا مائلاً إلى الجهة التي فيها الوزن الخفيف .
أو نلقي على الراشدين أسئلة مشتملة على استخراج بعص النتائج من بعض المقدمات ، أو على حل إحدى المسائل بالاستناد إلى بعض المعلومات . مثال ذلك :
الفضة أثقل من الحديد
والنحاس أخف من الفضة
فهل يمكن أن يستنتج من ذلك أن الحديد أثقل من النحاس ؟ . الخ . الخ ... وغير ذلك كثير .
ترابط الاستعدادات النفسية . . - ان علاقة الظواهر الطبيعية بعضها ببعض مختلفة ، فتارة تكون ثابتة ، واخرى تكون متغيرة . فعلاقة الحرارة بامتداد المعادن مثلا علاقة ثابتة . أما علاقة العقل بالذاكرة فمتغيرة ، لأن نمو الذاكرة لا يستلزم نمو العقل دائماً . وقد تكون قوة الحكم ، والاستدلال جيدة ، ولا تكون الذاكرة قوية . وكذلك العلاقة بين لون الشعر ، ولون العينين ، فقد يصحب العيون الزرق شعر أسود ، وقد يصحبها شعر أشقر . وإذا قايسنا بين الاستعدادات النفسية وجدنا علائقها متغيرة أيضاً . فقد تكون المواهب الرياضية مقترفة بالمواهب الموسيقية ، وقد تكون غير مقترنة بها . وغرضنا الآن أن نقيد هذه العلائق المتغيرة بقانون نستطيع به قياسها .
ان الظواهر النفسية ليست خاضعة للمصادفة والاتفاق ، وإنما هي خاضعة لنظام طبيعي . ولولا كثرة اشتباكها بعضا ببعض ، لما كانت علائقها متغيرة . ونحن لا نزال اليوم تجهل جميع التغيرات التي تطرأ على الظواهر النفسية . فلا غرو إذا صعب علينا قياسها .
الغاية من قياس ترابط الاستعدادات النفسية بيان النسبة الموجودة بينها . فإذا كانت هذه النسبة إيجابية كانت الظواهر متوافقة ، وإذا كانت سلبية كانت الظواهر متخالفة . مثال ذلك : أن النسبة بين الحرارة وامتداد الأجسام إيجابية ، وكذلك علاقة الاستعداد للهندسة بالاستعداد للحساب ، أما النسبة بين الغضب والتأمل فهي سلبية ، لأن ازدياد الغضب يفقد التأمل ، كما أن التأمل يخفف الغضب .
يقاس ترابط الظواهر بطرق مختلفة ، إلا أننا سنقتصر هنا على ذكر طريقة واحدة منها ، وهي طريقة المحاصيل :
طريقة المحاصيل . - هبني أردت أن أعلم ما هي : علاقة الاستعداد للحساب بالاستعداد للهندسة والموسيقى ، أي ما هي درجة الترابط بينها .
لا شك أن اختبار شخص واحد لا يوصل إلى معرفة هذه العلاقة معرفة تامة ، ولذلك كان من الضروري أن يقايس المجرب بين كثير من الأشخاص . فإذا اختبرنا عشرة طلاب مثلا في هذه المواد الثلاث أمكننا أن نعين نسبة الاستعداد لها . ولتكن الدرجات التي حازها الطلاب في هذه المواد كما يلي :
الدرجات من صفر إلى ( ٥ )
الحساب ، الهندسة ، الموسيقى
فريد ١ ، ١ ، ٤
حسن ٣ ، ٣ ، ٣
هاشم ٣ ، ٣ ، ٢
عدنان ٢ ، ٢ ، ١
مالك ٥ ، ٥ ، ٢
زهير ٢ ، ٢ ، ٣
سليم ٤ ، ٤ ، ٣
وديع ٣ ، ٣ ، ٤
فاروق ٤ ، ٤ ، ٥
وليد ٣ ، ٣ ، ٣
أن نظرة بسيطة إلى هذه الدرجات تبين لنا أن درجات الحساب لا تختلف عن درجات الهندسة . ويعبر العلماء عن هذه النسبة بقولهم : ان الترابط بين الحساب ، والهندسة ، ترابط تام ، أي أن الاستعداد للهندسة مصحوب دائما بالاستعداد للحساب والعكس بالعكس . أما علاقة الحساب بالموسيقى فغير ظاهرة ، لأن الدرجات فيها غير متساوية .
يقاس ترابط الاستعدادات النفسية بقانون ( برافي - Bravais ) وهو قانون رياضي استعمله ( برافي ) لغايات اخرى عام ١٨٤٦ ، فأخذ به ( برسون ) واستخدمه في قياس الترابط بين الاستعدادات .
والقانون هو :
مج س • ع
٢ = _____________
\-----------------
/\مج س". مج ع "
ان ( م ) تدل على أمثال الترابط ، و ( س ) تدل على الفرق بين كل درجة من الجملة الاولى ، وبين المتوسط العام لهذه الجملة ، و ( ع ) تدل على الفرق بين كل درجة من الجملة الثانية وبين المتوسط العام لهذه الجملة .
لننظر إلى درجات الحساب ، والموسيقى التي حصل عليها الطلاب ، ولنعين مقادير س ، ع ، ص ۲ ، ع ، ، بالنسبة إلى هذه الدرجات . فالمتوسط العام لدرجات الحساب ( ۳ ) ، وقيمة ( س ) بالنسبة لدرجة ( فريد ) في الحساب هي :
س = ۱ - ۳ = - ۲
وقيمتها بالنسبة إلى درجة ( عدنان ) هي :
س = ۲ - ۳ = - ۱
أما قيمة ( ع ) فتحسب كما حسبت قيمة ( س ) . وإليك جدولاً يبين تطبيق القانون بصورة واضحة .
الطلاب الحساب س س٢ الموسيقى ع ع٢ س'ع
فريد ١ - ٢ ٤ ٤ + ١ ١ - ٢
عدنان ٢ - ١ ١ ١ - ٢ ٤ + ٢
زهير ٢ - ١ ١ ٣ ٠ ٠ ٠
الطلاب الحساب س س٢ الموسيقى ع ع٢ س'ع
هاشم ٣ ٠ ٠ ٢ - ١ ١ ٠
حسن ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وليد ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وديع ٣ ٠ ٠ ٤ + ١ ١ ٠
سليم ٤ + ١ ١ ٣ ٠ ٠ ٠
فاروق ٤ + ١ ١ ٥ + ٢ ١ + ٢
مالك ٥ + ٢ ٤ ٢ - ١ ١ - ٢
----- ----- ----- ------ ----- ----- ------
٣٠ ١٢ ٣٠ ١٢ ٠
٣٠
متوسط الحساب = ---------- = ٣
١٠
٣٠
متوسط الموسيقى = ----------- = ٣
١٠
مج س٢ = ١٢
مج ع ٢ = ١٢
مج س ع = ٠
فإذا وضعنا هذه القيم في القانون حصلنا على :
مج س ع . ع ٠
م = ____________ = ____________ = ٠
\-------------- \--------------
/\ مج س " . مج ع " /\ ١٢ × ١٢
يظهر لنا ذلك أن أمثال الترابط بين الحساب ، والموسيقى مساوية للصفر ، وهذا يدل من على انه ليس ثمة ترابط بین الاستعداد للحساب ، والاستعداد للموسيقى .
لنطبق هذا القانون في علاقة الحساب بالهندسة :
الطلاب الحساب س س٢ الهندسة ع ع٢ س'ع
فريد ١ - ٢ ٤ ١ - ٢ ٤ + ٤
عدنان ٢ - ١ ١ ٢ - ١ ١ + ١
زهير ٢ - ١ ١ ٢ - ١ ١ + ١
هاشم ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
حسن ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وليد ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وديع ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
سليم ٤ + ١ ١ ٤ + ١ ١ + ١
فاروق ٤ + ١ ١ ٤ + ١ ١ + ١
مالك ٥ + ٢ ٤ ٥ + ٢ ٤ + ٤
----- ----- ----- ------ ----- ----- ------
٣٠ ١٢ ٣٠ ١٢ ١٢
فإذا وضعنا هذه المقادير في القانون حصلنا على :
مج س ع . ع ١٢ ١٢
م = _________ = ____________ = ____ = ١
\-------------- \--------------
/\ مج س " . مج ع "/\ ١٢ × ١٢ ١٢
وهذا يدل على أن الترابط بين الحساب والهندسة مساء لـ ( ١ ) ، أي أن علاقة الاستعداد للحساب بالاستعداد للهندسة علاقة تامة . وإذا استخرجنا قيم ( م ) من أمثلة مختلفة وجدناها تتحول من ) + ۱ ) إلى ( - ١ ) . فإذا كان م = + ١ كان الترابط إيجابياً ، وإذا كان م = - ١ كان الترابط سلبيا .
وقصارى القول أن في وسع العالم أن يستخرج من هذه العلاقات نتيجة تربوية . فإذا ثبت له بعد المقارنة بين درجات الطلاب أن الترابط بين المادتين إيجابي أمكنه أن عن السبب الذي يمنع الطلاب من إتقان المادتين معا .
ومهما يكن من أمر فإن حساب هذه العلاقات لا يوصل إلى يقين مطلق ، بل يوصل إلى نتائج نسبية . فهو لا يثبت لنا ضرورة الاقتران بين استعداد وآخر ، وإنما يثبت لنا إمكانه ، واحتماله ، أي احتمال استعداد الشخص للرسم عند استعداده للحساب ، واحتمال استعداده للحساب عند استعداده للهندسة .
وكلما كان الذكاء قوياً كان ترابط الاستعدادات النفسية إيجابياً ، ولذلك كان التوافق والتناسق في الاستعدادات خير دليل على قوة الذكاء ، ونمو العقل .
تطور الذكاء .
- ان عقل الطفل منصرف أولاً إلى معطيات الحس ، ومقصور على إرضاء الشهوات الحاضرة ، وبالرغم من ميله الشديد إلى الاستطلاع تجد فهمه للأشياء سطحياً تماماً . انه كثير السؤال ، ولكنه في الوقت نفسه سهل الاقتناع . حتى لقد قال ( الفرد بينه ) : ان عقل الطفل أشبه شيء بعقل البليد الأبله . فهو يدرك تشابه الأشياء ، من إدراك تباينها . والطفل لا يدرك من الأشياء إلا ما هو نافع له ، أو صالح لإرضاء . وهو يعمم كثيراً ويوسع معاني الألفاظ . وفي وسعنا أن نذكر هنا بعض شهواته الحقائق وهي :
١ - ان الذكاء ينمو بنمو القوى الفيزيولوجية .
۲ - ان الذكاء الطبيعي ينمو حق السادسة عشرة من العمر ، ويظل بعد ذلك ثابتاً .
٣ - كلما تقدم ا الطلاب في السن ظهرت الفروق الفردية بينهم في الذكاء بوضوح وجلاء .
الفروق الفردية .
- يختلف الناس بعضهم عن بعض في الذكاء ، كما يختلفون في الطول ، والوزن ، فهناك الغبي الأبله ، وهناك الذكي العبقري ، وبين هذا وذاك درجات متوسطة كثيرة .
ومن الثابت اننا إذا أخذنا عدداً من الناس ، وقسنا صفة من صفاتهم وجدنا أن القسم الأعظم منهم يملك هذه الصفة بدرجة متوسطة ، وان القليلين منهم تتجلى فيهم هذه الصفة بدرجة قوية ، او بدرجة ضعيفة . ويمكن تقسيم أفراد المجموع إلى أربعة أقسام : فالقسم الأول يشتمل على المتفوقين وعددهم لا يزيد على الربع ، والقسم الثاني والثالث يشتملان على الأسوياء ، أو المتوسطين وعددهم لا يزيد على النصف ، والقسم الرابع يشتمل على الأغبياء ، وعددهم لا يزيد على الربع .. وهناك نتائج تربوية لهذا القانون تتعلق بتوزيع الطلاب في الصف سنتكلم عنها في كتاب التربية .
شکل ( ٥٧ )
الشمبانزي يحسن استخدام العصا
بعض مقاييس الذكاء .
- لنذكر الآن بعض المقاييس المستعملة في اختبار ذكاء الأطفال .
آ - السنة الثالثة من العمر :
۱ - الإشارة إلى أقسام البدن .
٢ - تكرار جملة ذات ستة مقاطع .
٣ - تكرار رقمين .
٤ - ذكر الأشياء المرسومة في إحدى الصور .
٥ - معرفة اسم الاسرة .
ب - للسنة الخامسة :
۱ - تكرار جملة ذات عشرة مقاطع .
٢ - تعريف الأشياء بمنافعها .
٣ - حساب أربع قطع من النقود .
٤ - تكرار أربعة أرقام .
ج - للسنة السابعة :
١ - الانتباه لنواقص الأشكال .
٢ - تعيين اليد اليمنى ، والاذن اليسرى .
٣ - نسخ شكل هندسي كالعين مثلا .
٤ - تكرار خمسة أرقام .
د - للسنة التاسعة :
١ - تعريف الأشياء بغير منافعها .
٢ - ترتيب خمسة أشياء بحسب وزنها .
٣ - صرف النقود .
شکل ( ٥٦ )
الصورة النفسية لنوعين من الأطفال : العاديون في يمين الشكل ، والمتأخرون في يساره
٤ - بيان تاريخ اليوم .
وإذا أردنا أن نختبر استعداد الأشخاص لادراك علاقة ، أو نسبة بين مفهومين ، شيئين أمكننا استعمال المقاييس التالية :
آ - يعطى الشخص ثلاث كلمات ، ويطلب منه إيجاد كلمة رابعة تكون نسبتها إلى الكلمة الثالثة كنسية الكلمة الثانية إلى الاولى . مثال ذلك :
١ - البرد - الشتاء الحرارة - ( الصيف )
٢ - الكل - العقوبة الاجتهاد - ( المكافأة )
ب - إتمام جملة ينقصها كلمة أو كلمتان ، أو تأليف جملة من كلمات متفرقة .
ج - ذكر سلسلة من أفراد نوع نباتي ، كالسنديان ، والجوز ، والتفاح ، والارز ... الخ ، وإيجاد اسم الجنس المشتمل عليها كلها .
وهناك إلى جانب هذه المقاييس التي تعتمد على اللغة مقاييس أخرى تستغني عن أعداد ، أو أشكال ، يطلب من الشخص كشف نظامها ، والنسج على الألفاظ ، وتعتمد على منوالها ، مثال ذلك :
١ - ١ ٧ - ١٠ ٩ - ١٢ ( ١٢ - ١٦ )
٢ - ١ ٣ - ٧ ٤ - ٨ ( ٥ - ٩ )
٣ - ٤ ٦ - ٩ ١٢ - ١٧ ( ٢٤ - ٣١ )
ثم انه يمكن أن يطلب من الشخص إبراز ما في بعض الجمل ، والأحاديث ، والرسوم ، من التناقض لمعرفة استعداداته المنطقية ، وملكاته الانتقادية .
نعطي الأطفال جملاً كهذه : وقع أحد الأشخاص من دراجته فكسر رأسه ومات ، ثم حمل إلى داره وهو في حالة لا . يرجى شفاؤه منها - عند تدهور القطار تصاب العربات الأخيرة بضرر بالغ ، فلتجنب هذا الضرر يكفي أن تقطع العربات الأخيرة .
أو نعرض عليهم صورة تريهم الريح تدفع الدخان إلى جهة مضادة للجهة التي تنحني اليها الأشجار ، أو صورة تريهم ميزانا مائلاً إلى الجهة التي فيها الوزن الخفيف .
أو نلقي على الراشدين أسئلة مشتملة على استخراج بعص النتائج من بعض المقدمات ، أو على حل إحدى المسائل بالاستناد إلى بعض المعلومات . مثال ذلك :
الفضة أثقل من الحديد
والنحاس أخف من الفضة
فهل يمكن أن يستنتج من ذلك أن الحديد أثقل من النحاس ؟ . الخ . الخ ... وغير ذلك كثير .
ترابط الاستعدادات النفسية . . - ان علاقة الظواهر الطبيعية بعضها ببعض مختلفة ، فتارة تكون ثابتة ، واخرى تكون متغيرة . فعلاقة الحرارة بامتداد المعادن مثلا علاقة ثابتة . أما علاقة العقل بالذاكرة فمتغيرة ، لأن نمو الذاكرة لا يستلزم نمو العقل دائماً . وقد تكون قوة الحكم ، والاستدلال جيدة ، ولا تكون الذاكرة قوية . وكذلك العلاقة بين لون الشعر ، ولون العينين ، فقد يصحب العيون الزرق شعر أسود ، وقد يصحبها شعر أشقر . وإذا قايسنا بين الاستعدادات النفسية وجدنا علائقها متغيرة أيضاً . فقد تكون المواهب الرياضية مقترفة بالمواهب الموسيقية ، وقد تكون غير مقترنة بها . وغرضنا الآن أن نقيد هذه العلائق المتغيرة بقانون نستطيع به قياسها .
ان الظواهر النفسية ليست خاضعة للمصادفة والاتفاق ، وإنما هي خاضعة لنظام طبيعي . ولولا كثرة اشتباكها بعضا ببعض ، لما كانت علائقها متغيرة . ونحن لا نزال اليوم تجهل جميع التغيرات التي تطرأ على الظواهر النفسية . فلا غرو إذا صعب علينا قياسها .
الغاية من قياس ترابط الاستعدادات النفسية بيان النسبة الموجودة بينها . فإذا كانت هذه النسبة إيجابية كانت الظواهر متوافقة ، وإذا كانت سلبية كانت الظواهر متخالفة . مثال ذلك : أن النسبة بين الحرارة وامتداد الأجسام إيجابية ، وكذلك علاقة الاستعداد للهندسة بالاستعداد للحساب ، أما النسبة بين الغضب والتأمل فهي سلبية ، لأن ازدياد الغضب يفقد التأمل ، كما أن التأمل يخفف الغضب .
يقاس ترابط الظواهر بطرق مختلفة ، إلا أننا سنقتصر هنا على ذكر طريقة واحدة منها ، وهي طريقة المحاصيل :
طريقة المحاصيل . - هبني أردت أن أعلم ما هي : علاقة الاستعداد للحساب بالاستعداد للهندسة والموسيقى ، أي ما هي درجة الترابط بينها .
لا شك أن اختبار شخص واحد لا يوصل إلى معرفة هذه العلاقة معرفة تامة ، ولذلك كان من الضروري أن يقايس المجرب بين كثير من الأشخاص . فإذا اختبرنا عشرة طلاب مثلا في هذه المواد الثلاث أمكننا أن نعين نسبة الاستعداد لها . ولتكن الدرجات التي حازها الطلاب في هذه المواد كما يلي :
الدرجات من صفر إلى ( ٥ )
الحساب ، الهندسة ، الموسيقى
فريد ١ ، ١ ، ٤
حسن ٣ ، ٣ ، ٣
هاشم ٣ ، ٣ ، ٢
عدنان ٢ ، ٢ ، ١
مالك ٥ ، ٥ ، ٢
زهير ٢ ، ٢ ، ٣
سليم ٤ ، ٤ ، ٣
وديع ٣ ، ٣ ، ٤
فاروق ٤ ، ٤ ، ٥
وليد ٣ ، ٣ ، ٣
أن نظرة بسيطة إلى هذه الدرجات تبين لنا أن درجات الحساب لا تختلف عن درجات الهندسة . ويعبر العلماء عن هذه النسبة بقولهم : ان الترابط بين الحساب ، والهندسة ، ترابط تام ، أي أن الاستعداد للهندسة مصحوب دائما بالاستعداد للحساب والعكس بالعكس . أما علاقة الحساب بالموسيقى فغير ظاهرة ، لأن الدرجات فيها غير متساوية .
يقاس ترابط الاستعدادات النفسية بقانون ( برافي - Bravais ) وهو قانون رياضي استعمله ( برافي ) لغايات اخرى عام ١٨٤٦ ، فأخذ به ( برسون ) واستخدمه في قياس الترابط بين الاستعدادات .
والقانون هو :
مج س • ع
٢ = _____________
\-----------------
/\مج س". مج ع "
ان ( م ) تدل على أمثال الترابط ، و ( س ) تدل على الفرق بين كل درجة من الجملة الاولى ، وبين المتوسط العام لهذه الجملة ، و ( ع ) تدل على الفرق بين كل درجة من الجملة الثانية وبين المتوسط العام لهذه الجملة .
لننظر إلى درجات الحساب ، والموسيقى التي حصل عليها الطلاب ، ولنعين مقادير س ، ع ، ص ۲ ، ع ، ، بالنسبة إلى هذه الدرجات . فالمتوسط العام لدرجات الحساب ( ۳ ) ، وقيمة ( س ) بالنسبة لدرجة ( فريد ) في الحساب هي :
س = ۱ - ۳ = - ۲
وقيمتها بالنسبة إلى درجة ( عدنان ) هي :
س = ۲ - ۳ = - ۱
أما قيمة ( ع ) فتحسب كما حسبت قيمة ( س ) . وإليك جدولاً يبين تطبيق القانون بصورة واضحة .
الطلاب الحساب س س٢ الموسيقى ع ع٢ س'ع
فريد ١ - ٢ ٤ ٤ + ١ ١ - ٢
عدنان ٢ - ١ ١ ١ - ٢ ٤ + ٢
زهير ٢ - ١ ١ ٣ ٠ ٠ ٠
الطلاب الحساب س س٢ الموسيقى ع ع٢ س'ع
هاشم ٣ ٠ ٠ ٢ - ١ ١ ٠
حسن ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وليد ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وديع ٣ ٠ ٠ ٤ + ١ ١ ٠
سليم ٤ + ١ ١ ٣ ٠ ٠ ٠
فاروق ٤ + ١ ١ ٥ + ٢ ١ + ٢
مالك ٥ + ٢ ٤ ٢ - ١ ١ - ٢
----- ----- ----- ------ ----- ----- ------
٣٠ ١٢ ٣٠ ١٢ ٠
٣٠
متوسط الحساب = ---------- = ٣
١٠
٣٠
متوسط الموسيقى = ----------- = ٣
١٠
مج س٢ = ١٢
مج ع ٢ = ١٢
مج س ع = ٠
فإذا وضعنا هذه القيم في القانون حصلنا على :
مج س ع . ع ٠
م = ____________ = ____________ = ٠
\-------------- \--------------
/\ مج س " . مج ع " /\ ١٢ × ١٢
يظهر لنا ذلك أن أمثال الترابط بين الحساب ، والموسيقى مساوية للصفر ، وهذا يدل من على انه ليس ثمة ترابط بین الاستعداد للحساب ، والاستعداد للموسيقى .
لنطبق هذا القانون في علاقة الحساب بالهندسة :
الطلاب الحساب س س٢ الهندسة ع ع٢ س'ع
فريد ١ - ٢ ٤ ١ - ٢ ٤ + ٤
عدنان ٢ - ١ ١ ٢ - ١ ١ + ١
زهير ٢ - ١ ١ ٢ - ١ ١ + ١
هاشم ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
حسن ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وليد ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
وديع ٣ ٠ ٠ ٣ ٠ ٠ ٠
سليم ٤ + ١ ١ ٤ + ١ ١ + ١
فاروق ٤ + ١ ١ ٤ + ١ ١ + ١
مالك ٥ + ٢ ٤ ٥ + ٢ ٤ + ٤
----- ----- ----- ------ ----- ----- ------
٣٠ ١٢ ٣٠ ١٢ ١٢
فإذا وضعنا هذه المقادير في القانون حصلنا على :
مج س ع . ع ١٢ ١٢
م = _________ = ____________ = ____ = ١
\-------------- \--------------
/\ مج س " . مج ع "/\ ١٢ × ١٢ ١٢
وهذا يدل على أن الترابط بين الحساب والهندسة مساء لـ ( ١ ) ، أي أن علاقة الاستعداد للحساب بالاستعداد للهندسة علاقة تامة . وإذا استخرجنا قيم ( م ) من أمثلة مختلفة وجدناها تتحول من ) + ۱ ) إلى ( - ١ ) . فإذا كان م = + ١ كان الترابط إيجابياً ، وإذا كان م = - ١ كان الترابط سلبيا .
وقصارى القول أن في وسع العالم أن يستخرج من هذه العلاقات نتيجة تربوية . فإذا ثبت له بعد المقارنة بين درجات الطلاب أن الترابط بين المادتين إيجابي أمكنه أن عن السبب الذي يمنع الطلاب من إتقان المادتين معا .
ومهما يكن من أمر فإن حساب هذه العلاقات لا يوصل إلى يقين مطلق ، بل يوصل إلى نتائج نسبية . فهو لا يثبت لنا ضرورة الاقتران بين استعداد وآخر ، وإنما يثبت لنا إمكانه ، واحتماله ، أي احتمال استعداد الشخص للرسم عند استعداده للحساب ، واحتمال استعداده للحساب عند استعداده للهندسة .
وكلما كان الذكاء قوياً كان ترابط الاستعدادات النفسية إيجابياً ، ولذلك كان التوافق والتناسق في الاستعدادات خير دليل على قوة الذكاء ، ونمو العقل .
تطور الذكاء .
- ان عقل الطفل منصرف أولاً إلى معطيات الحس ، ومقصور على إرضاء الشهوات الحاضرة ، وبالرغم من ميله الشديد إلى الاستطلاع تجد فهمه للأشياء سطحياً تماماً . انه كثير السؤال ، ولكنه في الوقت نفسه سهل الاقتناع . حتى لقد قال ( الفرد بينه ) : ان عقل الطفل أشبه شيء بعقل البليد الأبله . فهو يدرك تشابه الأشياء ، من إدراك تباينها . والطفل لا يدرك من الأشياء إلا ما هو نافع له ، أو صالح لإرضاء . وهو يعمم كثيراً ويوسع معاني الألفاظ . وفي وسعنا أن نذكر هنا بعض شهواته الحقائق وهي :
١ - ان الذكاء ينمو بنمو القوى الفيزيولوجية .
۲ - ان الذكاء الطبيعي ينمو حق السادسة عشرة من العمر ، ويظل بعد ذلك ثابتاً .
٣ - كلما تقدم ا الطلاب في السن ظهرت الفروق الفردية بينهم في الذكاء بوضوح وجلاء .
الفروق الفردية .
- يختلف الناس بعضهم عن بعض في الذكاء ، كما يختلفون في الطول ، والوزن ، فهناك الغبي الأبله ، وهناك الذكي العبقري ، وبين هذا وذاك درجات متوسطة كثيرة .
ومن الثابت اننا إذا أخذنا عدداً من الناس ، وقسنا صفة من صفاتهم وجدنا أن القسم الأعظم منهم يملك هذه الصفة بدرجة متوسطة ، وان القليلين منهم تتجلى فيهم هذه الصفة بدرجة قوية ، او بدرجة ضعيفة . ويمكن تقسيم أفراد المجموع إلى أربعة أقسام : فالقسم الأول يشتمل على المتفوقين وعددهم لا يزيد على الربع ، والقسم الثاني والثالث يشتملان على الأسوياء ، أو المتوسطين وعددهم لا يزيد على النصف ، والقسم الرابع يشتمل على الأغبياء ، وعددهم لا يزيد على الربع .. وهناك نتائج تربوية لهذا القانون تتعلق بتوزيع الطلاب في الصف سنتكلم عنها في كتاب التربية .
شکل ( ٥٧ )
الشمبانزي يحسن استخدام العصا
تعليق