إبراهيم إمام
“الأب”.. خرف ينخر ذاكرة العجوز السابح في بحر الثمانين
9/11/2021
تقدم لنا الحياة في بعض الحالات إجابات مباشرة وبسيطة عن أسئلة تبدو عميقة. يتحدث الكثير من الشعراء عن الذكريات، وعن أهميتها، وكيف أن الإنسان بدون ذكريات يفقد إنسانيته. على الجانب الآخر نجد العديد من المفكرين يناقشون فكرة الذاكرة وما تعنيه للإنسان، ويعتقدون أن الذاكرة هي الوسيلة الأهم التي يستخدمها البشر في بناء الحضارات، لكن بعض المحللون النفسيون يعتقدون أن الذاكرة ليست مجرد وسيلة أو أداة يستخدمها الإنسان، لكنها المحرك الأساسي للإنسان، وما يجعل الإنسان يشتهي شيئًا أو حتى يتصور أن خيارًا ما هو الأفضل لأسباب منطقية ليس المنطق ولكنه تأثير مجموعة من الذكريات الكامنة في الإنسان منذ المراحل الأولى للطفولة. لكن الحياة لا تستخدم المصطلحات الفلسفية المعقدة ولا البلاغة الشاعرية بل تقدم لنا الإجابة بشكل مباشر وقاس للغاية.
شهد الكاتب والمخرج الفرنسي فلوريان زيلر إجابة الحياة عن سؤال الذاكرة في صورة إصابة جده بالخرف، مما ألهمه كتابة وإخراج مسرحية يقدم فيها لنا ما يعنيه أن يفقد الإنسان التحكم في ذاكرته؛ ما يعنيه ذلك بالنسبة له كإنسان وبالنسبة لمن حوله، أبناءه الذين يعتنون به وأقربائه الذين يهتمون لأمره. وكان نجاح المسرحية بالإضافة إلى أهمية وعمق التجربة بالنسبة لزيلر دافعان رئيسان للتعاون مع كريستوفر هامبتون، حيث حول الإثنان هذه المسرحية إلى فيلم من أفضل الأفلام التي عرضت في العام الماضي وهو فيلم الأب.
يقدم الفيلم قصة “أنتوني” الأب العجوز، و”أنتوني” هنا هو اسم الشخصية التي يؤديها “أنتوني هوبكينز” بالفعل، وقد كان اختيار اسم أنتوني لبطل الفيلم اختيارا مُتعمدا من مخرج الفيلم “فلوريان زيلر”، وذلك في إشارة احترام ومجاملة للمسيرة العظيمة للممثل “أنتوني هوبكنز”.
تعليق