قصة وقصيدة من الماضي
قصة وقصيدة
يقول التميمي الذي شب مترف
عبدالرحيم التميمي من بني تميم القبيلة المشهورة بجزيرة العرب نزل إلى السوق في قرية أوشيقر بنجد، ودخل عند الصائغ صانع الذهب فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ، فقد كانت على درجة كبيرة من الجمال وتعلق قلبه بها، فلم يعد يبرح دكان والدها، وقد كان يسمى عبدالرحيم المطوع من شدة تدينه، وهو كذلك؛ ولكنه أحب تلك الفتاة وقد كان البدو لا يزوجون الصاغ ولا يتزوجون منه، وهذا عبدالرحيم يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها، حتى انتبهت له، فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى زواجهما سرًّا بينهما، ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته، فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقى الأمر سرًّا لحفظ حق ولدها، فانتشر الخبر وعرف اخوانه بما حصل غضبوا وقرروا الخروج وهو معهم للبرية وهناك يطلبون منه الطلاق او يقتلونه، وخرجوا به من القرية وقصدوا البر، وعندما وصلوا (النقا) المعروف ونزلوا وصادف أن رأوا غزالًا في إحدى الأشجار نائمًا فأمسكوا به واراد قتل الغزال فرجاه عبدالرحيم أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته المقاربة لوصف الغزال *إلا أنه لم يستمع له وقتله ..
وبعد نزولهم اخبروه بخبرهم وقال له أخوته عليك الآن أن تطلقها، فلم يقبل، فأصروا عليه وهو يرفض، فقالوا: إمّا أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منهم مهلة يصلي بها ركعتين ويستخير الله، فابتعد عنهم قليلًا وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات:
يقول التميمي الذي شب مترف
مدى العمر ما شا في زمانه جاه
يا ركب ياللي من عقيل تقللوا
من نجد إلى الريف المريف مداه
شدوا بنا من جو عكل وقوضا
على كل هباع يمد اخطاه
علاكم تجد السير لكن وصفها
على قطعة البيدا واكثر اسراه
صريمة ربد حدها جال "تيما"
على الأرض من عالي النبا بوطاه
طووا بنا "الدهنا" والإنسان ما له
ملاذ وما يكتب عليه وطاه
لقوا شادن في زريها مستكنة
حماه من لفح السموم ذراه
غشاها لذيذ النوم والنوم قد غشى
من الناس حذر وابتلوه أعداه
فقلت لأخواني ومثلي ومثلهم
يشكي إلى من الزمان وطاه
دعوها سبيل كود من ذي فعايله
يجزى على فعله يشوف مناه
يا شمل يا مأمونة الهجن هوذلي
إلى دار من صعب علي لقاه
دقاق حجل أطراف يا ناق، وان طرى
على البال زاده من عناه.. شقاه
لعل قصر حال بيني وبينه
لنجم من المولى يهد بناه
أبغي إلى هد العلا من ركونها
واذهلن عطرات الجيوب حياه
يظهر خليلي سالم من ربوعها
هذاك غايات الفتى ومناه
ألا واعذابي كلما شفت صاحبي
جليس لغيري واحترمت لقاه
سيره ممروع لغيري ويهتوي
وساقيه ما ينحي علي بماه
دع ذا وسل رب الملا في محلتم
سرى بشعق بظلما شعاع سناه
لكن بأمر الله يوم تقطعت
عزايله وصف السحاب رداه
حوراك تبني في الخماسين.. زجها
من الريح زعاج وطار سناه
غطا ما وطا، واللي غطا ما بعد وطا
وطا ما غطا واللي وطاه غطاه
محا ما نحا، واللي محا ما بعد نحا
نحا ما محا والي نحاه محاه
عصا ما نصا، ,اللي عصا ما بعد نصا
نصا ما عصا اللي عصاه نصاه
وإن كان لي ظن وهاجوس خاطري
قد حال بين البازمين غشاه
من باعنا بالهجر بعناه بالنيا
ومن جذ حبلي ما وصلت رشاه
الأقفا . جزا الإقفا.. ولا خير في فتى
يريد هوى من لا يريد هواه
من عافنا عفناه لوكان غالي
نبيعه بالزهدا حدود غلاه
خليلي يشادي خاتم العاج وسطه
تقول انفرج لولا البريم زواه
خليلي خلا قلبي من الولف غيره
عفت الأخلا والخدون حذاه
خليلي لو جال البحر بيني وبينهن
ذبيت روحي فوق غبة ماه
خليلي لو يرعى الجراد رعيته
أهظله . من حشمته ورضاه
خليلي لو يزرع زريع سقيته
من الدمع لو شح القليب بماه
خليلي . لو يبذق على الشري.. ريقه
غدا عسل والتاجر يزيد شراه
خليلي لو ياطا على قبر ميت
بأمر الولي حكاه حين وطاه
خليلي لو ياطا على جمرة الغضا
وطيت في رجلي تبع ما طاه
خليلي معسول الشفاتين فاتني
كما فات لقاي الدلي رشاه
كان عن صغير السن حذر ولا تكن
دنوع إلى شفته بسن سفاه
وإن كان ما جاوز ثلاث مع أربع
وعشر فلا يشفي الفؤاد لقاه
تعاديه ما يدري وتصافيه ما درى
وما سمع من غالى الحديث حكاه
فعضيت روس أناملي بنواجذي
وقلت آه من حر المصيبة آه
لوان قوله آه تبري لي علة
أكثرت أنا في ضامري قول آه
الأيام ما خلن حد ما كونه
ومن لا كونه عبيات أعباه
ولما أكمل عبدالرحيم كتابة القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجدًا. فانتظروا وطال انتظارهم. ولما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة، فقتله الحب قبل أن يقتلوه
قصة وقصيدة
يقول التميمي الذي شب مترف
عبدالرحيم التميمي من بني تميم القبيلة المشهورة بجزيرة العرب نزل إلى السوق في قرية أوشيقر بنجد، ودخل عند الصائغ صانع الذهب فلفتت انتباهه ابنة هذا الصائغ، فقد كانت على درجة كبيرة من الجمال وتعلق قلبه بها، فلم يعد يبرح دكان والدها، وقد كان يسمى عبدالرحيم المطوع من شدة تدينه، وهو كذلك؛ ولكنه أحب تلك الفتاة وقد كان البدو لا يزوجون الصاغ ولا يتزوجون منه، وهذا عبدالرحيم يحب الفتاة ولا يبرح مكانه أمام دكان والدها، حتى انتبهت له، فخطبها من والدها وتزوجها شريطة أن يبقى زواجهما سرًّا بينهما، ومضت مدة والتميمي في رغد مع زوجته، فحملت وأخبرت صديقتها التي أشارت عليها أن لا تبقى الأمر سرًّا لحفظ حق ولدها، فانتشر الخبر وعرف اخوانه بما حصل غضبوا وقرروا الخروج وهو معهم للبرية وهناك يطلبون منه الطلاق او يقتلونه، وخرجوا به من القرية وقصدوا البر، وعندما وصلوا (النقا) المعروف ونزلوا وصادف أن رأوا غزالًا في إحدى الأشجار نائمًا فأمسكوا به واراد قتل الغزال فرجاه عبدالرحيم أن لا يقتله فقد ذكره بزوجته المقاربة لوصف الغزال *إلا أنه لم يستمع له وقتله ..
وبعد نزولهم اخبروه بخبرهم وقال له أخوته عليك الآن أن تطلقها، فلم يقبل، فأصروا عليه وهو يرفض، فقالوا: إمّا أن تطلقها أو نقتل أحدكما إما أنت أو هي فطلب منهم مهلة يصلي بها ركعتين ويستخير الله، فابتعد عنهم قليلًا وصلى الركعتين وأخذ يبتهل إلى الله ثم كتب هذه الأبيات:
يقول التميمي الذي شب مترف
مدى العمر ما شا في زمانه جاه
يا ركب ياللي من عقيل تقللوا
من نجد إلى الريف المريف مداه
شدوا بنا من جو عكل وقوضا
على كل هباع يمد اخطاه
علاكم تجد السير لكن وصفها
على قطعة البيدا واكثر اسراه
صريمة ربد حدها جال "تيما"
على الأرض من عالي النبا بوطاه
طووا بنا "الدهنا" والإنسان ما له
ملاذ وما يكتب عليه وطاه
لقوا شادن في زريها مستكنة
حماه من لفح السموم ذراه
غشاها لذيذ النوم والنوم قد غشى
من الناس حذر وابتلوه أعداه
فقلت لأخواني ومثلي ومثلهم
يشكي إلى من الزمان وطاه
دعوها سبيل كود من ذي فعايله
يجزى على فعله يشوف مناه
يا شمل يا مأمونة الهجن هوذلي
إلى دار من صعب علي لقاه
دقاق حجل أطراف يا ناق، وان طرى
على البال زاده من عناه.. شقاه
لعل قصر حال بيني وبينه
لنجم من المولى يهد بناه
أبغي إلى هد العلا من ركونها
واذهلن عطرات الجيوب حياه
يظهر خليلي سالم من ربوعها
هذاك غايات الفتى ومناه
ألا واعذابي كلما شفت صاحبي
جليس لغيري واحترمت لقاه
سيره ممروع لغيري ويهتوي
وساقيه ما ينحي علي بماه
دع ذا وسل رب الملا في محلتم
سرى بشعق بظلما شعاع سناه
لكن بأمر الله يوم تقطعت
عزايله وصف السحاب رداه
حوراك تبني في الخماسين.. زجها
من الريح زعاج وطار سناه
غطا ما وطا، واللي غطا ما بعد وطا
وطا ما غطا واللي وطاه غطاه
محا ما نحا، واللي محا ما بعد نحا
نحا ما محا والي نحاه محاه
عصا ما نصا، ,اللي عصا ما بعد نصا
نصا ما عصا اللي عصاه نصاه
وإن كان لي ظن وهاجوس خاطري
قد حال بين البازمين غشاه
من باعنا بالهجر بعناه بالنيا
ومن جذ حبلي ما وصلت رشاه
الأقفا . جزا الإقفا.. ولا خير في فتى
يريد هوى من لا يريد هواه
من عافنا عفناه لوكان غالي
نبيعه بالزهدا حدود غلاه
خليلي يشادي خاتم العاج وسطه
تقول انفرج لولا البريم زواه
خليلي خلا قلبي من الولف غيره
عفت الأخلا والخدون حذاه
خليلي لو جال البحر بيني وبينهن
ذبيت روحي فوق غبة ماه
خليلي لو يرعى الجراد رعيته
أهظله . من حشمته ورضاه
خليلي لو يزرع زريع سقيته
من الدمع لو شح القليب بماه
خليلي . لو يبذق على الشري.. ريقه
غدا عسل والتاجر يزيد شراه
خليلي لو ياطا على قبر ميت
بأمر الولي حكاه حين وطاه
خليلي لو ياطا على جمرة الغضا
وطيت في رجلي تبع ما طاه
خليلي معسول الشفاتين فاتني
كما فات لقاي الدلي رشاه
كان عن صغير السن حذر ولا تكن
دنوع إلى شفته بسن سفاه
وإن كان ما جاوز ثلاث مع أربع
وعشر فلا يشفي الفؤاد لقاه
تعاديه ما يدري وتصافيه ما درى
وما سمع من غالى الحديث حكاه
فعضيت روس أناملي بنواجذي
وقلت آه من حر المصيبة آه
لوان قوله آه تبري لي علة
أكثرت أنا في ضامري قول آه
الأيام ما خلن حد ما كونه
ومن لا كونه عبيات أعباه
ولما أكمل عبدالرحيم كتابة القصيدة وقع على وجهه وهم يظنونه ساجدًا. فانتظروا وطال انتظارهم. ولما رفعوه وجدوه قد فارق الحياة، فقتله الحب قبل أن يقتلوه