المذهب التجريبي .. مبادئ العقل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المذهب التجريبي .. مبادئ العقل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    المذهب التجريبي .. مبادئ العقل

    المذهب التجريبي

    المذهب التجريبي مذهب الذين يزعمون أن المعرفة ، ومادتها ، وقوانينها ، متولدة من التجربة ، وجماع رأيهم في ذلك قولهم : ( لا يوجد في العقل شيء لم يوجد قبل في الحس ) .

    ان هذا المذهب قديم جداً ، يرجع القول به في الأزمنة القديمة إلى ( ديموقريطس ) و ( بروتاغوراس ) و ( إبيقورس ) ، وفي الأزمنة الحديثة إلى ( لوك ) و ( كوندياك ) ) و ( هیوم ) و ( میل ) و هربرت سبنسر ) . ولنبحث الآن في صور هذا المذهب المختلفة •

    ١ - التجربية القديمة .
    - لم يتكشف موقف التجريبيين في العصور القديمة تكشفاً تاماً ، ولم يتميز مذهبهم عن مذهب العقليين تميزاً دقيقاً .

    آ - فالأولون من فلاسفة اليونان لم يفرقوا بين العقل ، والإحساس ، مثال ذلك : أن السفسطائيين كانوا تجريبيين ، ولكنهم كانوا أيضاً أول من أشار إلى أثر النفس المدركة في المعرفة ، فهيأوا العقول بآرائهم هذه لقبول تعليم ( سقراط ) ، إلا أن الفرق بينهم وبين ( سقراط ) عظيم جداً ، لأنهم كانوا حسيين - يقولون بتولد كل معرفة من الإحساس - وينكرون وجود الحقائق الكلية الضرورية . حتى أن ( بروتاغوراس ) قد استند إلى قول ( هرقليطس ) بتغير الكائنات وتبدلها من حال إلى حال ، فاستخرج منه مذهباً ريبياً خالصاً ، كقوله : « ان الإنسان مقياس كل شيء .. وإن الأشياء هي بالنسبة إلي على ما تظر لي ، وهي بالنسبة اليك على ما تبدو لك » .

    ( شكل - ٥١ )
    لوك - ( ١٦٣٢ - ١٧٠٤ )

    أراد ( لوك ) في أول أمره أن کامنا ، إلا أن رأيه في حرية يصيح الأديان حال بينه وبين ذلك ، وكان صديق الوزير ( شافتسبري ( فلما سقط هذا الوزير ذهب ( لوك ) إلى فرنسا ، ثم إلى هولندة ، وهناك كتب محاولاته في الذهن ، ورسائله في التسامح الديني : وكان ميالا إلى حرية النشر ، مخلصاً لأصدقائه ، محباً للحقيقة ، مؤمناً بالحرية الفردية ، والسياسية .

    ب - ثم انك تجد التجريبية بعد ( ارسطو ) عند الرواقيين والأبيقوريين . فالأبيقوريون قالوا بوجود قسم مدبر ( Partie dirigeante ) في النفس وهو ما نسميه اليوم عقلا . ولكن هذا القسم المدير ليس في الأصل سوى لوحة بيضاء مستعدة لقبول الانطباعات ، فالإحساس هو انطباع صورة الشيء في النفس ، وهو الذي تتولد منه التصورات العامة . غير ان الرواقيين يقرون مع ذلك أن للإرادة أثراً في التصديق عظيما ، وان الإحساس لا ينقلب إلى معرفة إلا بالإرادة ، وان العلم إنما يكتسب بقوة النفس ، وجدها ، وسعيها ، وان هذا الاكتساب ينقل الإنسان من حالة الحيوانية إلى حالة التعقل ، ويصل بينه وبين العقل الكلي - أما الأبيقوريون فإن تجريبيتهم خالصة محضة ، لأنهم زعموا أن الإحساس هو المنبع الأول لكل معرفة ، وان - التوقعات – وهي عند ( أبيقروس ) المعانى العامة التي يتكون منها العلم - إنما تتولد من انطباعات الحس .

    ٢ - التجربية الحديثة .
    - التجريبية الحديثة أكثر صراحة في الرأي من التجريبية القديمة ، لأنها لم تزل ترجع المعرفة إلى الاحساس . حتى أنكرت كل فاعلية في النفس .

    آ - تجربية لوك . - ان ( جوهن لوك ) أول الفلاسفة التجريبيين في الأزمنة الحديثة ، فقد رد ، كما رأيت في محاولاته التي كتبها عن الذهن البشري ، على نظرية المعاني الفطرية التي جاء بها ( ديكارت ) . وزعم أنه لا يوجد في النفس معان فطرية ، ف المبادى والمعاني التي تتألف منها المبادىء العقلية ، وقواعد الأخلاق ليست بفطرية ، ودليله على ذلك أن الأطفال ، والبله ، والمتوحشين ، لا يعرفونها . ان النفس لوحة بيضاء ، لا بل هي لوح من الشمع خال من كل نقش . ان جميع عناصر المعرفة تأتي من الإحساس ( Sensation ) الذي به نطلع على صفات الأجسام ، ومن التأمل ( Reflexiou ) الذي به نطلع على أحوال النفس المختلفة ، والنفس تمزج هذه العناصر البسيطة المتولدة من الإحساس والتأمل ، وتؤلف منها المعاني المركبة ، كمعاني الجوهر ، والزمان ، والمكان ، والعدد ، واللانهاية ، ومبدأ السببية ، والهوية ، فلولا مشاهدتنا بالفعل حدوث التغيرات نفسها في الظروف نفسها لما قلنا بالسببية ، ولولا تجاربنا لما تولد في نفوسنا شيء من المعاني . انه من المسير في هذا المذهب التجريبي أن يوفق العقل بين التأمل الدال على فاعلية النفس ، وبين نظرية اللوحة البيضاء ، لذلك خالف ( هيوم ) و ( ميل ) آراء ( لوك ) في ذلك ، كما سترى ، وجردوا النفس من كل فاعلية ذاتية .

    ب - مذهب ( كوندياك ) الحسي . - أما ( كوندياك ) فقد زعم أن الاحساس هو المنبع الذي تنبجس منه جميع قوى النفس ، وتسمى نظريته هذه بالنظرية الحسية . فالعقل عنده ناشيء عن الاحساس ، والمعاني الفطرية لا . وجود لها في النفس . والسبب في اعتقادنا انها فطرية وجودها عند كل إنسان ، ونسياننا كيف تكونت في أذهاننا ، فنظن أنها موجودة فينا قبل التجربة ، ونعتقد أننا نحملها معنا قبل مجيئنا إلى هذا العالم ، فنسميها عقلا ، أو نوراً طبيعياً ، مع انها لم تأت إلا من الاحساس .

    ج - مذهب ( هيوم ) و ( استوارت ميل ) .
    - إذا كان ( كوندياك ) يرجع المعاني كلها إلى الاحساسات ، وإلى روابط الاشارات ، التي تجمع هذه الاحساسات بعضها إلى بعض ، فإن ( هيوم ) و استوارت ميل ) يتصوران رابطاً آخر لهذه الاحساسات ؛ وهو رابط التداعي ، الذي يولد في فكرنا نزوها ينقله إلى العلة عند رؤية المعلول ، وذلك لاقترانها في التجربة . فمبدأ السببية هو إذن كما زعم ( هيوم ) عادة ( Habitude ) من عادات الفكر الذاتية .

    الشكل ( ٥٢ )
    هيوم - ( ١٧١١ – ١٧٧٦ )
    كان ( هيوم ) مولعاً بالشهرة الأدبية فترك التجارة ، والحقوق ، وانصرف الى الفلسفة ، بحت في الطبيعة البشرية بحثاً عميقاً ، وحاول أن يأخذ بالطريقة التجريبية في مسائل الأخلاق •

    قال : ان معنى العلة لا يشتمل على معنى من معاني القوة ، أو القدرة ، أو الارتباط الضروري . أنت لا ترى عند تصادم طابات ( البلياردو ( مثلا قوة تنتقل من الواحدة إلى الاخرى . وليس انتقال الحركة من الطابة الاولى إلى الثانية ضروريا بالنسبة إلى التجربة الاولى ( Hume , Recherches sur l'entendement humain , Section VII ) ، الا أن تكرار التجربة يدلنا على أن تصادم الطابتين متبوع دائماً بحركة الطابة الثانية . وهذا الاقتران الدائم يولد في نفوسنا حركة شعورية خاصة ( Feeling ) يسميها ( هيوم ( عادة تارة ( Habit or Custom ) و اعتقاداً ( Belief ) تارة ، وهي عبارة عن نزوع الفكر إلى توقع حدوث اللاحق عند وقوع السابق . وموقف ( هيوم ) هذا شبيه بعض الشيء بموقف الغزالي الذي أرجع الارتباط بين العلة والمعلول إلى مجرد اعتيادنا مشاهدة تعاقبها .

    أما ( استوارت ميل ) فقد رأى مع ( هيوم ) أن القول بكلية المبادىء وضرورتها ناشيء عن وهم ذاتي . وهو يعلل حدوث هذا الوهم برابطة تداعي الأفكار . قال : ان قوانين تداعي الأفكار تولد في نفوسنا شعور بالضرورة ، لأن الاقتران الدائم بين حادثتين يولد بينها ارتباطاً دائماً ، وهذا الارتباط الدائم ينقلب بعد ذلك إلى ارتباط ضروري .

    ( الشكل ٥٣ )
    استوارت ميل ( ١٨٠٦ - ١٨٧٣ )

    ان هذه الضرورة ليست مطلقة ، وإنما هي نسبية ، والنسبي يمكن أن يتولد من التجربة . انظر إلى مبدأ النسبية ، لقد أوضح لنا ) ميل ( كيف يتولد هذا المبدأ من التجربة بالمثال التالي . قال : لنفرض أن طفلاً قرب اصبعه من النار فاحترقت ، ان هذه التجربة تربط في ذهن الطفل صورة النار ، بصورة الاحتراق ، وإذا تكررت التجربة أصبح الارتباط قويا . وما ينطبق على ارتباط النار بالاحتراق ينطبق أيضاً على ارتباط الجرح بالألم ، والسحاب بالمطر ، وكلما تكررت هذه التجارب تولد في الفكر نزعة إلى الاعتقاد أن الحوادث السابقة متبوعة دائماً بالحوادت اللاحقة ، وان الطبيعة خاضعة لنظام ثابت .

    وكذلك إذا قلنا ان المبادىء كلية فإنما نريد بذلك أن صفتها هذه نسبية أيضاً ، لأن الروابط الذاتية التي تؤدي إلى تولد المبادىء هي روابط عامة ومشتركة بين جميع الناس ، وقد جربناها جميعاً منذ سني الطفولة ، فلا غرو إذا خيل إلينا أنها كلية .

    ( شكل - ٥٤ )
    سبنسر ( ۱۸۲۰ - ۱۹۰۳ )

    كان أبوه معلما فأحب العلوم الطبيعية ، والتاريخ ، والمناقشات العلمية ، والسياسية والدينية ، منذسني حداثته ، ثم أصبح بعد ذلك مهندساء وقرأ علم الجيولوجيا ، فشغله مذهب ( لامارك ) عن غيره من المذاهب ، ونشر نظريته في الانتقال من المتجانس إلى المتباين قبل ظهور كتاب ( داروين ) في أصل الأنواع بسنة واحدة تقريباً وبالرغم من فساد صحته وسوء حالته المالية ، استطاع بصبره ، وثباته وقوة إرادته ، أن يؤلف كتباً كثيرة في الفلسفة العامة ، والمنطق ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، والسياسة ، والاقتصاد الاجتماعي .

    د - مذهب ( هربرت سبنسر ) .
    - أما ( هربرت سبنسر ) فقد بدل مذهب التجريبيين ، وحاول أن يرجع تولد المعاني إلى تأثير التطور ، فهو يقند نظرية اللوحة البيضاء ، وينتقد من سبقه من التجريبيين ، لاهمالهم أمراً أساسيا في تطور الانسان ، الا وهو وجود جملة عصبية له ، قال : ان المخ يخزن عدداً لا نهاية له من التجارب التي يصادفها في تطور الحياة . ثم تنتقل هذه التجارب المدخرة من جيل إلى آخر . فنفس الطفل ليست لوحة بيضاء ، وإنما هي مطبوعة بطابع الآثار التي انتقلت اليها من الماضي . و المبادىء فطرية في الفرد ، كسبية في النوع . ومعنى ذلك أن النوع قد اكتسب هذه المبادىء على مر العصور ، ثم انتقلت آثارها بالوراثة من جيل إلى آخر ، حق أصبحت فطرية بالنسبة إلى الفرد . فالعقل إذن غريزة حقيقية ، وكما تتكون الغريزة ، وتتبدل من طور إلى طور ، فكذلك ينمو العقل ويتكامل بتقادم الزمان ، إن العلائق الداخلية التي للنفس تتكيف وتتفق بالتدريج ، مع علائق الأشياء الخارجية .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ٢٠.١١_1(2).jpg 
مشاهدات:	19 
الحجم:	72.9 كيلوبايت 
الهوية:	189583 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.٠٩_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	100.0 كيلوبايت 
الهوية:	189584 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.١٠_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	121.2 كيلوبايت 
الهوية:	189585 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.١١_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	110.6 كيلوبايت 
الهوية:	189586 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.١٢_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	116.0 كيلوبايت 
الهوية:	189587

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.١٣_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	123.9 كيلوبايت 
الهوية:	189589 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.١٤_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	137.6 كيلوبايت 
الهوية:	189590

    Empiricism... principles of reason

    Empiricism

    The empiricist doctrine is the doctrine of those who claim that knowledge, its matter, and its laws are generated from experience, and the consensus of their opinion on that is their saying: (There is nothing in the mind that did not exist before in the senses).

    This doctrine is very old. Its saying goes back in ancient times to (Democritus), (Protagoras), and (Epicurus), and in modern times to (Locke), (Condiac), (Hume), (Mill), and Herbert Spencer. Let us now examine the various forms of this doctrine.

    1 - The old experiment.
    - The position of the empiricists in ancient times was not fully revealed, and their doctrine was not precisely distinguished from the doctrine of the rationalists.

    A - The early Greek philosophers did not differentiate between reason and sensation. For example, the Sophists were empiricists, but they were also the first to point out the effect of the perceiving soul on knowledge, so they prepared the minds with these opinions to accept the teaching of (Socrates), except that the difference between them and ( Socrates) is very great, because they were sensualists - they say that all knowledge arises from sensation - and they deny the existence of necessary universal truths. Even Protagoras relied on Heraclitus’ statement about the change and change of beings from one state to another, and he extracted from it a purely skeptical doctrine, such as his saying: “Man is the measure of all things... and things are for me what they appear to me, and for you they are as they appear to me.” What does it look like to you?

    (Figure - 51)
    Locke - (1632 - 1704)

    At first, Locke wanted to remain silent, but his opinion of the freedom to profess religions prevented him from doing so. He was a friend of the minister, Shaftesbury. When this minister fell, Locke went to France, then to Holland, and there he wrote his attempts at reasoning and his letters. On religious tolerance: He was inclined to freedom of publication, loyal to his friends, a lover of truth, and a believer in individual and political freedom.

    B - Then you find empiricism after (Aristotle) ​​among the Stoics and Epicureans. The Epicureans said that there is a controlling part (Partie dirigeante) in the soul, which is what we call today the mind. But this managing section is essentially nothing but a blank canvas ready to accept impressions. Sensation is the impression of the image of a thing in the soul, and it is from it that general perceptions are generated. However, the Stoics acknowledge, however, that will has a great impact on belief, and that feeling is not transformed into knowledge except by will, and that knowledge is only acquired by the strength of the soul, its effort, and its striving, and that this acquisition moves a person from the state of animality to the state of rationality, and connects him to the universal mind. As for the Epicureans, their empiricism is pure and pure, because they claimed that sensation is the first source of all knowledge, and that expectations - which according to Epicurus are the general meanings that make up knowledge - are generated from sense impressions.

    2- Modern empiricism.
    Modern empiricism is more frank in its opinion than ancient empiricism, because it still attributes knowledge to sensation. Until I denied all activity in the soul.

    A - Locke's experiment. - (John Locke) was the first experimental philosopher in modern times. He responded, as you saw in his attempts that he wrote about the human mind, to the theory of innate meanings that Descartes came up with. He claimed that there are no innate meanings in the soul. The principles and meanings that make up rational principles and moral rules are not innate, and his evidence for that is that children, idiots, and savages do not know them. The soul is a blank canvas. Rather, it is a slab of wax devoid of any inscription. All elements of knowledge come from sensation (sensation), through which we learn about the characteristics of bodies, and from contemplation (reflexiou), through which we learn about the various states of the soul. The soul mixes these simple elements generated from sensation and contemplation, and composes from them complex meanings, such as the meanings of essence, time, And place, number, infinity, the principle of causality, and identity. If we had not actually observed the same changes occurring in the same circumstances, we would not have said of causality, and had it not been for our experiences, no meaning would have been generated in our souls. It is part of the path in this experimental doctrine for the mind to reconcile contemplation that indicates the effectiveness of the soul, and the theory of the blank slate, so (Hume) and (Mill) disagreed with the views of (Locke) in this matter, as you will see, and they stripped the soul of all self-activity.

    B - Kondiac’s sensory doctrine. As for Kondiac, he claimed that sensation is the source from which all the powers of the soul emerge, and this theory of his is called the sensory theory. For him, reason arises from feelings, but innate meanings do not. Its existence in the soul. The reason for our belief that it is innate is that it exists in every human being, and that we forget how it was formed in our minds, so we think that it was present in us before experience, and we believe that we carry it with us before we came to this world, so we call it reason, or natural light, even though it only came from sensation.

    C - The doctrine of (Hume) and (Stuart Mill).
    - If (Condiac) attributes all meanings to sensations, and to the links of signs, which bring these sensations together, then (Hume) and Stuart Mill imagine another link to these sensations; It is the link of association, which generates in our thought a tendency that moves it to the cause upon seeing the effect, due to its association in experience. The principle of causality is, as Hume claimed, a habit of subjective thought.

    Figure (52)
    Hume - (1711 - 1776)
    Hume was fond of literary fame, so he left commerce and law, and turned to philosophy. He researched human nature in depth, and tried to adopt the experimental method in matters of morality.

    He said: The meaning of cause does not include any meaning of force, ability, or necessary connection. When billiard balls collide, you do not see, for example, a force being transferred from one to the other. The transfer of motion from the first ball to the second is not necessary for the first experiment (Hume, Recherches sur l'entendement humain, Section VII), but repeating the experiment tells us that The collision of the two balls is always followed by the movement of the second ball, and this permanent conjunction generates in our souls a special emotional movement (Feeling) that Hume calls “Habit or Custom” at times and “Belief” at other times. It is the tendency of thought to expect the subsequent occurrence when it occurs. Previous: This position of Hume is somewhat similar to the position of Al-Ghazali, who attributed the connection between cause and effect to our mere habit of witnessing their succession.

    As for Stuart Mill, he saw with Hume that the belief in the universality of principles and their necessity results from a subjective illusion. He explains the occurrence of this illusion by the association of ideas. He said: The laws of the association of ideas generate in our souls a feeling of necessity, because the permanent connection between two events creates a permanent connection between them, and this permanent connection is then transformed into a necessary connection.

    (Figure 53)
    Stuart Mill (1806 - 1873)

    This necessity is not absolute, but rather relative, and relative can be generated from experience. Look at the principle of relativity. Mill explained to us how this principle is generated from experience with the following example. He said: Suppose a child brought his finger close to the fire and it burned. This experience links in the child’s mind the image of fire with the image of burning, and if the experience is repeated, the association becomes strong. What applies to the association of fire with burning also applies to the association of a wound with pain, and clouds with rain, and whenever these experiences are repeated, a tendency is generated in the mind to believe that previous events are always followed by subsequent events, and that nature is subject to a fixed order.

    Likewise, if we say that principles are universal, what we mean by that is that their quality is relative as well, because the intrinsic bonds that lead to the generation of principles are general and common among all people, and we have all experienced them since childhood, so it is not surprising if we imagine that they are universal.

    (Figure - 54)
    Spencer (1820 - 1903)

    His father was a teacher, and he loved the natural sciences, history, and scientific, political, and religious discussions from his youth. He later became an engineer and read geology, so Lamarck’s doctrine occupied him more than other doctrines. He published his theory of the transition from homogeneous to heterogeneous before the appearance of Darwin’s book. ) On the Origin of Species in approximately one year, and despite his poor health and poor financial condition, he was able, with his patience, steadfastness, and willpower, to write many books on general philosophy, logic, psychology, sociology, politics, and social economics.

    D - The doctrine of (Herbert Spencer).
    As for Herbert Spencer, he changed the doctrine of the empiricists, and tried to attribute the generation of meanings to the influence of evolution. He supports the blank slate theory, and criticizes the empiricists who preceded him, for neglecting a fundamental matter in the evolution of man, which is the existence of a nervous system for him. He said: The brain It stores an endless number of experiences that it encounters in the development of life. These saved experiences are then passed on from one generation to another. The child's soul is not a blank canvas, but rather it is imprinted with the effects that have been transferred to it from the past. Principles are innate in the individual and innate in the species. This means that the species acquired these principles over the ages, and then their effects were transmitted by heredity from one generation to another, in fact they became innate to the individual. The mind is therefore a true instinct, and just as the instinct is formed and changes from one stage to another, so the mind grows and perfects with the passage of time. The internal relationships of the soul gradually adapt and agree with the relationships of external things.

    تعليق

    يعمل...
    X