المذهب العقلى - ١ - مبادئ العقل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المذهب العقلى - ١ - مبادئ العقل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    المذهب العقلى - ١ - مبادئ العقل

    المذهب العقلى

    ان القول بفطرية المبادىء العقلية قديم جداً ، فقد كان السفسطائيون يقولون : ان للشخص المدرك تأثيراً عظيما في المعرفة ، ويستخرجون من ذلك مذهبا ريبياً ملخصاً في قول ( بروتاغوراس ) : ( الإنسان مقياس الأشياء ) . وكان ( سقراط ) يقول : ان الحقيقة فطرية في الإنسان ، وان الذي يريد أن يطلع عليها يكفيه أن يرجع إلى ذاته ، ويتأمل ما فيها من المبادىء ، فلا حاجة إذن إلى التعليم . لقد كانت وظيفة ( سقراط ) كوظيفة والدته القابلة ، كان يشهد مخاض العقول ، كما كانت والدته تشهد مخاض النساء . وكان منهجه منهج التوليد ( Maieutipue ) بالأسئلة التي كان يوجهها إلى مخاطبيه ، فيسوقهم بها إلى الكشف عن الحقيقة بأنفسهم ، أو إلى الاعتراف بأخطائهم .

    وقد سار ( أفلاطون ) على غرار استاذه ( سقراط ( ففرق بين العالم المحسوس ، ن ، والعالم المعقول . قال : ان العالم المحسوس عالم الظواهر المتغيرة ، والوقائع المتبدلة . أما عالم المعقولات فهو عالم الجواهر الحقيقية ، عالم المثل الثابتة الخالدة ، التي هي مبدأ كل موجود ، و معقول . ولما كان لا علم إلا بالكليات ، كانت المعرفة العلمية الصحيحة هي العلم بالمثل لا بالمحسوسات . والنفس كما يقول ( أفلاطون ) في كتاب ( الفدر ) تنطوي بذاتها على هذه المعرفة ، لانها كانت قبل اتصالها بالعالم المحسوس موجودة في عالم المثال تسير مع وراء مركبة ( جوبتر ) . وكانت عالمة بكل شيء . فلما أهبطت إلى الجسد فقدت علمها القديم ، وظلت مع ذلك تتذكر من حين إلى آخر بعض ما كانت عليه من العلم . فالعلم إذن تذكر ، أي تذكر النفس لما كانت عالمة به من الحقائق الخالدة . وقد شرح ( أفلاطون ( هذه الاسطورة في كتاب ( المينون ( أيضاً ، فتخيل عبداً جاهلا بالهندسة يكشف بنفسه ، كيف يمكن إنشاء مربع مساو لضعف مربع معلوم . ان نجاح هذا العبد في طريقته دليل على أن العلم كامن في نفسه ، فالنفس لا تكتسب العلم إذن من العالم المحسوس ، بل تستخرجه من باطنها .

    أما ( أرسطو ) فقد جعل نصيب التجربة في اكتساب المعرفة أعظم مما هو عليه عند ( أفلاطون ) و ( سقراط ) . فالمعقولات عنده ليس لها وجود مفارق ، ولكنها كما قال بعضهم ، داخلة في المحسوسات . وفوق العقل المنفعل ، الذي يقبل الصور ، عقل فاعل يجرد المعقول من المحسوس ، ويجعلنا نكشف بالحدس المبادىء الأولية التي لا يمكن البرهان عليها . إن هذا العقل الفاعل هو عند ( آرسطو ) عقل غير شخصي ، أو عقل كلي صادر عن العقل الالهي .

    قال ( ارسطو ) : الإحساس ليس علماً ، لأنه لا يدرك إلا الفرد ، ولأن العلم لا يتناول إلا الكلي ( ١ ) ، ولكن الإحساس نقطة الابتداء الضرورية للعلم . ومن كان فاقد الإحساس اي لم يستطع أن يتعلم شيئا ، والنفس لا تفكر أبداً دون صور ، ومع ذلك فإن الصور المعقولة إذا وجدت داخل الصور المحسوسة ، كان وجودها فيها وجوداً ضمنياً ، أو وجود أبالقوة ، ونحن لا ننقل هذه الممكنات من القوة إلى الفعل ، ولا ندرك الماهيات العقلية بالحدس ، إلا بتأثير العقل الفاعل . وبعبارة ثانية : إن العقل المنفعل لنا مادة المعرفة ، أما العقل الفاعل فيصوغ لنا صورتها ( ۱ ) . أضف إلى ذلك أيضا أنه لا يمكن أن تكون المعرفة نظرية كلها ، لأننا لا نستطيع أن نبرهن على كل شيء . فكل برهان يستند إذن إلى أوليات لا يمكن البرهان عليها ، ولا تحتاج إلى برهان ( ٢ ) ، كمبدا عدم التناقض ، و مبدأ الملة الكافية ، والبديهيات الرياضية ، وفكرة العدد ، وفكرة الامتداد . ان الملكة التي ندرك بها هذه المبادىء ، هي العقل الفاعل ، وهي وحدها تصل الينا من خارج ، وهي وحدها إلهية . . .

    وقد أخذ بعض الفلاسفة بهذه الآراء التي جاء بها الأولون ، ووفقوا بينها وبين مبادىء اللاهوت ، فمما قاله القديس ( أوغستينوس ) في المثل الأفلاطونية : ( ان المثل هيا الأولية ، والأسباب الثابتة التى لا تتغير ، وهي لم تتكون بإخراج من العدم إلى الوجود أبداً ، لأنها أبدية أزلية باقية في العقل الالهي المحيط بها » .

    · وقد جعل ابن سينا اكتساب المعرفة راجعا إلى العقل والإحساس من جهة ، وإلى فيض المعقولات عن العقل الفعال من جهة اخرى ان الماهيات المنتزعة عن الأشياء المحسوسة ، لا تصبح مجردات عقلية ، الا اذا اتصلت النفس بالعقل الفعال بطريق الحدس والفكر ، لأن القوة النظرية لا تخرج من القوة الى الفعل الا بتأثير قوة موجودة بالفعل ، وهذه القوة هي العقل الفعال .

    والقديس ( توما الأكويني ) أيضا لم يخرج على المبادىء التي وضعها ( أرسطو ) ، بل قلد المعلم الأول في التفريق بين العقل الممكن ) الذي بالقوة ) والعقل الفعال ( Intellectus agens ) ، فالعقل الفاعل يدرك المبادىء الاولى بالحدس ( جامع اللاهوت ) ( ۳ ) ، وهو نور طبيعي ، يفيض عن الله مباشرة ، كالإيمان والنعمة ، فينطبع في جوهر النفس بالفعل الالهي ، وقد اقتبس ( توما الاكويني ) من ( أفلاطون ) أيضاً رأيه في المثل ، فقال : ان المثل تفيض لا محالة عن الاله ، وإنها من حيث هي علل مثالية لجميع الأشياء ، قائمة في العقل الالهي .

    فأنت تجد أن فلاسفة القرون الوسطى لم يخالفوا آراء الأولين في منشأ المباديء ، بل زعموا أنها مطبوعة على جوهر النفس بطابع إلهي .

    وإذا فحصنا الآن عن آراء ( ديكارت ) وجدناها أيضا قريبة من الآراء السابقة ، لأن العقل عنده قادر بذاته على إدراك ماهيات الأشياء ، وهو يسمي . هذه الماهيات بالجواهر الصحيحة الثابتة .

    ويتضح لنا من مطالعة كتاب التأملات ( Méditations ) أن تصور هذه الجواهر الصحيحة الثابتة فطري في الإنسان ، لذلك فرق ( ديكارت ) في هذا الكتاب بين المعاني الفطرية ( Ideas innées ) ، و المعاني المصطنعة ( Ides factices ) المتولدة من الخيال ، والمعاني العارضة ( ldies adventices ) المتولدة من الإحساس . وقد بين لنا أكثر المحققين أن للمعاني الفطرية عنده شأناً عظيماً ، حتى انها لتغني عن المعاني العارضة وتنوب عنها . فالفكر يطبق المعاني الفطرية في عالم التجربة ، ويستخرج منه المعاني العارضة الموافقة للظروف والفرص . ولا تأثير للأشياء المحسوسة في تكوين الأفكار . إن تأثيراً كهذا غير معقول في مذهب ( ديكارت ) ، لأن هذا المذهب يميل إلى الاستغناء عن التجربة ، فما قاله ( ديكارت ) : إن المحسوسات لا ترسل الينا ، بواسطة الحواس ، شيئاً من المعاني التي تدل عليها ، بل تهيء لملكاتنا الفطرية فرصة موافقة لتكوين هذه المعاني في وقت دون آخر ، فالنفس تشتمل إذن على مادة الإحساس . أما التجربة فتعلمنا كيف نجزىء هذه المادة ، ونفصلها في ضوء العقل .

    الفطرية عند ( ديكارت ) .
    - إن اصطلاح المعاني الفطرية قد . أضل الكثيرين من شارحي مذهب ( ديكارت ) ، فظنوا أنه يقول بوجود معان واضحة ، معينة ، قائمة في النفس ، منذ الولادة ، موجودة فيها قبل اتصالها بالعالم المحسوس . ولكن ( ديكارت ) بخلاف هذا الرأي ، قال : أقول ان هذه المعاني فطرية كما يقولون ، إن الكرم فطري في بعض الاسر ، وان النقرس ، والحصاة ، فطريان في بعضها الآخر ، فليس معنی ذلك أن الأطفال يصابون بهذه الأمراض اضطراراً ، وهم في الأرحام ، ولكن معناه أنهم يولدون وفيهم استعداد ، أو قابلية للوقوع فيها .

    اعتراض لوك .
    - ولكن هذا التحديد لم يقطع مظان الاشتباه ، ولم يمنع المخالفين من الدخول في الاعتراض على ( ديكارت ( دخول منكر ، فقال ( لوك ) في كتابه ( Essai sur I'entendement humain ) الذي ألفه للرد على نظرية المعاني الفطرية : إن الأطفال ، والمتوحشين ، والبله ، لا يدركون المبادى ، الأولية ، ولا يفهمون الحقائق البديهية ، ولو كانت الأوليات فطرية فيهم لفهموها دون عناء . إذن ليس في النفس فكرة فطرية واحدة ، لأنها لو كانت فطرية لما جهلها إنسان قط ، ونحن نجد أن كثيراً من الفكر الفطرية المزعومة معلومة عند قسم من الناس ، ومجهولة عند الآخرين ، فكيف تكون فطرية وفي الناس من يجهلها . ان فكرة الاله مثلا : ليست فطرية ، لأن هناك شعوباً لا تدرك هذه الفكرة . ولو كانت عقول الناس واحدة ، لما اختلفت الأنظار ، وتباينت الآراء في كثير من المسائل ، كما هي عليه الآن منذ عصور طويلة . وقصارى القول : أن أحسن دليل على ضرورة الشك في نظرية المعاني الفطرية استغناء علم النفس الحديث عنها ، وحرصه على إرجاع جميع المعاني إلى تأثير الإحساس ، والتجربة .

    ( شکل ٤٨ )
    دیکارت - ( ١٥٩٦ - ١٦٥٠ )
    كان ديكارت : قصير القامة ، كبير الرأس ، عريض الجبهة ، عظيم الأنف ، تظهر على وجهه علامات القسوة ، والتأمل ، والكبرياء .
    اعتراض ليبنز .
    - ولكن ( لوك ) لم يفلح تماماً في طريقته هذه ، فانبرى ( ليبنز ) للرد عليه في كتاب سماه محاولات جديدة في الذهن البشري Nonveaux Essais sur Tentendement humain ) فندفيه المسائل التي ذكرها ( لوك ) واحدة واحدة ، وأضاف إلى علم النفس فكرة جديدة ، وهي فكرة اللاشعور . قال : اننا كثيراً ما ندرك الموضوعات الخارجية من غير أن نفهمها ، أي ندركها إدراكاً غامضاً غير مصحوب بشعور واضح . فالأوليات العقلية التي لا يفهمها الطفل ، والإنسان الابتدائي ، موجودة في نفسيهما بالقوة ، أي بصورة مضمرة ، ولا تنتقل من القوة إلى الفعل أي من حالة الإدراك الغامض ، إلى حالة الفهم الصريح الواضح ، إلا بتأثير التجربة . ان أجهل الناس يربط الحوادث المتتابعة بعضها ببعض ، ويعلل أفعال الناس بإراداتهم ، وأغراضهم ، فهو إذن يطبق من غير أن يدري مبدأ العلة الكافية .

    قال ( ليبنز ) : « لا تظنن أنه يمكنك أن تقرأ قوانين العقل الأبدية المطبوعة في النفس بنظرة واحدة ، من غير تحضير ، كما تقرأ دون مكابدة وبحث قرار الحاكم ، المدون في سجله ، ولكن يكفيك أن تكشف عن وجودها في نفسك بقوة الانتباه ، وأن تهيء لك الحواس فرصة موافقة لذلك ) ...

    قال :
    ( لقد استعملت لهذه الغاية تشبيهاً خاصاً ، وهو تشبيه النفس بحجر من المرمر ذي عروق ، لاتشبيهها بحجر من المرمر ذي تركيب واحد ، ولا بألواح فارغة ، أو بما يسميه الفلاسفة لوحة ، أو صفحة بيضاء ( Tabula rasa ) . لأنه لو كانت النفس شبيهة بهذه الألواح الفارغة ، لكانت نسبة الأوليات اليها كنسبة صورة ( هر كول ) إلى مرمر يقبل هذه الصورة أو غيرها . ولكن لو كان في الحجر عروق تصلح لصورة ( هر كول ) دون غيره ، لكان هذا الحجر أكثر استعداداً لها ، ولكانت صورة ( هر كول ) فطرية بالنسبة اليه . ولا يمكن الكشف عن هذه العروق ، أي لا يمكن تنظيف الحجر ، وشحذه ، وتجليته ، وحذف الزوائد التي فيه ، إلا بالتجربة والعمل .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.٥١_1(2).jpg 
مشاهدات:	20 
الحجم:	95.2 كيلوبايت 
الهوية:	189552 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.٥٣_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	110.9 كيلوبايت 
الهوية:	189553 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.٥٥_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	113.5 كيلوبايت 
الهوية:	189554 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.٥٧_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	116.7 كيلوبايت 
الهوية:	189555 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.٥٨_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	113.2 كيلوبايت 
الهوية:	189556

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.٥٩_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	120.4 كيلوبايت 
الهوية:	189558 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	٢٠٢٤٠١٢٨_١٩٣١١٩.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	76.8 كيلوبايت 
الهوية:	189559

    Rationalism - 1 - Principles of reason

    Rationalism

    The statement about the innateness of rational principles is very old. The Sophists used to say that the perceiving person has a great influence on knowledge, and they extracted from that a skeptical doctrine summarized in the saying of (Protagoras): (Man is the measure of things). Socrates used to say: The truth is innate in man, and whoever wants to know it is sufficient for him to return to himself and contemplate the principles in it, so there is no need for education. Socrates' job was like that of his mother, the midwife. He witnessed the labor of minds, just as his mother witnessed the labor of women. His method was the method of generation (Maeutipue) with the questions he directed to his addressees, leading them to discover the truth for themselves, or to admit their mistakes.

    Plato followed the example of his teacher, Socrates, and distinguished between the sensible world and the intelligible world. He said: The sensible world is the world of changing phenomena and changing facts. As for the intelligible world, it is the world of true essences, the world of immutable and immortal ideals, which are the principle of all things. It exists and is intelligible. Since there is no knowledge except about universals, the correct scientific knowledge is knowledge of the ideal, not of the tangible things. And the soul, as Plato says in the book (The Path), contains in itself this knowledge, because before its contact with the tangible world, it existed in the world of the ideal, moving With the chariot of Jupiter behind it. It was knowledgeable of everything. When it descended into the body, it lost its ancient knowledge, and nevertheless it continued to remember from time to time some of the knowledge it had. Knowledge then remembers, that is, the soul remembers what it was aware of of the eternal truths. Plato explained this myth in the book "The Menon" as well. Imagine a slave who was ignorant of geometry discovering for himself how to create a square equal to twice a known square. The success of this slave in his method is evidence that knowledge lies within himself, so the soul does not acquire knowledge from The tangible world, but rather extracts it from within.

    As for Aristotle, he made the share of experience in acquiring knowledge greater than it was for Plato and Socrates. For him, the intelligibles do not have a separate existence, but, as some of them said, they are included in the tangible things. Above the passive mind, which accepts images, there is an active mind that strips the intelligible from the tangible, and makes us discover by intuition the primary principles that cannot be proven. According to Aristotle, this active mind is an impersonal mind, or a comprehensive mind emanating from the divine mind.
    Aristotle said: Feeling is not science, because only the individual perceives it, and because science only deals with the universal (1), but feeling is the necessary starting point for knowledge. And whoever lacks feeling, that is, he is unable to learn anything, and the soul never thinks without images. However, if intelligible images exist within the tangible images, their presence in them is an implicit presence, or the presence of power, and we do not transfer these possibilities from power to action, nor We perceive mental essences through intuition, except through the influence of the active mind. In other words: the passive mind provides us with the material of knowledge, while the active mind formulates its image for us (1). In addition, knowledge cannot be entirely theoretical, because we cannot prove everything. Every proof is based, therefore, on a priori that cannot be proven and does not require proof (2), such as the principle of non-contradiction, the principle of sufficient religion, mathematical axioms, the idea of ​​number, and the idea of ​​extension. The faculty by which we perceive these principles is the active mind, and it alone reaches us from without, and it alone is divine. . .

    Some philosophers took these opinions brought by the ancients, and reconciled them with the principles of theology. Among what Saint Augustine said about the Platonic ideals: (The ideals are the primary, fixed causes that do not change, and they were not formed by bringing them out of nothingness into existence at all, because they It is eternal and eternal, remaining in the divine mind surrounding it.

    · Ibn Sina made the acquisition of knowledge due to reason and sensation on the one hand, and to the abundance of intelligibles from the effective mind on the other hand. He stated that quiddities extracted from tangible things do not become rational abstractions, unless the soul connects with the active mind through intuition and thought, because theoretical power does not come out. From force to action except through the influence of an already existing force, and this force is the active mind.

    Saint Thomas Aquinas also did not deviate from the principles established by Aristotle, but rather imitated the first teacher in distinguishing between the possible intellect (which is by force) and the effective intellect (Intellectus agens). And it is light Natural, flowing directly from God, like faith and grace, which are imprinted in the essence of the soul by divine action. Thomas Aquinas also quoted from Plato his opinion on the ideal, saying: The ideals inevitably flow from God, and insofar as they are ideal causes for all things. It exists in the divine mind.

    You find that medieval philosophers did not disagree with the views of the ancients regarding the origin of principles, but rather claimed that they were imprinted on the essence of the soul by a divine nature.

    If we examine Descartes' opinions now, we find that they are also close to the previous opinions, because the mind, according to him, is capable of perceiving the essence of things, and he calls it. These essences are true and immutable essences.

    تعليق


    • #3
      It is clear to us from reading the book Méditations that the perception of these correct and immutable essences is innate in man. Therefore, Descartes distinguished in this book between innate meanings (Ideas innées), artificial meanings (Idesices) generated from the imagination, and accidental meanings (ldies). adventices) generated by sensation. Most researchers have shown us that innate meanings are of great importance to him, to the point that they replace and replace accidental meanings. Thought applies innate meanings to the world of experience, and extracts from it incidental meanings that correspond to circumstances and opportunities. Tangible things have no influence on the formation of thoughts. An influence like this is unreasonable in Descartes’s doctrine, because this doctrine tends to dispense with experience. What Descartes said: Sensible objects do not send us, through the senses, any of the meanings they indicate, but rather provide our innate faculties with a corresponding opportunity to form these. Meanings at one time and not another, so the soul includes the material of sensation. As for experience, it teaches us how to divide this matter and separate it in the light of reason.

      Innateness according to Descartes.
      - The terminology of innate meanings has... He misled many of the interpreters of Descartes' doctrine, as they thought that he was saying that there were clear, specific meanings that existed in the soul, from birth, and existed in it before its contact with the tangible world. But (Descartes), contrary to this opinion, said: I say that these meanings are innate, as they say, that generosity is innate in some families, and that gout and stones are innate in others, so this does not mean that children are inevitably afflicted with these diseases while they are in the womb, but It means that they are born with a readiness or ability to fall into it.

      Locke's objection.
      - But this definition did not eliminate the suspicion, and did not prevent the opponents from entering into an objection to Descartes (an objectionable entry). Locke said in his book (Essai sur I'entendement humain), which he wrote to respond to the theory of innate meanings: that children and savages, Idiots do not realize the primary principles, nor do they understand the self-evident truths, and if the first principles were innate in them, they would understand them without difficulty. Therefore, there is not a single innate idea in the soul, because if it were innate, no one would ever have been ignorant of it, and we find that many of the so-called innate ideas are known to the department. of people, and unknown to others, so how can it be innate and among people there are those who are ignorant of it? The idea of ​​God, for example, is not innate, because there are peoples who do not realize this idea. If people’s minds were one, opinions would not differ, and opinions would differ on many issues, as they are. He has been doing this now for many ages, and the shortest thing to say is that the best evidence for the necessity of doubting the theory of innate meanings is that modern psychology dispenses with it, and its keenness to attribute all meanings to the influence of sensation and experience.

      (Figure 48)
      Descartes - (1596 - 1650)
      Descartes was: short in stature, large-headed, broad-fronted, and large-nosed, with signs of cruelty, contemplation, and pride appearing on his face.
      Leibniz's objection.
      But Locke was not completely successful in this method, so Leibniz decided to respond to him in a book he called New Attempts on the Human Mind (Nonveaux Essais sur Tentendement humain), and he refuted the issues that Locke mentioned one by one, and added to psychology a new idea, which is The idea of ​​the unconscious. He said: We often perceive external issues without understanding them, that is, we perceive them vaguely and not accompanied by a clear feeling. The mental principles that the child and the elementary human do not understand exist in themselves forcefully, that is, in an implicit form, and they do not move from force to action, that is, from the state of vague perception, to the state of clear and clear understanding, except through the influence of experience. If the most ignorant of people links successive events to each other, and explains people's actions based on their wills and purposes, then he is applying without knowing the principle of sufficient cause.

      Leibniz said: “Do not think that you can read the eternal laws of reason imprinted in the soul with one glance, without preparation, just as you can read without suffering and researching the decision of the ruler, recorded in his record. Rather, it is sufficient for you to reveal their presence in yourself with the power of attention, and to prepare for them.” Your senses have the opportunity to agree to this)...

      He said :
      (For this purpose, I used a special simile, which is likening the soul to an alabaster stone with veins. I do not liken it to an alabaster stone with a single composition, nor to empty tablets, or to what philosophers call a tablet, or a white page (Tabula rasa). Because if the soul were similar to these tablets, Empty, the relation of the firsts to it would be like the relation of the image of (Hare Kul) to an alabaster that accepts this form or another.But if the stone had veins suitable for the image of (Hare Kul) and not any other, this stone would be more prepared for it, and the image of (Hare Kul) would be innate in relation to it. It is not possible to detect these veins, that is, the stone cannot be cleaned, sharpened, polished, and the growths in it removed, except through experience and work.

      تعليق

      يعمل...
      X