الاستدلال وتداعي الأفكار .. الاسْتِدْلال .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستدلال وتداعي الأفكار .. الاسْتِدْلال .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    الاستدلال وتداعي الأفكار .. الاسْتِدْلال

    الاستدلال وتداعي الأفكار

    نظرية التداعي . - زعم فلاسفة التداعي أن الاستدلال ظاهرة من ظواهر تداعي الأفكار . وقد ساقهم إلى هذا القول ما وجدوه بين الاستدلال ، وتداعي الأفكار من التشابه .

    قالوا : إن التجربة تربط الإدراكات المختلفة بعضها ببعض ، وتولد في الفكر عادة . فمتى تعودت الجمع بين إدراك ( آ ) وإدراك ( ب ) توقعت حدوث أحدهما عند حدوث الآخر . إن جميع الناس يعلمون أن الغيوم السوداء تنبىء بمجيء العاصفة . فهم إذن قد تعودوا بالتجربة أن يجمعوا بين هذين الشيئين ، فإذا رأوا أحدهما توقعوا حدوث الثاني . وقــــــد أشار ( ليبنيز ) إلى هذا التتابع التجربي ( Consecutions empiriques » وقال : انه كثيراً ما ينوب عن الاستدلال . وبين ( استوارت ميل ) أن الاستدلال ، مهما يكن نوعه ، إنما هو استدلال على جزئي يجزئي ، أو استحضار صورة لصورة وفقاً لقوانين التداعي ، قال : ( ۱ ) ان جميع أنواع الاستدلال تنحل إلى التمثيل ؛ ( ۲ ) وان التمثيل لايتم إلا بتداعي الأفكار .

    ۱ - ان جميع انواع الاستدلال تنحل الى التمثيل فالاستنتاج أولاً لا يختلف عن التمثيل ، لأن القياس كما يقول استوارت ميل ) لا ينقل الذهن من الكلي إلى الجزئي ، يل ينقله من الجزئي إلى الجزئي . إذا حللنا قولنا : كل إنسان فان ، وسقراط إنسان ، فسقراط فان ، وجدنا أن النتيجة ) أي قولنا سقراط فان ( داخلة في قولنا كل إنسان فان ، ولا صحة لهذا الحكم الكلي إلا إذا كان صحيحاً بالنسبة إلى جميع أفراد الإنسان كسقراط ، وزينون ، والفارابي ، وغيرهم . ولو كان سقراط غير فان ، لما صح قولنا كل إنسان فان . ان الاستدلال على الجزئي بالكلي لا يثبت شيئاً ، لأن الكلي لا يكون صحيحاً إلا إذا كان الحكم صادقاً بالنسبة الى جميع أجزائه . فهو اذن تلخيص لجميع الأحكام الجزئية ، وذكرى ذهنية تجمع حولها كل ما يخطر بالبال من المعاني . ان قولنا کل انسان فان ، يرجع الى قولنا ، ان ارسطو ، وزينون ، والفارابي ، وجميع الأشخاص الذين عرفناهم ، أو سمعنا . قد ماتوا كغيرهم من الناس ، فلا غرو اذا استنتجنا من ذلك بهام ( ابن سينا ) أيضاً فان ، لأن هذه الحادثة الجزئية الجديدة مشابهة لجميع الحوادت الجزئية المعروفة عندنا سابقاً . وهذه المشابهة تدل على أن الفكر ، انما ينتقل في الاستنتاج ، من الجزئي الى الجزئي ، لا من الكلي الى الجزئي ، فالاستنتاج لا يختلف اذن عن التمثيل .

    والاستقراء أيضاً لا يختلف عن التمثيل ، لأنه ينقل ما يصدق على حالة جزئية واحدة الى جميع الأحوال الجزئية الاخرى المشابهة لها .

    ينتح من ذلك كله أن جميع أنواع الاستدلال تنحل الى التمثيل . قال ( استوارت ميل ) : أن حججنا الأولى ضروب من هذا النوع ، لقد تعودنا الاستنباط منذ ظهور جميع الفكر ، ولكننا لم نتعلم كيفية استعمال المعاني العامة الا بعد انقضاء كثير من السنين . ان الطفل الذي يبعد اصبعه عن النار التي أحرقته مرة ، يقايس ، ويستنتج في داخله ، رغم جهله بأن النار محرقة ، فهو يتذكر أنه إحترق مرة ، ويعتقد ، بالاستناد الى ذاكرته ، عند رؤية الشمعة مثلا ، أنه اذا وضع اصبعه على الشعلة سيحترق أيضاً مرة ثانية . ان اعتقاده الأحوال الحاضرة ، ولا يذهب به أبداً الى ما وراء الحاضر . فهو هذا ينطبق على جيع اذن لا يعمم ، بل يستدل على حالة جزئية بحالة جزئية غيرها ( ۱ ) .

    ٢ - ان التمثيل لا يتم الا بتداعي الأفكار .
    - مثال ذلك : أن الطفل الذي أحرق اصبعه بالنار يتوقاها ، ولا يتقرب منها مرة ثانية . ان رؤية الشعلة تذكر الطفل بالاحتراق السابق ، فتحمله هذه الذكرى على الاعتقاد أنه اذا وضع اصبعه عليها احترق مرة ثانية . ان استدلاله هذا مبني على ارتباط الإحساس الحاضر بالذكرى القديمة . وعلى ذلك فإن التمثيل لا يتم الا بالتداعي ، لأن رؤية الشعلة قد ارتبطت عند الطفل بألم الاحتراق ، فإذا رأى شعلة شبيهة بالاولى ، توقع حدوث الألم الذي أحس به سابقاً .

    نقد نظرية التداعي . - لقد أشرنا إلى هذه النظرية عند كلامنا على الحكم ، وفندناها بقولنا : ان نتائج الحكم قد تشبه نتائج القداعي ، ولكن روابطه لا تنحل الى التتابع الآلي ، والتسلسل التلقائي . وما قلناه في نقد هذه النظرية عند كلامنا على الحكم يمكن أن يقال هنا أيضاً . فقد ذكرنا ان الحكم وقوف في سلسلة التداعي ، لأنه قرار ذهني يثبت به العقل مضمون الاعتقاد . وهذا . أيضاً بالنسبة الى الاستدلال ، صحيح لأنه فعل مؤلف من أحكام يلزم عنها بذاتها حكم آخر غيرها . فإذا كانت نظرية التداعي لا تصلح لتعليل الحكم ، فكيف تصلح اذن لتعليل الاستدلال .

    ولنناقش الآن ( استوارت ميل ) في آرائه : لقد زعم هذا الفيلسوف . أن جميع أنواع الاستدلال تنحل الى التمثيل . ولكننا اذا حللنا أنواع الاستدلال لم نجد فيها ما يؤيد هذا الرأي . ان انتقاد ( ميل ) للقياس لا يصح ، الا اذا أولنا القياس بحسب الماصدق ، لا بحسب المفهوم . فإذا أولناه بحسب الماصدق كان قولنا : كل انسان فان ، صادقا على زيد و عمرو ، وسقراط ، وأفلاطون ، وغيرهم من أفراد الناس ، وكان القياس كما زعم ( ميل ) دوراً فاسداً ، لأنه لو لم يكن كل من هؤلاء الأفراد فانياً لما صدق قولنا كل انسان فان ، ولكننا اذا أولنا القياس بحسب المفهوم ، كان تصور الإنسان في مثالنا هذا متقوماً من الصفات المرتبطة بعضها ببعض وفقاً لقانون طبيعي ، لا جملة من الصور الجزئية المجتمعة بعضها فوق بعض ، وكان قولنا كل انسان فان ، دالاً على أن صفة الفاني هي احدى تلك الصفات المقومة . فالكبرى تدل على أن هناك علاقة بين الموضوع ، والمحمول ، والنتيجة تطبق هذه العلاقة الحقيقية في حالة فردية خاصة ، وهي حالة سقراط . وهكذا يصبح انتقالاً من الكلي الى الجزئي ، لا من الجزئي الى الجزئي .

    وهذا النقد ينطبق أيضا على رأي ( استوارت ميل ) في الاستقراء ، لأن الاستقراء ليس مقارنة بسيطة بين أحوال جزئية مجملة ، وانما هو تحليل هذه الأحوال الجزئية ، و استخراج ما تنطوي عليه من العناصر المجردة العامة .

    أما قول ( استوارت ميل ) ان التمثيل ينحل الى تداعي الأفكار . فباطل أيضاً ، لأن التحليل يبين لنا أن التمثيل مختلف عن آلية التداعي اختلافاً تاماً . نعم ان الطفل الذي أحرق اصبعه بالنار ، يمتنع عن تقريب يده منها مرة ثانية ، ولكن هذا المثال الدال على التمثيل والتداعي معاً لا يكفي لإرجاع احدى العمليتين الى الاخرى . فإذا كان الطفل جاهلا بالعلاقة الحقيقية الكائنة بين النار والاحتراق ، كانت ذكرى الاحتراق مرتبطة في ذهنه بصورة النار ، كارتباط صورة هذا المكان بذكرى الحادثة التي جرت فيه ارتباطاً آلياً مبنياً على قانون الاقتران . واذا كان الطفل عالماً بهذه العلاقة الحقيقية ، لم يكن انتقال فكره الى الاحتراق عند مشاهدة النار نتيجة تداع ذاتي معتاد ، بل كان استدلالاً يطبق به مبدأ عاماً معلوماً على أحوال خاصة مجهولة . واذن كل استدلال فهو يقتضي الاعتقاد أن ارتباط المعاني بعضها ببعض يسوق الذهن الى نتيجة مستقلة عن الشخص ، وعن تجاربه الخاصة .

    قال ( كرسون ) : « هبني صادفت أحد أصدقائي وأنا أجتاز جسراً من جسور ( السين ) قبل ثمانية أيام ، فإذا مررت اليوم من جديد على هذا الجسر ، رجعت صورة ذلك الصديق الى نفسي ، ولكنني لا أتوقع قط أن أصادفه بالذات ، ولو صادفته لمجبت لهذه المفاجأة . ففي مثالنا هذا استحضار صور وفقاً لقوانين التداعي ، وليس فيه توقع ، ولا عنصر من عناصر التمثيل » .

    و قصارى القول : أن التداعي يستعيد الماضي ، أما التمثيل فيحكم على المستقبل بحسب تذكر الماضي ، ولا يتم هذا الحكم كما قال ( كرسون ( الا اذا تبينت بفعل العقل أن الظروف التي كنت فيها ظروف متشابهة .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.٠٩_1(2).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	59.7 كيلوبايت 
الهوية:	189368 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.١٤_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	125.3 كيلوبايت 
الهوية:	189369 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.١٥_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	120.8 كيلوبايت 
الهوية:	189370 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.١٦_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	125.9 كيلوبايت 
الهوية:	189371 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٩.١٨_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	91.4 كيلوبايت 
الهوية:	189372



  • #2
    Inference and association of ideas.. Inference

    Reasoning and association of ideas

    Association theory. Association philosophers claimed that inference is a phenomenon of association of ideas. They were led to this statement by the similarity they found between inference and the association of ideas.

    They said: Experience links different perceptions together and creates a habit in thought. When you become accustomed to combining perception of (A) and perception of (B), you expect one to occur when the other occurs. All people know that black clouds foretell the coming of a storm. Therefore, they have become accustomed through experience to combining these two things, so if they see one of them, they expect the second to happen. Leibniz referred to this experimental sequence (Consecutions empiriques) and said: It often substitutes for inference. Stuart Mill explained that inference, whatever its type, is only an inference from a particular to a particular, or conjuring up an image for an image according to the laws of association. He said: (1) All types of inference are reduced to representation; (2) Representation cannot be achieved except through the association of ideas.

    1 - All types of inference are reduced to representation. Inference, first of all, does not differ from representation, because analogy, as Stuart Mill says, does not transfer the mind from the general to the particular, rather it moves it from the particular to the particular. If we analyze our saying: Every human being is mortal, and Socrates is a human being, Socrates is mortal, we find that the result (i.e. our saying Socrates is mortal) is included in our saying: Every human being is mortal, and there is no validity for this general ruling unless it is true with respect to all individual human beings, such as Socrates, Zeno, and Al-Farabi. And others. If Socrates were not mortal, then our statement “Every human being is mortal” would not be true. Inferring the particular with the universal does not prove anything, because the universal is not valid unless the judgment is true with respect to all its parts. It is therefore a summary of all the partial judgments, and a mental memory gathered around it. Whatever comes to mind in terms of meanings. Our saying, “Every human being is mortal,” goes back to our saying, that Aristotle, Zeno, Al-Farabi, and all the people we knew, or heard, died like other people. So it is not surprising if we conclude from that that Baham (Ibn Sina) also So, because this new partial event is similar to all the partial events known to us previously, and this similarity indicates that thought moves in conclusion, from the partial to the partial, not from the total to the partial, so the conclusion does not differ from representation.

    Induction also does not differ from representation, because it transfers what is true of one partial situation to all other similar partial situations.

    It follows from all of this that all types of inference are reduced to representation. Stuart Mill said: Our early arguments are of this type. We have been accustomed to deduction since the emergence of all thought, but we did not learn how to use general meanings until many years had passed. The child who keeps his finger away from the fire that burned him once, measures, and concludes within himself, despite his ignorance that fire burns. He remembers that he was burned once, and believes, based on his memory, upon seeing the candle, for example, that if he places his finger on the flame, he will also be burned a second time. . His belief is in present conditions, and he never takes it beyond the present. This applies to everyone, so it does not generalize, but rather a partial condition is inferred by another partial condition (1).

    2- Representation does not take place except through the association of ideas.
    An example of this is that a child who burned his finger with fire yearns for her and does not approach her again. Seeing the flame reminds the child of the previous burning, and this memory makes him believe that if he puts his finger on it, he will be burned again. This reasoning is based on the connection between the present feeling and the old memory. Accordingly, the representation can only be achieved through association, because seeing the flame has been associated with the pain of burning for the child, so if he sees a flame similar to the first, he expects the pain that he felt previously to occur.

    Criticism of association theory. - We referred to this theory when we spoke about judgment, and we refuted it by saying: The results of judgment may resemble the results of Al-Qada’i, but its links do not dissolve into mechanical succession and automatic sequence. What we said in criticizing this theory when we spoke about the ruling can be said here as well. We have mentioned that the ruling is a stop in the chain of association, because it is a mental decision by which the mind confirms the content of the belief. and this is . Also with regard to inference, it is correct because it is an act composed of rulings from which, in and of themselves, another ruling is required. If the association theory is not suitable for explaining a ruling, then how is it suitable for explaining inference?

    Let us now discuss Stuart Mill's views: This philosopher claimed. That's all kinds
    Inference dissolves into representation. But if we analyze the types of inference, we do not find anything that supports this opinion. Mill's criticism of analogy is not valid unless we interpret analogy according to what is true, not according to the concept. If we interpreted it according to what is truthful, our saying: Every mortal human being would be true for Zayd, Amr, Socrates, Plato, and other individuals of people, and the analogy, as Mill claimed, would be a false role, because if each of these individuals were not mortal, then our saying “Every human being” would not be true. So, but if we take the analogy according to the concept, then the concept of man in this example is made up of attributes linked to each other according to a natural law, not a set of partial images grouped together on top of each other, and our saying “every human being is mortal” indicates that the attribute of mortal is one of those attributes. The value. The major indicates that there is a relationship between the subject and the predicate, and the result applies this true relationship in a special individual case, which is the case of Socrates. Thus, it becomes a transition from the total to the partial, not from the partial to the partial.

    This criticism also applies to Stuart Mill’s opinion on induction, because induction is not a simple comparison between generalized partial conditions, but rather an analysis of these partial conditions and extracting what they contain from the general abstract elements.

    As for Stuart Mill’s statement that representation dissolves into the association of ideas. It is also false, because the analysis shows us that representation is completely different from the mechanism of association. Yes, the child who burned his finger in fire will refrain from bringing his hand closer to it again, but this example indicating representation and association together is not enough to return one process to the other. If the child is ignorant of the real relationship that exists between fire and burning, the memory of burning is linked in his mind to the image of fire, just as the image of this place is automatically linked to the memory of the incident that took place there, based on the law of association. If the child was aware of this real relationship, his thought moving to burning upon seeing the fire was not the result of usual self-involvement, but rather it was an inference by which a known general principle was applied to unknown, specific circumstances. Therefore, all inference requires the belief that the connection of meanings to each other leads the mind to a conclusion that is independent of the person and his own experiences.

    Carson said: “Given that I ran into one of my friends while I was crossing one of the Seine bridges eight days ago, and if I passed this bridge again today, the image of that friend would return to me, but I never expected to meet him in person, and if I did, I would respond to this.” The surprise. In our example, we conjure images according to the laws of association, and there is no expectation or element of representation.

    The shortest thing to say is that association recalls the past, while representation judges the future according to remembering the past, and this judgment is not complete, as Carson said, unless it becomes clear through reason that the circumstances in which you were were similar.

    تعليق

    يعمل...
    X