تكوّن الاعتقاد .. الحُكْم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تكوّن الاعتقاد .. الحُكْم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    تكوّن الاعتقاد .. الحُكْم

    تكون الاعتقاد

    كان القدامى من علماء النفس يظنون أن قوة التصديق ملكة أولية ، أو حالة بسيطة أحوال الشعور المباشر . وهذا الخطأ الذي وقعوا فيه ناشيء عن بحثهم في التصديق من الوجهة المنطقية ، لا من الوجهة النفسية ، وعن نظرهم في الحكم العقلي التام في تطوره ، وتكونه . ونحن إذا حللنا الآن تكون الحكم ، وتكامله بتكامل المدارك البشرية ، أدركنا أن هناك حالتين لابد للعقل البشري من المرور بهما في تكوين معتقداته :

    ۱ - فالحالة الاولى : هي حالة التصديق الضمني ، أو الحالة المتقدمة على ظهـــــور الروح الانتقادية .
    ٢ - والحالة الثانية : هي حالة التصديق الصريح الظاهر ، أو الحالة الانتقادية .

    ولنبحث في كل من هاتين الحالتين على حدة :

    ۱ - حالة التصديق الضمني . - ان الميل إلى الاعتقاد طبيعي في الإنسان ، وهو ينمو بنمو الفاعلية ، وكثيراً ما نعتقد بعض الأشياء من غير أن تكون مستندة إلى سبب معقول ، بل كثيراً ما نرسخ هذه الاعتقادات في نفوسنا رغم الأسباب الباعثة على ردها . وقد سمى ) رينو فيه Renonvier ) هذه الحالة بضلال العقل ( Vertige mentale ) أو ضياع الرشد ، وسماها ( بين Bain ) سرعة التصديق الأولية ( ٢ ) ، وهي حالة يكون التصديق فيها غير مختلف عن التصور ، بل يكون مضمراً فيه غير مفارق له .

    مثال ذلك : أن الرجل الابتدائي لا يتصور . شيئا . من الأشياء إلا متبوعاً بالتصديق . قال أحد علماء الأقوام يصف سكان ) لو انجو Loango ) : ( انحبس المطر ، ويبس الزرع بعد خروج المبشرين الكاثوليكيين من مراكبهم إلى الأرض . فاعتقد السكان أن هذا الأمر ناشيء عن هؤلاء الكهنة ، وخصوصاً عن أثوابهم الطويلة ، لأنهم لم يروا إلى ذلك العهد ألبسة مثلها . وقد تتولد شكوكهم من معطف مطاط لامع ، أو من قبعة غريبة ، أو من كرسي هزاز ، أو من آلة . فإذا حدث ما يكدرهم عزوه حالاً إلى ما طرأ عليهم الأشياء الغريبة ( ٣ ) .

    وكذلك الطفل ، فهو سريع التصديق ، لأنه متجمع المدارك العقلية حول ذاته . ( ego - Centrique ) لا يستطيع أن يدرك الاشياء إلا من وجهة نظره الذاتية ( ٤ ) ولا أن يراقب أحكامه ، ويجردها من طابع المنفعة المباشرة ، وتسمى هذه الحالة بمركزية الذات .

    والأمراض العقلية كثيراً ما تعيد الإنسان إلى هذه الحالة الفكرية الأولى . قال ( بیرجانه - Pierre Janet ) : ( ان تحت درجة التأمل صورة أولية للاعتقاد ، موجودة في عقل الإنسان الابتدائي ، تتألف منها وحدها فاعلية الإرادة عند ضعفاء العقول ... لقد وصفت بعض هؤلاء الضعفاء فرأيت أنهم يصدقون كل مستحيل ، ويثبتون ، أو ينفون كل شيء بحسب الدوافع الموقتة ، من غير أن يهتموا بالتناقض . فالاعتقاد عندهم تصديق مباشر لا أثر للتأمل فيه ( ١ ) .

    وكثيراً ما تهبط الحالة الفكرية العامة ، فى البيئة الاجتماعية إلى هذه الدرجة من الركود بتأثير الاضطرابات ، أو الحروب .

    قال الدكتور لويس ( ٢ ) : و لما وقع حصار باريز في عام ۱۸۷۰ كان اتهام أي شخص سائر في الطريق بالجاسوسية ، كافياً لتجمع الناس حوله ، واتهامهم إياه من غير بينة . أو إيقاعهم به .

    ان فساد الحياة الاجتماعية يزيد سوء الظن ، ويقوي الميل إلى التأويل ، ويقلب الاعتقاد التأملي إلى اعتقاد تلقائي مجرد عن الرابط الانتقادي .

    ٢ - حالة التصديق الصريح الظاهر او الحالة الانتقادية
    - قال ( ديكارت ) : « ان الفعل الفكري الذي يجعلنا نعتقد أمراً من الامور ، مختلف عن الفعل الذي به نعرف اننا نعتقد هذا الأمر ( ۳ ) . أي أن الاعتقاد شيء ، ومعرفة الاعتقاد شيء آخر . وهذا العلم ، أو هذا ، هو الذي يقوم الحقيقي التام ، ويميزه من سرعـ عة التصديق التلقائية التجلي التي وصفناها .

    آ - القدرة على النفي . - ولا تتم هذه المعرفة للنفس إلا بعد أن يتصور الذهن فرضية مضادة للأمر المراد تصديقه . ان القدرة على الإثبات ، تقتضي وجود القدرة على النفي . قال ( بياجه ) ( ۱ ) : ولا يصبح التصديق شعورياً إلا حينما يتزعزع الاعتقاد الضمني » . هكذا كان التفكير قبل ( سقراط ) . انك لا تجد فيه تصديقاً غير مسبوق بنفي . وهذا صحيح بالنسبة إلى صور التفكير الاولى ، كما هو صحيح أيضاً بالنسبة إلى أعلى صور التفكير الفلسفي . فلا اعتقاد - وأقصد بالاعتقاد هنا الاعتقاد المصحوب بالمعرفة ، والشعور ، والتأمل ، لا الاعتقاد التلقائي - إلا إذا تقدم الشك على التصديق ، وإلا إذا تقبلنا الشيء في البدء بقبول موقت ، كأنه فرضية خاضعة للتحقيق ، لا حقيقة نهائية مسلم بها دون تشكيك ان الوصول إلى الاعتقاد و اليقين ، لا يكون إلا بالتشكك ، وهذا التشكك مبدأ الروح الانتقادية ، وأساس العلم . وسنبين في المنطق أن التفكير العلمي مبني على هذه الطريقة ، لأن العالم لا يكشف الحقائق ، إلا بطريق الفرضيات الموقتة التي يقلبها ، بعد التحقيق التجريبي ، إلى قوانين علمية ثابتة .

    ب - الشرائط الاجتماعية لتجلي الشعور . - من أين تتولد هذه القدرة على النفي ، وكيف تنبجس في العقل روح ا الشك ك المهجي ؟ ان لتجلي الشعور شرائط حيوية . منها أن الشعور يتولد من الحاجة ، وعدم التكيف ، ومنها أن الشعور لا يتجلى إلا عند مصادمة العوائق ، حق لقد قال ( دولاكروا ) : نحن لا نفكر إلا عندما نصادف عائقاً ( ٢ ) . ولكن هذه الشرائط الحيوية لا تكفي لإيضاح تجلي الشعور ، لأن عقل الإنسان الابتدائي لا يهتم بأعراض التجربة ، بل يحافظ مع اعتقاداته كما هي رغم تكذيب الواقع لها . فمن الضروري إذن أن نتكلم على الأسباب الاجتماعية المؤثرة في تجلي الشعور .

    لقد بين ( بياجه ) ان الحاجة إلى امتحان الاعتقادات لا تتولد تلقائياً ، بل تظهر متأخرة جداً . وذلك لسببين : أحدهما أن التفكير يرجع في الأصل إلى أسباب حيوية ، وعملية ، ونفعية . والثاني أن الفرد يميل بطبعه إلى الإيمان ، والاعتقاد . إذن كيف تتولد الحاجة إلى امتحان الاعتقاد ، ونقده ، وتمحيصه ؟ ان هذه الحاجة تتولد من مصادمة أفكارنا الأفكار الآخرين من أبناء جنسنا ، ولولا هذه المصادمة لما تولد الشك في نفوسنا ، ولا شعرنا بالحاجة إلى البرهان على أفكارنا ، ولساقنا تكذيب التجربة لنا إلى ازدياد تخيلنا ، وتوهمنا . ان كثيراً مما نعتقده من الآراء الكاذبة ، والغرائب ، والأحلام ، والظنون ، والأوهام يزول بمخالطة الناس . فالناس بعضهم على بعض رقيب ، والحاجة إلى امتحان الاعتقاد تنشأ عن ميل الانسان إلى مشاركة الآخرين في أفكارهم ، وإلى إذاعة ما يفكر فيه بينهم وإقناعهم بما يشعر به . فالتفكير ملازم إذن للحوار والمناقشة ( ١ ) .

    وليس هذا التأثير الاجتماعي مقصوراً على تأثير الفرد في الفرد ، لأن الحوار الفكري لا يتولد في الجماعات الابتدائية التي يكون الفرد فيها خاضعا لأوهام زمانه ، ، وبيئته ، بل يتولد في الجماعات المتباينة العناصر ، الخاضعة لقانون تقسيم العمل ، وهكذا يتسع نطاق العقل باتساع دائرة الاجتماع ، وتنوع تركيبها . وهكذا أيضاً تتعارض المثل العليا المختلفة ، ويؤدي تعارضها إلى توليد الشك ، الانتقاد . وربما كان تحرر الفكر البشري ، ونمو التفكير العلمي ناشئين عن تنازع التصورات الاجتماعية .

    ج الاعتقاد تركيب ذهني . - لا يتجلى الشعور تجليا تاما إلا إذا أصبحت المعتقدات القديمة ذات تركيب متسق . ان تصورات الطفل تتجمع بعضها فوق بعض من غير أن تتسق ، لأن الطفل يجمع بين تصورات اللعب ، وإدراكات العالم المنظور ، ومعتقدات العالم الوهمي الذي يتخيله من غير أن يوحد هذه المعتقدات المتباينة ، أو ينسقها . فهناك إذن شرط نفسي محض يجب إضافته إلى الشرائط السابقة ، وهو قوة التركيب . ان المجتمع لا يخلق هذه القوة النفسية ، بل يهيء لها أسباب النمو ، ومتى نمت تولد معها الشعور بالتناقض ، والشعور بضرورة الانتخاب ، والترجيح . ويمكننا أن نبين خطورة هذا العامل النفسي بنوعين من الظواهر .

    ۱ - امراض الاعتقاد . ان النوع الأول من هذه الظواهر مقتبس من علم أمراض النفس . قال مالابر ) : تتميز العقول المتفككة المناصر بسرعة التصديق ، وشدة الجحود معا •
    سبب ذلك أن هذه العقول لا تقايس بين الآراء المختلفة ، ولا تجمع بين العناصر . وسبب الفكرية المتباينة ، ولا يهمها تنافرها ، وتناقضها ، لأنها لاتدركها كلها معاً ، فلا تتعارض إذن تصوراتها ، ولا تلتقي .
    ان الاضطرابات النفسية ( البسيكاستيني – psychasthenic ) التي وصفها ( جانه ) تتميز بضعف التركيب الفكري ، و كثرة الشك ، مثال ذلك : قول إحدى المريضات : ( أعرف ان ما تقوله لي صحيح ، وأتصور ذلك بعقلي ، إلا انني لا أزال أشعر بالشك في داخلي ، ومن المحال أن أقتنع بما تقول اقتناعاً تاما ، وقولها عندما يزداد شكها في نفسها ، وفي أفعالها : ( اني أعود إلى هذه الغرفة عشرين مرة باحثة عن الشيء الذي اريده ، فلا يزداد وثوقي بوجوده فيها أبداً ، ومن عجيب أمر هذه الأمراض انها تعود بالمريض إلى حالة الانسان الابتدائي التي وصفها ) لفي برول ( أو حالة الطفل التي وصفها ( بياجه ) . وقد يقوم المريض في هذه الحال بأعمال سحرية تقوي اعتقاده . مثال ذلك : تساءل ( روسو عن مصيره بعد الموت فقال : ( فكرت مرة في هذا الموضوع المحزن ، فأخذت ألهو آليا الحجارة على جذوع الأشجار من غير أن أصيب واحداً منها ، فخطر ببالي وأنا أقوم بهذا التمرين الجميل أن أجد فيه إشارة أهدىء بها قلقي ، فقلت في نفسي : سأرمي بهذا الحجر على الشجرة التي أمامي . فإذا أصبتها كنت ناجياً من النار ، وإذا أخطأتها كنت من الهالكين ، وما أن أنهيت هذا القول حتى رميت الحجر بيد مرتجفة ، فأصاب لحسن الحظ منتصف جذع الشجرة ، ولم يكن هذا الأمر صعباً علي ، لأن الشجرة التي انتخبتها برمي كانت كبيرة جداً وقريبة مني . ولم أشك أبداً منذ ذلك اليوم في نجاة نفسي .

    ٢ - الحقيقة واليقين . - ان الاعتقاد التأملي المبني على أسباب معقولة أمر نادر جداً . نعم ان عقولنا تبحث عن اليقين ، ولكن اليقين شيء ، والحقيقة شيء آخر . قال ( هنري بوانكاره : ( يجب أن نفرق بين حب الحقيقة ، وحب اليقين ، . ان حب اليقين حاجة طبيعية ، لا بل هو غريزة نفسية يحفظ بها الشعور بقاءه ، فتمنعه من مخاطرات الفكر ، ومغامراته . اليقين ناشيء عن نزعة أولية ، أما الحقيقة فناشئة عن نزعة مشتقة . ان الشعور باليقين متقدم على البحث عن الحقيقة ، لأن الحقيقة لا تدرك إلا بالسعي الحثيث الدائم ، وجهد التركيب المستمر . وهذا يقتضي درجة عالية من التفكير ، والتأمل . لا يهتم بالحقيقة إلا القليل من الناس ، وهذه النخبة تبني معتقداتها على أسباب معقولة ، أما الآخرون فيرضون بظلمات الظن ، وشبه الاعتقاد .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٨ (1)_1(2).jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	97.8 كيلوبايت  الهوية:	189348 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٢٥_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	105.1 كيلوبايت  الهوية:	189349 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٢٦_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	94.0 كيلوبايت  الهوية:	189350 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٢٨_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	117.2 كيلوبايت  الهوية:	189351 اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٢٩_1.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	110.0 كيلوبايت  الهوية:	189352
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 01-27-2024, 06:00 PM.

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٣٠_1(2).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	133.2 كيلوبايت 
الهوية:	189357

    Formation of belief...judgment

    Belief formation

    The ancient psychologists thought that the power of belief was a primary faculty, or a simple state of direct feeling. This error into which they fell stems from their research into belief from a logical standpoint, not from a psychological standpoint, and from their consideration of complete rational judgment in its development and formation. If we now analyze the formation of judgment and its integration with the integration of human perceptions, we will realize that there are two situations that the human mind must go through in forming its beliefs:

    1 - The first case: is the case of implicit belief, or the case preceding the emergence of the critical spirit.
    2 - The second state: It is the state of explicit and apparent belief, or the critical state.

    Let us examine each of these cases separately:

    1 - The case of implicit ratification. - The tendency to believe is natural in humans, and it grows with the growth of effectiveness. We often believe some things without being based on a reasonable reason. Rather, we often establish these beliefs in our souls despite the reasons that motivate us to reject them. Renonvier called this state the delusion of the mind (vertige mentale) or loss of maturity, and he (Bain) called it the initial rapidity of belief (2), and it is a state in which belief is not different from perception, but is implicit in it and not separated from it.

    An example of this: The elementary man does not conceive. Something. of things except followed by ratification. One of the ethnic scholars, describing the residents of Loango, said: “The rain stopped, and the crops withered after the Catholic missionaries left their boats to the land. The residents believed that this matter stemmed from these priests, especially from their long robes, because they had not seen clothing like that until that time.” Their suspicions may arise from a shiny rubber coat, or from a strange hat, or from a rocking chair, or from a machine. If something happens that disturbs them, they immediately attribute it to the strange things that happened to them (3).

    The same applies to the child, who is quick to believe, because he has gathered mental perceptions around himself. (ego-centrique) He cannot perceive things except from his own point of view (4) nor monitor his judgments, stripping them of the character of direct benefit. This state is called egocentrism.

    Mental illnesses often return a person to this initial state of mind. Pierre Janet said: “Below the degree of contemplation is a primary image of belief, present in the primary human mind, of which alone the effectiveness of the will of the weak-minded consists... I described some of these weak people and saw that they believe everything that is impossible, and confirm or deny everything.” Something according to temporary motives, without them caring about contradiction. For them, belief is direct belief with no trace of contemplation (1).

    The general intellectual situation in the social environment often descends to this degree of stagnation due to disturbances or wars.

    Dr. Lewis (2) said: When the Siege of Paris took place in 1870, accusing anyone walking on the road of being a spy was enough for people to gather around him and accuse him without any evidence. Or trap them in it.

    The corruption of social life increases mistrust, strengthens the tendency toward interpretation, and turns contemplative belief into an automatic belief devoid of any critical link.

    2 - The state of clear and apparent belief or the critical state
    Descartes said: “The intellectual act that makes us believe a matter is different from the act by which we know that we believe this matter (3). That is, belief is one thing, and knowing belief is another thing. This knowledge, or this one, is what establishes the complete reality and distinguishes it from the quickness of automatic belief and manifestation that we have described.

    A - The ability to deny. This self-knowledge is not complete until the mind conceives of a hypothesis that is contrary to the thing it wants to believe. The ability to prove requires the ability to deny. Piaget (1) said: Belief becomes subconscious only when the implicit belief is shaken. This is how thinking was before Socrates. You do not find in it an unprecedented confirmation of denial. This is true for the first forms of thinking, and it is also true for the highest forms of philosophical thinking. There is no belief - and by belief here I mean belief accompanied by knowledge, feeling, and contemplation, not automatic belief - unless doubt takes precedence over belief, otherwise if we initially accept something with temporary acceptance, as if it were a hypothesis subject to investigation, not a final truth recognized without questioning that arriving at belief Certainty can only be achieved through skepticism, and this skepticism is the principle of the critical spirit and the foundation of science. We will show in logic that scientific thinking is based on this method, because the scientist does not reveal facts except through temporary hypotheses that he turns, after experimental investigation, into established scientific laws.

    تعليق


    • #3
      B - Social conditions for manifesting feelings. - Where does this ability to negate come from, and how does the spirit of doubt emerge in the mind like a spell? The manifestation of feeling has vital signs. Among them is that feeling is born from need and lack of adaptation, and among them is that feeling does not appear except when we encounter obstacles. It is true that Delacroix said: We do not think except when we encounter an obstacle (2). But these vital conditions are not sufficient to explain the manifestation of feeling, because the primary human mind does not care about the symptoms of experience, but rather maintains its beliefs as they are despite reality denying them. It is necessary, then, to talk about the social causes that influence the manifestation of feelings.

      Piaget showed that the need to test beliefs does not arise automatically, but rather appears very late. This is for two reasons: The first is that thinking is originally due to vital, practical, and utilitarian reasons. The second is that the individual is naturally inclined to believe and believe. So how does the need to test, criticize, and scrutinize belief arise? This need arises from the collision of our ideas with the ideas of others of our kind. Were it not for this collision, doubt would not have been generated in our souls, nor would we have felt the need to prove our ideas, and the denial of experience to us would have led us to increase our imagination and delusion. Much of what we believe of false opinions, strange things, dreams, suspicions, and delusions disappears by interacting with people. People are watchdogs over each other, and the need to test beliefs arises from the human tendency to share the thoughts of others, to broadcast among them what he thinks, and to convince them of what he feels. Thinking is therefore inherent to dialogue and discussion (1).

      This social influence is not limited to the influence of the individual on the individual, because intellectual dialogue is not generated in elementary groups in which the individual is subject to the illusions of his time and environment, but rather it is generated in groups of disparate elements, subject to the law of the division of labor, and thus the scope of the mind expands with the expansion of the circle of society. Its composition varies. Thus, different ideals conflict, and their conflict leads to the generation of doubt and criticism. Perhaps the liberation of human thought and the growth of scientific thinking resulted from conflicting social perceptions.

      C - Belief is a mental construct. The feeling does not become fully apparent unless the old beliefs become consistent. The child's perceptions stack on top of each other without being consistent, because the child combines the perceptions of play, the perceptions of the visible world, and the beliefs of the imaginary world that he imagines without unifying or coordinating these disparate beliefs. There is, therefore, a purely psychological condition that must be added to the previous conditions, which is the strength of the structure. Society does not create this psychological force, but rather provides reasons for it to grow, and once it grows, it brings with it a feeling of contradiction, and a feeling of the necessity of selection and preference. We can demonstrate the seriousness of this psychological factor with two types of phenomena.

      1 - Diseases of belief. The first type of these phenomena is taken from psychopathology. Malabar said: Disintegrated minds are distinguished by their speed of belief and the intensity of their disbelief together.
      The reason for this is that these minds do not compare different opinions, nor do they combine elements. The reason for the differing ideology is that it does not care about its dissonance and contradiction, because it does not perceive them all together, so its perceptions do not conflict, nor do they meet.
      The psychological disorders (psychasthenic) described by Janah are characterized by weak intellectual structure and a lot of doubt. An example of this is when one of the patients said: (I know that what you are telling me is true, and I imagine it with my mind, but I still feel doubt inside me. It is impossible for me to be completely convinced of what she says, and what she says when her doubts about herself and her actions increase: “I return to this room twenty times searching for the thing I want, but my confidence in its presence in it never increases. And the strangest thing about these diseases is that they return the patient to a state of The primitive man described by Levi Brule, or the state of the child described by Piaget. In this case, the patient may perform magical acts that strengthen his belief. For example: Rousseau wondered about his fate after death, and he said: “I once thought about this sad subject, so I began to amuse myself.” He threw stones at the tree trunks without hitting any of them, so it occurred to me while I was doing this beautiful exercise that I would find a sign in it to calm my anxiety, so I said to myself: I will throw this stone at the tree in front of me. If I hit it, I will be saved from the fire, and if I miss it, I will be one of the victims. As soon as I finished saying this, I threw the stone with a trembling hand, and fortunately it hit the middle of the tree trunk. This was not difficult for me, because the tree I chose with my throwing was very large and close to me. Since that day, I have never doubted my survival.

      2- Truth and certainty. - Speculative belief based on reasonable reasons is very rare. Yes, our minds search for certainty, but certainty is one thing, and truth is another thing. Henri Poincaré said: (We must differentiate between the love of truth and the love of certainty. The love of certainty is a natural need, rather it is a psychological instinct by which the feeling maintains its survival, preventing it from the risks and adventures of thought. Certainty results from a primal tendency, while truth results from... A derivative tendency. The feeling of certainty takes precedence over the search for the truth, because the truth is only attained through constant diligent striving and the effort of continuous synthesis. This requires a high degree of thinking and contemplation. Only a few people care about the truth, and this elite bases their beliefs on reasonable reasons. As for others, they are satisfied with the darkness of suspicion and quasi-belief.

      تعليق

      يعمل...
      X