مسألة الاعتقاد - ٢ - الحُكْم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسألة الاعتقاد - ٢ - الحُكْم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    مسألة الاعتقاد - ٢ - الحُكْم

    ٢ - تأثير العقل . - ولكن أصحاب المذهب العقلي ، لم يذعنوا لهذا الرأي ، بل زعموا أن الاعتقاد تابع للعقل .

    قال ( سبينوزا ) رداً على ( ديكارت ) : ان الأفكار ليست خرساء كالصور المرسومة على الألواح ( ١ ) ، وإنما هي قوى محركة وفاعلة بالذات . ان الإرادة ، والعقل شيء واحد ، والاعتقاد غير مفارق للفكرة ، كما أن اليقين ملازم للحقيقة ، ان طابع الحقيقة . نفسها ، ومن كان عنده فكرة صحيحة أدرك في الوقت نفسه أنها صحيحة ، ولم يشك أبداً في صدق معرفته بها ، فالخطأ إذن أمر سلبي محض ، لا بل هو نقص ، وحرمان ومعرفة ناقصة .

    و شبيه برأي ( سبينوزا ) هذا رأي ( هيوم ) القائل ان الاعتقاد فكرة قوية ذات علاقة بالتأثيرات الحاضرة .

    والمعاصرون من أصحات المذهب العقلي يذكرون في الرد على مذهب الإيمان أدلة كثيرة . منها أن الإرادة لا تدخل في كل حكم وان استناد المنطق إلى أوليات ، لا يمكن البرهان عليها ، لا يدل على حرية الفكر في قبول هذه الأوليات ، أو ردها . ان بطلان الدليل لا يدل على بطلان المدلول عليه ، وعجزنا عن البرهان على مبدأ الهوية ، لا يدل أبداً على عدم ضرورته . اننا نشعر بضرورة هذه المبادىء العقلية ، ولا يمكننا أن نجمع بين النفي ، والإثبات في أمر واحد ، فمبدأ الهوية ملازم إذن لبناء الفكر ، وربما كان أيضاً لازماً عن طبائع الأشياء - نعم ان قليلاً من الفاعلية ضروري للحكم ، ولكن هذه الفاعلية لاتولد الوثوق ، بل تهيء للعقل عناصر الحكم .

    فتأثير الإرادة في الحكم مقصور على جمع المناصر ، أما النتيجة التي يمكن استخراجها من العناصر ، فليس للارادة فيها أثر ، وكذلك الانتباه فهو يزيد في وضوح الأفكار وبيانها ، ولكنه لا يولد الوثوق بها ، ولا يخلق الاعتقاد ينتج من ذلك أن العقل يتقبل الأوليات بقبول حسن ، ويسلم بالضروريات تسليما واضحاً ، أما الحقائق الأخرى ، فيطلب البرهان عليها ، وإذا كان البرهان عليها مفقوداً أعرض عنها ، وشك في صحتها ، لأن العقل لا يستبدل الرغائب بالبراهين ، ولا البواعث القلبية ، بالعوامل العقلية إن شدة الحرص لا تكفي لإقناعنا بأننا أغنياء ، وآلام الشيخوخة التي نشعر بها في الثمانين من العمر ، لا توهمنا بأننا لا نزال في سن الشباب ، والام التي تبكي ولدها الميت ، لا تتعزى بالاعتقاد أنه لا يزال حيا عند ربه ، فالإنسان لا يعتقد إذن ما يريد ، وكلما حاولت إرادته أن تغتصب حقوق المقل ، أدرك أنه يكذب على نفسه ، وإذا أعانت العقل على الحكم أضعفت أسباب وثوقه . ان إرادة الاعتقاد . سبب من أسباب الشك .

    ان الذين يشكون في العقل ، وأحكامه يحاربون العقل ببضاعة العمل نفسه ، ويذكرون في طريقة شكهم هذه أحكاماً تدل على أنهم بارعون في المقاييس المنطقية ، والقوانين النظرية ، والبراهين الجدلية ؛ ان ( کارنیاد ) و ( مونتيني ) يكثران من الاستدلالات العقلية للبرهان على ان أحكام العقل لا قيمة لها ، وفي الحق أن الإنسان لا يستطيع ان يبطل حاكم العقل إلا بأسباب عقلية . وإذا اتهم عقله بالعجز عن الإدراك ، وصدق بمالا يستريح اليه ، أو بما لم يتضح له ، فإنه يفعل ذلك اتباعاً الحاكم آخر ، يعتقد أن طوره فوق طوره .

    نعم ان كثيراً من أحكامنا ناشيء عن ميولنا ، وعواطفنا ، وحبنا لذواتنا ، ومنفعتنا ، و أهوائنا ، ولكن ذلك ليس بقادح في العقل ومدركاته ، ان الإرادة قد تؤثر في المقل ، ولكنها لا تؤثر فيه إلا بوسط ، ولا تبدع الحكم ، بل تستخدم الفكر ، والتصور العقلي ، في سبيل تأليفه . قال ( لابي ) : . أنا لا أعتقد الشيء لأنني أرغب فيه ، ولكن رغبقي فيه توجه انتباهي اليه ، وتصرفني عن الأشياء الأخرى ، ولما كان الحكم لا يتألف إلا من الأفكار الحاضرة في الذهن . كانت حدود الحكم مطابقة لموضوع الرغبات ؛ ولذلك أيضاً كانت منفعة العلم مساعدة على تقدم نظرياته من غير أن تضعف قيمتها المنطقية ( 1 ) . وقد ذكر ( ماکسیم دو کامب Maxime du Camp ( ان شيخاً من أصدقائه قال له مرة : ان ميل السلالم التي ينشئها مهندسو زماننا أشد من ميل السلالم القديمة ، فهذا حكم متولد من شعور الشيخ بهرمه ، وعجزه عن صعود السلم ، ولكنه رغم ما فيه من سفسطة لمواطف ، يدل على رغبة الشيخ في تفسير شعوره بسبب عقلي . فالشيخ يشعر بالتعب عند صعود السلم ، إلا أنه بدلاً من أن يملل تعبه بضعف قواه ، يخطىء في تعليله ، ذلك إلى سبب آخر ، وهذا الخطأ دليل على رغبة الشيخ في إيضاح هذا الأمر إيضاحا عقلياً .

    النتيجة . - تلك هي آراء كل من هذين المذهبين ، اعني الإرادي ، والعقلي . ونحن نرى الآن ان كلا منهما ينتصر في الرد على الآخر ، فالمذهب العقلي صادق في قوله اننـــــا لا نعتقد ما نريد ، وان الرغائب ، والأهواء لا تنوب عن الأدلة ، والبراهين ، وان ابطال حاكم العقل يحتاج إلى أسباب عقلية . والمذهب الإرادي صادق أيضاً في قوله أن أكثر معتقدات الإنسان مبنية على العواطف ، وان انتشار المذاهب السياسية ، والاجتماعية ، والدينية ، يرجع إلى تأثيرها في القلب أكثر مما يرجع إلى تأثيرها في العقل ، وان أكثر الناس يساقون إلى الفعل بعواطفهم ، ورغائبهم ، ومنافعهم ، لا بأفكارهم وعقولهم . وقد اعترف أصحاب المذهب العقلي انفسهم بتأثير العواطف في تكوين الاعتقاد ؛ إلا أنهم تخلصوا من الوقوع في المذهب الإرادي بقولهم : ان الإرادة لا تؤثر في الحكم تأثير أمباشراً ، بل تؤثر فيه بوسط من الفكر . وهذا التعليل لا يقطع مظان الاشتباه ، ولا يجرد الاعتقاد من التأثر بالعواطف . وسواء أكان هذا التأثير مباشراً ، أم غير مباشر ، فإن المذهب العقلي مضطر إلى الاعتراف بوجوده .

    قال أحد الكتاب المعاصرين ( ۱ ) : ليست الأفكار هي التي تبعث العواطف ، ولكن العواطف هي التي تبعث الأفكار ، ومعنى ذلك أن العواطف المحضة متقدمة على الأفكار ، خالية من الصور الذهنية ؛ إلا أنها محتاجة إلى إتمام ما ينقصها بالعوامل العقلية ، فتتلقف ما يوافقها من الأفكار ، والصور العارضة ، كما تتحد بعض الاسس الكيماوية المتحيرة بعنصر من العناصر التي تعيد اليها الاستقرار .

    فإذا كانت العواطف هي التي تتلقف الأفكار أو تبدعها ، كان المذهب العقلي في حاجة إلى تغيير بعض مقدماته . وإذا كانت البراهين المنطقية ، والأوليات العقلية أقوى من العواطف ومستقلة عنها ، كان المذهب الإرادي الخطة ضعيف الحجة . ومن نظر في أقاويل أصحاب المذهبين وقايس بينها علم أن فيها خطأ واحداً . وهذا الخطأ هو اعتقادهم عسر أن أحوال النفس منفصلة بعضها عن بعض انفصالاً تاماً .

    فأصحاب المذهب الإرادي يظنون أن الارادة قوة مجردة ، قادرة على النفي ، والاثبات بذاتها ، من دون أن تتقيد في ذلك بالأفكار ، والتصورات . وهذا الظن مخالف الحقيقة الارادة ، لأنها - كما سنبين فيما بعد - قوة مؤلفة من لحمة العواطف ، وأسدية الفكر ، لاقوة مجردة أو مستقلة عن عناصر النفس الاخرى . الارادة قوة كامنة في كل حالة من أحوال النفس ، لا بل القوى الجزئية الصادرة عن الافكار ، والعواطف . وقد هي . حصيلة جميع ذكرنا غير مرة أن الحياة النفسية شبيهة بنهر دائم الجريان ، فالعواطف ، والافكار ذرات مائه ، والارادة قوة تياره وهذا التشبيه يدل على أن العواطف تؤثر في الأفكار والأفكار في العواطف ، إلا أنه لا يجود الارادة عن أحوال النفس المختلفة ، بل يجعلها تابعة لها ، لأن الإرادة المجردة عن لحمة المواطف وأسدية الفكر ليست سوى شيء خيالي لا حقيقة له .

    وأما أصحاب المذهب العقلي فقد أصابوا في قولهم : ان في العقل فاعلية ، وان كل فكرة من الفكرةوة ، وان الارادة لا تفعل ما تشاء ، ولكنهم جهلوا أن المواطف هي أيضاً قوى محركة وان العقل نفسه محتاج الى العمل ليمتحن قيمة تصوراته . فهم قد وقعوا اذن فيما وقع فيه أصحاب المذهب الارادي من التجريد ، لأن المذهب الارادي جرد الارادة عن المعقل ، أما المذهب العقلي فقد جرد العقل عن العواطف .

    ج - الأسباب الاجتماعية . - ان للحياة الاجتماعية تأثيراً في الاعتقاد ، وهذا التأثير لا يقتصر على مادة الاعتقاد ، بل يلحق أيضاً درجة الوثوق . لأن يقيننا بمعتقداتنا تابع على الأكثر لصداها الاجتماعي . وكثيراً ما يتولد الاعتقاد من الثقة العمياء بالسلطة الاجتماعية . ان ايمان أكثر الناس بآراء ، زمانهم ، ومعتقداته ، ناشيء عن التقليد . ولو نظرنا الى المجالس السياسية ، لوجدنا أن الأكثرية تحصل فيها بتأثير الزعماء ، حق ان المذاهب نفسها لا تنتشر على الأكثر الا بتأثير شخص أو شخصين من ممثليها . أما العامة . فتفضل الاتباع على الابداع ، وتعتقد ما ينقل اليها اعتقاداً ساذجاً دون تمحيص . وكلما انتشر الاعتقاد وتضخم ازداد تأثيره ، حق انه قد يبطل الفكر الانتقادي ، ويضيق الخناق على العقل .

    لقد زعم الاجتماعيون أن للأوليات العقلية أساساً اجتماعياً . لا شك أن اعتقادنا ( ان الكميتين المساويتين لكمية ثالثة متساويتان ( ليس تابعاً لارادتنا ، وانما هو تابع لبداهة العقل . الا أن هذه الاوليات - كما سنبين في فصل مبادى العقل – تختلف باختلاف نمو المدارك البشرية ، وباختلاف أطوار الاجتماع الانساني . فإذا صح ذلك كانت جميع تصديقاتنا ومعتقداتنا تابعة للأحوال الاجتماعية ، لان الاوليات العقلية . الذي تبنى عليه جميع الاحكام .

    والاعتقاد لا ينتشر ولا ينمو إلا إذا هيأ له المجتمع أسباب الانتشار والنمو . ما أكثر الاعتقادات التي تضعضعت دعائمها لاعراض المجتمع عنها ، وعدم إحيائه لها من وقت إلى آخر ! قال ( دوركهايم ) : « تحيا الاعتقادات بالأعياد ، والاحتفالات العامة من دينية ، أو علمانية ، وبالمواعظ المختلفة من كنسية ، أو مدرسية ، وبالتمثيل المسرحي ، والتظاهرات الفنية ، وبكلمة واحدة ، يجميع ما يقرب الناس بعضهم من بعض ، ويحملهم على الاشتراك في حياة فكرية ، وخلقية واحدة ( ١ ) .

    ينتج من كل ما تقدم أن الاعتقاد ليس حالة بسيطة خاضعة لقوة نفسية دون غيرها ، وإنما هو حالة مركبة تؤثر فيها العوامل الحيوية ، والنفسية ، والاجتماعية ، ولهذه الحالة صلة بجميع وظائف النفس ، من عاطفة ، وتفكير ، وإرادة وسيتضح لك هذا الأمر عند دراسة تكون الاعتقاد .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	٢٠٢٤٠١٢٧_١٦٠٦٢٥.jpg 
مشاهدات:	17 
الحجم:	92.1 كيلوبايت 
الهوية:	189339 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٤_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	114.8 كيلوبايت 
الهوية:	189340 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٥_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	121.9 كيلوبايت 
الهوية:	189341 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٦_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	109.2 كيلوبايت 
الهوية:	189342 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٨_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	119.5 كيلوبايت 
الهوية:	189343

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٨ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	107.5 كيلوبايت 
الهوية:	189345

    The issue of belief - 2 - Judgment

    2- The influence of the mind. - However, the followers of the rationalist school of thought did not submit to this opinion, but rather claimed that belief is subordinate to reason.

    Spinoza said in response to Descartes: “Ideas are not mute like images drawn on tablets (1), but rather they are moving and active forces in and of themselves. The will and the mind are one thing, and belief is not separate from the idea, just as certainty is inherent in truth. The nature of The truth itself, and whoever has a correct idea realizes at the same time that it is correct, and never doubts the veracity of his knowledge of it, then error is a purely negative matter, rather it is a deficiency, deprivation and incomplete knowledge.

    Similar to Spinoza’s opinion is Hume’s opinion, which says that belief is a strong idea related to present effects.

    Contemporaries of the most correct doctrine of rationalism cite much evidence in response to the doctrine of faith. Among them is that the will does not enter into every judgment, and that the reliance of logic on priori s that cannot be proven does not indicate freedom of thought in accepting or rejecting these priori s. The invalidity of the evidence does not indicate the invalidity of the signified, and our inability to prove the principle of identity does not indicate its necessity. We feel the necessity of these rational principles, and we cannot combine negation and proof in one matter. The principle of identity is therefore inherent in the construction of thought, and perhaps it is also necessary in the nature of things - yes, a little effectiveness is necessary for judgment, but this effectiveness does not generate trust, rather it prepares The mind has elements of judgment.

    The influence of the will in judgment is limited to the gathering of supporters, but as for the result that can be extracted from the elements, the will has no effect. Likewise, attention increases the clarity and clarification of ideas, but it does not generate trust in them, nor does it create belief. It results from this that the mind accepts prior things with good acceptance. He acknowledges the necessities clearly, but as for other facts, he asks for proof of them, and if the proof of them is missing, he turns away from them and doubts their validity, because the mind does not replace desires with proofs, nor heartfelt motives, with rational factors. The intensity of eagerness is not enough to convince us that we are rich, and the pain of old age that We feel it when we are eighty years old, do not delude us into thinking that we are still young. A mother who cries for her dead child cannot be comforted by the belief that he is still alive with his Lord. A person does not therefore believe what he wants, and the more his will tries to usurp the rights of the child, the more he realizes that he is lying. On himself, and if you help the mind to judge, you weaken the reasons for his trust. The will to believe. A reason for doubt.

    Those who doubt the mind and its rulings fight the mind with the goods of the work itself, and in this way of doubting they mention rulings that indicate that they are skilled in logical standards, theoretical laws, and dialectical proofs. Carneade and Montaigne use many rational inferences to prove that the rulings of the mind have no value, and in fact, a person cannot nullify the ruler of the mind except through rational reasons. If his mind is accused of being unable to comprehend, and he believes in what he is not comfortable with, or in what is not clear to him, then he does so by following another ruler, whose stage he believes is above his own.

    Yes, many of our judgments result from our inclinations, our emotions, our self-love, our interests, and our desires, but that is not a factor in the mind and its perceptions. The will may influence the eye, but it does not influence it except through a medium. It does not invent judgment, but rather uses thought and imagination. rational, in order to compose it. He (to my father) said: . I do not think about a thing because I desire it, but my desire for it directs my attention to it and distracts me from other things, since judgment consists only of the thoughts present in the mind. The limits of judgment were identical with the object of desires; For this reason also, the benefit of science was to help advance its theories without weakening their logical value (1). Maxime du Camp mentioned that an old man of his friends once told him: The incline of the stairs built by the engineers of our time is greater than the incline of the old stairs. This is a judgment born of the old man’s feeling of his old age and his inability to climb the stairs, but despite the sophistry in it, It indicates the Sheikh’s desire to explain his feeling due to a rational reason. The Sheikh feels tired when climbing the stairs, but instead of relieving his fatigue with the weakness of his strength, he makes a mistake in his explanation, that is for another reason, and this error is evidence of the Sheikh’s desire to clarify this matter mentally. .

    The result . These are the opinions of each of these two schools of thought, I mean the voluntary and the rational. We now see that each of them triumphs in responding to the other. The rational school of thought is truthful in saying that we do not believe what we want, and that desires and whims do not replace evidence and evidence, and that invalidating the ruler of reason requires rational reasons. The voluntarist doctrine is also truthful in saying that most human beliefs are based on emotions, and that the spread of political, social, and religious doctrines is due more to their influence on the heart than to their influence on the mind, and that most people are driven to action by their emotions, desires, and benefits, not by their thoughts. And their minds. The rationalists themselves recognized the influence of emotions on the formation of belief. However, they got rid of falling into the voluntarist doctrine by saying: The will does not influence the judgment directly, but rather influences it through the medium of thought. This reasoning does not eliminate the appearance of suspicion, nor does it strip belief from being influenced by emotions. Whether this influence is direct or indirect, the rationalist school of thought is forced to acknowledge its existence.

    One contemporary writer (1) said: It is not thoughts that give rise to emotions, but rather emotions that give rise to thoughts. This means that pure emotions take precedence over thoughts, devoid of mental images. However, it needs to complete what it lacks with mental factors, so it can acquire the ideas and incidental images that match it, just as some confusing chemical foundations are united with one of the elements that restore stability to it.

    If emotions are what capture or create thoughts, then the rationalist doctrine would need to change some of its premises. If logical proofs and rational principles are stronger than emotions and independent of them, then the doctrine of voluntariness and plan is weak in evidence. Whoever looks at the sayings of the followers of the two schools of thought and compares them, he will know that there is one mistake in them. This error is their hard belief that the states of the soul are completely separate from one another.

    Those who follow the voluntarist doctrine believe that the will is an abstract force, capable of negation and affirmation by itself, without being restricted in this by thoughts and perceptions. This belief contradicts the truth about will, because it is - as we will explain later - a force composed of the core of emotions and the core of thought, not an abstract force or independent of the other elements of the soul. Will is a force latent in every state of the soul, and even partial forces emanating from thoughts and emotions. And it is. The sum of all we have mentioned more than once is that psychological life is like an ever-flowing river. Emotions and thoughts are atoms of its water, and the will is the force of its current. This simile indicates that emotions influence thoughts and thoughts influence emotions. However, it does not separate the will from the various states of the soul, but rather makes it subordinate to them. Because the will, devoid of the core of emotions and the roots of thought, is nothing but an imaginary thing with no reality.

    As for the people of the rational school of thought, they were correct in saying that the mind has an activity, that every thought is a thought, and that the will does not do what it wants. But they were ignorant that emotions are also driving forces and that the mind itself needs work to test the value of its perceptions. Therefore, they have fallen into what the owners of the volitional school of thought fell into, of abstraction, because the volitional school of thought stripped the will of the rationale, while the rational school of thought stripped the mind of the emotions.

    C - Social reasons. Social life has an impact on belief, and this impact is not limited to the substance of belief, but also affects the degree of trust. Because our certainty in our beliefs depends mostly on their social resonance. Belief is often born from blind trust in social authority. The belief of most people in the opinions and beliefs of their time arises from tradition. If we look at political councils, we will find that the majority occurs in them through the influence of the leaders. It is true that the doctrines themselves do not spread at most except through the influence of one or two of their representatives. As for the public. She prefers to follow rather than create, and believes whatever is conveyed to her in a naive belief without scrutiny. The more the belief spreads and magnifies, the greater its influence. It is true that it may invalidate critical thought and stifle the mind.

    Sociologists have claimed that rational priorities have a social basis. There is no doubt that our belief (that the two quantities equal to a third quantity are equal) is not dependent on our will, but rather is dependent on the intuition of reason. However, these priorities - as we will show in the Principles of Reason chapter - differ according to the development of human perceptions, and according to the different phases of human society. If this is true, then all Our beliefs and beliefs depend on social conditions, because rational priorities are the basis on which all judgments are built.

    Belief does not spread or grow unless society provides the reasons for its spread and growth. How many beliefs have had their foundations weakened due to society turning away from them and not reviving them from time to time! Durkheim said: “Beliefs live on in holidays and public celebrations, whether religious or secular, in various church or school sermons, in theatrical representation, and in artistic demonstrations. In one word, everything that brings people closer to each other and forces them to participate in an intellectual life. And one morality (1).

    It follows from all of the above that belief is not a simple state subject to one psychological force alone, but rather it is a complex state in which biological, psychological, and social factors influence, and this state is related to all the functions of the soul, from emotion, thinking, and will. This matter will become clear to you when you study the formation of belief. .

    تعليق

    يعمل...
    X