مسألة الاعتقاد  - ١ - الحُكْم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسألة الاعتقاد  - ١ - الحُكْم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    مسألة الاعتقاد - ١ - الحُكْم

    مسألة الاعتقاد

    إن كل تصديق يقتضي وثوق الذهن بما يظهر له صحيحا ، أو قريبا من الحقيقة ، وفي هذا الوثرق اعتقاد ، وهو ملازم للحكم . وقد فرقوا بينها بقولهم : ان الحكم هو فعل العقل الذي يدرك به وقوع النسبة بين أمرين ، أو عدم وقوعها ، على حين أن الاعتقاد هو الحالة النفسية التي تعقب الحكم ، وتقلبه بالتكرار إلى عادة .

    فإذا كان الوثوق تاما ، وكانت أسباب التصديق قوية لا يخالطها شيء من الاعتقاد يقينا ، وإذا كانت أسباب التصديق أقوى من أسباب التكذيب سمي الوثوق اعتقادا ، أورايا ، أوظنا ، واذا كانت أسباب التصديق مساوية لأسباب التكذيب حصل التشكك :
    فالاعتقاد اذن هو الحكم الجازم المقابل للتشكيك ، لا بل هو حالة وسطى بين الشك واليقين .

    ١ - أسباب الاعتقاد

    للاعتقاد أسباب حيوية ، ونفسية ، واجتماعية :

    'ا - الأسباب الحيوية . - لقد بينا ان الحكم خاضع لغريزة الحياة ، وقلنا أن أحكامنا الاولى شبيهة بالعادات الحركية ، وان مصلحة الإنسان في الدفاع عن نفسه تعوده أنماطا من الفعل ، هي أقل اختلافا من ضروب الحس . ونقول الآن أيضا أن بين قوة الحكم وقوة الفعل قرابة وثيقة ، وهذا يؤيد ما قلناه عن وظيفة الشعور ، فقد ذكرنا أن الشعور سلاح في معترك الحياة . وانه وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس . وعنصر من عناصر . فلا غرو اذا كان الاعتقاد مبنيا على أمرين ، أي على الحاجة ، والعمل ، ان الافكار التي نصدق بها هي الافكار الناجحة ، والافكار التي نكذبها هي الافكار الخاسرة والعمل ميزان الاعتقاد ، والتكيف مقياس صحة العمل . قال الفرد بينه ) ( ۱ ) : « يقولون ان الحكم الإيجابي شبيه بالحركة التي نحدثها حينما نقول نعم ، أما نحن فنقول انه عين تلك الحركة المضمرة التي نحفظها ونجربها في داخلنا ، بدلاً من أن نحدثها برأمنا أو بيدنا ، فلا فرق اذن بين الحكم ، والحركة ، ولا بين الاعتقاد ، والعمل .

    ورأي ( الفرد بينه ) هذا لا يخلو من المبالغة . نعم ان الاوضاع البدنية أوائل الحكم والاعتقاد ، ولكن الاعتقاد الحقيقي لا يقتصر على احدات الأوضاع ، بل يقتضي بالإضافة إلى ذلك شعوراً بالعمل المتصل بها .

    فخير لنا اذن أن نقول ان الاعتقاد يتغذى بالعمل والحياة ، وأن التصور ينقلب بطبيعته إلى فعل ، وان الإيمان الذي لا يصحبه فعل ، قد يكون صادقاً ، ولكن لا يلبث أن يصاب بالفتور ، والموت . فالاعتقاد غير مفارق إذن لظواهره الخارجية .

    ب - الأسباب النفسية . - لقد بحث الفلاسفة منذ القدم في أسباب الاعتقاد النفسية ، فزعم بعضهم أنه تابع للإرادة ، وزعم آخرون أنه تابع للعقل .

    تأثير الارادة والعاطفة . - ان كثيراً من معتقداتنا وآرائنا ناشيء عن مطابقة تصور اتنا لمواطفنا ، ورغائبنا ، لذلك أراد الرواقيون ، و ديكارت ، والانتقاديون المعاصرون أن يرجعوا أسباب الاعتقاد إلى الإرادة ، والعاطفة .

    رأي الرواقيين . - زعم الرواقيون منذ ا القدم ، أن الوثوق فعل اختياري ، وأن التصور لا ينقلب إلى تصديق إلا بالإرادة ، وان العقل شبيه باليد ، فإذا كانت مفتوحة حصل التصور ، وإذا أمسكت بالشيء إمساكا بسيطاً حصل الرأي ، وإذا قبضت عليه بقوة حصل الاعتقاد ، وإذا قبضت عليه بقوة ، واستعنت باليد الثانية على قبضه ، حصل اليقين ، وهذا كله لا يتم إلا بفعل الإرادة .

    رأي ديكارت . - المقل عند ( ديكارت ) يقبل الأشياء قبولاً ، فيتصور المعاني ، ويدرك الأدلة الموافقة ، والبراهين المخالفة لرأي من الآراء ، من غير أن يحكم ويقرر ، أما الإرادة فهي التي تقطع الشك ، وتوقف التردد ، وتحكم بالإيجاب ، أو بالسلب . وتدخل الإرادة ضروري لأن العقل محدود ، لا يعرف كل شيء ، وإذا عرف أمراً عرفه ببطء وتتابع ، أي بالانتقال من حد إلى آخر ، ومن قضية إلى اخرى . وهذا كله يحتاج إلى زمان لا يتفق مع مره رهة الحوادث ، وجريان الوقائع ، ولكن الإرادة تنضم إذ ذاك إلى العقل ، وتغلق باب المناقشة ، وتصدر الحكم . فالحكم تابع إذن للإرادة ، وهو فعل اختياري ، لأن الأرادة ، والحرية ، عند ديكارت ، شيء واحد .

    وإذا قيل إن الإرادة لا تتدخل في الاعتقاد إلا بعد أن لها العقل أسباب الحكم ، ي وإن العقل إنما يتجه إلى الحقيقة بنفسه ؛ قلنا إن ( ديكارت ( يعترف بذلك ، ولكنه يرى أن بين العقل والإرادة تبايناً عظيماً . فالارادة غير متناهية ، ليس لفعلها انتهاء ، ولا لقوتها تدريج ، لأنها القدرة على النفي ، والاثبات ، ولا وسط بينهما ، أما العقل فمتناه ، تطفى عليه الارادة ، وتتخطاه إلى الامور التي لم تتضح له بعد .

    ومن هذا التباين بين العقل والارادة الحرة ، يتولد الخطأ ـ ان الخطأ شيء حقيقي ، ايجابي ، ناشيء عن تغلب الارادة على العقل ، وخير وسيلة لتجنبه هي التوقف عن الحكم ، حتى لقد زعم ديكارت أن في وسع المرء أن يتوقف عن الحكم ، وان كانت الاسباب الباعثة عليه واضحة ، قال : « ان لنا ملء الحرية في الامتناع دائماً عن قبول الحقيقة البديهية ، ويكفي لذلك أن نعتقد أن في امتناعنا هذا دليلا على حرية اختيارنا . . واذن البداهة العقلية لا تولد الاعتقاد ، وكثيراً ما يقبل العقل بالتسامع والتجربة اموراً كثيرة يعتقدها ويثق بها من غير أن تتضح له .

    ولسنا نريد الآن أن نفصل القول في نقد مذهب ( ديكارت ) ، ولكننا نريد أن نقول فيه قولاً واحداً ، وهو أ ديكارت لا يجرد العقل من كل تأثير ، بل يفرق بين الأحكام التي يؤلفها العقل من المعاني البسيطة الواضحة ، والأحكام التي يؤلفها من المعاني المركبة الغامضة ، فالأحكام الاولى ملازمة للبداهة المباشرة ، أما الأحكام الثانية فمتولدة من البداهة غير المباشرة . ونعتقد أن ( ديكارت ( قد جعل هذه الأحكام الأخيرة وحدها تابعة للإرادة .

    مذهب الايمان .
    - وقد أخذ بهذا المذهب الارادي ( Volontarisme ) كثيرون من فلاسفة العصر ؛ حق لقد جردوا العقل من كل تأثير ، وجعلو الحكم صورة من صور الايمان . وأرجعوا الاعتقاد كله الى الارادة ، فسمي مذهبهم هذا بمذهب الإيمان ( Fidéisme )

    ما هي ادلة هذا المذهب ؟ . لأصحاب هذا المذهب دليلان : أحدهما مقتبس من تحليل بعض الأحكام الخاصة ، والثاني مقتبس من تحليل شروط الحكم العامة .

    ١ - تحليل الأحكام الخاصة . ان تدخل الارادة في بعض الأحكام ظاهر تماماً . مثال ذلك : أن أكثر العمال يثقون بصدق النظريات الاشتراكية ، ويعتقدونها من غير أن يمحصوها ، ويدققوا في اعتراضات علماء الاقتصاد عليها ، وكذلك الرأسماليون فهم ينكرونها ، لمخالفتها لمنافعهم ، ورغائبهم . فهؤلاء كلهم يعتقدون أموراً وأحوالاً من غير أن تكون معتقداتهم مستندة الى عوامل عقلية واضحة . وايمان أكثر الخلق بالعقائد الموروثة مبني على التقليد ، والتلقين ، لا على اليقين العقلي الذي لا غدر فيه ، ولا غائلة ، فالعقل مسخر في أغلب الأحيان للقلب ، ونحن لا نريد ما نتيقن ، بل نتيقن ما نريد .

    ۲ - تحليل شرائط الحكم العامة . - ان في شرائط الحكم العامة ما يدل على تأثير الارادة في الاعتقاد .
    فمن هذه الشرائط الفاعلية المادية . ان المقل لا . يصدر حكمه على أمر من الامور ، بعد الاتجاه اليه بأعضاء الحس ، للاطلاع على صفاته ، وخواصه ، وهذا الاتجاه يقتضي فاعلية مادية خاضعة للإرادة .

    و من شرائط الحكم العامة الانتباه . قال أحمد علماء النفس ( ۱ ) : يختلف الحكم باختلاف شدة الانتباه ، فإذا كان انتباهنا قويا أدركنا الأشياء بوضوح ، واذا كان انتباهنا ضعيفاً ، لم تتضح لنا صورها ، ولا عناصرها .

    وأسباب التصديق ، والنفي والشك ، تختلف أيضا باختلاف درجة الانتباه ، لقد اعتقد الانسان في البدء أن الشمس تدور حول الارض ، فلما كشف عن بعض الحقائق الخفية ، اعتنق مذهب مضاداً لهذا . مثال ذلك : أن ( كبار ( ظن بعد ملاحظاته الأولى أن أفلاك السيارات دائرية ، ولكنه لما أنعم النظر في هذا الرأي أقلع عنه ، ثم تصور بعد ذلك اثنتي عشرة فرضية فندها كلها ، وأثبت في آخر الامر أن فلك الشمس اهليلجي الشكل . فلماذا قبل هذا الرأي الاخير ؟ . هل لاحظ دوران السيارات في كل مرحلة من مراحل الزمان ؟ أفلا يجوز أن يتبدل حكمه بالتدقيق في الامر مرة ثانية ؟ ثم كيف يحق له أن يوقف المناقشة ؟ ان الحكم لا يكون عقليا محضا الا اذا رد العقل جميع الاعتراضات الممكنة ، ودقق في جميع الادلة الظاهرة ، ولما كان عدد هذه المظان غير متناه ، كان من الضروري أن يدوم فعل الانتباه الى غير نهاية . فالارادة اذن هي التي تقطع مظان الاشتباه ، وتنهي المناقشة .

    وأخيراً إن وراء كل حكم عقلي ، مبدأ أوليا هو مبدأ الهوية ، أو مبدأ عدم التناقض ، كقولك : الشيء هو هو ، أو النفي والاثبات لا يجتمعان في الشيء الواحد في زمان واحد . ان ان هذا المبدأ لا يمكن البرهان عليه ، لأنه من الامور التي يقبلها العقل ، ويسلم بها تسليما من غير دليل وترتيب كلام . فكل ما بني إذن من العلم على هذه المبادىء ، فهو علم وعر الملتمس لا برهان عليه .

    نتائج هذا المذهب . - ان هذا المذهب يؤدي إلى نتائج مختلفة ومتعارضة . فمن هذه النتائج الشك العلمي ، لأن الحكم عند الريبيين لا يستند إلى اصول برهانية ثابتة ، ومنها الشك الديني ، والأخلاقي ، لأن المقائد عندهم جملة من الأحكام المقبولة بالتلقين ، والتقليد ، لا بالبرهان العقلي . ولكن أصحاب مذهب الإيمان لا يشكون في العقائد ، بل يشكون في العقل وأحكامه ، ويعتقدون أن الضروريات العقلية إنما تصبح مقبولة وموثوقاً بها بنور القلب وقوة الإيمان . فهم يبدلون العقل عاطفة ، واليقين المنطقي اعتقاداً ، ويريدون أن يخضع العقل للنور الإلهي ، وان يتعرض له لإشراق اليقين عليه ، فاليقين ليس مستنداً إلى حاكم العقل ، وإنما هو مستمد من قوة خارجة عن العقل ، ونحن نذعن لهذا الحاكم بقلوبنا ، من غير أن تتضح لنا أسباب الوثوق ، فالاعتقاد تابع للإرادة ، وإذا اتسع القلب للشك في العقائد الإيمانية ، قالوا ان هذا الشك ناشيء عن فساد الفطرة ، وغلبة الهوى ، والشهوات .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٤_1(2).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	100.6 كيلوبايت 
الهوية:	189319 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٧_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	94.8 كيلوبايت 
الهوية:	189320 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٨_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	111.3 كيلوبايت 
الهوية:	189321 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.٠٩_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	108.7 كيلوبايت 
الهوية:	189322 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٢.١٢_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	120.2 كيلوبايت 
الهوية:	189323

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	٢٠٢٤٠١٢٧_١٦٠٦١٠.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	135.2 كيلوبايت 
الهوية:	189325

    The issue of belief - 1 - Judgment

    A matter of belief

    Every belief requires the mind to trust what appears to it to be correct, or close to the truth, and this trust is belief, and it is inherent in the ruling. They differentiated between them by saying: Judgment is the act of the mind by which one realizes the occurrence or non-occurrence of a relationship between two matters, while belief is the psychological state that follows judgment and turns it through repetition into a habit.

    If trust is complete, and the reasons for belief are strong and are not mixed with any belief with certainty, and if the reasons for belief are stronger than the reasons for disbelief, then trust is called belief, more likely, or more likely, and if the reasons for belief are equal to the reasons for disbelief, skepticism occurs:
    Belief, then, is the firm judgment corresponding to skepticism. Rather, it is an intermediate state between doubt and certainty.

    1 - Reasons for belief

    There are biological, psychological, and social reasons for believing:

    'A - Vital causes. We have shown that judgment is subject to the life instinct, and we said that our first judgments are similar to motor habits, and that man’s interest in defending himself accustoms him to patterns of action that are less different than the types of sense. We also say now that there is a close relationship between the power of judgment and the power of action, and this supports what we said about the function of feeling, as we mentioned that feeling is a weapon in the battlefield of life. It is a means of self-defense. And one of the elements. There is no surprise if belief is based on two things, i.e. on need and action. The ideas that we believe in are successful ideas, and the ideas that we disbelieve are unsuccessful ideas. Action is the measure of belief, and adaptation is the measure of the validity of action. Al-Fard said clearly (1): “They say that a positive judgment is similar to the movement that we make when we say yes, but we say that it is similar to that implicit movement that we memorize and experience within us, instead of making it with our head or hand. So there is no difference between the judgment and the movement.” Nor between belief and action.

    This individual's opinion is not without exaggeration. Yes, physical conditions are the beginnings of judgment and belief, but true belief is not limited to one of the conditions, but rather requires in addition to that a feeling of action related to it.

    It is better for us, then, to say that belief is nourished by action and life, and that perception naturally turns into action, and that faith that is not accompanied by action may be sincere, but soon becomes lukewarm and dies. Belief is therefore not separate from its external phenomena.

    B - Psychological reasons. - Philosophers have searched since ancient times into the psychological causes of belief. Some of them claimed that it is subordinate to the will, and others claimed that it is subordinate to the mind.

    The influence of will and emotion. - Many of our beliefs and opinions result from matching our perception to our emotions and desires, so the Stoics, Descartes, and contemporary critics wanted to attribute the causes of belief to will and emotion.

    The opinion of the Stoics. - The Stoics claimed from ancient times that trust is a voluntary act, and that perception does not turn into belief except by will, and that the mind is similar to the hand, so if it is open, perception occurs, and if you grasp something lightly, opinion occurs, and if you grip it firmly, belief occurs. Forcefully, and with the help of the other hand to grasp it, certainty was achieved, and all of this cannot be achieved except by an act of will.

    Descartes' opinion. The mind, according to Descartes, accepts things completely, imagines meanings, and perceives evidence that agrees with and proofs that contradict an opinion, without judging or deciding. As for the will, it is what eliminates doubt, halts hesitation, and decides positively or negatively. The intervention of the will is necessary because the mind is limited and does not know everything, and if it knows something, it knows it slowly and sequentially, that is, by moving from one point to another, and from one issue to another. All of this requires a period of time that is not consistent with the duration of events and the flow of facts, but the will then joins the mind, closes the door to discussion, and issues judgment. Judgment is therefore subordinate to will, and it is a voluntary act, because, according to Descartes, will and freedom are one thing.

    If it is said that the will does not interfere in belief except after the mind has the reasons for judgment, then the mind only turns to the truth itself; We said that Descartes acknowledges this, but he sees that there is a great discrepancy between the mind and the will. The will is infinite, its action has no end, and its power has no gradualness, because it is the ability to negate and affirm, and there is no middle ground between them. As for the mind, it is finite, the will is extinguished by it, and it transcends it to Things that are not yet clear to him.

    From this discrepancy between reason and free will, error is generated - error is a real, positive thing resulting from the will overcoming reason, and the best way to avoid it is to stop judging. Descartes even claimed that a person can stop judging, even if the motivating reasons are Clearly, he said: “We have complete freedom to always abstain from accepting the self-evident truth, and it is sufficient for that to believe that our abstention is evidence of the freedom of our choice. . Therefore, rational intuition does not generate belief, and the mind often accepts, through listening and experience, many things that it believes and trusts without them becoming clear to it.

    We do not want now to go into detail in criticizing Descartes’ doctrine, but we want to say one statement about it, which is that Descartes does not strip the mind of all influence, but rather distinguishes between the judgments that the mind forms from simple, clear meanings, and the judgments that it forms from complex, ambiguous meanings. The first rulings are inherent in direct intuition, while the second rulings are generated from indirect intuition. We believe that Descartes made these last rulings alone subordinate to the will.

    Doctrine of faith.
    - This voluntarism doctrine was adopted by many philosophers of the era. Indeed, they have stripped the mind of all influence, and made judgment a form of faith. They attributed all belief to will, so their doctrine was called the doctrine of faith (Fidéisme).

    What is the evidence for this doctrine? . The proponents of this doctrine have two pieces of evidence: one is taken from an analysis of some specific rulings, and the second is taken from an analysis of the general conditions of the ruling.

    1 - Analysis of special provisions. The interference of will in some rulings is quite apparent. An example of this is that most workers trust the truth of socialist theories, and believe them without examining them or examining the objections of economists to them. Likewise, capitalists deny them, because it contradicts their benefits and desires. All of these people believe in things and conditions without their beliefs being based on clear rational factors. The belief of most people in inherited beliefs is based on imitation and indoctrination, not on rational certainty in which there is no treachery or deceit. The mind is often subordinated to the heart, and we do not want what we are certain of, but rather we are certain of what we want.

    2 - Analysis of the general conditions of the ruling. - There is evidence in the general conditions of judgment that indicates the influence of will on belief.
    One of these conditions is physical effectiveness. The eyelid does not. He issues his judgment on a matter, after being directed to it with the sense organs, in order to learn about its qualities and properties, and this direction requires material activity subject to the will.

    One of the general conditions of ruling is attention. Ahmed the psychologists (1) said: The ruling varies according to the intensity of attention. If our attention is strong, we perceive things clearly, and if our attention is weak, their forms and elements are not clear to us.

    The reasons for belief, denial, and doubt also differ according to the degree of attention. Man initially believed that the sun revolved around the earth, and when he revealed some hidden truths, he embraced a doctrine that contradicted this. An example of this: After his first observations, Kabir thought that the spheres of the cars were circular, but when he looked more deeply into this opinion, he abandoned it. Then he conceived twelve hypotheses, which he refuted all of them, and in the end he proved that the sun’s sphere is elliptical in shape. So why did he accept this opinion? The last? Did he notice the rotation of cars at every stage of time? Is it not permissible for him to change his judgment by examining the matter again? Then how does he have the right to stop the discussion? The judgment cannot be purely rational unless the mind rejects all possible objections and examines all The apparent evidence, and since the number of these suspicions is infinite, it is necessary for the act of attention to continue indefinitely. The will, then, is what eliminates suspicions and ends the discussion.

    Finally, behind every rational judgment there is a primary principle, which is the principle of identity, or the principle of non-contradiction, such as when you say: A thing is it, or negation and affirmation do not come together in one thing at one time. This principle cannot be proven, because it is one of the things that the mind accepts and recognizes completely without evidence or verbal arrangement. Therefore, all knowledge that is built on these principles is knowledge that is difficult for the seeker and has no proof.

    The results of this doctrine. This doctrine leads to different and conflicting results. Among these results is scientific doubt, because the judgment of the skeptics is not based on established evidential principles, including religious and moral doubt, because their beliefs are a set of rulings accepted by indoctrination and imitation, not by rational proof. But those who adhere to the doctrine of faith do not doubt beliefs, rather they doubt reason and its rulings, and they believe that rational necessities only become acceptable and reliable with the light of the heart and the strength of faith. They replace the mind with an emotion, and logical certainty with a belief, and they want the mind to submit to the divine light, and to be exposed to it in order for certainty to shine upon it. Certainty is not based on the ruler of the mind, but rather it is derived from a force outside the mind, and we submit to this ruler in our hearts, without it becoming clear to us. Reasons for trust: Belief is dependent on the will, and if the heart expands to doubt the beliefs of faith, they say that this doubt results from corruption of nature, the dominance of whims, and desires.

    تعليق

    يعمل...
    X