الصباح الملون...
بقلم د. آمال صالح
حينما أستيقظ في الصباح... ينتابني الحنين إلى أشخاص لن يعودوا غادروا ولم يغادرونا.
ثم أفتح نافذة روحي من جديد... تمرين يومي أن أعيد ترتيب الأشياء في الذاكرة حتى أقاوم اللحظة الصفر... والأثاث الذي لا ينبض بالحياة...أنظر إلى الأريكة الممدة... كنت أريد أن أخبرها أنها لا تساعدني على الحركة... ثم أعدل عن محاولتي البائسة.
أفتح النافذة... أفضل طريقة لمحاورة الكون... صديقي الفضاء يعطيني لحن عصافير تنشد بلون زهري من كل ثقوب الذاكرة.
نعم برغم كل الثقوب أعشق اللون الوردي الذي أتخيله يزهر من جناح العصافير...الذاكرة مازالت تنبض بالصبح.
الصبح هو فاتحة لكل شيء برغم الحزن...نريد أن نفرح
برغم الإنكسار نريد أن نحيا
برغم الوجع... نحن ننسى ونعيد كل صباح المحاولة في تجديد كل ما ابتعد...
نقترب من الطريق حتى نحفظ كل ما يحيط به من اخضرار
نقترب من ابتسامة خلناها شمعة في عتمة أفكارنا...
الأوراق مبعثرة على الأرض تخلت عن أشجارها... لونها الأصفر يعطيني الأمل... لا أدري لماذا...
ربما أنني في يوم ما لن أنتبه للأشياء من حولي...
مربكة هي الأحلام المعقدة حين يطرحها المساء قبل النوم...
مربكة هي الأقلام التي لا تعرف كيف تنبض بمعنى يسكن بأعماق الروح.
مربكة الألوان الباهتة من حولك اذا لم تنطق وأنت تعرف أنك تحاورت معها في ما عدا من الوقت المتسارع...
كيف تعود البصمة التي تسمعك الكلام.... كلام الأثاث... أوراق الخريف المنسلخة عن أشجارها... أوجاع الريح التي لا تعرف أي اتجاه تعاتب !
مربكة هي الكلمات التي بدون معنى وزيف العناوين وغابات من يدعون ما يشبه الود.
حينما استيقظ الصبح أعرف أنني سأدس في كف اللحظة قرصا من شمس المحبة... وكل يوم أعيد الكرة حتى تعود الذاكرة إلى الوراء وتحاورني من جديد الألوان.
فالألوان الباهتة مثل الكلمات التي لا تنطق هي فقط مثل الأريكة الممددة... لا تعطيني الرغبة في أن أغسل أهداب النهار من الحزن العالق به.
أريد أن تطير الكلمات من قوة معانيها فتمحي كل ما علق بالاشياء من جمود .
أريد أن تطير الألوان من جديد.
وأن تعود الأوراق لاخضرارها في الذاكرة المثقوبة...!