24/1/2024
إيمانويل تود.. انهيار الغرب وشيك وألمانيا إلى حاضنة روسيا!
الناقد والكاتب الفرنسي الشهير إيمانويل تود (ويكيبيديا)
تحول الناقد والكاتب الفرنسي الشهير إيمانويل تود، خلال الأسبوعين الفائتين، إلى نجم تلفزيوني في فرنسا، وذلك بعد الإعلان عن نشر كتابه الجديد "هزيمة الغرب" مطلع هذا العام، حيث استضافته وسائل إعلام مرئية، وأجرت معه صحف عديدة مقابلات من أجل الحديث عن مولوده الجديد المثير للجدل.
الكتاب أثار بلبلة في الأوساط الغربية، خصوصا لناحية توقعه مرة جديدة، جملة من المواضيع التي تعتبر مزعزعة لليقين الغربي، وذلك على غرار التوقعات السابقة التي أطلقها بكتبه فيما مضى، وهزت الرأي العام العالمي بعد أن تحققت، ومنها انهيار الاتحاد السوفييتي. ولهذا يلقى كتابه الجديد هذا الكم من الاهتمام اليوم.
في كتابه الجديد، يقول تود إن "الغرب اليوم ليس مستقرا، بل إنه مريض"، خصوصا بعد أن وقع في الفخ الذي نصبته الولايات المتحدة لروسيا في أوكرانيا منذ العام 2005. يومها هيأ الغرب الظروف لظهور قومية أوكرانية يمينية متطرّفة منذ العام 2014، فتسببت بتوريط روسيا في الحرب ضد أوكرانيا وحلف الشمال الأطلسي (الناتو) في العام 2022.
في نظره، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أعلن عن دخول قوات بلاده الأراضي الأوكرانية، لم يكن من أجل حق تقرير مصير سكان دونباس فحسب، وإنما من أجل تحدي حلف "الناتو" الذي آثر على توسيع بنيته في أوكرانيا، فأصر بوتين على أن حربه هي "دفاع عن النفس"، لكن الغرب رفض هذه الفكرة وقام بالتسويق لأفكار أخرى.
مع الوقت تحولت تلك الحرب إلى عملية استنزاف للأموال والأسلحة الغربية، خصوصا يوم قللت واشنطن من قدرة روسيا على المقاومة، وبالغت في المقابل بتقدير قدراتها وقدرات القارة الأوروبية على السواء، فورطت أوكرانيا في تلك الحرب. وبدلا من تفكيك روسيا، تحولت الحرب إلى عملية استنزاف يدفع ثمنها اليوم الأوروبيون أنفسهم.
ولهذا، يتوقع تود هزيمة "الناتو" في أوكرانيا، ويعتبر أن الحرب من شأنها أن تدفع نحو تقارب روسي – ألماني جديد، نتيجة فشل واشنطن في إبعاد أهم قوتين رئيسيتين في أوروبا، خصوصا أن اقتصادهما (روسيا وألمانيا) يعتبر اليوم وفي المستقبل، مكمل الأول للثاني.
أما أفضل ما يمكن أن يحدث اليوم لأوروبا في نظره، فهو "اختفاء الولايات المتحدة"، لأن أوروبا بذلك ستعيش بسلام بعد انهيار "الليبرالية الأوليغارشية" التي يصفها بأنها "طبقة السياسيين والجيوسياسيين عديمة الأخلاق الحاكمة في أميركا".
تنطلق منهجية الكتاب من تحليل الأرقام الاقتصادية والديموغرافية، وكذلك من قراءة المؤشرات الاجتماعية، التي قادت الكاتب للقول إن الأوروبيين في طريقهم إلى "التصفير"، ضاربا مثالا عن المجتمع الأوروبي الذي يتوجه نحو "صفر زواج" نتيجة تبني قوانين "زواج المثليين"، وهو ما يمثل بالنسبة له: "قطيعة" مع ثقافة التدين التي ستؤدي مع الوقت إلى "محق الدين"، باعتباره العنصر الرئيسي لـ "انهيار الغرب الوشيك".
إيمانويل تود.. انهيار الغرب وشيك وألمانيا إلى حاضنة روسيا!
الناقد والكاتب الفرنسي الشهير إيمانويل تود (ويكيبيديا)
تحول الناقد والكاتب الفرنسي الشهير إيمانويل تود، خلال الأسبوعين الفائتين، إلى نجم تلفزيوني في فرنسا، وذلك بعد الإعلان عن نشر كتابه الجديد "هزيمة الغرب" مطلع هذا العام، حيث استضافته وسائل إعلام مرئية، وأجرت معه صحف عديدة مقابلات من أجل الحديث عن مولوده الجديد المثير للجدل.
الكتاب أثار بلبلة في الأوساط الغربية، خصوصا لناحية توقعه مرة جديدة، جملة من المواضيع التي تعتبر مزعزعة لليقين الغربي، وذلك على غرار التوقعات السابقة التي أطلقها بكتبه فيما مضى، وهزت الرأي العام العالمي بعد أن تحققت، ومنها انهيار الاتحاد السوفييتي. ولهذا يلقى كتابه الجديد هذا الكم من الاهتمام اليوم.
تحولت تلك الحرب إلى عملية استنزاف للأموال والأسلحة الغربية، خصوصا يوم قللت واشنطن من قدرة روسيا على المقاومة، وبالغت في المقابل بتقدير قدراتها وقدرات القارة الأوروبية على السواء، فورطت أوكرانيا في تلك الحرب.
في كتابه الجديد، يقول تود إن "الغرب اليوم ليس مستقرا، بل إنه مريض"، خصوصا بعد أن وقع في الفخ الذي نصبته الولايات المتحدة لروسيا في أوكرانيا منذ العام 2005. يومها هيأ الغرب الظروف لظهور قومية أوكرانية يمينية متطرّفة منذ العام 2014، فتسببت بتوريط روسيا في الحرب ضد أوكرانيا وحلف الشمال الأطلسي (الناتو) في العام 2022.
في نظره، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم أعلن عن دخول قوات بلاده الأراضي الأوكرانية، لم يكن من أجل حق تقرير مصير سكان دونباس فحسب، وإنما من أجل تحدي حلف "الناتو" الذي آثر على توسيع بنيته في أوكرانيا، فأصر بوتين على أن حربه هي "دفاع عن النفس"، لكن الغرب رفض هذه الفكرة وقام بالتسويق لأفكار أخرى.
مع الوقت تحولت تلك الحرب إلى عملية استنزاف للأموال والأسلحة الغربية، خصوصا يوم قللت واشنطن من قدرة روسيا على المقاومة، وبالغت في المقابل بتقدير قدراتها وقدرات القارة الأوروبية على السواء، فورطت أوكرانيا في تلك الحرب. وبدلا من تفكيك روسيا، تحولت الحرب إلى عملية استنزاف يدفع ثمنها اليوم الأوروبيون أنفسهم.
ولهذا، يتوقع تود هزيمة "الناتو" في أوكرانيا، ويعتبر أن الحرب من شأنها أن تدفع نحو تقارب روسي – ألماني جديد، نتيجة فشل واشنطن في إبعاد أهم قوتين رئيسيتين في أوروبا، خصوصا أن اقتصادهما (روسيا وألمانيا) يعتبر اليوم وفي المستقبل، مكمل الأول للثاني.
أما أفضل ما يمكن أن يحدث اليوم لأوروبا في نظره، فهو "اختفاء الولايات المتحدة"، لأن أوروبا بذلك ستعيش بسلام بعد انهيار "الليبرالية الأوليغارشية" التي يصفها بأنها "طبقة السياسيين والجيوسياسيين عديمة الأخلاق الحاكمة في أميركا".
تنطلق منهجية الكتاب من تحليل الأرقام الاقتصادية والديموغرافية، وكذلك من قراءة المؤشرات الاجتماعية، التي قادت الكاتب للقول إن الأوروبيين في طريقهم إلى "التصفير"، ضاربا مثالا عن المجتمع الأوروبي الذي يتوجه نحو "صفر زواج" نتيجة تبني قوانين "زواج المثليين"، وهو ما يمثل بالنسبة له: "قطيعة" مع ثقافة التدين التي ستؤدي مع الوقت إلى "محق الدين"، باعتباره العنصر الرئيسي لـ "انهيار الغرب الوشيك".
تعليق