إبراهيم العريس. باحث وكاتب
الأحد 6 أغسطس 2023م
السفسطائيون فلاسفة حقيقيون افترى عليهم أفلاطون فأنصفهم هيغل
ظهروا مع الديمقراطية الأثينية وعلموا الشباب فن الحكم وكيف تكون الفصاحة مقابل أجر
لوحة نهضوية تتخيل جدالاً سفسطائياً (غيتي)
"السفسطائيون هم معلمو اليونان، معلمون من طريقهم وصلت الثقافة إلى بلاد الإغريق بالمعنى الحرفي للكلمة، فهم حلوا مكان الشعراء والحكاؤون الذين كانوا هم قبل ذلك معلمي الكون، وكان ذلك حين لم يكن الدين تعليمياً بعد، والتعليم لا يزال غائباً، صحيح أنه كان ثمة في ذلك الحين كهنة يقدمون الأضاحي ويرددون نبوءات العرافين مؤولين ما يفتي به هؤلاء، لكن ذلك كان شيئاً آخر غير التعليم والتثقيف، لكن السفسطائيين، ومنذ ظهورهم، جاءوا حاملين الحكمة والعلم بشكل عام إضافة إلى الموسيقى والعلوم الرياضية... وغيرها. وكان ذلك قدرهم منذ البداية، منذ ما قبل بريكليس وجدت على أي حال الحاجة إلى ثقافة تلجأ إلى أعمال الفكر، شعر البشر أنهم في حاجة إلى أن يتكون فكرهم عبر ما باتوا يحملونه من تمثلات، وكان ذلك الهدف الذي سعى السفسطائيون لتحقيقه، كان يقوم على التكفل بمهمة نشر الثقافة، وتحديداً على الاستجابة إلى ضرورة تحديد الفكر الإنساني بالعلاقة مع مواقف محددة ومتنوعة لا تتحدد فقط من طريق العرافين والأهواء والأعراف...".
سقراط يخوض جدالات غير سفسطائية (غيتي)
قائل هذا الكلام هو الفيلسوف الألماني هيغل الذي لا يمكن التعامل مع فكره عادة إلا بوصفه مرجعاً، وهو قاله في واحد من كتبه الأقل إثارة للجدل "دروس حول فلسفة التاريخ"، ولسنا في حاجة هنا طبعاً إلى الإشارة إلى الزوبعة التي أثارها عند بدايات القرن الـ19 هذا التوصيف للسفسطائيين يأتي على الضد من الصورة المعهودة ومنذ ألفيات عديدة لتلك المجموعة من المفكرين الإغريقيين الذين عرفوا دائماً بلقب السفسطائيين ولم يتوقف "الافتراء عليهم" منذ ذلك الحين.
تعليق