إبراهيم العريس باحث وكاتب
الاثنين 22 يناير 2024 م
فيلسوف ألماني انتفض ضد من أنكروا دور الفلسفة العربية في العصور الوسطى
حين وقع كورت فلاش العرائض ضد البابا بنديكتوس وكتاب "أرسطو في جبل سان ميشال"
أفلاطون وأرسطو وابن رشد في لوحة "مدرسة أثينا" للنهضوي رافائيل (غيتي)
اسمه كورت فلاش ومهنته أستاذ جامعي يدرس الفلسفة، ولا سيما فلسفة العصور الوسطى في جامعة "بوخوم" الألمانية التي تعد عادة معقلاً لهذه الفلسفة في العالم الجامعي الأوروبي. ولئن كان فلاش قد تميز بصمته الألماني الذي يجعله يفضل القيام بعمله من دون ضجيج، فإن الذين يعرفونه، وكانوا قلة حتى العقد الأول من القرن الجديد كان يعتبرونه آخر الورثة الكبار لمدرسة "فرانكفورت" التي أحدثت، ولا تزال تحدث، قلبة كبيرة في تدريس الفلسفة، وانطلاقاً منها، علم الاجتماع والتحليل النفسي، طوال القرن الذي انقضى على تأسيسها على يد ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو، وإريك فروم وحتى ويليام رايخ وهربرت ماركوزه، وتالياً ليورغن هابرماس الذي حتى الظهور المدوي لكورت فلاش، كان يعتبر الوريث الأشهر لتلك المدرسة الفكرية الكبرى.
لكن فلاش تمكن، وربما من دون أن يسعى إلى ذلك، من أن يحل في الشهرة بين "الفرانكفورتيين الجدد" في مكانة لا تقل، اليوم، أهمية عن مكانة هابرماس. و"الفضل" في ذلك لكتاب فرنسي صدر في عام 2008، كما لتصريحات أدلى بها قبل ذلك البابا بنديكتوس الذي وصل إلى قمة التراتبية الكاثوليكية في الفاتيكان قادماً من ألمانيا في سابقة يومها، ليصبح، في سابقة أخرى، أول حبر أعظم يزاح عن مركزه السامي منذ عصور طويلة. ولنذكر هنا منذ البداية بأن الكتاب والبابا المذكور كانا وراء الشهرة التي طاولت كورت فلاش بسبب حرصه على توقيع بيانين فلسفيين ضدهما في سابقة أخرى بالنسبة إليه، هو الذي حرص، قبل ذلك دائماً، على العمل بصمت ومن دون عرائض أو بيانات.
تعليق