
الشاعرة والرسامة إيتيل عدنان (دار غاليمار)
إيتيل عدنان شاعرة الماوراء والالتزام الانساني الشامل
قصائد لها بالفرنسية ومترجمة عن الانجليزية تصدر في مجلد واحد في ابرز سلسلة باريسية
انطوان جوكي
الأربعاء 24 يناير 2024م
بات من الممكن أخيراً قراءة معظم دواوين الشاعرة اللبنانية إيتيل عدنان (1925 ــ 2021) باللغة الفرنسية، إثر قيام الكاتب الفرنسي إيف ميشو بجمع قصائدها المكتوبة بالفرنسية بين العامين 1943 و1993 في مجلد واحد، مع قصائد كتبتها بالإنجليزية في الفترة نفسها. واضطلع هذا الكاتب والفيلسوف بترجمتها، بالتعاون مع ماري بوريل وباتريس كوناتسان وجان فريمون. الكتاب صدر حديثاً عن دار "غاليمار"، في سلسلة "شعر" العريقة، وتكمن قيمته في سماحه لقارئه الفرنكفوني بالغوص في نواة تجربة عدنان الشعرية الفريدة، ومتابعة تطوّرها في الزمن، شكلاً ومضموناً، وهو ما كان عسيراً قبل ذلك، بسبب تبعثر ثمار هذه التجربة لدى دور نشر فرنسية وأميركية عديدة، وركيزتها اللغوية المزدوجة.
في ملاحظة تتقدم نصوص عدنان، يوضح ميشو أن القصائد التي تحضر في هذا المجلد هي القصائد "الحرة". أما النصوص النثرية، فاستُبعدت منه على رغم "كونها قصائد أيضاً في معظمها"، على حد قوله. قرار يشكّك الفيلسوف في صوابه، لكنه يرى أنه كان لا بد منه، لأن خلاف ذلك يعني "جمع كل أعمال عدنان المكتوبة". وعن سبب غياب قصائد العقدين الأخيرين من حياتها، يقول: "شعر السنوات العشر الأخيرة، الذي تغيّرت فيه النبرة والإيقاع والنفس، شكّل موضوع إصدار لدى ناشر آخر". وكذلك الأمر بالنسبة إلى قصائد الفترة الممتدة من 1997 إلى 2010، التي يبرر إبعادها بتوافرها في ديوانين صدرا عام 2021 في باريس عن دار "غاليري لولون". والمرجّح أن هذين الناشرين رفضا منح دار "غاليمار" حقوق نشر هذه النصوص، على رغم أن حضورها في هذا الكتاب كان ضرورياً كي تكتمل صورة عمل عدنان الشعري داخله.

الكتاب الشعري (دار غاليمار)
مهما يكن، يبقى هذا الإصدار مهماً سواء في مضمونه، أو في طريقة ترتيبه التي تتناوب فيها القصائد المكتوبة بالفرنسية مع تلك المترجمة من الإنجليزية، وفقاً لتاريخ صدورها، أو في الجهد التوثيقي في نهايته الذي نتعرّف بفضله إلى مختلف المنشورات التي صدرت هذه النصوص فيها، وأحياناً إلى مختلف طبعاتها، وبالتالي إلى قصة كل واحد منها. جهدٌ حميد حين نعرف أن عدنان كانت ترسل قصائدها إلى مجلات شعرية وفنية لا تحصى، وثمة عدد كبير منها لم يدم طويلاً، أو كان قليل التوزيع، أو لم ينشر ما تلقّاه سوى بعد فترة من كتابته، مما يجعل من تحديد التسلسل الزمني الدقيق لهذه الأعمال مهمة صعبة للغاية.
تعليق