منشأ اللغة .. الإشارات والرموز واللغة
منشأ اللغة
تختلف اللغات باختلاف الاشارات ، فمنها لغة اللمس ، ولغة البصر ، ولغة السمع ، أما لغة اللمس فهي لغة العميان يستعملونها في الكتابة والقراءة ، ويكتسبون بها جميع عناصر الثقافة . وأما لغة البصر فهي لغة الصم والبكم ، يستعملونها في تفهم الأفكار ونقلها من شخص الى آخر ، وكثيراً ما تنوب عن الكلام ، وتنمو بالممارسة ، حتى لقد بين ( لفى برول ) ( ١ ) أن هذه اللغة منتشرة في قبائل اوستراليا وأمريكا وأفريقية انتشاراً واسعاً ، وأنها تعين الأفراد الذين لا يتكلمون لساناً واحداً على التفاهم . وقد بين ( ريبو ( أن هذه الاشارات التحليلية تؤثر في تطور اللغة ( ۲ ) ، وبين علماء النفس أنها صورة من صور التخاطب ، وأنها أقدم من الكلام ، وأن لدراستها أثراً في ايضاح منشأ اللغة . وأما لغة السمع ، فهي
1 Lévy- Binhl : Les fonctions mentales les dans sociétés inférieures p.174 Suiv .
الذي ( ۲ ) لنذكر هذا المثال الذي استشهد به ( ريبو ( نقلا عن العالم الألماني الدكتور فيسنر ( Fiscner ) ، قال : اصادف هنديا أمريكيا فأسأله هل رأيت ست مركبات يجرها ستة ثيران عليها ستة سواق ثلاثة منهم . مكسيكيون وثلاثة أمريكيون ، وفارس » . فاومى ، اليه بالاشارات الآتية : اشير أولاً إلى شخص الهندي الذي اكلمه ، وأقصد ( أنت ) ثم اشير إلى عينى دلالة على قولي : ( رأيت ) ، ثم أمد أصابع يدي اليمن وإصبعاً واحداً من يدي اليسرى ، واعني بذلك ( ستة ) . ثم احدث دائرتين بضم الإبهام والسبابة في كل من يدي ، وأمد معصمي إلى الأمام ، واحركها كحركة للدولاب وأدل بذلك على ( المركبة ) ، ثم أضع يدي على جانبي رأسي ، للدلالة على قرون ( الثيران ) ، ثم أرفع ثلاثة من أصابع يدي اليمنى وأضعها على شفتي السفلى وانزلها بالتدريج إلى صدري مشيراً إلى اللحية واعني بذلك ( المكسيكيين ) . ثم أرفع ثلاثة أصابع أيضاً وأضع يدي اليمنى على الجانب الأيسر من جبيني مشيراً إلى الوجه الشاحب ، وأدل بذلك على الرجال البيض أي ( الأمريكيين ) . ثم أرفع اصبعاً واحداً وأضع سبابة اليد اليمنى بين السبابة والوسطى من اليد اليسرى واحرك يدي حركة العدو مشيراً بذلك إلى الفارس . فيكون مجموع هذه الإشارات كما يلي :
لغة الكلام ، وقد فضلها الانسان على غيرها من اللغات للأسباب التالية : ( ١ )
١ - أن الاشارات البصرية تستعبد الأيدي وتعوق المرء عن العمل في أثناء التخاطب .
٢ - ان العين لا ترى الاشارات البصرية في الظلام .
۳ - ان لغة الكلام أسرع من لغة الاشارات البصرية .
٤ - ان الاشارات البصرية تقليدية بالذات ، فلا تصلح الدلالة على المعاني المجردة ، بل نعبر عن الصور والأشكال والحركات الحسية .
فليس تغلب لغة الكلام على لغة البصر مصادفة واتفاقا ، وانما هــــو ناشيء عن قانون تنازع البقاء وفوز الأصلح . ولنتكلم الآن على منشأ اللغة .
منشأ اللغة
تختلف اللغات باختلاف الاشارات ، فمنها لغة اللمس ، ولغة البصر ، ولغة السمع ، أما لغة اللمس فهي لغة العميان يستعملونها في الكتابة والقراءة ، ويكتسبون بها جميع عناصر الثقافة . وأما لغة البصر فهي لغة الصم والبكم ، يستعملونها في تفهم الأفكار ونقلها من شخص الى آخر ، وكثيراً ما تنوب عن الكلام ، وتنمو بالممارسة ، حتى لقد بين ( لفى برول ) ( ١ ) أن هذه اللغة منتشرة في قبائل اوستراليا وأمريكا وأفريقية انتشاراً واسعاً ، وأنها تعين الأفراد الذين لا يتكلمون لساناً واحداً على التفاهم . وقد بين ( ريبو ( أن هذه الاشارات التحليلية تؤثر في تطور اللغة ( ۲ ) ، وبين علماء النفس أنها صورة من صور التخاطب ، وأنها أقدم من الكلام ، وأن لدراستها أثراً في ايضاح منشأ اللغة . وأما لغة السمع ، فهي
1 Lévy- Binhl : Les fonctions mentales les dans sociétés inférieures p.174 Suiv .
الذي ( ۲ ) لنذكر هذا المثال الذي استشهد به ( ريبو ( نقلا عن العالم الألماني الدكتور فيسنر ( Fiscner ) ، قال : اصادف هنديا أمريكيا فأسأله هل رأيت ست مركبات يجرها ستة ثيران عليها ستة سواق ثلاثة منهم . مكسيكيون وثلاثة أمريكيون ، وفارس » . فاومى ، اليه بالاشارات الآتية : اشير أولاً إلى شخص الهندي الذي اكلمه ، وأقصد ( أنت ) ثم اشير إلى عينى دلالة على قولي : ( رأيت ) ، ثم أمد أصابع يدي اليمن وإصبعاً واحداً من يدي اليسرى ، واعني بذلك ( ستة ) . ثم احدث دائرتين بضم الإبهام والسبابة في كل من يدي ، وأمد معصمي إلى الأمام ، واحركها كحركة للدولاب وأدل بذلك على ( المركبة ) ، ثم أضع يدي على جانبي رأسي ، للدلالة على قرون ( الثيران ) ، ثم أرفع ثلاثة من أصابع يدي اليمنى وأضعها على شفتي السفلى وانزلها بالتدريج إلى صدري مشيراً إلى اللحية واعني بذلك ( المكسيكيين ) . ثم أرفع ثلاثة أصابع أيضاً وأضع يدي اليمنى على الجانب الأيسر من جبيني مشيراً إلى الوجه الشاحب ، وأدل بذلك على الرجال البيض أي ( الأمريكيين ) . ثم أرفع اصبعاً واحداً وأضع سبابة اليد اليمنى بين السبابة والوسطى من اليد اليسرى واحرك يدي حركة العدو مشيراً بذلك إلى الفارس . فيكون مجموع هذه الإشارات كما يلي :
لغة الكلام ، وقد فضلها الانسان على غيرها من اللغات للأسباب التالية : ( ١ )
١ - أن الاشارات البصرية تستعبد الأيدي وتعوق المرء عن العمل في أثناء التخاطب .
٢ - ان العين لا ترى الاشارات البصرية في الظلام .
۳ - ان لغة الكلام أسرع من لغة الاشارات البصرية .
٤ - ان الاشارات البصرية تقليدية بالذات ، فلا تصلح الدلالة على المعاني المجردة ، بل نعبر عن الصور والأشكال والحركات الحسية .
فليس تغلب لغة الكلام على لغة البصر مصادفة واتفاقا ، وانما هــــو ناشيء عن قانون تنازع البقاء وفوز الأصلح . ولنتكلم الآن على منشأ اللغة .
تعليق