الإشارات والرموز واللغة
۱ - الإشارات والرموز
تعريف الاشارات
- عرفوا الإشارة بقولهم : انها حادث مدرك بالحواس ، ينقل الذهن إلى تصور حادث آخر غير مدرك ، أو غير ممكن الإدراك ، فالدخان إشارة النار ، و الدموع إشارة الحزن ، ومن شرط النار والحزن ، أن يكونا غير مدركين بالحواس . والإشارات طبيعية ، كالدخان بالقياس إلى النار ، واصطلاحية ، كإشارات السير بالقياس إلى سائقي السيارات .
وتنقسم الإشارات الطبيعية إلى إشارات بصرية ، وإشارات سمعية . فالبصرية هي - الحركة ، والارتجاف ، والاحمرار ، والاصفرار التى تصحب الانفعال ، والسمعية هي الصراخ الذي يصحب اللذة أو الغضب .
والإشارة ظاهرة مادية لأنها كما قلنا يجب أن تكون مدركة أو ممكنة الإدراك بالحواس الظاهرة . ولكن الشيء المشار اليه قد يكون مادياً ، وقد يكون نفسياً . مثال ذلك : أن البرق إشارة مادية دالة على حادثة مادية ، وهي ا العاصفة . والدموع اشارة مادية دالة على حادثة نفسية ، وهي الحزن .
واللغة جملة من الإشارات الدالة على الحالات الشعورية كلفة الحركات ، ولغة الكلام . وهي نوعان : اللغة الطبيعية ، جملة من الإشارات التي تحدت دون تعمد ، ويفهمها وهي الناس مباشرة ، كالبكاء ، فهو عفوي غير متعمد ، وكل انسان مهما يكن جنسه ووطنه يفهم معنى هذه الاشارة ، ويعلم أنها تدل في الحالة الطبيعية على الحزن . واللغة الاصطلاحية وهي جملة من الاشارات الموضوعة للتفاهم بين الناس ، لا يدرك الانسان معناها الا اذا تعلمها ، كالألفاظ الدالة على المعاني في جميع اللغات .
وبين ، اللغة الطبيعية واللغة الاصطلاحية لغات متوسطة ، كالأصوات والحركات التقليدية التي يقوم بها الإنسان للدلالة على بعض الأشياء ، فيفهمها كل إنسان . ان أطفال جميع الامم يشيرون إلى الكلب بتقليد نباحه ، وإلى الهر بتقليد موائه ، وإشاراتهم هذه شبيهة باللغة الطبيعية من جهة ، وباللغة الاصطلاحية من جهة اخرى .
الاشارة وتداعي الأفكار
زعم بعضهم إن دلالة الإشارة على الشيء المشار اليه تقوم على تداعي الأفكار ، وإنه لا معنى للإشارات المسماة بالإشارات الطبيعية . فإذا لم تربط التجربة صورة الدخان بفكرة النار ، وصورة الدمع بفكرة الحزن ، لم يدل الدخان على النار ، ولا الدمع على الحزن .
ولكن ارتباط شيئين برابطة التداعي لا يجعل أحدهما إشارة دالة على الآخر اضطراراً ، إن البشر يذكرني بالماء ، والرشيد بالبرامكة ، والبواب بالمدرسة ، ولكن ليس ولا واحد من هذه الأشياء بإشارة تدل على الآخر ، ان رابطة الإشارة مختلفة عن رابطة الاقتران ، والتشابه ، والتضاد ، لأن الإشارة دلالة حاضرة على حقيقة غائبة ، وهي
نتيجة لها ، ومرتبطة بها ارتباط المعلول بالعلة . مثال ذلك : أن مرور الغيوم السوداء تشير إلى المطر ، ، لأنها نتيجة تكاثف بخار الماء في الجو ، فالرابطة بين الإشارة والشيء المشار اليه رابطة طبيعية عامة ؛ أما رابطة التداعي فلا تدل إلا على علاقة خاصة ، مفردة وجزئية ، قد يقال : إن بعض الإشارات لا تدل على علاقة طبيعية بينها وبين الشيء المشار اليه . مثال ذلك : أن مر القطار ليس علة طبيعية لوجود النور الأحمر على الخط ، والفكرة ليست بالضرورة علة لحدوث اللفظ ، إلا أن هذه الإشارات اصطلاحات وأوضاع متفق عليها ، فإذا اصطلحت أن تشير إلى مجيء القطار بالنور الأحمر ، أصبح هذا النور إشارة دالة على مجيء القطار ، وإذا اتفقنا على ارتداء اللباس الأسود في المآتم ، أصبح هذا اللون إشارة دالة على الحزن .
فيمكننا أن نصحح تعريفنا للأشارة بقولنا : انها معلول مدرك بالحواس لعلة غائبة غير مدركة ، أو غير ممكنة الإدراك .
وفي هذا التعريف شيء من الغموض أيضاً ، لأن العلل المتقدمة على حدوت الشيء قد تكون كثيرة ، وربما دلت الإشارة على البعيد منها ؛ إن العملة المباشرة لاحمرار الوجه هي لا مجيء التبدل في الدورة الدموية لا الخجل ، وعملة النور الأحمر هي حر كة بعض الأسلاك الحديدية القطار ، فنحن كثيراً ما نترك العملة القريبة ، ونفكر في العلة البعيدة لعلاقتها برغائبنا وإراداتنا . والاشارات لاتدل على علاقات مادية محضة ؛ بل تدل على علل متصلة بتصور اتنا و عواطفنا ، ومعنى ذلك كله أن علاقة الاشارة بالشيء المشار اليه علاقة متصورة لا علاقة مادية حقيقية .
ومن صفات الاشارات ، أنها تنطبق على جملة من التصورات المتشابهة ، ويقتصر عملها حينئذ على استحضار هذه التصورات ، للرمز بها إلى الأشياء . ويشترط في ذلك :
١ - أن تكون الاشارة دالة على معنى يخصها .
٢ - وأن لا يكون بينها وبين بعض التصورات المتشابهة ارتباط مختلف عن ارتباطها بالاخرى .
ويمكننا كما بينا سابقاً أن نقول : ان الاشارات تنقسم بحسب الحواس إلى إشارات بصرية وإشارات سمعية ، وإشارات لمسية ، وغيرها إلا أن أكثر الاشارات سمعي أو بصري ، وإذا تذكرنا أن العلاقة بين الاشارة والشيء المشاراليه قد تكون طبيعية ، أو اصطلاحية أمكن تقسيم الاشارات كما يلي :
الاشارات الطبيعية
۱ - بصرية : ( الحركات ، والرجفان ، والحمرة ، والصفرة التي تصحب الهيجان ) .
٢ - سمعية : ( الصراخ من اللذة ، أو الألم ) .
الاشارات الاصطلاحية
١ - بصرية : ( لغة ) الكتابة ، والاشارات البحرية ، ولغة الصم والبكم ، وإشارات الخطوط الحديدية ، وإشارات السير ، ورموز الموسيقى ، والخط . الخ ) .
۲ - سمعية : ( لغة الكلام ، وصوت صفارة الانذار وغيرها )
ويتم الانتقال من الاشارات البصرية الطبيعية إلى الاشارات البصرية الاصطلاحية ( بالحركات التحليلية ) أي بالحركات التي تدل على الأفكار ، وهي منتشرة عند الامم الابتدائية . ويتم الانتقال من الاشارات السمعية الطبيعية إلى الاشارات السمعية الاصطلاحية بالألفاظ التقليدية ، وأصوات التعجب ، والنداء وغيرها .
اللغة الطبيعية - اللغة الطبيعية هي الظواهر الفيزيولوجية التي تصحب الهيجانات والانفعالات ، والحركات التي تصحب الأفكار .
يشتمل البحث في اللغة الطبيعية على مسألتين :
۱ - ما هي قوانين حدوث هذه الظواهر .
٢ - كيف نفهم معناها .
كيف نفهم معنى الاشارات
- زعم بعض الفلاسفة ( دو غالد ستوارت ، وغارنيه ، وجوفروا ) أن في الانسان ملكة فطرية خاصة تدرك هذه الاشارات الطبيعة ، وقد سموها ملكة اللغة ، أو ملكة التعبير عن الفكر ، لأنها تدرك معنى الضحك ، والبكاء ، ودلالتها على الفرح والحزن ، إدراكاً فطرياً شبيهاً بإدراك العقل لارتباط المعلول بالعلة .
ولكننا إذا تعمقنا في التحليل لم نجد حاجة إلى القول بهذه الملكة الفطرية ، لأن الاشارة ليست في الأصل سوى ظاهرة بسيطة مرتبطة بظاهرة اخرى بسيطة . فالبكاء ليس في الأصل إشارة دالة على الألم ، ولكنه يصبح كذلك بالتعلم والتجربة ، وإذا قيل إن الطفل يخاف من الوجه العبوس خوفاً فطرياً من غير تعلم ولا تجربة ، قلنا أن هذا الأمر غير بين الصدق ، فقد قطب ( داروين ) وجهه أمام ابنه الذي كان له من العمر أربعة أشهر فقط فأحدث أمامه إشارات مخيفة ، وأصواتاً مرعبة ، إلا أنه لم يوفق لتوليد الخوف في قلبه .
قال ( تين ) : اننا نتعلم معنى الابتسامة في أول زمان الطفولة ان ابتسامة الام أمام الطفل تدل على كل ما يحبه من رضاع ، ولعب ، وحركة ، وانس ، أما نظرتها القاسية فملازمة للحرمان والألم » . فالطفل يتعلم بالتجربة ربط الابتسامة بالشيء الملائم ، وعبوس الوجه بالشيء المنافي ، " ثم يقلد هذه الحركات ويفهمها .
وقد بينا في فصل الهيجان ان تقليد بعض الحركات قد يولد في نفس المقلد جزءاً من الشعور المطابق لها . لأن الظواهر الجسدية ليست نتيجة للهيجان ، وانما هي سبب من أسبابه ، وجزء من أجزائه المقومة .
۱ - الإشارات والرموز
تعريف الاشارات
- عرفوا الإشارة بقولهم : انها حادث مدرك بالحواس ، ينقل الذهن إلى تصور حادث آخر غير مدرك ، أو غير ممكن الإدراك ، فالدخان إشارة النار ، و الدموع إشارة الحزن ، ومن شرط النار والحزن ، أن يكونا غير مدركين بالحواس . والإشارات طبيعية ، كالدخان بالقياس إلى النار ، واصطلاحية ، كإشارات السير بالقياس إلى سائقي السيارات .
وتنقسم الإشارات الطبيعية إلى إشارات بصرية ، وإشارات سمعية . فالبصرية هي - الحركة ، والارتجاف ، والاحمرار ، والاصفرار التى تصحب الانفعال ، والسمعية هي الصراخ الذي يصحب اللذة أو الغضب .
والإشارة ظاهرة مادية لأنها كما قلنا يجب أن تكون مدركة أو ممكنة الإدراك بالحواس الظاهرة . ولكن الشيء المشار اليه قد يكون مادياً ، وقد يكون نفسياً . مثال ذلك : أن البرق إشارة مادية دالة على حادثة مادية ، وهي ا العاصفة . والدموع اشارة مادية دالة على حادثة نفسية ، وهي الحزن .
واللغة جملة من الإشارات الدالة على الحالات الشعورية كلفة الحركات ، ولغة الكلام . وهي نوعان : اللغة الطبيعية ، جملة من الإشارات التي تحدت دون تعمد ، ويفهمها وهي الناس مباشرة ، كالبكاء ، فهو عفوي غير متعمد ، وكل انسان مهما يكن جنسه ووطنه يفهم معنى هذه الاشارة ، ويعلم أنها تدل في الحالة الطبيعية على الحزن . واللغة الاصطلاحية وهي جملة من الاشارات الموضوعة للتفاهم بين الناس ، لا يدرك الانسان معناها الا اذا تعلمها ، كالألفاظ الدالة على المعاني في جميع اللغات .
وبين ، اللغة الطبيعية واللغة الاصطلاحية لغات متوسطة ، كالأصوات والحركات التقليدية التي يقوم بها الإنسان للدلالة على بعض الأشياء ، فيفهمها كل إنسان . ان أطفال جميع الامم يشيرون إلى الكلب بتقليد نباحه ، وإلى الهر بتقليد موائه ، وإشاراتهم هذه شبيهة باللغة الطبيعية من جهة ، وباللغة الاصطلاحية من جهة اخرى .
الاشارة وتداعي الأفكار
زعم بعضهم إن دلالة الإشارة على الشيء المشار اليه تقوم على تداعي الأفكار ، وإنه لا معنى للإشارات المسماة بالإشارات الطبيعية . فإذا لم تربط التجربة صورة الدخان بفكرة النار ، وصورة الدمع بفكرة الحزن ، لم يدل الدخان على النار ، ولا الدمع على الحزن .
ولكن ارتباط شيئين برابطة التداعي لا يجعل أحدهما إشارة دالة على الآخر اضطراراً ، إن البشر يذكرني بالماء ، والرشيد بالبرامكة ، والبواب بالمدرسة ، ولكن ليس ولا واحد من هذه الأشياء بإشارة تدل على الآخر ، ان رابطة الإشارة مختلفة عن رابطة الاقتران ، والتشابه ، والتضاد ، لأن الإشارة دلالة حاضرة على حقيقة غائبة ، وهي
نتيجة لها ، ومرتبطة بها ارتباط المعلول بالعلة . مثال ذلك : أن مرور الغيوم السوداء تشير إلى المطر ، ، لأنها نتيجة تكاثف بخار الماء في الجو ، فالرابطة بين الإشارة والشيء المشار اليه رابطة طبيعية عامة ؛ أما رابطة التداعي فلا تدل إلا على علاقة خاصة ، مفردة وجزئية ، قد يقال : إن بعض الإشارات لا تدل على علاقة طبيعية بينها وبين الشيء المشار اليه . مثال ذلك : أن مر القطار ليس علة طبيعية لوجود النور الأحمر على الخط ، والفكرة ليست بالضرورة علة لحدوث اللفظ ، إلا أن هذه الإشارات اصطلاحات وأوضاع متفق عليها ، فإذا اصطلحت أن تشير إلى مجيء القطار بالنور الأحمر ، أصبح هذا النور إشارة دالة على مجيء القطار ، وإذا اتفقنا على ارتداء اللباس الأسود في المآتم ، أصبح هذا اللون إشارة دالة على الحزن .
فيمكننا أن نصحح تعريفنا للأشارة بقولنا : انها معلول مدرك بالحواس لعلة غائبة غير مدركة ، أو غير ممكنة الإدراك .
وفي هذا التعريف شيء من الغموض أيضاً ، لأن العلل المتقدمة على حدوت الشيء قد تكون كثيرة ، وربما دلت الإشارة على البعيد منها ؛ إن العملة المباشرة لاحمرار الوجه هي لا مجيء التبدل في الدورة الدموية لا الخجل ، وعملة النور الأحمر هي حر كة بعض الأسلاك الحديدية القطار ، فنحن كثيراً ما نترك العملة القريبة ، ونفكر في العلة البعيدة لعلاقتها برغائبنا وإراداتنا . والاشارات لاتدل على علاقات مادية محضة ؛ بل تدل على علل متصلة بتصور اتنا و عواطفنا ، ومعنى ذلك كله أن علاقة الاشارة بالشيء المشار اليه علاقة متصورة لا علاقة مادية حقيقية .
ومن صفات الاشارات ، أنها تنطبق على جملة من التصورات المتشابهة ، ويقتصر عملها حينئذ على استحضار هذه التصورات ، للرمز بها إلى الأشياء . ويشترط في ذلك :
١ - أن تكون الاشارة دالة على معنى يخصها .
٢ - وأن لا يكون بينها وبين بعض التصورات المتشابهة ارتباط مختلف عن ارتباطها بالاخرى .
ويمكننا كما بينا سابقاً أن نقول : ان الاشارات تنقسم بحسب الحواس إلى إشارات بصرية وإشارات سمعية ، وإشارات لمسية ، وغيرها إلا أن أكثر الاشارات سمعي أو بصري ، وإذا تذكرنا أن العلاقة بين الاشارة والشيء المشاراليه قد تكون طبيعية ، أو اصطلاحية أمكن تقسيم الاشارات كما يلي :
الاشارات الطبيعية
۱ - بصرية : ( الحركات ، والرجفان ، والحمرة ، والصفرة التي تصحب الهيجان ) .
٢ - سمعية : ( الصراخ من اللذة ، أو الألم ) .
الاشارات الاصطلاحية
١ - بصرية : ( لغة ) الكتابة ، والاشارات البحرية ، ولغة الصم والبكم ، وإشارات الخطوط الحديدية ، وإشارات السير ، ورموز الموسيقى ، والخط . الخ ) .
۲ - سمعية : ( لغة الكلام ، وصوت صفارة الانذار وغيرها )
ويتم الانتقال من الاشارات البصرية الطبيعية إلى الاشارات البصرية الاصطلاحية ( بالحركات التحليلية ) أي بالحركات التي تدل على الأفكار ، وهي منتشرة عند الامم الابتدائية . ويتم الانتقال من الاشارات السمعية الطبيعية إلى الاشارات السمعية الاصطلاحية بالألفاظ التقليدية ، وأصوات التعجب ، والنداء وغيرها .
اللغة الطبيعية - اللغة الطبيعية هي الظواهر الفيزيولوجية التي تصحب الهيجانات والانفعالات ، والحركات التي تصحب الأفكار .
يشتمل البحث في اللغة الطبيعية على مسألتين :
۱ - ما هي قوانين حدوث هذه الظواهر .
٢ - كيف نفهم معناها .
كيف نفهم معنى الاشارات
- زعم بعض الفلاسفة ( دو غالد ستوارت ، وغارنيه ، وجوفروا ) أن في الانسان ملكة فطرية خاصة تدرك هذه الاشارات الطبيعة ، وقد سموها ملكة اللغة ، أو ملكة التعبير عن الفكر ، لأنها تدرك معنى الضحك ، والبكاء ، ودلالتها على الفرح والحزن ، إدراكاً فطرياً شبيهاً بإدراك العقل لارتباط المعلول بالعلة .
ولكننا إذا تعمقنا في التحليل لم نجد حاجة إلى القول بهذه الملكة الفطرية ، لأن الاشارة ليست في الأصل سوى ظاهرة بسيطة مرتبطة بظاهرة اخرى بسيطة . فالبكاء ليس في الأصل إشارة دالة على الألم ، ولكنه يصبح كذلك بالتعلم والتجربة ، وإذا قيل إن الطفل يخاف من الوجه العبوس خوفاً فطرياً من غير تعلم ولا تجربة ، قلنا أن هذا الأمر غير بين الصدق ، فقد قطب ( داروين ) وجهه أمام ابنه الذي كان له من العمر أربعة أشهر فقط فأحدث أمامه إشارات مخيفة ، وأصواتاً مرعبة ، إلا أنه لم يوفق لتوليد الخوف في قلبه .
قال ( تين ) : اننا نتعلم معنى الابتسامة في أول زمان الطفولة ان ابتسامة الام أمام الطفل تدل على كل ما يحبه من رضاع ، ولعب ، وحركة ، وانس ، أما نظرتها القاسية فملازمة للحرمان والألم » . فالطفل يتعلم بالتجربة ربط الابتسامة بالشيء الملائم ، وعبوس الوجه بالشيء المنافي ، " ثم يقلد هذه الحركات ويفهمها .
وقد بينا في فصل الهيجان ان تقليد بعض الحركات قد يولد في نفس المقلد جزءاً من الشعور المطابق لها . لأن الظواهر الجسدية ليست نتيجة للهيجان ، وانما هي سبب من أسبابه ، وجزء من أجزائه المقومة .
تعليق