من سرديات العدد 100 في الوجود الثقافي والاجتماعي
وارد بدر السالم 22 ديسمبر 2023
اجتماع
(Getty)
شارك هذا المقال
حجم الخط
(1)
سحر الأرقام والأعداد ورمزياتها وتأويلاتها الحُلمية قديمٌ عند العرب، حتى يُطلق عليها بأنها (علم)، وهذا العلم يتقصى الأعداد والأرقام وأوضاعها الواقعية ووجودها الرمزي في الوجود الاجتماعي حتى اليوم، بما في ذلك الإحاطة التأويلية للمستقبل وقراءته على ضوء معطيات الأعداد، وعلاقتها الدينية والنجمية والفلكية. لذلك وردت كثير من الأرقام والأعداد في القرآن الكريم والأناجيل المسيحية والتلمود اليهودي على أنها مرموزات وإشارات سماوية لها علاقة بالأرض في التفسير والتأويل والإحالة، كالرقم (1) الذي يشير إلى واحدية الله تعالى في الأديان السماوية والأرضية كلها. ولا خلاف على أن الـ (1) هو رقم الابتداء الوجودي، والانطلاق الجمالي بعد الـ (0) إلى آفاق الحياة الواسعة.
قبل نزول القرآن الكريم، كانت أصول التفسيرات الأولية للأرقام والأعداد تُعزى إلى الحضارات، كالمصرية القديمة (1000ق. م) بالوصف الدائم والذي يؤكد على أن الحضارات الإنسانية القديمة، كانت مصدرًا من مصادر الوضوح العلمي والهندسي والكيميائي والفني والجمالي والمعرفي بشكل عام. غير أن المعاصرين من الباحثين والعلماء يُرجعون أهمية تفسير الأعداد إلى فيثاغورس (في القرن 6 ق. م) عندما وجد بأن (الانسجام الموسيقي يعتمد على النسب الرياضية باستخدام أول 4 أرقام كاملة) على فرضية أن الكون كله في تناغم مع الذبذبات الرقمية الغامضة، بما يعني أن هنالك سلطة مطلقة للرقم الذي يدير الكون في بُعده النوعي، الذي يقدمه على أنه طاقة لا نهائية لا يمكن أن تُنظر مجردة من تأثيرها. أي أن هنالك "صلة ارتجاجية بين الإنسان والأرقام التي تحيط به"، كاستخلاص للطبيعة الرقمية، وعلى الفرد أن يفهمها ويتعامل معها كنوع من الطاقة الإيجابية لوجوده الحياتي. لنصل إلى أن كل إنسان له أرقامه التي يتعامل معها، بأنها طاقات دافعة لمعنى اتصاله بالحياة والكون. وهذه الرقمية الشائعة في التفسيرات، ومنها القرآنية والمسيحية، هي أحد أسس الكون التي تتناغم فيها الأرقام والأعداد ومضاعفاتها.
(2)
الرقم 100 هو الطاقة الدافعة لكتابة هذا المقال، فقد بلغناه عبر ثلاث سنوات من الكتابة المتواصلة في "ضفة ثالثة" من دون الإخلال بالمواعيد نصف الشهرية المتاحة في الالتزام مع مشروع ثقافي عام. ومع هذا العمر الكتابي والنّفَس المقالي الطويل (المرهق أحيانًا) يكون الرقم 100 هو الرقم المثالي في عقديته الذهبية، وهو ما يعني لنا محاولة إيجاد معنى الصلة النفسية والروحية لهذا الرقم الثلاثي في واحديته الصافية وصِفْريه المتآخيين. كبيضتين توأمين خرجتا من رحم واحد.
إنجاز 100 مقالة أدبية وثقافية عامة في نسق تواصلي مطلوب كانت فيها متعة زمن متسارع، خاصة بأن نكون على ناصية الالتزام بتوقيتات محددة في معايير الكتابة ووزنها المعرفي، لفحص الظواهر الثقافية والنبش في الكتب الحديثة والقديمة ومصادر متعددة للتوثيق وضبط أثر الكتابة وواقعها. ومع الضغط الحياتي المستمر في بلاد لا تريد أن تستقر سياسيًا ولا أمنيًا، لكننا بلغنا هذا العمر الكتابي بالتمام والكمال. وهذه الـ 100 المتتالية والمتعاقبة مع مواسم طويلة، تعلّم كثيرًا مما يجب أن نتعلمه في الكتابة الثقافية والأدبية والعلمية بإلهاماتها المتتالية، التي تستدرج مخزون القراءات بشكل تفصيلي وعجائبي في كثير من الأحيان. وبما تلهمه من الموضوعات المركونة على هامش الكتابة. مثلما تجعل المرء منشغلًا بالقراءة بطريقة لا سابقة لها من حيث التوسع في المعارف الكثيرة التي تتطور وتتجدد.
"يربط جماعة تفسير الرؤيا العدد 100 بالكمال والاكتمال والفوز والبركة والخير والحب والأمل والمتانة والرزق والسعادة" |
وعندما يأتي المقال المئوي كخاتمة لعقد كتابي، فإنه يُشير إلى بداية عقد مئوي آخر . فلقد انغلق العدد (100) على ذاته مع هذا المقال. وفتح الباب إلى مئوية ثانية (200) قد يسعفنا الوقت والحظ لإتمامها. ومع لغة الأرقام التي لا بد من أن نلوذ بها للعودة إلى قراءات قديمة في الروحانيات، بما فيها من روائح البخور المتضوعة في الأضرحة والأديرة والكنائس والجوامع وحلقات الذكْر، ومراقبة تتابع الأعداد والأرقام ودلالاتها الروحية والنفسية والعصبية أيضًا. تلك التي كانت معينًا لنا يوم كتبنا رواية "تجميع الأسد" عام 2014، لكن عبر العدد 100 الذهبي الذي أتاح لنا المجال لرؤيته من خانة الكون الرقمي.
سحر الرقم 100
العدد 100 من الأرقام السحرية التي وردت في القرآن الكريم والأناجيل وبعض الكتب الدينية والمواعظ الروحية والتفسيرات الحُلمية، بما يشكّل له وظيفة جمالية وروحية وأسطورية واجتماعية ثقافية، بعلاقته مع الكيانات البشرية والوجود العام والكينونة والظواهر الكونية الكثيرة. ولهذا فهو يكتنز في داخله إمكانيات طاقوية إيجابية، لها فعل الاكتمال وسحره، ومعناه في تمامه وكينونته.
لا يبدو العدد 100 عابرًا في الأدبيات الدينية والروحية، فهو يتكرر ويُرشد ويُلهم. لذا فقد ورد أكثر من مرة في القرآن الكريم:
(فأماتهُ اللَّهُ مِائَةَ عام...) سورة البقرة ـ الآية 259.
(مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْن) سورة الأنفال ـ الآية 66.
( ... فاجْلِدوا كلَّ واحدٍ مِنهُما مائةَ جلدةٍ) سورة النور ـ الآية 2.
(فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ) البقرة ـ الآية 261.
وورد في الأناجيل المسيحية ما يعزز وجود هذا الرقم في الأبجديات الدينية:
(وزرع إسحق في تلك الأرض، فأصاب في تلك السنة 100ضعفًا وباركه الرب) ـ تكوين 26: 2.
(وجاء أيضًا نيقوديموس وهو حاملٌ مزيجَ مُر وعودٍ نحو 100مَنًا) ـ يوحنا 19: 39.
(الانتهار يؤثر في الحكيم أكثر من 100جلدة في الجاهل) ـ أمثال 17: 0.
"العدد 100 من الأرقام السحرية التي وردت في القرآن الكريم والأناجيل وبعض الكتب الدينية والمواعظ الروحية والتفسيرات الحُلمية، بما يشكّل له وظيفة جمالية وروحية" |
إذًا، لهذا العدد تجلٍّ ديني ـ تاريخي ـ عقائدي أصيل متشكل في الأدبيات الدينية منذ زمنٍ بعيد، ولا نشك بأنه عدد كوني له تميزه وسِماته الشخصية في الوجود الغامض. لهذا نرى أن محاولة فهم باطنه هو محاولة دخول إلى ماهيته وكيانه المستقل، بأن ننظر إليه مع صفْريه المتقاربين في تشكيل صورة مباشرة عنه، لذلك فبالإمكان التماهي مع وجوده الديني ـ الروحي، بعد تجريده من بعض الملحقات التي أدّت إلى تكامله، ومن ثم إعادة تشكيله في تناظر بَيْني بعد استخلاص سحره المكتمل في حتمية وجوده الذي يشير إلى القرن المئوي بعلامته الذهبية.
(3)
العدد 100 هو مزيج من الرقمين (1) و (0)، لا سيما الأخير الذي يتكرر مرتين (00)، بما يعني أن لديه قدرة تضخيمية للأعداد التي تليه، ومن ثم يسند الرقم (1) ويعطيه مزايا هي أكبر من اعتياديته كرقم مفرد. لكن الـ(1) بحسب الترتيب الرقمي له هو البداية والقيادة والشروع. وهو بدء الخلق والتكوين. البداية تشير إلى زمنية الشروع بالوجود الحي. والاستعداد العملي، وترتيب الواقع من خلال الثقة والطموح الشخصي الذي يبني المعتقد ويرسّخ تقاليد الحياة بشكل أولي. وبهذا يكون الرقم (1) هو بدء الانطلاقة إلى المعرفة الواسعة واكتشاف الجمال في كل زاوية من الحياة. فالفردية متأملة في العادة، منعزلة، صامتة، بعيدة عن صخب المجموع بأرقامهم المتضادة والمتصارعة في كثير من الأوقات. على عكس الرقم (0)، فهو إشارة إلى الغموض والتهيؤ للبدء كأنه تحضير للرقم (1)، ومن هنا جاء ليشير إلى الصفر الذي لا يستقيم عمليًا ونفسيًا إلا مع رقم يليه من اليمين، وبمزج الـ (0) مع أي رقم آخر سيتحرك ويعطي دلالات ثانية، أي تتولد فيه طاقة إيجابية، تتصاعد تلقائيًا بمنطق الزيادة العددية (يُنسب اختراع الصفر إلى الخوارزمي). وعندما يصل إلى العدد (100)، وهو عدد قرآني ـ إنجيلي يعني أن فيه إمكانية روحانية وطاقة إضافية أكثر من الطاقة الاعتيادية، ولا تبدو تلك الطاقة مجردة من أسبابها الدينية والروحية، بل تنبع من جوهرها في الأساس، فتعطي أولوية عددية، مشيرة إلى الكمال الأولي.
(4)
العدد 100 يبدو كأنه نهاية وبداية. ليس نهاية كونية، بل نهاية مشروع. هو نهاية بداية. وهذا يؤصّل فيه مشروعية أن ننظر إليه على أنه كمال مغلق. دائري حول نفسه. واكتماله يؤسس لبداية ثانية. ويبقى الصفران ملازمين له، لكن يتغير الرقم الأول، لتكوين دائرة ثانية، تنغلق مع الزمن المقبل تلقائيًا حول نفسها، لندرك جزئيًا في الأقل أن دوائر الأرقام والأعداد تكتمل في حد معين، ثم تباشر دورتها المئوية مع الوقت الذي قد يطول وقد يقصر طبقًا لحركة العدد الواقعية في أدوار الحياة المتعاقبة، لتشكيل أعداد تالية في أبراج الكون التي ينادي بها فيثاغورس في ذبذبات الوجود الوترية.
(5)
تتغير روحانية العدد (100) بإزاحة رقم واحد منه، حينما نجعله (99) عندها تتغير أبراجه، ويختل توازنه بين الأعداد، فيكون ليس هو. وسيعاني من النقصان، وتُفتح ثغرة في دائرته، ولا تنغلق عليه إلا بإضافة الرقم المفقود منه (1)، وهذا الرقم هو فعل وحركة وطاقة تُكمل الـ 100 لو كانت الحركة متسارعة بطاقتها الخلاقة، وبخلافه سيكون النقصان مؤخِّرًا للطاقة على نحوٍ واضح، وربما يتسبب بالكآبة الوقتية والموضعية. غير أن الإصرار الزمني لتفعيل الرقم (1) هو ما يستدعي إعادة الطاقة الإيجابية، لنشرها في زوايا ومفاصل العدد (100) على أساس توليد شحنات كهربائية متحركة وفاعلة في توفير كثير من مفاعلات تالية إلى الرقم المئوي، وتنشيطه، ليتم اكتماله السعيد.
(6)
لو نظرنا إلى الإضافة التالية للعدد (100) بأن نزيد عليه طاقة أخرى من الأرقام العشوائية (- 2 - 7 - 9) يعني بأننا سنبدأ عملية خلق تالية، بدائرة حياتية جديدة في محاولة لاستعادة تجربة القرن المئوي الأول، وما فيها من سحرية روحانية وتجربة فعلية عميقة، فهذا العدد هو تجربة تشير إلى قرن خيالي زمني كامل بانسيابية طويلة بعض الشيء، ليس بالضرورة أن تكون فردية، بقدر ما هي حياتية، ينتظم معها ملايين الناس برمزية عالية، تشير إلى محاولة أخرى لإكمال دورات قمرية، وصولًا إلى 100 دورة أرضية، ترتبط بمعطيات السماء وما فيها من أفلاك ومجرات ونجوم متناثرة وغبار ذري ومغناطيسية هائلة وغموض كبير، ليس من السهل أن نقف عند حدوده. لكن الـ 100 بانغلاقه حول دائرته، سيتيح إلى مئوية أخرى أن تستمر بالدوران حول نفسها لخلقٍ جديد (200) وكلها ترتبط بالزمن المتسارع الذي لا يتوقف أبدًا. أي أنه لا يقطع الطريق أمام نمو المائة الثانية التي تعقبه. بل يكون انغلاقًا ذاتيًا مُحكمًا حول اكتمال الذات العددية التي قطعت شوطًا طويلًا في الزمن.
رؤيا العدد 100
يربط جماعة تفسير الرؤيا العدد 100 بالكمال والاكتمال والفوز والبركة والخير والحب والأمل والمتانة والرزق والسعادة، ولا شك أن مفسر الأحلام العربي القديم ابن سيرين (توفي بعد وفاة المتصوف الحسن البصري بـ 100 يوم) كان يربط الأحلام بالواقع، خاصة بالأعداد المكتملة (10 ـ 100 ـ 1000) التي تقبل القسمة على نفسها، فهي عنده أرقام الذكاء والشجاعة والقوة وصلة الأرحام، لا سيما العدد 100المتآخي مع الخير بشكل عام، فهو عدد ليس إشكاليًا، بقدر ما هو عدد ساطع في دائرته ووجوده في الحياة، تلك التي أشار إليها القرآن والإنجيل في مناسبات مختلفة، في رمزيات متناوبة على أساس تقييم الواقع وملابساته المحتملة، لنجد أن المفسرين الرؤيويين؛ مع الفاعل الديني والصوفي الذي يهيمن على مصادرهم الشخصية، قريبون من وجودهم المعنوي كظاهرة قرائية، لا تستبطن الغيب، إنما هي قريبة من معطيات التجليات الدينية وروعتها في خلق التعاملات الحياتية على وفق المستتر من الأرقام والأعداد وتأويلاتها، ربما الأسطورية، أو الخرافية، وفي مثل هذه التضادات يتجلى مفسر الأحلام ؛ كابن سيرين، في إعطاء مساحات دقيقة للتأويل والاحتمال، فالقراءة السيرينية في زمنها اعتمدت على الروحانيات الدينية والصوفية وما تتمخض عنه من أثر إيجابي في النفوس، على عكس قراءات فرويد للأحلام التي يُخضعها إلى منطق تفسيري قائم على ارتدادات وارتجاجات نفسية ومعطيات مختلفة في هذا الجانب.
هوامش:
* ابن سيرين:هو أبو بكر محمد بن سيرين البصري، التابعي الكبير والإمام القدير في التفسير والحديث والفقه وتعبير الرؤيا، وهو علّامة في تفسير الأحلام، إضافة إلى أنه عالم بالحساب والفرائض والقضاء. كان عالمًا بارعًا بتأويل الرؤى. له كتاب "تفسير الأحلام".
* الخوارزمي: عالم رياضيات وفلك وجغرافيا. أولاه المأمون بيت الحكمة. ترك عددًا من المؤلفات في علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا، من أهمها كتاب "المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، الذي يعد أهم كتبه. ضمت مؤلفاته كتاب "الجمع والتفريق في الحساب الهندي"، وكتاب "رسم الربع المعمور"، وكتاب "تقويم البلدان"، وكتاب "العمل بالإسطرلاب"، وكتاب "صورة الأرض"، الذي اعتمد فيه على كتاب المجسطي لبطليموس.
* الحسن البصري: إمام وقاضٍ ومحدّث من علماء التابعين، ومن أكثر الشخصيات البارزة في عصر صدر الإسلام. سكن البصرة، وعظمت هيبته في القلوب، فكان يدخل على الولاة فيأمرهم وينهاهم.
* فيثاغورس: فيلسوف وعالم رياضيات يوناني. كتب مبادئ لتطوير علم الرياضيات، وعلم الفلسفة المنطقي الغربي. ساهم في تطوير علم الفلك والموسيقا، كما نُسبت إليه تعريفات بعض المصطلحات؛ ككلمة الفلسفة التي شرحها بمعنى حب الحكمة، وكلمة الرياضيات التي عرّفها بأنّها الأنظمة التي يُمكن الاستفادة منها
* تعد حرب الـ100 عام بين فرنسا وإنكلترا من أطول الحروب في التاريخ، إذ وقعت على مدار 116عامًا بين 1337و1453، وتعاقب خلالها 5ملوك على حكم فرنسا، و5ملوك على حكم بريطانيا. واكتسبت الحرب اسمها من الكاتب والمؤرخ الفرنسي فيليب كونتامين، الذي أطلق عليها هذا الاسم.
ملحوظة:
بجمع 5 ملوك لكل من بريطانيا وفرنسا يصبح المجموع العددي (10)، إذ تخلصت الأرقام من فرديتها، وأصبحت عددًا كمشروع ينمو مثل الثواني المتحركة في الساعة، لكن ليس بسرعتها. فالـ(1) ابتداء المشروع، لكن الـ (0) يحتاج إلى أن ينمو مع رقم ما. لذا نرى أن ثواني الساعة متوقفة... توقفت الحرب وبدأ الطرفان بتقديم بياناتهما عن القتلى والجرحى والخسائر الحاصلة على مدار حرب الـ 100 عام.
* تعريف الأعلام من (الموسوعة الحرة ـ ويكيبيديا).