"تحيا فلسطين": أغنية سويدية تحوّلت لأيقونة تضامن زمن الطوفان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "تحيا فلسطين": أغنية سويدية تحوّلت لأيقونة تضامن زمن الطوفان



    "تحيا فلسطين": أغنية سويدية تحوّلت لأيقونة تضامن زمن الطوفان
    أوس يعقوب 3 يناير 2024
    استعادات
    جورج توتري وفرقته
    شارك هذا المقال
    حجم الخط



    منذ الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إثر عملية "طوفان الأقصى"، تردّد صدى الأغنية السويدية الشهيرة Leve Palestina "تحيا فلسطين"، لمؤلّفها الفلسطيني ابن مدينة الناصرة جورج توتري (1946)، بكلماتها المقاومة الحماسية في وسط مدينة ستوكهولم، لتجتاح بعد ذلك شوارع مدن وعواصم العالم، وتتردّد أصداؤها في أبرز ميادين العالم، وتكتسح منصات التواصل الاجتماعي كتعبير عن رفض الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية على غزة.

    وقد حصد أحد مقاطع الأغنية في منصة "تيك توك" نحو مليونَيْ مشاهدة في أسبوع واحد فقط، فضلًا عن تكرارها في مئات المقاطع، ما جعل وسائل الإعلام الغربية وبعض المنصات الإعلامية تصف الأغنية بأنها "أيقونة الاحتجاجات الغربية الداعمة لفلسطين، ونشيد دولي جديد ضد الصهيونية".

    منذ 45 سنة والأغنية تُلاحَق بتهمة معاداة السامية

    قُدّمت الأغنية السويدية Leve Palestina "تحيا فلسطين" لأول مرة في حفل بالعاصمة السويدية استوكهولم، من خلال الفرقة السويدية "كوفية" KOFIA نسبة إلى الكوفية الفلسطينية، التي أسّسها الفنان جورج توتري، الذي هاجر إلى السويد بعد هزيمة حزيران/ يونيو سنة 1967، والذي أطلق أغنيته "تحيا فلسطين" في عام 1978، بغرض تنبيه المجتمع السويدي إلى قضية بلده الأم. وقد جاء تشكيل فرقة "كوفية" متأثِّرًا بأجواء السبعينيات التي غلب عليها الطابع الثوري والأُممي، وتكونت من 12 شخصًا، جميعهم من جنسيات مختلفة، وكان توتري الفلسطيني الوحيد بينهم.

    ورغم أنّ فرقة "كوفية" كانت قد توقّفت عند ألبومها الرابع والأخير، الذي تزامن مع الانتفاضة الأولى عام 1987، إلّا أنّ الأغنية ما زالت تحظى بمكانتها في خريطة الفن الفلسطيني المقاوم، والمهتمّين به.

    ففي أحد مقاطع الأغنية التي تبدأ بصيحة "تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية"، يروي توتري قصة كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكيف بدأ الفلسطينيون بإلقاء الحجارة أولًا ثم أطلقوا الصواريخ على أعدائهم، فكل العالم يعرف كفاحهم لتحيا فلسطين حرّة، على حدّ وصف الأغنية.

    ومنذ إنتاج الأغنية قبل 45 سنة، وهي تُلاحَق بتهمة معاداة السامية لأنها تضمنت عبارة "تسقط الصهيونية"، ولأن اللحن البسيط والإيقاع الحماسي حرّض على تكرار حضورها مع كل حرّاك أو حدث يرتبط بفلسطين المحتلّة، وكان أن غنتها فرقة "كوفية" في حفل بمدينة القدس المحتلّة، تزامنًا مع الانتفاضة الأولى سنة 1987، ليُلاحق الصهاينة أصحابها بالاتّهامات.

    وقد حشدت أغنية "تحيا فلسطين" جمهورًا واسعًا لها، بعد أن أعادت فرقة "سبارتكوس" السويدية توزيعها سنة 2016، وفي سنة 2019 ردّدها متظاهرون ينتمون إلى الحزب الاشتراكي السويدي في اليوم العالمي للعمال، ليتّهمهم رئيس الوزراء آنذاك بأنهم معادون للسامية، داعيًا إلى حظر الأغنية، بينما عقد البرلمان جلسة وقتها بغرض مناقشة محتوى الأغنية، والحكم ما إذا كانت كلماتها معادية للسامية.

    توتري دافع عن الأغنية، نافيًا أن تكون معادية للسامية، وأكّد أنها تدعو إلى حث العالم على "التخلّص من نظام السيطرة على الآخرين بقوّة السلاح"، مشيرًا إلى أنّ رسالة الأغنية هي أنّ "للفلسطيني الحقّ في وطنه حتى لو عاش اليهود هناك، وليس تحت حكم دولة استعمارية كما هي الحال الآن".

    ورغم الحصار الذي ضُرب على الأغنية، عادت "تحيا فلسطين" منذ ثلاثة أشهر بصوت مغنيتها السويدية كارين أولسن بصورة أوسع من أيّ مرّة سابقة تم استدعاؤها فيها.




    أربعة ألبومات وثلاث أسطوانات وشريط واحد حصاد "كوفية"

    يعيش الفنان الفلسطيني جورج توتري الآن في مدينة غوتنبرغ في الساحل الغربي من السويد، وعندما كتب أغنية "تحيا فلسطين" كان ذلك بهدف التعريف بالفلسطينيين وقضيتهم، وكانت السويد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كغيرها من بعض دول العالم لا تعرف إلّا القليل جدًا عن وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني.

    عن تأسيس الفرقة يقول توتري في حديث صحافي مع موقع "وطن" الفلسطيني: "ولدت فرقة KOFIA في منزلي عام 1972، واسمها جاء من الكوفية الفلسطينية التي كانت وما زالت رمز النضال، نكتبها بحروف لاتينية، وهذا ما يميّزها عن مسمّى كوفية الذي تحمله الفرق الأخرى، وهدف عملنا هو حب الإنسانية". ويتابع: "غنينا عن المرأة أغنية "ابنة فلسطين" باللغتين السويدية والعربية، في البداية حاولت أن أنوع بين اللغتين، لكن في بعض الاغاني لا ينجح الجمع بين اللغتين فنغنيها بلغة واحدة فقط".

    وخلال السنوات الستّ الأولى من تأسيس فرقة "كوفية" قدّمت عددًا من الأغاني بلغاتٍ مختلفة، منها العربية والسويدية والإيطالية، وفي سنة 1978 طرحت "كوفية" ألبومها الثاني الذي حمل عنوان "أرض وطني"، وكانت من بين أغنياته "تحيا فلسطين" التي كتبها توتري، وسرعان ما تحوّلت إلى نشيد ثوري يردّده الآلاف نصرة لكل قضية عادلة حول العالم.

    وبين تاريخ تأسيس الفرقة سنة 1972 وحتى اندلاع الانتفاضة الأولى سنة 1987، أصدرت "كوفية" أربعة ألبومات، وثلاث أسطوانات، وشريطًا واحدًا، كلها بالتمويل الذاتي من دون الاعتماد على شركات إنتاج فني.
    "سنة 2019، ردّد الأغنية متظاهرون ينتمون إلى الحزب الاشتراكي السويدي في اليوم العالمي للعمال، ليتّهمهم رئيس الوزراء آنذاك بأنهم معادون للسامية، داعيًا إلى حظر الأغنية، بينما عقد البرلمان جلسة وقتها بغرض مناقشة محتوى الأغنية، والحكم ما إذا كانت كلماتها معادية للسامية"
    ولم تكن أغنية "تحيا فلسطين" الأغنية الوحيدة التي غنَّتها فرقة "كوفية" دعمًا للقضية الفلسطينية، بل صدّرت أكثر من ثلاثين أغنية، منها أغنية غنَّتها الفرقة في ألبومها الأول "فلسطين هي أرضي" الصادر سنة 1976، أظهرت رسالتها المقاوِمة الجريئة، إذ افتتحت "كوفية" مشوارها الفني بأغنية "نار على الصهاينة والإمبرياليين والرجعيين"، واستخدمت مزيجًا موسيقيًا وإيقاعيًا حادًا بين آلة العود وآلة "البوزوكي" اليونانية. وقد جاءت كلمات الأغنية باللغتين السويدية والعربية في تحدٍّ شجاع للاحتلال الإسرائيلي.

    وعلى الإيقاع الموسيقي نفسه، جاءت الأغنية الثانية "المدفعية والدبابات" Pansar Och Canoner، وهي تحكي قصة امرأة انضم زوجها المُزارع إلى الفدائيين الفلسطينيين، وقرّر أن يحرّر الأراضي المحتلّة في "ثورة شعبية" في كل فلسطين.

    أصدرت "كوفية" ألبومها الثالث سنة 1988 بعنوان "موال لعائلتي وأحبائي"، وكما هو واضح من العنوان يحكي الألبوم بالكامل عن حياة الفلسطيني وسط عائلته وأحبائه، وفرحته بأول المطر، ورقصته على الدبكة الفلسطينية الشهيرة، وعمل النساء في تطريز الأثواب الفلسطينية المعروفة.

    أما ألبوم "كوفية" الرابع والأخير فصدر سنة 1988 أثناء الانتفاضة الأولى، وعلى عكس الألبومات السابقة سُجلت أغاني هذا الألبوم بكلمات عربية فقط، وكأنه جاء بطاقة بريدية لهؤلاء الذين ظلوا في فلسطين رغم كل المعاناة والقهر والإبادة التي يتعرضون لها يوميًا. كما احتوى الألبوم على أغانٍ بمقاطع مخصّصة لغزة والقدس والجليل، وأغانٍ حرّضت على الكفاح والثورة الشعبية. ومن خلال الموسيقى والأغاني نجح توتري في نقل الروح القتالية للقضية الفلسطينية إلى قلب أوروبا، دون أن يتورّط في جر قضيته إلى خطاب "نبذ العنف".

    وفي لمسة وفاء وتكريم لفرقة "كوفية" أعادت عازفة العود الفلسطينية ريم عنبر، والموسيقي والباحث في الموسيقى الفلسطينية الإيرلندي لويس بريهني، إضاءة تاريخ الفرقة من خلال شريط وثائقي أُنتِج سنة 2020، وحمل عنوان "كوفية: ثورة من خلال الموسيقى".
    جاء تشكيل فرقة "كوفية" متأثِّرًا بأجواء السبعينيات التي غلب عليها الطابع الثوري والأُممي
    كلمات أغنية "تحيا فلسطين" باللغة العربية

    تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية

    تحيا تحيا تحيا فلسطين

    نحن زرعنا الأرض

    ونحن حصدنا القمح

    ونحن قطفنا الليمون

    وعصرنا الزيتون

    وكل العالم يعرف أرضنا

    ونحن رمينا الحجارة

    على الجنود والشرطة

    ونحن أطلقنا الصواريخ

    على أعدائنا

    وكل العالم يعرف عن كفاحنا

    وسوف نحرّر أرضنا

    من الإمبريالية

    وسوف نعمر بلادنا

    نحو الاشتراكية

    العالم بأجمعه سيشهد ذلك

    تحيا تحيا تحيا فلسطين

    تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية...
    شارك هذا المقال مقالات اخرى للكاتب

يعمل...
X