ضرورة فنية أم تلاقح للثقافات..توظيف الأسماء العالمية في الرواية.- رامي فارس الهركي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضرورة فنية أم تلاقح للثقافات..توظيف الأسماء العالمية في الرواية.- رامي فارس الهركي





    **توظيف الأسماء العالمية في الرواية… ضرورة فنية أم تلاقح للثقافات
    1 - يناير - 2024م
    *رامي فارس الهركي
    يلجأ بعض الكتاب والروائيين إلى توظيف الأسماء العالمية الأدبية، وأحيانا بعض الشخصيات الأدبية المشهورة في نصوصهم، وقد ولا يقتصر هذا التوظيف على الفن الروائي، بل يتعداه للقصة بأنواعها والمسرحية، وأحيانا الموسيقى كذلك. وفي السنوات الأخيرة ظهرت إصدارات روائية عربية وعالمية تحمل عناوينها أسماء لبعض عمالقة الأدب والفكر العالمي مثل رواية «كافكا على الشاطئ» للياباني هاروكي موراكامي، ورواية «ملعون دستويفسكي» للروائي الأفغاني عتيق رحيمي ورواية «أبناء الجبلاوي» للمصري إبراهيم فرغلي وغيرها الكثير. البعض يرى أن هذا التوظيف هو محاولة من المؤلف نفسه لدعم نصه ببعض الأسماء، والهدف منه جذب القارئ، وجعل النص أقوى، والبعض يرى أنه لا نظير في ذلك إذا ما كان النص جيدا، ويستحق توظيفا، أو عنونة، أو استدعاء بعض الأسماء والشخصيات الأدبية والفنية العالمية. في هذا الموضوع استطلعنا آراء بعض الأدباء حول هذه الحالة الأدبية…

  • #2
    التوظيف ضرورة فنية:

    الروائي العراقي رياض المولى قال «كل عمل روائي لا بد أن يحمل بين طياته التقاطات من الواقع، سواء كان ذلك حدثا، أو موقفا أو شخصية معينة، حتى تكون أحجار زاوية يسند بها هيكل النص بشكله العام، ويكون منسجما مع أحداث الرواية». وأضاف «التوظيف هنا يجيء لضرورة فنية، وليس من باب الحشو، أو التكلف لأن ذلك يخل بإيقاع الرواية، فالأسماء العالمية على مختلف مستوياتها وتوجهاتها لا ضير في توظيفها روائيا، إذا كان ينسجم مع نسق الرواية وتوجهها».

    تسويق النصوص:

    الكاتب والروائي العراقي محمد جبار، أكد أن «السوق الثقافي هو من يقرر الحالة، الكاتب يقدم النص ويوظف الأسماء العالمية، سواء داخل النص أو كعنوان للعمل الروائي اعتمادا على ما يطلبه السوق الثقافي». وأضاف «بعض الكتاب يعتمدون على استدعاء الأسماء العالمية في نصوصهم لتسويق نصوصهم في سوق الكتاب العالمي، الذي دائما ما يطلب الغريب والجاذب».

    تعليق


    • #3
      الترويج للرواية:

      شريف شعبان روائي مصري أكد انه عادة ما يلجأ بعد الأدباء إلى حيلة التناص في أعمالهم الأدبية، سواء من ناحية فكرة العمل أو عنوانه. وقال إن «الجديد في الموضوع هو أن نجد بطولة عدة أعمال أدبية عربية شخصيات حقيقية ما بين فلاسفة أو مفكرين أو أدباء، أو ربما شخصيات خالية لها واقعها على الوسط الأدبي، وهو نوع من الترويج للرواية وربط أحداثها وأبطالها الخياليين بالعالم الحقيقي، وعمل خلط بين الخيال والواقع، أو محاولة لإعادة صياغة حياة الشخصية العامة، لكن من منظور مؤلف الرواية بشكل خيالي». وأضاف مثلا نجد رواية «أبناء الجبلاوي» للكاتب المصري إبراهيم فرغلي، وقد صنع من نجيب محفوظ وأعماله أبطالاً لروايته ونعت عنوانها بالجبلاوي، بطل روايته الأشهر «أولاد حارتنا». أما رواية «كافكا على الشاطئ» فللوهلة الأولى يعتقد القارئ أنها عن الفيلسوف التشيكي فرانز كافكا، إلا أن بطل الرواية كافكا تامورا يحمل اسمه. أما رواية «سيد بطرسبورج» فهي رواية صدرت عام 1994 للكاتب الجنوب افريقي جيه. إم. كوتزي، وهي عمل خيالي لكنها تصور الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي باعتباره بطل الرواية يعتمد على مزج بين حياة دوستويفسكي وحياة المؤلف وتاريخ روسيا ليخرج نتائج مزعجة للغاية». موضحا أنه « وفي نطاق السينما نجد فيلم «في الحب والحرب» هو فيلم رومانسي مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للأديب الأمريكي إرنست همنغواي، وتقع أحداث الفيلم أثناء الحرب العالمية الأولى وبني الفيلم أساسا على تجربة إرنست همنغواي في الحرب، عندما كان سائق سيارة إسعاف في إيطاليا، وتعرض للجرح أثناء الحرب ونقل إلى المستشفى، وهناك وقع في حب الممرضة أجنيس فون كوروفسكي، لكن العلاقة بينهما لم تنجح، أما الفيلم فهو في محاولة متعمدة لالتقاط ما وصفه المخرج بـ»الكثافة العاطفية» لهمنغواي حيث يأخذ الحرية في التعامل مع الحقائق. ففي الحياة الواقعية، على عكس الفيلم، ربما لم تكتمل العلاقة أبدا، ولم يلتق الزوجان مرة أخرى بعد مغادرة همنغواي إيطاليا. في المقابل تأثر همنغواي بشدة بعلاقته الرومانسية مع أجنيس كوروفسكي، وكتب لاحقا عدة قصص عنها، بما في ذلك روايته عام 1929 وداعا للسلاح».

      تعليق


      • #4
        إحالة إلى الشخصيات:

        برهان شاوي روائي عراقي يرى أن الكاتب أحيانا يتعكز على شخصيات لها مكانتها في الآداب العالمية. وأضاف «أنا لست مع القضية أو بالضد منها إنما تشعرني بأن الكاتب يحيلك إلى شخصيات لها مكانتها في الآداب العالمية الخالدة، وكأنه يتعكز عليها، وقد لا يكون للاسم علاقة ببنية السرد، كما عند الياباني هاروكي موراكامي في روايته « كافكا على الشاطئ «.

        تلاقح الثقافات:

        الكاتب والروائي السعودي أحمد السماري يرى أنها حالة طبيعية وقد تعبر عن تلاقح ثقافات مختلفة. وقال إن «حالة توظيف واستدعاء أسماء مفكرين وأدباء وشخصيات لها مكانتها على خريطة الآداب العالمية هي حالة طبيعية وقد تعبر عن تلاقح ثقافات مختلفة، لكن بشرط أن يكون ذلك التوظيف من ضمن متطلبات وسياق العمل الأدبي، وليس حشراً بداعي التباهي المعرفي والثقافي».
        * رامي فارس الهركي
        صحافي عراقي

        تعليق

        يعمل...
        X