كيف يتوصل الذهن إلى المعاني العامة ، التجريد والتعميم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يتوصل الذهن إلى المعاني العامة ، التجريد والتعميم .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    كيف يتوصل الذهن إلى المعاني العامة .. التجريد والتعميم

    كيف يتوصل الذهن إلى المعاني العامة

    ما هو منشأ المعاني العامة ؟

    الفرضية الأولى - الذهن يبدأ بالجزئي .
    هذه فرضية التجريبيين الذين يزعمون أن المعاني العامة تتألف من الادراكات الجزئية أو الفردية . ولكننا إذا تذكرنا ما قلناه في بحث الادراك تبين لنا أن الذهن لا يبتدىء بالادراك بالجزئي ، أو الفردي الذي يقتضي تفريق الأشياء بعضها عن بعض . بل يبتدىء بالحدس المبهم الكلي الذي تختلط فيه صور الأشياء بعضها ببعض . أن تكون صورة الشيء الخارجي ليس أمراً أولياً ، وإنما هو ثمرة عمل فكري طويل .

    الفرضية الثانية - الذهن يبدأ بالكلي .
    زعم العقليون أن النفس تدرك الكلي أولاً ، ثم تهبط منه إلى إدراك الجزئي . قال أرسطو : « المدرك هو الفرد ، ولكن الادراك يتبع الكلي ، فنحن ندرك الانسان الكلي قبل أن ندرك ) كالياس ( ( ۱ ) . وقال ليبنز : ان الطفل لا يدرك الفرد إدراكاً واضحاً ، لأن أقل تشابه بين الأفراد يخدعه ، فيختلط عليه الأمر ، ولا يفرق بين هذا وذاك ؛ قال : ونحن نجرد المعاني بالانتقال من الأنواع إلى الأجناس ، لا من الأفراد إلى الأنواع ( ٢ ) .

    ان في هذه الفرضية التباساً . لأنها تقتضي أن يكون التجريد أولياً ، مع أن الذهن البشري لا يستطيع وهو في حالته الابتدائية أن يقوم بفعل التجريد والتعميم . وقد ذكر ( كلا باريد ( أن المعاني العامة إنما تنشأ عن تجريد مبني على تحليل صفات الأشياء . وليس في وسع الطفل والانسان الابتدائي أن يقوما بهذا التحليل . لأن الطفل عاجز عن إدراك المفاهيم المجردة ، والانسان الابتدائي بعيد أيضاً عن تصور المعاني العامة ، وقد بين ( ريبو ) ان لغة الأقوام الابتدائية غنية بالألفاظ القريبة من الحس ، قال : « ان في لغة سكان أمريكا الشمالية ألفاظاً خاصة للدلالة على السنديان الاسود والأبيض ، والأحمر ، ولكنها لا تتضمن كلمة تدل على السنديان ولا على الشجر عموماً . ان ألفاظاً للدلالة على غسل الوجه ، أو غسل الثياب ، أو غسل الأدوات ، يبلغ عددها ثلاثين كلمة ، ولكنهم يعرفون لفظا يطلقونه على الغسل العام ( ۳ ) ، حتى أن أسماء الأعداد تختلف عندهم باختلاف الأشياء المعدودة .

    الفرضية الثالثة . الذهن يبدأ بغير الممين .
    لا فرق عند الانسان الابتدائي بين الجزئي والكلي ، كما أنه لا فرق عند الطفل بين الداخلى والخارجي ، أو الذاتي والموضوعى . قال ( ريبو ) : تنتقل النفس من غير المعين إلى المعين ، فإذا كان الأمر الغير المعين مرادفا للكلي ، كان انتقال الفكر من الجزئي إلى الكلي غير صحيح . ولكن النفس لا تبتدىء بالكلي ، بل تبتدىء بالمبهم . إن الطفل لا يعرف الأشياء تعريفا واضحا ، بل يذكر في رسمه لها صفات مختلفة . الحي عنده مثلاً ، هو ما يفعل ويتحرك ، ويشعر ، وينفع ؛ فالطفل يعمم تعميما غامضا مشوشا ، ويمزج الأجناس والأنواع بعضها ببعض ، ويكتفي في مزجه لها بالمناسبات البعيدة ، والمشابهات الظاهرة ، ويوسع معاني الألفاظ ، ويستعملها في غير محلها . وسواء لديه أكانت الألفاظ مطابقة للأشياء أم غير مطابقة لها ، فإن كل لفظ منها يصلح عنده للدلالة على كل شيء . والانسان الابتدائي كالطفل لا يفرق بين الأشياء ، ولا يحدد معانيها ، بل يمزجها بعضها ببعض مزجا روحيا يدل على أن الجميع الأشياء عنده حقيقة واحدة ، فالأحجار والأشجار تمازج شعور الانسان كما يمازج الانسان حياة الحيوان ، وهذا يوضح لنا معنى الأساطير ، ويبين لنا كيف تتحول الأشياء في نظر الانسان الابتدائي من صورة إلى اخرى ، فلا انتقال من الجزئي إلى الكلي ، ولا من الكلي إلى الجزئي ، بل الأصل في المفاهيم العامة عدم التمين ، وعدم الوضوح ، ولنبين الآن ما هي العوامل التي تنقل النفس من عدم التعين إلى التعين ، وتؤدي إلى تركيب المفاهيم العامة والمعاني المجردة ( 1 ) .

    ۱ - العامل الحيوي .

    الفكرة والمؤالفة الحيوية . ان للعوامل الحيوية والضرورات العملية أثراً عظيما في تكون المفاهيم ، فالتجريد تابع للحاجة ، والتعميم عادة حيوية ، انظر الى الطفل ، انه يعرف الاشياء بحسب منافعها ، وبحسب استعماله اياها ، حق ان مفاهيمنا وتصنيفاتنا العلمية قد تولدت من عادات عملية ، والدليل على ذلك أن تعريفات الأشياء وتصنيفاتها تابعة عنــــد الامم الابتدائية للطرائق المستعملة في الحصول عليها ، وسنبين في بحث العادة أن العادة ملكة عامة ، وأنها رد ثابت على مؤثرات خارجية متغيرة .

    وقد بين ( هنري برغسون ) أن الادراك ليس تصوراً ساكنا ، وانما هو مقياس تأثيرنا الممكن في الاشياء ، وهذا يدل أيضا على أن في الادراك تعميما . قال ( رويسن ) : « ان أنماط الفعل أقل اختلافا عندنا . من أغاط الحس ، فصراخ الطفل وحركة ركاته لا تختلف بحسب ألمه ، أو جوعه ، أو حرمانه ، انه يضع هذه المؤثرات كلها في صنف الأشياء المبكية ، وقال أيضا : انا نصنف أنماط الفعل بأجسادنا ، قبل أن نصنف الأشياء بعقولنا ، ونحن لا ندرك الأنواع والأجناس الا من خلال فاعليتنا المختلفة والموحدة ) . Evolution Psychologiquedu jugement ، . ص ١٣٤ .

    ولا يمكن أن يكون للجسد كما هو إلا حركات محدودة ، أما المؤثرات الخارجية فغير محصورة وغير معدودة ، ذلك لأن الجسد يرد على المؤثرات المتغيرة بحركات وأفعال ثابتة ؛ ويكتفي بالتشابه البسيط في مؤالفة البيئة . قال ( هنري برغسون ) : « إذا أثر حامض الكلور المائي بكيفية واحدة في كاربونات الكلس رخاما كانت أو حككاً ، فهل يقال : إن هذا الحامض يجرد صفات الجنس من الأنواع المختلفة ؟ ليس ثمة فرق بين فعل الحامض الذي يستخرج الأساس من الملح ، وبين فعل النبات الذي يستخرج العناصر الضرورية لغذائه من الأتربة المختلفة . ولنتقدم خطوة ثانية أيضاً ، ولنتصور شعوراً ابتدائياً كشعور ( الآميب ) في قطرة ماء ، انه يشعر بتشابه المواد التي يستطيع امتصاصها ، لا باختلافها بعضها عن بعض » .

    والخلاصة : انا إذا ارتقينا من المعدن إلى النبات ، ومن النبات إلى أبسط الموجودات الحساسة ، ومن الحيوان إلى الإنسان ، وجدنا وحدة في ردود الفعل ، واختلافا في المؤثرات وهذه الوحدة هي البذرة التي يقلبها شعور الإنسان إلى معنى عام .

    المناقشة
    - للتجريد إذن اصول حيوية ، إلا أنه من الصعب تفسير المفاهيم العامة بالعوامل الحيوية وحدها ، وقد أدرك ( هنري برغسون نفسه ذلك ، فقال : ان العمل يولد شعوراً بالتعميم مبهما ، ولكن هذا الشعور بعيد عن التصور التام للعمومية ( ٢ ) ، كما هو بعيد عن الإدراك الواضح للفردية . اننا نشعر بالتشابه ، ونعيش فيه قبل أن نتصوره . ان رتبة العادة الحيوية دون رتبة المفهوم ، حق لقد بين ) كلاباريد ) أن إدراك التشابه لا يتقدم دائماً على إدراك التباين ؛ نعم ان الطفل يبني عمله على تشابه الأشياء ويعيش فيه ، ولكنه لا يتصور هذا التشابه تصوراً عقلياً ؛ أما تباين الأشياء فيولد على عكس ذلك شعوراً بعدم التكيف ، كما يولد الانتباه والفكر .

    وعلى ذلك فإن العادة والمؤالفة الحركية تهيئان الفكرة ؛ ولكن الفكرة شيء ، والمادة شيء آخر : « المادة وان كانت تغني عن الأفكار والمفاهيم ، إلا أنها لا تفسرها ، بل توجد لها معادلاً غامضاً يكفي لحاجات العمل ، ويصلح للموجودات العديمة العقل ، لا للموجودات العاقلة التي تشعر بالعمل وتتأمله .

    ٢ - العامل الاجتماعي

    الفكرة والعقل الاجتماعي - ان تكون المعاني العامة تابع أيضاً للعوامل الاجتماعية . لأن الحياة الاجتماعية ترغم الأفراد على تبادل الأفكار بواسطة اللغة . واللغة شيء اجتماعي بالذات . نعم ان المعنى يختلف عن اللفظ ، إلا أنه متحد به تماماً . والطفل إذا تعلم مفردات اللغة ، تعلم معها تصنيف الأشياء في أجناس وأنواع .

    ان تصنيف الأشياء في لغات الامم الابتدائية مطابق لتصنيف القبائل . كل قبيلة من قبائل اوستراليا تنقسم إلى فخذين ، كما أن الكواكب ، والقوى الطبيعية ، والنبات ، والحيوان ، وسائر الموجودات ، من حية وجامدة ، تنقسم إلى صنفين ( Durkheim et 13 1 1.7 , 1 .Mauss in Année soc وكما أن الموجودات تنقسم عند هنود الزونيس ( Zunis ( أي المكسيك الجديدة إلى سبعة عوالم متباينة رغم تشابهها ، فكذلك تنقسم القبيلة عندهم إلى سبعة بطون .

    وقد زعم ( دوركهايم ) أن مفهوم الجنس متولد من الحياة الاجتماعية لأنه يتضمن معنى القرابة والترتيب ، وهذان الأمران لا وجود لهما في الطبيعة ، بل هما اجتماعيان بالذات ( ١ ) .

    وإذا حللنا صفات المعاني العامة ، وجدناها ترجع إلى أصل اجتماعي ، إن التصورات الحسية جزئية ، كثيرة التغير والتبدل ، أما المعاني العامة ، فهي كلية ، تصدق على عدد غير معين من الأفراد ، وهذا الأصل الاجتماعي ثابت ثبوتاً نسبياً لأنه مثال ونموذج لا يتغير إلا قليلا . إن التصورات الحسية جزئية ، وهي تنطبق على الأفراد والأشخاص ، أما المفاهيم العقلية فغير جزئية ، لأنها مشتركة بين جميع أفراد المجتمع ، فهي إذن فوق الفكر الفردي ، كما أن الجماعة فوق الأفراد .

    المناقشة
    _ يمكننا أن نستنتج من هذه النظرية ما يلي :

    ١ - إن بنية الجماعة تنعكس على ضروب التصنيف وأشكال التصور .
    ٢ - إن الهيئة الاجتماعية تنقل هذه التصورات من جيل إلى جيل بواسطة اللغة التي تحددها وتثبتها ، فلا يمكن تبديلها من غير مقاومة ، إن أكثر تصوراتنا العامة تابعة للوسط الاجتماعي الذي نعيش فيه .

    ٣ - لقد أعانت الهيئة الاجتماعية على تكوين الفكر المنطقي ، وذلك بإخراجها الفرد من دائرة العوامل الشخصية .

    ولكن هل يمكننا أن نقول : إن الهيئة الاجتماعية قد ولدت الفكر ، وأبدعت التصورات ، والمفاهيم ، وعلمت الإنسان كيفية استعمالها ؟

    للإجابة عن ذلك نقول : إن النظرية الاجتماعية لا تخلو من الاشتباه ، لأنها لا توضح لنا كيف يولد المجتمع قوة التفكير في الأفراد . إن في الفرد والطبيعة ما يغني عن المجتمع ، ولولا استعداد الفرد للتفكير لما استطاع المجتمع أن يولد فيه شيئاً ، أضف إلى ذلك أن المعنى العام كلي ، والجماعي محدود وأكثري ، وأن التفكير المنطقي مجرد عن كل سلطان ، ، أن الجماعي مقيد بنزعات المجتمع وغاياته .

    يقول الاجتماعيون : لا يكون التفكير منطقياً إلا إذا كان اجتماعيا ، ولكن يمكننا أن نقلب نظريتهم ونقول : لا تكون الحياة الاجتماعية كاملة إلا إذا كانت مبنية على التفكير المنطقي ( ١ ) .

    ٣- العامل النفسي

    الفكرة والحكم . - لا تتكون المعاني العامة إلا بتأثير الوظائف العقلية العالية ، لأنها تنطوي على الشعور بالتشابه والتباين معا . وتستلزم إدراك العلاقات والتصديق بها ، وتستند إلى أفعال ذهنية مقومة لها ، بحيث يصبح كل معنى عـام مثلا أعلى للتصورات التي اشتركت في تكوينه . لذلك قال ( بورلو ) ( ۱ ) : التعميم انتقال من الشعور المبهم إلى الشعور الواضح ، من الفكرة الغامضة إلى الفكرة الواضحة البينة . التعميم هو التعريف ، والتعريف العلاقة التي يقوم عليها التجريد ؛ الفكرة العامة هي الفكرة المحددة .

    ولا يتم تكوين المفاهيم العامة بخطور بعض الصور للذهن ، ومرورها بميدان الشعور فحسب ، كما زعم التجريبيون ، بل يتم بفعل العقل الذي يقبل هذه الصور ، أو يردها بحسب مطابقتها ، أو عدم مطابقتها لتعريف التصور ، اعني القانون المقوم له . ومما يؤيد ذلك أننا كثيراً ما نخطىء في معاني الألفاظ ، ونستشهد في الدلالة على المعنى بمثال لايدل عليه . فالمفهوم إذن مبني على الحكم ، وهو يشتمل كالحكم على فعلين أساسيين : التحليل والتركيب . فالتحليل يكشف عن الصفات الذاتية التي تدخل في تعريف المفهوم : المجرد ، أما التركيب فيجمع هذه الصفات المتفرقة ، ويؤلف منها مثالاً معين الحدود واضح العلاقات .

    التصور هو امكان عدد غير معين من الأحكام
    - من خصائص المعاني العامة اشتمالها بالقوة علي عدد . معين من الأحكام ( ۲ ) ، وقد سمى ( هاميلتون ) هذا الإمكان : Univelsalité ) ذلك أننا اذا حللنا ما صدق المحمول ومفهومه و معنی - ( Potentielle كلية بالقوة - تحليلا نفسيا ، وجدنا ماصدقه مركبا من عدد . غير متناه الأحكام الممكنة التي يكون من التصور فيها محمولاً ، كقولك زيد انسان ، وبكر انسان ، وليس جبريل انسانا . الخ .. ووجدنا المفهوم مركبا من عدد غير متناه من الأحكام الممكنة التي يكون التصور فيها
    موضوعا ، كقولك : الإنسان حيوان ، الإنسان ناطق ، أو ليس الإنسان مجتراً . الخ .. وليس اطلاق هذه الأحكام مجرداً عن كل قيد ، وإنما هو مقيد بتعريف التصور ، أي بالقانون المقوم له ، وهذا يدل على أن حقيقة المعنى الكلي مختلفة عن حقيقة الصورة . أضف إلى ذلك ان الصورة ليست ساكنة ، وصفتها الحدسية المشخصة لا تعين على بقائها في الشعور الا مدة من الزمان ، ولا تكسبها الا القليل من الثبوت النسبي ؛ أما التصور فهو عقلي بالذات ، لا يتبلور ولا ينقلب الى صورة الا اذا فقد صفته الذاتية ، فالثابت في التصور هو الحد ، اعني القانون المجرد المشتمل على الصور والأحكام ؛ أما الصور والأحكام ، فهي كثيرة الاختلاف ، كثيرة التبدل ، فكأن التصور كامن في الصور والأحكام ، حتى لقد زعم بعضهم أنه استعداد فكري ، أو جوهر لا شعوري ، أو عادة ، أو نزعة ، وهذا اللفظ أنه لا غنى للتصور عن حامل يحمله ويثبته ، وهذا الحامل هو اللفظ .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.١٠.jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	54.5 كيلوبايت 
الهوية:	188331 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.١٣_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	117.4 كيلوبايت 
الهوية:	188332 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.١٤_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	116.6 كيلوبايت 
الهوية:	188333 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.١٥_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	114.0 كيلوبايت 
الهوية:	188334 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.١٧.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	108.4 كيلوبايت 
الهوية:	188335

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.١٩_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	105.4 كيلوبايت 
الهوية:	188337 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.٢٠_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	110.7 كيلوبايت 
الهوية:	188338 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ١٣-٠١-٢٠٢٤ ١٠.٢١_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	128.5 كيلوبايت 
الهوية:	188339

    How does the mind reach general meanings... abstraction and generalization?

    How does the mind arrive at general meanings?

    What is the origin of general meanings?

    The first hypothesis - the mind begins with the particular.
    This is the hypothesis of empiricists who claim that general meanings consist of partial or individual perceptions. But if we remember what we said in the study of perception, it becomes clear to us that the mind does not begin with partial or individual perception, which requires separating things from one another. Rather, it begins with the vague and comprehensive intuition in which the images of things are mixed with each other. Having an image of an external thing is not a preliminary matter, but rather the result of long intellectual work.

    The second hypothesis - the mind begins with the whole.
    The rationalists claimed that the soul perceives the universal first, and then descends from it to the perception of the particular. Aristotle said: “The perceiver is the individual, but perception follows the universal. We perceive the universal human being before we perceive (Kalias) (1). Leibniz said: The child does not perceive the individual clearly, because the slightest resemblance between individuals deceives him, and he becomes confused about the matter. He differentiates between this and that; he said: We abstract meanings by moving from species to genera, not from individuals to species (2).

    There is ambiguity in this hypothesis. Because it requires that abstraction be primary, even though the human mind cannot perform the act of abstraction and generalization in its primary state. Both Bared mentioned that general meanings arise from an abstraction based on an analysis of the characteristics of things. The child and the elementary human being are not capable of doing this analysis, because the child is incapable of comprehending abstract concepts, and the elementary human being is also far from conceptualizing general meanings, and he explained ( Ribo) that the language of the primary peoples is rich in words close to the senses. He said: “In the language of the people of North America there are special words to indicate black, white, and red oaks, but they do not include a word to indicate oaks or trees in general. There are words to indicate washing the face, Or washing clothes, or washing tools, there are thirty words in number, but they know a word that they apply to general washing (3), so that the names of the numbers differ according to the differences in the things that are counted.

    The third hypothesis. The mind begins with the right mind.
    There is no difference for a primary human being between the partial and the whole, just as there is no difference for a child between the internal and the external, or the subjective and the objective. Ribot said: The soul moves from the unspecified to the specific. If the unspecified matter is synonymous with the universal, then the transition of thought from the particular to the universal is incorrect. But the soul does not begin with the universal, rather it begins with the vague. The child does not know things clearly, but rather mentions different characteristics of them in his drawing. For him, the living, for example, is what does, moves, feels, and benefits; The child makes vague, confusing generalizations, mixes genera and species with one another, and suffices in his mixing of them with distant occasions and apparent similarities, expands the meanings of words, and uses them in the wrong place. Whether the words correspond to things or do not correspond to them, each word is suitable for him to indicate everything. The primitive man is like a child. He does not differentiate between things, nor does he determine their meanings. Rather, he mixes them with one another in a spiritual way that indicates that all things have one reality for him. Stones and trees mix with human feeling just as man mixes with animal life. This clarifies to us the meaning of myths, and shows us how things transform in life. Primary man looks from one form to another, and there is no transition from the particular to the universal, nor from the universal to the particular. Rather, the origin of general concepts is lack of specificity and lack of clarity. Let us now explain what are the factors that move the soul from indeterminacy to specificity, and lead to the synthesis of concepts. General and abstract meanings (1).

    1 - The vital factor.

    Idea and biosynthesis. Vital factors and practical necessities have a great impact on the formation of concepts. Abstraction is a function of need, and generalization is a vital habit. Look at the child. He knows things according to their benefits, and according to his use of them. It is true that our scientific concepts and classifications were born from practical habits, and the evidence for this is that the definitions of things Its classifications depend among elementary nations on the methods used to obtain it, and we will show in the study of habit that habit is a general faculty, and that it is a fixed response to changing external influences.

    Henri Bergson explained that perception is not a static perception, but rather a measure of our possible influence on things. This also indicates that there is generalization in perception. Roisin said: “Our patterns of action are less different. Whoever neglects the senses, for the child’s cries and the movement of his kicks do not differ according to his pain, hunger, or deprivation, places all of these influences in the category of things that make us cry. He also said: We classify patterns of action with our bodies, before we classify things with our minds, and we only perceive types and types. Through our different and unified activities. Evolution Psychologique du jugement,. p. 134.

    The body as it is can only have limited movements, while external influences are unlimited and uncountable. This is because the body responds to changing influences with fixed movements and actions. The simple similarity in matching the environment is sufficient. Henri Bergson said: “If hydrochloric acid affects the carbonate of lime in one way, whether it becomes marble or abrasions, can it be said that this acid strips the characteristics of the genus from the different species?” There is no difference between the action of an acid, which extracts the base from salt, and the action of a plant, which extracts the elements necessary for its food from various soils. Let us take a second step as well, and imagine an elementary feeling like that of an amoeb in a drop of water. It feels the similarity of the substances it can absorb, not their difference from one another.

    In conclusion: If we rise from the mineral to the plant, from the plant to the simplest sensitive beings, and from the animal to the human, we will find unity in reactions and differences in influences, and this unity is the seed that human feeling turns into a general meaning.

    Discussion
    Abstraction, then, has biological origins, but it is difficult to explain general concepts with biological factors alone. Henri Bergson himself realized this, saying: Work generates a feeling of vague generalization, but this feeling is far from a complete perception of generality (2), just as it is far from The clear awareness of individuality. We feel similarity, and we live in it before we perceive it. The rank of vital habit is below the rank of concept. Claparde has shown that the perception of similarity does not always precede the perception of contrast; Yes, the child bases his work on the similarity of things and lives in it, but he does not mentally imagine this similarity. On the contrary, the contrast of things creates a feeling of non-adaptation, and it also generates attention and thought.

    Accordingly, habit and motor familiarity prepare the idea; But the idea is one thing, and matter is another thing: “Although matter replaces ideas and concepts, it does not explain them. Rather, it creates a mysterious equivalent for them that suffices the needs of work, and is suitable for mindless beings, not for rational beings that feel and contemplate work.

    تعليق


    • #3
      2- The social worker

      The idea and the social mind - that general meanings are also dependent on social factors. Because social life forces individuals to exchange ideas through language. Language is a social thing in itself. Yes, the meaning is different from the word, but it is completely united with it. If the child learns the vocabulary of the language, he learns with it to classify things into genera and types.

      The classification of things in the languages ​​of primary nations is identical to the classification of tribes. Each of the tribes of Australia is divided into two parts, just as the planets, natural forces, plants, animals, and all other beings, whether animate or inanimate, are divided into two categories (Durkheim et 13 1 1.7, 1 Mauss in Année soc. Just as beings are divided among the Zunis Indians The Zunis (i.e., New Mexico) are divided into seven different worlds despite their similarity. Likewise, the tribe is divided into seven clans among them.

      Durkheim claimed that the concept of gender is generated from social life because it includes the meaning of kinship and arrangement, and these two things do not exist in nature, but rather are social in themselves (1).

      If we analyze the characteristics of general meanings, we find that they are due to a social origin. Sensory perceptions are partial and frequently change and alter. As for general meanings, they are comprehensive and apply to an indefinite number of individuals. This social origin is relatively stable because it is an example and model that changes only slightly. Sensory perceptions are partial, and they apply to individuals and persons, while mental concepts are not partial, because they are shared by all members of society, so they are above individual thought, just as the group is above individuals.

      Discussion
      We can conclude from this theory the following:

      1 - The structure of the group is reflected in the types of classification and forms of perception.
      2 - The social organization transmits these perceptions from generation to generation through the language that defines and confirms them. They cannot be changed without resistance. Most of our general perceptions are dependent on the social environment in which we live.

      3 - The social organization has helped to form logical thought by removing the individual from the circle of personal factors.

      But can we say: The social body generated thought, created perceptions and concepts, and taught man how to use them?

      To answer this, we say: Social theory is not free from suspicion, because it does not explain to us how society generates the power of thinking in individuals. There is something in the individual and nature that does not need society, and if it were not for the individual’s willingness to think, society would not have been able to generate anything in him. In addition to that, the general meaning is comprehensive, and the collective meaning is limited and major, and that logical thinking is devoid of all authority, and that the collective is restricted by the tendencies and goals of society.

      Socialists say: Thinking is not logical unless it is social, but we can reverse their theory and say: Social life is not complete unless it is based on logical thinking (1).

      3- The psychological factor

      Idea and judgment. General meanings are formed only under the influence of higher mental functions, because they involve a feeling of both similarity and dissimilarity. It requires realizing and believing in relationships, and is based on mental actions that establish them, so that every general meaning becomes an ideal for the perceptions that participated in its formation. Therefore, Borlau said (1): Generalization is a transition from a vague feeling to a clear feeling, from a vague idea to a clear and clear idea. Generalization is definition, and definition is the relationship on which abstraction is based; The general idea is the specific idea.

      General concepts are not only formed by the threat of some images to the mind and their passing through the field of feeling, as the empiricists claimed, but rather by the action of the mind that accepts these images or rejects them according to their conformity or non-conformity with the definition of perception, I mean the law that establishes it. What supports this is that we often make mistakes in the meanings of words, and we cite an example to indicate the meaning that does not indicate it. The concept is therefore based on judgment, and like judgment it includes two basic actions: analysis and synthesis. Analysis reveals the intrinsic qualities that enter into the definition of the concept: the abstract, while synthesis brings together these dispersed qualities and forms from them an example with specific boundaries and clear relationships.

      Perception is the possibility of an indefinite number of judgments
      One of the characteristics of general meanings is that they include a number by force. A certain number of judgments (2), and Hamilton called this possibility: Univelsalité. This is because if we analyze what is true of the predicate, its meaning, and the meaning of “potentielle” completely by force - psychologically, we find what is true is composed of an infinite number of possible judgments that come from perception. There is a predicate in it, as you say: Zaid is a human being, and Bakr is a human being, and Gabriel is not a human being, etc. And we found the concept composed of an infinite number of possible rulings in which the concept is
      Subject matter, such as when you say: Man is an animal, man is a speaker, or man is not a ruminant. Etc.. The issuance of these rulings is not devoid of any restriction, but rather it is restricted to the definition of the concept, that is, to the law that evaluates it, and this indicates that the reality of the overall meaning is different from the reality of the image. In addition, the image is not static, and its intuitive, personalized description does not help it remain in the feeling except for a period of time, and does not give it anything except a little relative stability. As for perception, it is mental in itself. It does not crystallize or turn into an image unless it loses its intrinsic quality. What is constant in perception is the limit, I mean the abstract law that includes images and rulings. As for the images and rulings, they are very different and frequently changeable. It is as if perception resides in the images and rulings, to the point that some of them have claimed that it is an intellectual disposition, or an unconscious essence, or a habit, or an inclination. This expression is that the conception is indispensable for a bearer that carries it and stabilizes it, and this bearer is It is the word.

      تعليق

      يعمل...
      X