قصة وقصيدة من الماضي
قصة وقصيدة
القلب حن وبين الاضلاع يعول
كان لفالح العتل ابنة عم على قدر كبير من الجمال، وكان “محيرها” أي مانعها من الزواج بغيره حسب عادات أهل البادية حيث يعطى ابن العم الأحقية بالزواج بابنة عمه قبل غيره ولا يمكنها أن تتزوج بدون أن يسمح لها وإن زوجها والدها متجاوزًا العرف فقد يتعرض هو للقتل كما يتعرض الزوج أيضًا. لذا نجد أن هذه العادة محترمة بينهم. المهم أن فالح هذا أوقف ابنة عمه عن الزواج بغيره لأنه يريدها وهي رفضت الزواج به لأنها لا تريده، وبقيت هكذا معلقة. وفي أحد الأيام جاء لفالح هذا شخص وقال له إن سبب عزوف ابنة عمك عنك أن هناك شخصًا آخر اسمه فلان من نفس القبيلة هو الذي أغواها ولعب بأفكارها وغيرها عليك.
فقرر فالح أن يقتل ذلك الشخص الذي تحبه وبدأ يتتبعه وكان هذا الشخص مولعًا بالصيد يخرج بالصباح ويعود بالمساء فتبعه وهو يتحين الفرص لكي يقتله. وبعد أن تعب الرجل استراح في ظل صخرة وكان فالح من خلفه بينهما الصخرة والرجل لا يراه، فمد فالح بندقيته يريد قتله وإذا بالرجل يظهر ربابته ويغني عليها، ويقول:
القلب حن وبين الاضلاع يعول
والعين جاز لها البكا من عناها
والعين جاز لها البكا من عناها
على الذي عينه كما عين مغزل
لا شافت القناص جا من وراها
لا شافت القناص جا من وراها
الى جات مع خطو المخاريم تهذل
اخطا الرصاص وشافت اللي رماها
اخطا الرصاص وشافت اللي رماها
عليه قلبي بين الاضلاع يجزل
اجزال دلو يوم يجزل رشاها
اجزال دلو يوم يجزل رشاها
لو كان له في غاية القلب منزل
ما تنرجا وحبال فالح وراها
ما تنرجا وحبال فالح وراها
كل هذا وفالح كامن له بين الصخور يريد قتله ويقول حتى اسمع البيت الآخر فقد كان الشاب يغني على ربابته وهو يبكي حتى وصل للبيت الأخير الذي يمتدح فيه ابن عمها بأن لا أمل لمن يريدها وابن عمها فالح محيرها خصوصًا وأنه لا يقدر عليه أحد.
فإذا بطرف بندقية فالح على بلعوم الشاب، وفالح يحلفه احلف أنك لا تعلم بوجودي؟!
فيحلف الشاب، فيقول له جزاء كلامك قد أطلقتها من (حيارى) ولك أن تتزوجها، وتزوجها