"أبونسب" خلطة كوميدية لإقناع الجمهور بالضحك
السينما المصرية تفضل البقاء في مناطق آمنة لتحقيق أهداف تجارية.
السبت 2024/01/20
ثنائي حقق نجاحات في السينما الكوميدية
رغم نجاحه الكبير داخل مصر وخارجها، ورغم تحقيقه توليفة كوميدية مقنعة، لم يسلم فيلم “أبونسب” من انتقادات طالت بطل العمل محمد إمام، تتهمه بتقليد والده عادل إمام رغم أن الممثل الشاب يظهر عاما تلو الآخر موهبة ورغبة في الخروج من جلباب الزعيم.
القاهرة - حضرت الكوميديا في الكثير من الأفلام السينمائية المصرية المطروحة حاليا في دور العرض السينمائي، ويظهر ذلك من خلال أفلام موسم إجازة نصف العام الدراسي الذي يشهد تقديم 12 عملا، جلها حول الكوميديا وظلالها، باعتبارها منطقة دافئة تضمن لشركات الإنتاج تحقيق معدلات نجاح كبيرة، واللعب على حاجة المجتمع إلى الترفيه والتسلية للتخفيف من حدة الأزمات.
استطاع فيلم “أبونسب” بطولة محمد عادل إمام أن يجذب الجمهور إليه عبر بوابة الكوميديا التي قدمها بجرعة مكثفة في هذا الفيلم الذي تصدر إيرادات شباك التذاكر في دور العرض المصرية والسعودية بعد شهر من عرضه.
ومع أن القصة تقليدية، إلا أن التعويل على تقديم وجبة دسمة برؤية فنية جيدة نسجها مخرج العمل رامي إمام جعل الفيلم قادرا على أن يبقى في صدارة المشهد السينمائي.
ماجدة خيرالله: الفيلم توفرت له عوامل النجاح من النص إلى الإخراج
تدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي كوميدي حول شخصية علي التي يجسدها محمد عادل إمام، يعمل طبيب أطفال ويجمعه القدر بمدربة الحياة أو ما يسمى بـ”اللايف كوتشينغ”، داليا وتجسد شخصيتها الفنانة ياسمين صبري وتنشأ بينهما علاقة حب كانت على وشك تكللها بالزواج قبل أن تحدث مفاجأة ويظهر داود والد العروس، وهو مجرم له سوابق ويجسد دوره ماجد الكدواني، خرج من السجن في يوم زفاف ابنته، وتتصاعد الأحداث السعيدة لتصبح درامية وتنقلب حياة العروسين.
يجد علي نفسه متورطا في سلسلة من أحداث الانتقام بين حماه وعصابته وبين عصابة أخرى، ودخل في صراعات مع باقي الأبطال، وواجه مجموعة من العصابات، ما أدى إلى إفساد حفل الزفاف وشهر العسل المرتقب.
يشارك في بطولة العمل أيضا وفاء عامر، هالة فاخر، محمد لطفي، وهو من تأليف أيمن وتار، وإخراج رامي إمام.
وزاد التوسع في عملية الإنتاج السينمائي خلال العام الماضي ومن المتوقع أن تتضاعف هذا العام، ما يدفع القائمين على صناعة السينما إلى البحث عن مناطق مأمونة يمكن من خلالها تحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية.
وباتت الكوميديا أكثر جذبا من أفلام الحركة أو “الأكشن”، ويجد الشباب فرصة في الاستمتاع بها في الأفلام الأجنبية، وتبقى العربية أكثر قدرة على تقديم الكوميديا التي ترتبط بشخصيات وممثلين يتعلق بها الجمهور، وتستطيع أن تجذب أكبر عدد من أفراد الأسرة الواحدة مع وجود فرصة للتنزه في الإجازات والمناسبات العامة.
واستطاع فيلم “أبونسب” أن يلعب على كل هذه الزاويا، وقدم كوميديا في إطار موضوعي مقبول ومناسب للأسرة، ويشكل الفيلم عودة إلى ثيمة حققت السينما المصرية نجاحات مهمة فيها قبل عقدين، مع ظهور جيل من فناني الكوميديا على رأسهم أحمد حلمي ومحمد سعد ومحمد هنيدي وبعض أفلام كريم عبدالعزيز، وهي الفترة التي حقق فيها الفنان عادل إمام نجاحا سينمائيا أيضا، واعتمدت الكوميديا آنذاك على قصص بسيطة طغى عليها العامل التجاري وجرى مزجها بمواقف تتماشى مع القصة العامة للعمل.
واستعان منتجو الفيلم بثنائي في بطولة العمل الذي حقق نجاحا في أعمال سابقة، وأصبح اختيار ياسمين صبري التي شاركت مع محمد إمام بطولة فيلمي “جحيم في الهند” عام 2016، و”ليلة هنا وسرور” عام 2018، أحد أوجه جذب الجمهور.
قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله إن الكوميديا لا تعد وصفة مضمونة النجاح في حد ذاتها، لأن الكثير من الأعمال التي عرضت الفترة الماضية لم تحقق مردودا إيجابيا وتم رفعها من دور العرض لعدم الإقبال عليها، وارتبطت بتقديم نكات مكررة من أبطال العمل، وهو ما اتسمت به أفلام بيومي فؤاد ومحمد ثروت الأخيرة.
قامت شركات التوزيع بسحب فيلمي “كارت شحن” و”أنا وابن خالتي” من دور العرض المصرية ولم يحققا نجاحا بعد ما يقرب من شهر من طرحهما، كما أن هذين الفيلمين اللذين راهن صناعهما على تحقيق نجاح جماهيري في الدول العربية لم يحققا ذلك.
وأضافت خيرالله في تصريح لـ”العرب” أن فيلم “أبونسب” توافرت له عوامل النجاح من النص الجيد والإخراج إلى إجادات الممثلين، ومنتجوه أدركوا أن تقديم فيلم كوميدي ناجح بحاجة إلى مواقف مقنعة دون الاعتماد على النكات التي تفقد قيمتها مع التكرار، والاعتماد لم يكن على ما يمكن أن يقدمه نجوم الكوميديا المشاركون فيه من اجتهادات، لكنه ارتكن إلى قصة جاءت الكوميديا في سياقها.
وأوضحت أن استعانة فريق العمل بعدد من الفنانين الذين يبرعون في تقديم ألوان فنية مختلفة جعله أكثر قدرة على النجاح، وهو ما تميزت به بعض الأفلام المصرية قديما، حيث جرى توظيف الفنان الراحل أحمد مظهر مثلا في دور كوميدي بفيلم “لصوص لكن ظرفاء”، ورشدي أباظة في فيلم “الزوجة 13″، ويوسف وهبي في “إشاعة حب”، مشيرة إلى أن إتقان الفنان ماجد الكدواني لدوره في “أبونسب” وتقديم الكوميديا بشكل جديد هو من أبرز عوامل نجاح الفيلم.
ويتفق العديد من النقاد على أن تقديم فيلم كوميدي يطغى عليه الجانب التجاري أمر مطلوب، لأن صناعة السينما في مصر تعتمد على عوامل تجارية، وتضع شركات الإنتاج في ذهنها أنها تتوجه لدور العرض العربية، والبعض يحدد أبطال هذه الأعمال وفقا لمكانة النجوم في شباك التذاكر العربي وليس المحلي فقط.
ولذلك كانت لحضور هذه العوامل تأثيرات سلبية على مستوى تطور السينما المصرية وتحقيق نجاح في مهرجانات شاركت فيها، لكن هذا الأمر يمكن أن يقود إلى نتائج إيجابية سريعة وشبه مضمونة لشركات الإنتاج.
سمير الجمل: الجمهور يتعامل مع محمد إمام على أنه الوريث الفني لوالده
واجه الفيلم بعض الانتقادات لأنه أعاد التذكير بقصة فيلم “عريس من جهة أمنية”، بطولة عادل إمام قبل عشرين عاما، وعلى الرغم من أن تفاصيل الأحداث الدرامية داخل الفيلمين مختلفة، إلا أن وجود ارتباط وجداني بين والد “داليا” الذي جسده ماجد الكدواني في العمل وابنته التي جسدت دورها ياسمين صبري، جعل البعض يبرهن على أن أزمات الكتابة التي تعاني منها الأعمال الفنية أصبحت طاغية، كما أنه منح إشارات على أن محمد عادل إمام يعيش في ظل والده.
وأكد الكاتب والسيناريت سمير الجمل أن قدرة الجمهور العادي على ملاحظة وجود ارتباط ولو بعيد بين فيلم “أبونسب” و”عريس من جهة أمنية” برهنت على ضعف أدوات المؤلف ووجود قصور في القصة التي قد يكون تم نسج خطوطها العريضة بناء على فيلم آخر، ويعد ذلك ضمن موجات تقليد تظهر من خلال إعادة تقديم الأفلام والمسلسلات القديمة برؤية جديدة، كما يدعي بعض المؤلفين، إلى جانب تنامي ظاهرة تقديم أجزاء ثانية من أفلام ومسلسلات عرضت منذ فترة طويلة.
وذكر في تصريح لـ”العرب” أن ارتباط محمد إمام بوالده حالة استثنائية، وأن الجمهور يتعامل معه باعتباره وريثا شرعيا له بعد اعتزاله، لكنه في الوقت ذاته استطاع أن يخرج من هذه العباءة، ووجود قصور في التأليف أمر لا يجب أن يتحمله بطل العمل الذي أثبت أنه ستكون له شخصيته المميزة، ويملك موهبة تجعله قادرا على تقديم أعمال كوميدية ناجحة من دون الارتباط بوالده.
ولفت الجمل إلى الرؤية الإخراجية الجيدة لرامي إمام، والذي برع في تقديم أعمال كوميدية سابقة أبرزها مسلسل “عاوزة اتجوز”، وهو ما يمكن التعامل معه على أنه مجموعة من الأفلام مع تعبيره عن قضايا متباينة في كل حلقة، بالتالي تولدت لديه خبرات جعلته أكثر قدرة على معالجة قصور التأليف عبر رسم صورة الشخصيات وحركاتها أمام الكاميرا وتوظيف حيل فنية أسهمت في خلق حبكة كوميدية.
وحقق فيلم “أبونسب” إيرادات بلغت بعد شهر من عرضه في دور العرض بمصر حوالي مليون دولار، وحقق في دور العرض السعودية حوالي 3.3 مليون دولار.
أحمد جمال
صحافي مصري
السينما المصرية تفضل البقاء في مناطق آمنة لتحقيق أهداف تجارية.
السبت 2024/01/20
ثنائي حقق نجاحات في السينما الكوميدية
رغم نجاحه الكبير داخل مصر وخارجها، ورغم تحقيقه توليفة كوميدية مقنعة، لم يسلم فيلم “أبونسب” من انتقادات طالت بطل العمل محمد إمام، تتهمه بتقليد والده عادل إمام رغم أن الممثل الشاب يظهر عاما تلو الآخر موهبة ورغبة في الخروج من جلباب الزعيم.
القاهرة - حضرت الكوميديا في الكثير من الأفلام السينمائية المصرية المطروحة حاليا في دور العرض السينمائي، ويظهر ذلك من خلال أفلام موسم إجازة نصف العام الدراسي الذي يشهد تقديم 12 عملا، جلها حول الكوميديا وظلالها، باعتبارها منطقة دافئة تضمن لشركات الإنتاج تحقيق معدلات نجاح كبيرة، واللعب على حاجة المجتمع إلى الترفيه والتسلية للتخفيف من حدة الأزمات.
استطاع فيلم “أبونسب” بطولة محمد عادل إمام أن يجذب الجمهور إليه عبر بوابة الكوميديا التي قدمها بجرعة مكثفة في هذا الفيلم الذي تصدر إيرادات شباك التذاكر في دور العرض المصرية والسعودية بعد شهر من عرضه.
ومع أن القصة تقليدية، إلا أن التعويل على تقديم وجبة دسمة برؤية فنية جيدة نسجها مخرج العمل رامي إمام جعل الفيلم قادرا على أن يبقى في صدارة المشهد السينمائي.
ماجدة خيرالله: الفيلم توفرت له عوامل النجاح من النص إلى الإخراج
تدور أحداث الفيلم في إطار اجتماعي كوميدي حول شخصية علي التي يجسدها محمد عادل إمام، يعمل طبيب أطفال ويجمعه القدر بمدربة الحياة أو ما يسمى بـ”اللايف كوتشينغ”، داليا وتجسد شخصيتها الفنانة ياسمين صبري وتنشأ بينهما علاقة حب كانت على وشك تكللها بالزواج قبل أن تحدث مفاجأة ويظهر داود والد العروس، وهو مجرم له سوابق ويجسد دوره ماجد الكدواني، خرج من السجن في يوم زفاف ابنته، وتتصاعد الأحداث السعيدة لتصبح درامية وتنقلب حياة العروسين.
يجد علي نفسه متورطا في سلسلة من أحداث الانتقام بين حماه وعصابته وبين عصابة أخرى، ودخل في صراعات مع باقي الأبطال، وواجه مجموعة من العصابات، ما أدى إلى إفساد حفل الزفاف وشهر العسل المرتقب.
يشارك في بطولة العمل أيضا وفاء عامر، هالة فاخر، محمد لطفي، وهو من تأليف أيمن وتار، وإخراج رامي إمام.
وزاد التوسع في عملية الإنتاج السينمائي خلال العام الماضي ومن المتوقع أن تتضاعف هذا العام، ما يدفع القائمين على صناعة السينما إلى البحث عن مناطق مأمونة يمكن من خلالها تحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية.
وباتت الكوميديا أكثر جذبا من أفلام الحركة أو “الأكشن”، ويجد الشباب فرصة في الاستمتاع بها في الأفلام الأجنبية، وتبقى العربية أكثر قدرة على تقديم الكوميديا التي ترتبط بشخصيات وممثلين يتعلق بها الجمهور، وتستطيع أن تجذب أكبر عدد من أفراد الأسرة الواحدة مع وجود فرصة للتنزه في الإجازات والمناسبات العامة.
واستطاع فيلم “أبونسب” أن يلعب على كل هذه الزاويا، وقدم كوميديا في إطار موضوعي مقبول ومناسب للأسرة، ويشكل الفيلم عودة إلى ثيمة حققت السينما المصرية نجاحات مهمة فيها قبل عقدين، مع ظهور جيل من فناني الكوميديا على رأسهم أحمد حلمي ومحمد سعد ومحمد هنيدي وبعض أفلام كريم عبدالعزيز، وهي الفترة التي حقق فيها الفنان عادل إمام نجاحا سينمائيا أيضا، واعتمدت الكوميديا آنذاك على قصص بسيطة طغى عليها العامل التجاري وجرى مزجها بمواقف تتماشى مع القصة العامة للعمل.
واستعان منتجو الفيلم بثنائي في بطولة العمل الذي حقق نجاحا في أعمال سابقة، وأصبح اختيار ياسمين صبري التي شاركت مع محمد إمام بطولة فيلمي “جحيم في الهند” عام 2016، و”ليلة هنا وسرور” عام 2018، أحد أوجه جذب الجمهور.
قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله إن الكوميديا لا تعد وصفة مضمونة النجاح في حد ذاتها، لأن الكثير من الأعمال التي عرضت الفترة الماضية لم تحقق مردودا إيجابيا وتم رفعها من دور العرض لعدم الإقبال عليها، وارتبطت بتقديم نكات مكررة من أبطال العمل، وهو ما اتسمت به أفلام بيومي فؤاد ومحمد ثروت الأخيرة.
قامت شركات التوزيع بسحب فيلمي “كارت شحن” و”أنا وابن خالتي” من دور العرض المصرية ولم يحققا نجاحا بعد ما يقرب من شهر من طرحهما، كما أن هذين الفيلمين اللذين راهن صناعهما على تحقيق نجاح جماهيري في الدول العربية لم يحققا ذلك.
وأضافت خيرالله في تصريح لـ”العرب” أن فيلم “أبونسب” توافرت له عوامل النجاح من النص الجيد والإخراج إلى إجادات الممثلين، ومنتجوه أدركوا أن تقديم فيلم كوميدي ناجح بحاجة إلى مواقف مقنعة دون الاعتماد على النكات التي تفقد قيمتها مع التكرار، والاعتماد لم يكن على ما يمكن أن يقدمه نجوم الكوميديا المشاركون فيه من اجتهادات، لكنه ارتكن إلى قصة جاءت الكوميديا في سياقها.
وأوضحت أن استعانة فريق العمل بعدد من الفنانين الذين يبرعون في تقديم ألوان فنية مختلفة جعله أكثر قدرة على النجاح، وهو ما تميزت به بعض الأفلام المصرية قديما، حيث جرى توظيف الفنان الراحل أحمد مظهر مثلا في دور كوميدي بفيلم “لصوص لكن ظرفاء”، ورشدي أباظة في فيلم “الزوجة 13″، ويوسف وهبي في “إشاعة حب”، مشيرة إلى أن إتقان الفنان ماجد الكدواني لدوره في “أبونسب” وتقديم الكوميديا بشكل جديد هو من أبرز عوامل نجاح الفيلم.
ويتفق العديد من النقاد على أن تقديم فيلم كوميدي يطغى عليه الجانب التجاري أمر مطلوب، لأن صناعة السينما في مصر تعتمد على عوامل تجارية، وتضع شركات الإنتاج في ذهنها أنها تتوجه لدور العرض العربية، والبعض يحدد أبطال هذه الأعمال وفقا لمكانة النجوم في شباك التذاكر العربي وليس المحلي فقط.
ولذلك كانت لحضور هذه العوامل تأثيرات سلبية على مستوى تطور السينما المصرية وتحقيق نجاح في مهرجانات شاركت فيها، لكن هذا الأمر يمكن أن يقود إلى نتائج إيجابية سريعة وشبه مضمونة لشركات الإنتاج.
سمير الجمل: الجمهور يتعامل مع محمد إمام على أنه الوريث الفني لوالده
واجه الفيلم بعض الانتقادات لأنه أعاد التذكير بقصة فيلم “عريس من جهة أمنية”، بطولة عادل إمام قبل عشرين عاما، وعلى الرغم من أن تفاصيل الأحداث الدرامية داخل الفيلمين مختلفة، إلا أن وجود ارتباط وجداني بين والد “داليا” الذي جسده ماجد الكدواني في العمل وابنته التي جسدت دورها ياسمين صبري، جعل البعض يبرهن على أن أزمات الكتابة التي تعاني منها الأعمال الفنية أصبحت طاغية، كما أنه منح إشارات على أن محمد عادل إمام يعيش في ظل والده.
وأكد الكاتب والسيناريت سمير الجمل أن قدرة الجمهور العادي على ملاحظة وجود ارتباط ولو بعيد بين فيلم “أبونسب” و”عريس من جهة أمنية” برهنت على ضعف أدوات المؤلف ووجود قصور في القصة التي قد يكون تم نسج خطوطها العريضة بناء على فيلم آخر، ويعد ذلك ضمن موجات تقليد تظهر من خلال إعادة تقديم الأفلام والمسلسلات القديمة برؤية جديدة، كما يدعي بعض المؤلفين، إلى جانب تنامي ظاهرة تقديم أجزاء ثانية من أفلام ومسلسلات عرضت منذ فترة طويلة.
وذكر في تصريح لـ”العرب” أن ارتباط محمد إمام بوالده حالة استثنائية، وأن الجمهور يتعامل معه باعتباره وريثا شرعيا له بعد اعتزاله، لكنه في الوقت ذاته استطاع أن يخرج من هذه العباءة، ووجود قصور في التأليف أمر لا يجب أن يتحمله بطل العمل الذي أثبت أنه ستكون له شخصيته المميزة، ويملك موهبة تجعله قادرا على تقديم أعمال كوميدية ناجحة من دون الارتباط بوالده.
ولفت الجمل إلى الرؤية الإخراجية الجيدة لرامي إمام، والذي برع في تقديم أعمال كوميدية سابقة أبرزها مسلسل “عاوزة اتجوز”، وهو ما يمكن التعامل معه على أنه مجموعة من الأفلام مع تعبيره عن قضايا متباينة في كل حلقة، بالتالي تولدت لديه خبرات جعلته أكثر قدرة على معالجة قصور التأليف عبر رسم صورة الشخصيات وحركاتها أمام الكاميرا وتوظيف حيل فنية أسهمت في خلق حبكة كوميدية.
وحقق فيلم “أبونسب” إيرادات بلغت بعد شهر من عرضه في دور العرض بمصر حوالي مليون دولار، وحقق في دور العرض السعودية حوالي 3.3 مليون دولار.
أحمد جمال
صحافي مصري