إيما ستون تشدّ مشاهدي فيلمها بعقل طفل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إيما ستون تشدّ مشاهدي فيلمها بعقل طفل

    إيما ستون تشدّ مشاهدي فيلمها بعقل طفل


    "بور ثينغز" (أشياء مسكينة) للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس يحظى بحفاوة بالغة بوصفه عملا عبقريا إبداعيا.
    الأحد 2024/01/21
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    "بور ثينغز" صار جاهزا في دور العرض المحلية

    برلين - رغم أنه من النادر أن تتفق الآراء على جودة فيلم معين، فقد حظي "بور ثينغز" (أشياء مسكينة) للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس بحفاوة بالغة من جانب النقاد والمشاهدين على حد سواء، عند عرضه الأول. ومنذ ذلك الحين، ينال الفيلم النسوي الناجح، الذي تقوم ببطولته النجمة الأميركية إيما ستون، قدرا كبيرا من الثناء، بوصفه عملا عبقريا إبداعيا.

    وفي الفيلم، تجسد ستون (35 عاما) دور وحش فرانكنشتاين الحديث، حيث تحرر نفسها من قيود من صنعها. وصار بإمكان المشاهدين الآن الاستمتاع بمشاهدة فيلم "بور ثينغز" في دور العرض المحلية، وذلك بعد فوزه بالجائزة الرئيسية في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وهي جائزة "الأسد الذهبي"، بالإضافة إلى جائزتي غولدن غلوب.

    وكبداية، قدم الممثلون والممثلات أداء ممتازا. وفازت إيما ستون بجائزة غولدن غلوب من فئة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، ومن المؤكد أنه سيتم ترشيحها للفوز بجائزة الأوسكار عن تجسيدها لدور امرأة بالغة بعقل طفل. وقد بدأت بإعادة تعلم كيفية التحدث والتحرك، وهي عملية تتطلب الكثير من الجهد اللغوي، كما تتضمن كمّا من التهريج والدعابة. ويجسد الممثل الأميركي ويليم دافو (68 عاما) دور العالم جودوين، الذي يعثر على سيدة حبلى تدعى “بيلا” جثة هامدة بعد انتحارها، فيقرر إعادة الحياة لها وزرع دماغ طفل لديها.

    ويجسد دافو دور جودوين، بوصفه رجلا لديه أخلاقيات مرنة، وهو عالم عبقري ذو طابع أبوي. وهناك ميزة إيجابية أخرى في الفيلم، تحفز المشاهد على الحرص على الاستمتاع بمشاهدته داخل دار العرض وليس في المنزل، وهي المؤثرات البصرية الهائلة، التي تنقل المتفرج إلى عالم آخر. ويعيش جودوين وبيلا في فيلا على طراز الفن الحديث السريالي.

    ◙ في حال كان المشاهد يستمتع بالمشاهد الخيالية فإن "بور ثينغز" هو بالتأكيد الفيلم المناسب له ولكن عليه ألا يدع بعض المشاهد الأكثر تطرفا تزعجه

    ومن المفترض أن أحداث الفيلم تدور في القرن التاسع عشر، رغم أن هذا ليس واضحا تماما. ويبدو المكان بالكامل، وليس المنزل فقط، كما لو كان من تصميم المهندس المعماري الإسباني الشهير أنطوني جاودي، بحسب ما قاله مؤخرا صحافي من مجلة “ليتيراراي هاب”. وتم صنع الأثاث والسفن والمنازل كلها، بطريقة إبداعية مليئة بالتفاصيل، مع المراوح التي على شكل زهور، أو الأعمدة الملتوية. كما أن هناك أشكالا مطرزة بالساتان على الجدران والأرضيات، مصنوعة من القطيفة.

    وفي حال كان المشاهد يستمتع بالمشاهد الخيالية، فإن “بور ثينغز" هو بالتأكيد الفيلم المناسب له، ولكن عليه ألا يدع بعض المشاهد الأكثر تطرفا، تزعجه، مثل مشاهدة دماغ يتم تقطيعه إلى شرائح مثل الكعكة، أو مشاهدة بيلا وهي تقوم - بكل سرور - بتقطيع أعضاء شخص ميت بالسكين. ويستخدم المخرج يورجوس لانثيموس عدسة عين السمكة، ويتلاعب بتقنيات الكاميرا الأخرى من أجل الوصول إلى تصوير منحني أو غير واضح. وقد تم تصوير أجزاء من الفيلم بألوان زاهية، بينما هناك بعض الأجزاء الأخرى باللونين الأبيض والأسود فقط.

    وفي الوقت نفسه، تعد أزياء الفيلم رائعة أيضا، حيث تتنوع ملابس بيلا ما بين العباءات والفساتين، بالإضافة إلى معطف الطبيب المميز، ذي الأكمام المنتفخة بشكل مبالغ فيه. وتظهر الأقمشة متلألئة ومطرزة ومليئة بالتموجات مثل ملابس الدمى. وبالحديث عن الألعوبة، فإن قلب القصة التي يدور حولها فيلم “بور ثينغز”، هو امرأة يعاملها الرجال كأداة، ولكنها تتمكن من تحرير نفسها. وتبدأ هذه العملية مع جودوين، الذي يريد أن يبقيها داخل منزله للدراسة، ثم يظهر في أحداث الفيلم محام يُدعى دنكان ويديربيرن يجسد دوره الممثل الأمريكي مارك رافالو يقوم باستغلال بيلا، ثم يحررها من المنزل ويأخذها للسفر معه.

    وبالنسبة إلى بيلا، التي يتسم تصورها للأمور بأنه غير متحيز، تعتبر بعض طقوس المجتمع ومفاهيمه الأخلاقية، غريبة. وفي وقت لاحق من الفيلم، تحاول العمل كعاهرة وتتعامل مع ذلك بعقل متفتح. ويظل مفهوم الأحاديث الصغيرة المهذبة لغزا بالنسبة إليها، فقبل كل شيء، هي تجعل الرجال المحيطين بها يبدون مثيرين للشفقة وبسيطين ومتملكين.

    ويقدم لنا الفيلم نوعا من الحركة النسائية، التي غالبا ما تكون مضحكة جدا، بالإضافة إلى كونها واضحة وشعبية جدا. ويتماشى ذلك – إلى حد كبير – مع روح العصر، مما يجعل هناك مقارنات مع أغاني مثل “باربي”، وهو أمر مفهوم. وفي أحداث الفيلم، لا يهدف المخرج إلى عرض أشخاص حقيقيين، بل شخصيات مبالغ فيها بطريقة فكاهية، وهي تقنية تسمح له بتسليط الضوء على العادات اليومية التي قد تبدو سخيفة للمشاهد بعد الفيلم.



    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X