جامع العنابة في دمشق - صورة الجامع بعد احتراقه
جامع العنابة: غرفة جمال القاسمي والإصلاح الإسلامي بدمشق
19 - يناير - 2024م
محمد تركي الربيعو
استيقظت مدينة دمشق في الأيام الماضية على خبر احتراق أحد جوامع المدينة القديمة (جامع العنابة/ العنابي) وعلى الرغم من أن أخبار الحريق والقصف والجوع باتت جزءاً من يوميات المدينة منذ سنوات، مع ذلك يتضاعف شعورنا بالفقدان والألم في كل حدث، حيال الدمار الذي أخذ يطال المدينة وعمرانها القديم.
ولا يُعدُّ جامع العنابة من الجوامع الأقدم في المدينة، إذ بني في بدايات القرن التاسع عشر تقريباً، بالإضافة إلى أنه لم يرتبط في العقود الأخيرة مثلا بالتطورات الدينية والسياسية التي عاشتها البلاد بعيد خمسينيات القرن العشرين، مقارنة بجوامع ومجمعات أخرى مثل جامع زيد أو منجك أو مجمع كفتارو. رغم ذلك، يبدو أن الجامع كان شاهدا على محطة بارزة من محطات سيرة الإصلاح الديني الدمشقي.
في نهاية القرن التاسع عشر، عاشت غرف الجامع أول حلقة من حلقات النقاش والإصلاح الديني التي أدارها المصلح الدمشقي جمال الدين القاسمي، ما أثار لاحقا ردود فعل من قبل السلطات العامة والعلماء الرسميين. ومع احتراق الجامع، نكون قد خسرنا واحدا من الشهود على تلك اللحظة، والتي كان لها تداعيات كبيرة على مسار الإصلاح الديني في سوريا ليومنا هذا.
تعليق