حقيقة الانتباه .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة الانتباه .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    حقيقة الانتباه

    رأينا بالتحليل أن شرائط الانتباه كثيرة . فمنها ما هو حسي ، ومنها ما هو انفعالي ، ومنها ما هو حركي ، ومنها ما هو اجتماعي . إلا أن بعض الفلاسفة لم يبن تعليله الحقيقة الانتباه على هذه الشرائط كلها ، بل بناه على عامل واحد فقط .

    نظرية كوندياك . - زعم ( كوندياك ) في كتاب الإحساسات ( Traité des sensations ) ان العامل الحسي هو العامل المقوم للانتباه ، فالانتباه عنده احساس مانع ( Sensation exclusive ) ، ومعنى ذلك أن الإحساس الشديد يستولي على النفس ويمنعها من الانتباه لغيره . مثال ذلك أن الإنسان ينتبه للضجة الشديدة أو للنور الشديد بالرغم منه ، فتقتصر حياته النفسية خلال الانتباه على هذا الإحساس وحده ، ويمتنع عليه التفكير في شيء آخر غيره الصور ، ذلك الإحساس في تلك البرهة من الزمان مشتملا على حياته النفسية كلها ، فلا أثر فيها للإرادة ، ولا أثر فيها للجهد ، كأن شدة المؤثر الحسي هي العملة الوحيدة لحدوث الانتباه .

    المناقشة
    - ان هذه النظرية تهمل عوامل الانتباه المختلفة ، وتقتصر على عامل واحد منها ، مع أن الانتباه حالة مركبة ، لا حالة بسيطة ، وهو كما قيل حالة توتر وتجمع ، وهو ليس تابعاً للمؤثر الخارجي وحده ، وإنما هو تابع كذلك لفاعلية الشخص واستعداده النفسي . ان هذه العوامل الداخلية موجودة في الانتباه التلقائي ، لأن المرء لا ينتبه انتباها تلقائياً إلا لما يحب . وهي موجودة أيضاً في الانتباه الارادي ، لأن الانسان ليس آلة تابعة للعوامل الخارجية وحدها . ان انتباهي لمسألة هندسية ليس ناشئا عن الاحساس البصري المباشر ، كما أن إصفائي للصوت الوطيء المحاط بالضجة الشديدة ليس تابعا للمؤثرات الخارجية . انني اصغي إلى صوت رفيقي الضعيف ، ونحن في القطار ، بالرغم من ضجة القاطرة ، وقرقعة دواليبها .

    على أن نظرية كوندياك هذه تدلنا على وجود انتباه طبيعي لا إرادي شبيه بالفعل المنعكس . وقد وصفه العلماء المتأخرون وصفا دقيقا ، فقال ( هو فدينغ ) ( ۱ ) : ان هذا الانتباه الطبيعي أولي ، وهو موجود للحيوان ، فالحمامة تستطيع أن تتبع النور بعينيها ، وتتحرك معه ، والطفل يتأثر بالمؤثرات الخارجية ، إلا أن هذا الانتباه شبيه بالغريزة ، وهو نقيض الانتباه الارادي الذي ذكرناه سابقا .

    نظرية ريبو - قال ( ريبو ) في كتاب ( سيكولوجيا الانتباه ) : ان الانتباه نوعان : إرادي ، وتلقائي ، ، والانتباه التلقائي أصل ، أما الارادي ففرع مشتق منه ، لأنه يكتسب بالتربية ، وينمو بالتمرين ، إلا أن الارادة ليست ذاتية لهذا الانتباه المشتق ، وهو في الحق ليس إراديا أكثر من الانتباه التلقائي ، وإنما هو اصطناعي ، مكتسب ، والنفس في كلا الحالين تكون منفعلة لا فاعلة .

    فما هو الانتباه التلقائي ؟
    يقول ( ريبو ) : ان الانتباه التلقائي ناشيء عن أسباب انفعالية . والانسان كالحيوان لا ينتبه تلقائيا الا لما يهتم به ويميل اليه ، واذا جردناه من الشعور باللذة ، والألم ، عجز عن الانتباه ان الانتباه الشديد مبني دائما على الأهواء العظيمة . بالخطباء والمربين أن يهتموا بهذه الملاحظة ، لأنها تبين لنا أثر الاهتمام في نفوس وجدير كيفية ايقاظ الانتباه بتحريك العوامل الانفعالية .

    وقد بين ( ريبو ) أيضا أن جميع العوامل الانفعالية تنحل الى النزعات والميول ، وان النزعات ليست في الحق الا حركات ، أو توقف حركات ، شعورية كانت أو لا شعورية . فالانتباه تابع اذن للشرائط الحركية .

    قال ريبو . ( ۲ ) : ولنفرض أننا جردنا أحد المشاهدين الحاضرين في الأوبرا من مطابقة العينين والرأس ، والجسد ، والأطراف ، للشيء المرئي ، ومن تبدلات التنفس ، والدورة الدموية الدماغية الخ .. .... ومن الانعكاس الشعوري أو اللاشعوري لهذه الظواهر على الدماغ ، فإن ما يبقى على هذه الصورة المجردة من الكل الأولي ليس انتباها . وإذا بقي هناك شيء فهو حالة شعور زائلة ، أو ظل الذي كان من قبل .

    ان هذه الحركات ليست متولدة من الانتباه ، وإنما هي مولدة له : فالعوامل الفيزيولوجية من تبدلات في التنفس ، أو في الدورة الدموية ، وحركات في الأعضاء ، تولد الانتباه ، كما تولد الهيجان . ومعنى ذلك أن نظرية ( ريبو ) في الانتباه شبيهة بنظرية ( ويليم جيمس ) في الهيجان .

    ولكن كيف يتولد الانتباه الإرادي من الانتباه التلقائي ؟

    يقول ( ريبو ) : إذا كان الشيء غير جذاب بطبيعته فاجعله جذاباً بصورة صناعية . فإذا أصبح جذابا ملت اليه ، ورغبت فيه ، كما ترغب في الأشياء التي تميل اليها ميلا طبيعيا . وقد بين ( ريبو ) أن لتوليد الانتباه الإرادي من الانتباه التلقائي ثلاث مراحل : أولاها مرحلة التأثير بطريق العواطف البسيطة كالخوف ، والرغبة في المكافأة ، وحب الاطلاع ، وثانيتها استعمال العواطف المركبة ، كحب الذات ، والمباراة ، والطموح ، والمنفعة ، وثالثتها العادة التي تتولد من تكرار العوامل السابقة . فالانتباه الإرادي يكون في أوله صناعيا متكلفاً ، ثم يصبح بالتكرار والمادة طبيعة ثانية .

    وهو ينمو بتأثير التربية والاجتماع ، لا بل هو كما قيل عامل من عوامل التكامل ، وثمرة من ثمرات الحضارة .
    المناقشة
    - ليست هذه النظرية إلا نتيجة للنظرية الكبرى التي تجعل الظواهر النفسية . ناشئة عن الظواهر الفيزيولوجية . وقد ذكرنا هذه النظرية في بحث الهيجان وفندناها ونقول الآن انها لا تعنى بفاعلية الذهن خلال الانتباه ، ولا تهتم بالشرائط النفسية التي ذكرناها سابقاً .

    وقد ذكر العلماء في الاعتراض على هذه النظرية بعض التنبيهات :
    ١ - لا شك أن للعوامل الفيزيز لوجية أثراً في الانتباه ، لأن حذف الظواهر الفيزيولوجية يؤدي إلى إضعاف الانتباه ، أو تعطيله ، ولا يكون الانتباه تاماً إلا إذا كان مصحوباً بهذه ، ومن الصعب أن ينتبه الإنسان لشيء من غير أن يظهر ذلك عليه . إلا أن هذه الظواهر ليست علة الانتباه الحقيقية ، لأن الانتباه لا يوجد بوجودها ، ولا يزول بزوالها دائماً .

    ٢ - لا ينشأ الانتباه عن التبدلات الفيزيولوجية وحدها ، بل ينشأ عن كثير من العوامل النفسية المقارنة لها . ان المطابقة بين حركات الجسد والشيء الخارجي ليست كافية لحدوث الانتباه . إذ كثيراً ما يكون الانتباه متقدماً على هذه المطابقة . مثال ذلك أن الانتباه الحسي كثيراً ما يكون مسبوقاً بتيقظ فكري ، وتوجه نفسي لا أثر للمطابقة الحسية فيها . فإذا خطر ببالي عند كتابة هذا البحث أن اراجع فكرة قرأتها سابقا في أحد كتب علم النفس ، تهيأ لها فكري وتوجهت اليها نفسي ، قبل مراجعة الكتاب . ان هذا التوجه النفسي ، انتباه متقدم على المطابقة الحسية ( Pre attention ( ! ) حالة مادية لا تقتضي وجود الانتباه معها ، لأن الانتباه الحقيقي لا يوجد إلا حيث توجد المطابقة النفسية .

    ٣ - ليس الانتباه إحساسا مانعا ، لأن الانتباه لشيء هو كما ذكرنا آنفا ، توجه القوى النفسية كلها اليه . ففيه فاعلية نفسية ، ركة داخلية ، أما الإحساس المانع فليس فيه شيء من ذلك ، لأنه يستولي على النفس ، ويطرد منها كل الصور والأفكار ، فهو إذن يفقر النفس ويمنعها من التفكير . الانتباه الحقيقي يستعين يجميع ملكات العقل ، فيدعو سلاسل الذكريات إلى ميدان الشعور ، ويستخدمها في تفهم الأشياء ، ويغني النفس يجمع ملكاتها في نقطة واحدة ، ويزيد وضوحها المنتج ، وتكيفها ، ومؤالفتها للحاضر ، وهو حالة من أحوال الفكر المركب ، تشتد فيه فاعلية النفس وتتجمع قواها في مركز واحد . ويمكننا أن نمثل لك حالة الانتباه بخط فيه زاوية تدل على الاشتداد والتوتر ، وحالة . عدم الانتباه بخط مستقيم يدل على تتابع أحوال النفس على وتيرة واحدة .

    حالة الانتباه

    حالة عدم الانتباه

    ٤ - على أن ( ريبو ) لا يقول مع ( كوندياك ) ان الانتباه إحساس مانع ، بل يقول ان الانتباه التلقائي يكشف لنا عن أحوال الشخص وميوله وعاداته . فالبواب لا يصيخ بسمعه إلا إلى الهذر ، ولا يعبأ إلا بسقط الكلام ، والإسكاف لا ينتبه إلا للأحذية ، كما أن الخياط لا ينتبه إلا للأزياء . ليس غروب الشمس في عين المصور كغروبها في عين الفلاح ، كل ينظر إلى الأشياء بعين نفسه ، ويلقي عليها رداء من ميوله وأحلامه . لم يحقق قلب ( مالبرانش ) لدى قراءة كتاب الإنسان لديكارت ، إلا لموافقة ذلك الكتاب لأفكاره وأهواء نفسه . وهذا كله يدل على أن الانتباه ليس تابعاً لطبيعة المؤثر الخارجي فقط ، وإنما هو تابع أيضاً لطبيعة الشخص المدرك ، فتمد يكون المؤثر واحداً ، ويختلف الناس في الانتباه له ، ويرجع هذا العامل الشخصي إلى الوراثة ، والتربية ، والإرادة . فالنفس إذن فعالة في الانتباه التلقائي والانتباه الإرادي معاً ؛ لأنها تصطفي بحسب ما توجيه نزعاتها ، وميولها وعاداتها ، وهذا الاصطفاء عمل دائم .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٨-٠١-٢٠٢٤ ٠٣.٢٣_1(2).jpg 
مشاهدات:	18 
الحجم:	133.0 كيلوبايت 
الهوية:	187708 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٨-٠١-٢٠٢٤ ٠٣.٢٥_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	121.9 كيلوبايت 
الهوية:	187709 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٨-٠١-٢٠٢٤ ٠٣.٢٦_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	118.7 كيلوبايت 
الهوية:	187710 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٨-٠١-٢٠٢٤ ٠٣.٢٧_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	126.6 كيلوبايت 
الهوية:	187711 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٨-٠١-٢٠٢٤ ٠٣.٢٩_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	138.5 كيلوبايت 
الهوية:	187712

  • #2
    The reality of attention

    We saw through the analysis that there are many conditions for attention. Some of them are sensory, some are emotional, some are kinetic, and some are social. However, some philosophers did not base their explanation of the truth of attention on all of these conditions, but rather based it on one factor only.

    Kondiac's theory. Condiac claimed in his book, Traité des Sensations, that the sensory factor is the factor that establishes attention. Attention has an exclusive sense, meaning that intense sensation takes over the soul and prevents it from paying attention to anything else. An example of this is that a person pays attention to intense noise or intense light in spite of himself, so his psychological life during attention is limited to this sensation alone, and he is prevented from thinking about anything other than images. That sensation in that moment of time includes his entire psychological life, and there is no trace of will in it. There is no trace of effort in it, as if the intensity of the sensory stimulus is the only currency for attention.

    Discussion
    - This theory neglects the various factors of attention, and is limited to one factor among them, even though attention is a complex state, not a simple state. It is, as was said, a state of tension and gathering, and it is not dependent on the external influence alone, but rather it is also dependent on the person’s effectiveness and psychological readiness. These internal factors are present in automatic attention, because a person only automatically pays attention to what he likes. It is also present in voluntary attention, because the human being is not a machine subject to external factors alone. My attention to an engineering problem does not arise from direct visual sensation, nor does my filtering of low sound surrounded by intense noise depend on external influences. I listen to my companion's weak voice while we are on the train, despite the noise of the locomotive and the clatter of its wheels.

    However, this Kondiac theory indicates the existence of natural, involuntary attention similar to reflex action. Later scholars have described it accurately. Hu Fuding (1) said: This natural attention is primary, and it exists in animals. A dove can follow the light with its eyes and move with it, and a child is affected by external influences. However, this attention is similar to instinct, and it is the opposite. The voluntary attention we mentioned previously.

    Ribot's theory - Ribot said in the book (The Psychology of Attention): There are two types of attention: voluntary and automatic. Automatic attention is the origin, while voluntary is a branch derived from it, because it is acquired through education and grows through practice. However, the will is not intrinsic to this derived attention, and it is In truth, it is not voluntary more than automatic attention, but rather it is artificial, acquired, and in both cases the soul is passive, not active.

    What is automatic attention?
    Ribot says: Automatic attention results from emotional reasons. Man is like an animal. He only automatically pays attention to what he is interested in and inclines toward. If we strip him of the feeling of pleasure and pain, he will be unable to pay attention, because intense attention is always based on great desires. Preachers and educators should pay attention to this observation, because it shows us the effect of attention on souls and the importance of how to awaken attention by activating emotional factors.

    Ribot also demonstrated that all emotional factors are reduced to inclinations and inclinations, and that in truth inclinations are nothing but movements, or the cessation of movements, whether conscious or subconscious. Attention is therefore dependent on the motor patterns.

    Ribo said. (2): Suppose we stripped one of the spectators present at the opera from the identification of the eyes, head, body, and limbs with the thing seen, and the changes in breathing, cerebral blood circulation, etc.... and the emotional or subconscious reflection of these phenomena on the brain, then what It remains in this image devoid of the initial whole, not attention. If anything remains, it is a fleeting state of feeling, or a shadow of what was before.

    These movements are not generated by attention, but they are generated by it: physiological factors, such as changes in breathing, or in blood circulation, and movements in the organs, generate attention, just as they generate agitation. This means that Ribot's theory of attention is similar to William James' theory of agitation.

    But how is voluntary attention generated from automatic attention?

    Ribot says: If something is inherently unattractive, make it artificially attractive. If he becomes attractive, she will be attracted to him and desire him, just as she desires things to which she is naturally inclined. (Ribot) has shown that there are three stages to generating voluntary attention from automatic attention: the first is the stage of influence through simple emotions such as fear, the desire for reward, and the love of curiosity; the second is the use of complex emotions, such as self-love, competition, ambition, and benefit; and the third is the habit that is born from repetition. Previous factors. Voluntary attention is at first artificial and artificial, then through repetition and material it becomes second nature.

    It grows under the influence of education and socialization. Indeed, as was said, it is a factor of integration and a fruit of civilization.
    Discussion
    This theory is nothing but a result of the grand theory that makes psychological phenomena. Arising from physiological phenomena. We mentioned this theory in the study of agitation and refuted it, and we say now that it does not concern the effectiveness of the mind during attention, nor does it concern itself with the psychological conditions that we mentioned previously.

    In opposing this theory, scholars have mentioned some caveats:
    1 - There is no doubt that physical and logistical factors have an effect on attention, because omitting physiological phenomena leads to weakening or disabling attention, and attention is not complete unless it is accompanied by these, and it is difficult for a person to pay attention to something without this appearing on him. However, these phenomena are not the true cause of attention, because attention does not exist with their presence, and it does not always disappear with their disappearance.

    2 - Attention does not arise from physiological changes alone, but rather arises from many psychological factors that compare to them. Matching body movements with the external object is not enough for attention to occur. Attention is often ahead of this matching. An example of this is that sensory attention is often preceded by intellectual alertness and psychological orientation in which there is no trace of sensory correspondence. If it occurred to me when writing this research to review an idea that I had previously read in a psychology book, my mind would prepare for it and my soul would turn to it, before reviewing the book. This psychological orientation, attention that is prior to sensory matching (Pre attention (!)), is a physical state that does not require the presence of attention with it, because true attention only exists where there is psychological matching.

    3 - Attention is not a prohibitive feeling, because attention to something is, as we mentioned above, directing all psychological forces to it. It contains psychological activity and inner well-being, but the preventing feeling has none of that, because it seizes the soul and expels all images and thoughts from it. Therefore, it impoverishes the soul and prevents it from thinking. True attention draws upon all the faculties of the mind. It calls the chains of memories into the field of feeling, uses them to understand things, and enriches the soul. It gathers its faculties at one point, increases its productive clarity, adaptation, and familiarity with the present. It is a state of complex thought, in which the soul’s effectiveness intensifies and its powers are gathered in the present. One center. We can represent for you the state of attention with a line containing an angle indicating intensity and tension, and a state. Failure to pay attention to a straight line indicates that the states of the soul are proceeding at the same pace.

    Attention state

    State of inattention

    4 - However, Ribot does not say with Kondiac that attention is a prohibitive feeling, but rather he says that spontaneous attention reveals to us a person’s conditions, tendencies, and habits. The doorman only listens to nonsense, and only pays attention to lapses in speech, and the shoemaker only pays attention to shoes, just as the tailor only pays attention to fashion. The setting of the sun in the eye of the photographer is not the same as its setting in the eye of the farmer. Everyone looks at things with his own eyes, and throws on them a garment of his inclinations and dreams. Malebranche's heart was not fulfilled when he read Descartes's book Man, except because that book agreed with his thoughts and the whims of his soul. All of this indicates that attention is not only dependent on the nature of the external influence, but it is also dependent on the nature of the person perceiving it. Thus, the influence is the same, and people differ in their attention to it. This personal factor is due to heredity, upbringing, and will. The soul is therefore effective in both automatic attention and voluntary attention. Because it is chosen according to what directs its tendencies, inclinations and habits, and this selection is a permanent work.

    تعليق

    يعمل...
    X