تحليل الانتباه
ان الانتباه مقيد بشروط فيزيولوجية ونفسية .
الشروط الفيزيولوجية
- ان الانتباه مصحوب بعوامل فيزيولوجية كثيرة ، من هذه العوامل :
۱ - حركات الأعضاء . - الانتباه مصحوب بكثير من الظواهر الحركية ، كتقلص العضلات ، أو تمددها ، أو وقف حركتها ، وتبدل حركات الرأس والوجه والحواس ، في سبيل مؤالفة الشيء الخارجي ومطابقته .
ان الانتباه الحسي مثلا ، يقتضي مطابقة العينين والاذنين للشيء الخارجي ، فالعين أحديداب عدستها لتحصل على تأثير أوضح وأشد ، وتقلص عضلاتها ، لتجعل محوري البصر متلاقيين في الشيء ، ثم أن اذني الحيوان تتجهان إلى الفريسة ، والهرة تتحفز للوثوب على الفأرة . وقد يتوقف الإنسان عن الحركة في الانتباه الداخلي أو التفكير ، فالحاجبان يهبطان ، وتتشكل بينها غضون عمودية ، والعين تغمض أو تتوارى وراء حجاب الفكر . أما في الانتباه الحسي فتتقلص عضلة الجبهة ، ويرتفع الحاجبان ، وتتشكل فوقها أخاديد أفقية ، والجسد قد يترجم عن انتباه صاحبه بوقف حركاته أو تسكينها ( مثال ذلك سكون المصفي إلى أحد الخطباء ) ، حتى لقد بين الدكتور ( سيمون ) أن للأوضاع الجسدية شأناً عظيماً في انتباه التلاميذ ( ( ۱ ) . وقد يصحب الانتباه الداخلي حركات إيجابية كالذي لا يستطيع التفكر إلا إذا مشى في غرفته ، وكالخطيب الذي لا تسيل قريحته إلا إذا تحرك و استعمل الإشارات . قال جان جاك روسو ) : « إني لا أستطيع التأمل إلا إذا مشيت فإذا وقفت وقفت أفكاري . ان رأسي لا يسير إلا مع رجلي ( ٢ ) ، وقد علل ( ريبو ) ذلك بقوله : ان هذه الحركات ضرورية لإيقاظ الفاعلية الدماغية ، وزيادة جريان الأفكار .
۲ - تبدل الدورة الدموية . - ان الانتباه مصحوب بتبدل في الدورة الدموية ، لأن الدم في حالة الانتباه يترك أطراف الجسم ويتجمع في المراكز . حق أنه لشدة تجمعه قد يحدث احتقاناً في المراكز العصبية العاملة . فما بالك إذا كان كل عضو من الأعضاء كمية من الدم تساعده على التجدد .
٣ - تبدل النفس . - الانتباه مصحوب أيضاً بتبدل في التنفس . فيقصر الزفير ويطول الشهيق ، ويزيد في ضربات القلب . ان التنفس في الانتباه الشديد شبيه باللهاث في التعب والإعياء .
الشروط النفسية
- إذا نظرنا الآن إلى الانتباه من الوجهة النفسية ، رأينا أنه يغير تركيب الشعور ، ويبدل فاعلية النفس .
۱ - تغيير تركيب الشعور . - وصف ( ريبو ) الانتباه بقوله انه يضيق مجال الشعور ، ويقلب ظواهره المختلفة إلى فكرة واحدة ( Monoidéisme ) . ان عناصر الشعور في حالة الانتباه أفقر مما هي عليه في الحالة الطبيعية ، لأن التصورات كلها تنقلب إلى تصور واحد ، ويتعذر على الإنسان أن ينتبه لشيئين معاً في وقت واحد .
هل يمكن الانتباه لشيئين معاً ؟
- هذه المسألة قديمة ، وقد اختلف العلماء في الجواب عنها . فمنهم من يقول أن الانتباه واحد لا ينقسم ، ومنهم من يقول أن في وسع الإنسان أن ينتبه لشيئين معا . ولنأت الآن ببعض الأمثلة . ان في طاقة الانسان أن يشتغل بأمرين معاً فيقرأ مثلاً ويغني في وقت واحد . ان هذا المثال لا يثبت لنا إمكان الانتباه لشيئين معاً ، لأن الانسان يغني بصورة آلية ، من غير أن يفكر في غنائه . وقد روي عن ( يوليوس قيصر انه كان يملي أربع رسائل معاً ، ويكتب هو نفسه رسالة خامسة في وقت واحد . ان هذا المثال لا يقطع مظان الاشتباه ، بل يدل على أن ( يوليوس قيصر ) كان يقوم بأعمال متتابعة ، فينتقل من أحدها إلى الآخر انتقالاً سريعاً ، حق لقد روي عن نابليون بونابرت ) ( ١ ) أنه كان لا يوجه انتباهه إلا إلى مسألة واحدة ، فإذا انتهى منها انتقل إلى غيرها . إلا أن العلماء قد جاءوا بأمثلة اخرى ، منها أن بعضهم ينشد شعراً من الأشعار بصوت عال ، ويردد شعر راً آخر في داخله ، وأن بعضهم يحل مسألة حسابية كتابية ويحل في الوقت نفسه عملا ذهنياً ثانياً ( ٢ ) .
لا شك في أن الانتباه التام لشيء من الأشياء يقتضي اتجاه النفس اليه بكل قواها ، ولا خلاف في أن الجمع بين أمرين مما يضعف قوة الانتباه لكل منهما ، إلا أنه في وسع بعض الأشخاص أن يركزوا نشاطهم الفكري في عدة أمور معاً . نعم . أنه يمكن في بعض الأحيان تعليل ذلك بانتقال الفكر بسرعة من أمر إلى آخر ، ولكن من الصعب تعليل جميع الأمثلة التي جاء بها ( بولطان ) و ( وندت ) و ( ستانلي جفونس ) تعليلا تاما إلا بتقدير إمكان الانتباه لشيئين معاً في وقت واحد . ولولا ذلك لكانت كل مقايسة بين أمرين متعذرة .
ينتج مما تقدم أن الانتباه لا يقلب كثرة الأفكار إلى وحدة مطلقة ، لأن الوحدة التي يؤدي اليها الانتباه ليست سوى وحدة نسبية ، ومعنى ذلك أن الفكرة تصبح إذ ذاك عاملاً من العوامل المنظمة ، تجذب اليها الأفكار والذكريات والرغائب ، وتجمعها في سلك واحد . لذلك قيل إن الانتباه وحدة في كثرة ، أو بالأحرى جمع الحالات نفسية كثيرة في فكرة واحدة منظمة . قال ( رويسن Russen ) : يظن بعضهم أن الانتباه و تضييق لساحة الشعور وتجميع لعناصرها في فكرة واحدة ... والأصح أن يقال أن الفكرة المتميزة التي تضم اليها الذكريات حتى تملأ عتبة الشعور كلها . فالانتباه بهذا المعنى الأخير لا يمنع تعدد الأفكار ( Polyideisme ) ان الانتباه لصورة من الصور النفسية ، يوجب الأفكار والذكريات والرغائب في دائرة واحدة ، فهو إذن كما قلنا وحـــدة ، إلا أن هذه الوحدة ليست وحدة عددية ، وإنما هي وحدة تركيب ، أو تنظيم ، أو قل اذا شئت إنها وحدة في كثرة .
۲ - تبدل فاعلية النفس . - إذا حللنا الانتباه بالنسبة إلى فاعلية النفس تبين لنا أنه توقف آني في تيار الاحساسات ، والتصورات ، والعواطف ، والأفكار . إذا قرع باب غرفتي و أنا مستسلم للأحلام ، مستغرق في التأمل ، وقفت سلسلة أحلامي ، وانقطع تيار أفكاري ، ونظرت إلى الباب لأعلم من الطارق ، حق ان الجسد نفسه ليشترك في هذا التوقف . ان الانتباه لصورة من الصور النفسية يلهيني عن الصور الأخرى ، ويوقف تيار أفكاري عن الحركة .
ولكن هذا التوقف ليس سكونا مطلقاً ، ولا تعطلاً ذاتياً . لأن النفس عند وقوفها ، تتجه إلى الشيء وتطلب منه زيادة وضوح ، كأنها تبغي بذلك كشف الحجاب عن المجهول . فالاتجاه بلا بحث ، أو تفحص ، ليس انتباهاً حقيقياً ، وإنما هو فكرة ثابتة تسيطر على النفس دون فاعلية ، كالطفل الذي يتبع بعينيه حركة الشمعة ، فينقاد لها دون تفحص ولا فاعلية ، لخلو نفسه من كل فكرة . أما الانتباه الحقيقي ، فهو اتجاه وتفحص وبحث . ينتج مما تقدم أن حياتنا الداخلية في حالة الانتباه لا تتوقف عن الحركة . لأن توقف الأحوال النفسية عن الحركة يؤدي إلى فقدان الشعور بها .
الشروط الاجتماعية . - الحياة الاجتماعية تدفع الأفراد إلى الذهاب في اتجاهات كثيرة . وتخلق لهم في هذه الاتجاهات أهدافاً صناعية ليس في غرائزهم الأولية ما يدفعهم اليها ويحببها اليهم . والفرد يخضع لسلطان المجتمع بتأثير التربية ، فيضيق على غرائزه الخناق ، ويخالف ميوله ، ويجعل انتباهه خاضعاً لإرادته . فالهيئة الاجتماعية تؤثر إذن في الانتباه الإرادي ، لأنها تدعو الفرد إلى التقيد بنظمها ، واتباع مثلها العليا ، فيستيقظ من ركوده ، ويتجه اليها ، ويراقب نفسه ، ويدرك ذاته ؛ ويخالف نزعاته الطبيعية بجهده الإرادي .
ان الانتباه مقيد بشروط فيزيولوجية ونفسية .
الشروط الفيزيولوجية
- ان الانتباه مصحوب بعوامل فيزيولوجية كثيرة ، من هذه العوامل :
۱ - حركات الأعضاء . - الانتباه مصحوب بكثير من الظواهر الحركية ، كتقلص العضلات ، أو تمددها ، أو وقف حركتها ، وتبدل حركات الرأس والوجه والحواس ، في سبيل مؤالفة الشيء الخارجي ومطابقته .
ان الانتباه الحسي مثلا ، يقتضي مطابقة العينين والاذنين للشيء الخارجي ، فالعين أحديداب عدستها لتحصل على تأثير أوضح وأشد ، وتقلص عضلاتها ، لتجعل محوري البصر متلاقيين في الشيء ، ثم أن اذني الحيوان تتجهان إلى الفريسة ، والهرة تتحفز للوثوب على الفأرة . وقد يتوقف الإنسان عن الحركة في الانتباه الداخلي أو التفكير ، فالحاجبان يهبطان ، وتتشكل بينها غضون عمودية ، والعين تغمض أو تتوارى وراء حجاب الفكر . أما في الانتباه الحسي فتتقلص عضلة الجبهة ، ويرتفع الحاجبان ، وتتشكل فوقها أخاديد أفقية ، والجسد قد يترجم عن انتباه صاحبه بوقف حركاته أو تسكينها ( مثال ذلك سكون المصفي إلى أحد الخطباء ) ، حتى لقد بين الدكتور ( سيمون ) أن للأوضاع الجسدية شأناً عظيماً في انتباه التلاميذ ( ( ۱ ) . وقد يصحب الانتباه الداخلي حركات إيجابية كالذي لا يستطيع التفكر إلا إذا مشى في غرفته ، وكالخطيب الذي لا تسيل قريحته إلا إذا تحرك و استعمل الإشارات . قال جان جاك روسو ) : « إني لا أستطيع التأمل إلا إذا مشيت فإذا وقفت وقفت أفكاري . ان رأسي لا يسير إلا مع رجلي ( ٢ ) ، وقد علل ( ريبو ) ذلك بقوله : ان هذه الحركات ضرورية لإيقاظ الفاعلية الدماغية ، وزيادة جريان الأفكار .
۲ - تبدل الدورة الدموية . - ان الانتباه مصحوب بتبدل في الدورة الدموية ، لأن الدم في حالة الانتباه يترك أطراف الجسم ويتجمع في المراكز . حق أنه لشدة تجمعه قد يحدث احتقاناً في المراكز العصبية العاملة . فما بالك إذا كان كل عضو من الأعضاء كمية من الدم تساعده على التجدد .
٣ - تبدل النفس . - الانتباه مصحوب أيضاً بتبدل في التنفس . فيقصر الزفير ويطول الشهيق ، ويزيد في ضربات القلب . ان التنفس في الانتباه الشديد شبيه باللهاث في التعب والإعياء .
الشروط النفسية
- إذا نظرنا الآن إلى الانتباه من الوجهة النفسية ، رأينا أنه يغير تركيب الشعور ، ويبدل فاعلية النفس .
۱ - تغيير تركيب الشعور . - وصف ( ريبو ) الانتباه بقوله انه يضيق مجال الشعور ، ويقلب ظواهره المختلفة إلى فكرة واحدة ( Monoidéisme ) . ان عناصر الشعور في حالة الانتباه أفقر مما هي عليه في الحالة الطبيعية ، لأن التصورات كلها تنقلب إلى تصور واحد ، ويتعذر على الإنسان أن ينتبه لشيئين معاً في وقت واحد .
هل يمكن الانتباه لشيئين معاً ؟
- هذه المسألة قديمة ، وقد اختلف العلماء في الجواب عنها . فمنهم من يقول أن الانتباه واحد لا ينقسم ، ومنهم من يقول أن في وسع الإنسان أن ينتبه لشيئين معا . ولنأت الآن ببعض الأمثلة . ان في طاقة الانسان أن يشتغل بأمرين معاً فيقرأ مثلاً ويغني في وقت واحد . ان هذا المثال لا يثبت لنا إمكان الانتباه لشيئين معاً ، لأن الانسان يغني بصورة آلية ، من غير أن يفكر في غنائه . وقد روي عن ( يوليوس قيصر انه كان يملي أربع رسائل معاً ، ويكتب هو نفسه رسالة خامسة في وقت واحد . ان هذا المثال لا يقطع مظان الاشتباه ، بل يدل على أن ( يوليوس قيصر ) كان يقوم بأعمال متتابعة ، فينتقل من أحدها إلى الآخر انتقالاً سريعاً ، حق لقد روي عن نابليون بونابرت ) ( ١ ) أنه كان لا يوجه انتباهه إلا إلى مسألة واحدة ، فإذا انتهى منها انتقل إلى غيرها . إلا أن العلماء قد جاءوا بأمثلة اخرى ، منها أن بعضهم ينشد شعراً من الأشعار بصوت عال ، ويردد شعر راً آخر في داخله ، وأن بعضهم يحل مسألة حسابية كتابية ويحل في الوقت نفسه عملا ذهنياً ثانياً ( ٢ ) .
لا شك في أن الانتباه التام لشيء من الأشياء يقتضي اتجاه النفس اليه بكل قواها ، ولا خلاف في أن الجمع بين أمرين مما يضعف قوة الانتباه لكل منهما ، إلا أنه في وسع بعض الأشخاص أن يركزوا نشاطهم الفكري في عدة أمور معاً . نعم . أنه يمكن في بعض الأحيان تعليل ذلك بانتقال الفكر بسرعة من أمر إلى آخر ، ولكن من الصعب تعليل جميع الأمثلة التي جاء بها ( بولطان ) و ( وندت ) و ( ستانلي جفونس ) تعليلا تاما إلا بتقدير إمكان الانتباه لشيئين معاً في وقت واحد . ولولا ذلك لكانت كل مقايسة بين أمرين متعذرة .
ينتج مما تقدم أن الانتباه لا يقلب كثرة الأفكار إلى وحدة مطلقة ، لأن الوحدة التي يؤدي اليها الانتباه ليست سوى وحدة نسبية ، ومعنى ذلك أن الفكرة تصبح إذ ذاك عاملاً من العوامل المنظمة ، تجذب اليها الأفكار والذكريات والرغائب ، وتجمعها في سلك واحد . لذلك قيل إن الانتباه وحدة في كثرة ، أو بالأحرى جمع الحالات نفسية كثيرة في فكرة واحدة منظمة . قال ( رويسن Russen ) : يظن بعضهم أن الانتباه و تضييق لساحة الشعور وتجميع لعناصرها في فكرة واحدة ... والأصح أن يقال أن الفكرة المتميزة التي تضم اليها الذكريات حتى تملأ عتبة الشعور كلها . فالانتباه بهذا المعنى الأخير لا يمنع تعدد الأفكار ( Polyideisme ) ان الانتباه لصورة من الصور النفسية ، يوجب الأفكار والذكريات والرغائب في دائرة واحدة ، فهو إذن كما قلنا وحـــدة ، إلا أن هذه الوحدة ليست وحدة عددية ، وإنما هي وحدة تركيب ، أو تنظيم ، أو قل اذا شئت إنها وحدة في كثرة .
۲ - تبدل فاعلية النفس . - إذا حللنا الانتباه بالنسبة إلى فاعلية النفس تبين لنا أنه توقف آني في تيار الاحساسات ، والتصورات ، والعواطف ، والأفكار . إذا قرع باب غرفتي و أنا مستسلم للأحلام ، مستغرق في التأمل ، وقفت سلسلة أحلامي ، وانقطع تيار أفكاري ، ونظرت إلى الباب لأعلم من الطارق ، حق ان الجسد نفسه ليشترك في هذا التوقف . ان الانتباه لصورة من الصور النفسية يلهيني عن الصور الأخرى ، ويوقف تيار أفكاري عن الحركة .
ولكن هذا التوقف ليس سكونا مطلقاً ، ولا تعطلاً ذاتياً . لأن النفس عند وقوفها ، تتجه إلى الشيء وتطلب منه زيادة وضوح ، كأنها تبغي بذلك كشف الحجاب عن المجهول . فالاتجاه بلا بحث ، أو تفحص ، ليس انتباهاً حقيقياً ، وإنما هو فكرة ثابتة تسيطر على النفس دون فاعلية ، كالطفل الذي يتبع بعينيه حركة الشمعة ، فينقاد لها دون تفحص ولا فاعلية ، لخلو نفسه من كل فكرة . أما الانتباه الحقيقي ، فهو اتجاه وتفحص وبحث . ينتج مما تقدم أن حياتنا الداخلية في حالة الانتباه لا تتوقف عن الحركة . لأن توقف الأحوال النفسية عن الحركة يؤدي إلى فقدان الشعور بها .
الشروط الاجتماعية . - الحياة الاجتماعية تدفع الأفراد إلى الذهاب في اتجاهات كثيرة . وتخلق لهم في هذه الاتجاهات أهدافاً صناعية ليس في غرائزهم الأولية ما يدفعهم اليها ويحببها اليهم . والفرد يخضع لسلطان المجتمع بتأثير التربية ، فيضيق على غرائزه الخناق ، ويخالف ميوله ، ويجعل انتباهه خاضعاً لإرادته . فالهيئة الاجتماعية تؤثر إذن في الانتباه الإرادي ، لأنها تدعو الفرد إلى التقيد بنظمها ، واتباع مثلها العليا ، فيستيقظ من ركوده ، ويتجه اليها ، ويراقب نفسه ، ويدرك ذاته ؛ ويخالف نزعاته الطبيعية بجهده الإرادي .
تعليق