الانتباه
١ - تعريف الانتباه
- رأينا عند بحثنا في اللاشعور أن لحياتنا النفسية مركزاً منيراً وأطرافاً ضئيلة ، وأنه يمكن تشبيه الشعور بأشعة النور المرسلة إلى غرفة مظلمة . فالانتباه لشيء هو توجيه هذه الأشعة اليه ، بحيث يصبح في مركز الشعور المنير . لذلك عرف العلماء الانتباه بقولهم : هو أن تتجمع الفاعلية النفسية حول ظاهرة من الظواهر لتجعلها تامة الوضوح .
فإذا كانت هذه الظاهرة خارجية كان الانتباه حسياً ، وإذا كانت داخلية كان الانتباه تأملياً .
مثال ذلك : اذا جلست في مكتبي أفكر في أحد الموضوعات الفلسفية ، وجدتني قبل الابتداء بالتفكير محاطاً بكثير من المؤثرات الحسية ، فأسمع دقات الساعة ، وجلبة الطريق ، وأشم رائحة الزهر ، وأشعر بدرجة الحرارة ، وبتأثير ملابسي في ، وبمقاومة الكرسي الجسدي ، وبغير ذلك من الاحساسات الكثيرة ، فإذا فكرت في أحد الموضوعات ، واستغرقت في التأمل ، ضعف تأثير هذه الاحساسات في ، وتضاءل شعوري بها كما يتضاءل صوت السيارة المتباعدة عني . لقد كنت قبل الانتباه مشتت الفكر ، فتجمعت أفكاري الآن كلها في مركز واحد .
وقد يزداد تجمع الأفكار حتى يبلغ درجة عالية ، ينسى فيها الانسان كل ما يحيط به من الاشياء ، ويستغرق في التفكير ، استغراق ( أرخميدس ) في حل قضاياه ، أو ( باسكال ) في حل مسائله . ليس هذا الاستغراق في التفكير تشتتاً أو ذهولاً ، وانما هو انتباه شديد .
ان حالة التشتت التام لا توجد إلا في الأحلام ، حيث يستسلم المره للصور التي تساوره ، فيتبعها وتتبعه ، ويفقد كل فكر انتقادي ، ويمسي متراخي الشعور ، لا يفضل حالة على أخرى ، بل تتوارد الصور والذكريات عليه ، فتنضم بعضها إلى بعض وتتألف تبعاً لما يشعر به من حزن أو سرور ، أو حب ، أو طموح .
درجات الانتباه
- شبه العلماء عمل الانتباه بعمل العدسات المحدبة التي تجمع الأشعة في بؤرة واحدة . فكما أن العدسة تزيد قوة الأشعة المتجمعة في المركز ، كذلك يزيد الانتباه وضوح العناصر التي يتجه اليها . وهذا يدل على أن للانتباه درجات مختلفة . أولها الانتباه المشتت ( Attention dispersee ) ، وأعلاها التأمل العميق . وبين الأول والثاني درجات كثيرة تختلف باختلاف العمر ، ودرجة الثقافة والحضارة . ان الطفل والإنسان الابتدائي أقل انتباهاً وتأملا من الراشد والمتمدن ، فالانتباه ليس سبباً من أسباب الحضارة فحسب ، وإنما هو في الوقت نفسه ثمرة من ثمراتها .
١ - الانتباه المشتت . - هو الحالة التي تتفرق فيها عناصر حياتنا الداخلية ، وتتشتت ، فلا يتميز فيها إحساس عن إحساس ، ولا إدراك عن إدراك ، بل تبقى الإحساسات والإدراكات ، والعواطف ، والأفكار كلما على نمط واحد من حيث شدتها ووضوحها . أحسن مثال يدل على ذلك حالة الطفل ، أو حالة الراشد المتعب الفكر ، المستسلم للأحلام . فقد يستسلم الراشد للصور التي تمر به فتغويه وتقوده ، وتستولي عليه ، كأنه لا فرق بينه وبين الأشياء التي ينظر اليها ، أو كأنه كما قال ( كوندياك ) عين تلك الأشياء التي تنطبع آثارها في نفسه ، حق لقد قيل : لا فرق في هذه الحال بين الأنا واللا أنا ، وهذا التشتت لا يختلف عن حالة الذهول إلا قليلا .
٢ - الانتباه المتجمع . - هو الحالة التي تتجمع فيها فاعلية النفس حول موضوع معين كما تتجمع أشعة العدسة في مركز واحد . ان هذا التجمع يقتضي على الأكثر جهداً وإرادة . وهو أعلى درجات الانتباه تنظيماً لفاعلية النفس .
١ - تعريف الانتباه
- رأينا عند بحثنا في اللاشعور أن لحياتنا النفسية مركزاً منيراً وأطرافاً ضئيلة ، وأنه يمكن تشبيه الشعور بأشعة النور المرسلة إلى غرفة مظلمة . فالانتباه لشيء هو توجيه هذه الأشعة اليه ، بحيث يصبح في مركز الشعور المنير . لذلك عرف العلماء الانتباه بقولهم : هو أن تتجمع الفاعلية النفسية حول ظاهرة من الظواهر لتجعلها تامة الوضوح .
فإذا كانت هذه الظاهرة خارجية كان الانتباه حسياً ، وإذا كانت داخلية كان الانتباه تأملياً .
مثال ذلك : اذا جلست في مكتبي أفكر في أحد الموضوعات الفلسفية ، وجدتني قبل الابتداء بالتفكير محاطاً بكثير من المؤثرات الحسية ، فأسمع دقات الساعة ، وجلبة الطريق ، وأشم رائحة الزهر ، وأشعر بدرجة الحرارة ، وبتأثير ملابسي في ، وبمقاومة الكرسي الجسدي ، وبغير ذلك من الاحساسات الكثيرة ، فإذا فكرت في أحد الموضوعات ، واستغرقت في التأمل ، ضعف تأثير هذه الاحساسات في ، وتضاءل شعوري بها كما يتضاءل صوت السيارة المتباعدة عني . لقد كنت قبل الانتباه مشتت الفكر ، فتجمعت أفكاري الآن كلها في مركز واحد .
وقد يزداد تجمع الأفكار حتى يبلغ درجة عالية ، ينسى فيها الانسان كل ما يحيط به من الاشياء ، ويستغرق في التفكير ، استغراق ( أرخميدس ) في حل قضاياه ، أو ( باسكال ) في حل مسائله . ليس هذا الاستغراق في التفكير تشتتاً أو ذهولاً ، وانما هو انتباه شديد .
ان حالة التشتت التام لا توجد إلا في الأحلام ، حيث يستسلم المره للصور التي تساوره ، فيتبعها وتتبعه ، ويفقد كل فكر انتقادي ، ويمسي متراخي الشعور ، لا يفضل حالة على أخرى ، بل تتوارد الصور والذكريات عليه ، فتنضم بعضها إلى بعض وتتألف تبعاً لما يشعر به من حزن أو سرور ، أو حب ، أو طموح .
درجات الانتباه
- شبه العلماء عمل الانتباه بعمل العدسات المحدبة التي تجمع الأشعة في بؤرة واحدة . فكما أن العدسة تزيد قوة الأشعة المتجمعة في المركز ، كذلك يزيد الانتباه وضوح العناصر التي يتجه اليها . وهذا يدل على أن للانتباه درجات مختلفة . أولها الانتباه المشتت ( Attention dispersee ) ، وأعلاها التأمل العميق . وبين الأول والثاني درجات كثيرة تختلف باختلاف العمر ، ودرجة الثقافة والحضارة . ان الطفل والإنسان الابتدائي أقل انتباهاً وتأملا من الراشد والمتمدن ، فالانتباه ليس سبباً من أسباب الحضارة فحسب ، وإنما هو في الوقت نفسه ثمرة من ثمراتها .
١ - الانتباه المشتت . - هو الحالة التي تتفرق فيها عناصر حياتنا الداخلية ، وتتشتت ، فلا يتميز فيها إحساس عن إحساس ، ولا إدراك عن إدراك ، بل تبقى الإحساسات والإدراكات ، والعواطف ، والأفكار كلما على نمط واحد من حيث شدتها ووضوحها . أحسن مثال يدل على ذلك حالة الطفل ، أو حالة الراشد المتعب الفكر ، المستسلم للأحلام . فقد يستسلم الراشد للصور التي تمر به فتغويه وتقوده ، وتستولي عليه ، كأنه لا فرق بينه وبين الأشياء التي ينظر اليها ، أو كأنه كما قال ( كوندياك ) عين تلك الأشياء التي تنطبع آثارها في نفسه ، حق لقد قيل : لا فرق في هذه الحال بين الأنا واللا أنا ، وهذا التشتت لا يختلف عن حالة الذهول إلا قليلا .
٢ - الانتباه المتجمع . - هو الحالة التي تتجمع فيها فاعلية النفس حول موضوع معين كما تتجمع أشعة العدسة في مركز واحد . ان هذا التجمع يقتضي على الأكثر جهداً وإرادة . وهو أعلى درجات الانتباه تنظيماً لفاعلية النفس .
تعليق