أنواع التخيل المختلفة .. التخيُّّل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنواع التخيل المختلفة .. التخيُّّل .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    أنواع التخيل المختلفة .. التخيُّّل

    أنواع التخيل المختلفة

    ينقسم التخيل إلى ثلاثة أقسام : التخيل المبدع ، والتخيل التمثيلي ، والتخيل الوهمي ، ويمكن انقسامه بنوع آخر من القسمة إلى التخيل العملي ، والتخيل العلمي ، والتخيل الا أن ( ريبو ) يقسم التخيل نوعين : التخيل الانفعالي ( Diffluente ) والتخيل التصويري ( Plastiqne ) .

    فالتخيل التصويري أو التشكيلي ، هو التخيل الذي يجمع من الصور ما هو واضح بين فيرتبه بحسب الروابط الموضوعية الدقيقة . ان وضوح هذا التخيل يشبه وضوح الإدراك ، ان روابطه الموضوعية لتذكرك بالحقائق الخارجية ، وهو أكثر صور التخيل تعلقا بإدراك المكان . وقد وصفوه بقولهم ، انه وضوح في كثرة . أما أنواعه فهي : تخيل المهندس المعمار ، وتخيل النقاش ، والمصور ، وتخيل الكاتب الوصفي ، وتخيل شعراء الملاحم والفواجع ، وتخيل العالم ، وتخيل مخترعي الآلات ، والتخيل العملي ( التجاري ، والمالي ، والحربي ) .

    والتخيل الانفعالي هو الذي يجمع من الصور ما هو غامض ، ومبهم ، ومتبدل ، فيرتبه بحسب الميول والاستعدادات الانفعالية ، على غير قاعدة ودون رابط منطقي ، بحيث يتألف من ذلك جمل من العواطف و الأفكار ، يمتزج بعضها ببعض ، وفقا لاتساق حياتنا الداخلية . أما أنواع هذا التخيل فهي التخيل العاطفي ، والروائي ، والوهمي ، وتخيل الأساطير ، والتخيل الصوفي ، وتخيل الرموز الدينية ، والرموز الطبيعية ، والتخيل الموسيقي . وتخيل الأدب الرمزي ( ١ ) . ( ۱ ) ان في أشعار ( فيرلين ( كثيراً من الأمثلة الجميلة الدالة على التخيل الرمزي كقوله :

    تنهدات الرياح Les sanglots longs
    رتيبة النواح des violons
    تجرح قلبي بها ، قيثارة الخريف de l'automne
    ويستفيض خيالي blessent mon coeur
    بالذكريات الخوالي d'une langneur
    أنشدها فأبكي ، بالمدمع الذريف , monotone
    ( المقتطف فبراير ( ۱۹۳۰ ) من ترجمة علي محمود طه .

    ان كلا من هذين النوعين يختلف عن الآخر بالمواد التي يجمعها ، والمبادىء التي يسير عليها ، في ترتيب العناصر وربطها بعضها ببعض .

    لا جرم أن مبادىء تصنيف ( ريبو ) صحيحة ، الا أن العلماء قد بالغوا في فصل كل من هذين النوعين عن الآخر . ان في الأوهام المخالفة للمنطق ما هو مركب من صور واضحة بينة ، فكيف يجوز وضعه في صنف التخيل الانفعالي ؟ - وفي التدابير المالية والتجارية ما هو مبهم غير معقول متولد من رغائبنا وعواطفنا ، فكيف يجوز ادخاله في صنف التخيل التصويري ؟ أضف الى ذلك أن العامل الانفعالي كما قال ( ريبو ) نفسه يدخل في كل نوع من أنواع التخيل المبدع ، فمن الصعب اذن في بعض الأحوال تمييز التخيل الانفعالي ، أو الغامض ، عن التخيل التصويري ، أو التشكيلي .

    فخير لنا اذن أن نأخذ بالتصنيف العادي الذي يميز أنواع التخيل بعضها من بعض بحسب موضوعاتها وموادها . وهي التخيل الفني ، والتخيل العلمي ، والتخيل المالي ، والتخيل الفلسفي الخ .

    تخيل الفنان
    - لا نحتاج الى كبير عناء في البرهان على أن التخيل نافع للفنان . ولكن هل يمكن أن تستغني بعض أنواع الفن عن الخيال . ان كثيراً من الكتاب يسمون أنفسهم واقعيين ، ويزعمون أن هناك تصويراً واقعياً ، واسلوباً واقعياً ، حق أنهم ليمدحون الروائي الذي يقلد الطبيعة تقليداً تاماً ، وينسخ أشخاصه نسخاً ، ويصورهم تصويراً مطابقاً للحقيقة ، مجرداً عن الخيال . اذا تعمقنا في التحليل ، وجدنا أن . جميع أنواع الفن محتاجة الى التخيل ولكن بدرجات متفاوتة . ان صورة من صور ( بونا Bonnat ) الواقعية لا تحتاج الى الخيال بقدر ما تحتاج اليه صور هنري ( مارتن الرمزية ، ومع أن مذهب ( زولا ) في الأدب كان واقعياً ، فإنه لم يستغن عن الخيال مرة واحدة ، بل كان ذا خيال قوي ، وان كان غير منظم ، من ذلك أنه يشبه القاطرة في احدى رواياته بكائن حي يلهث من التعب ، ويبالغ في كل ما يصفه من القبح النفسي والجسدي ، ويجمع ويرتبها ترتيباً مخالفاً لكل امكان ، لأن رغبته في اثبات رأيه تولد في نفسه اختراعات عجيبة ، فهو اذن لا يقتصر على الوصف الواقعي ، بل يبدل الحقيقة الواقعية كما يشاء .

    والتخيل ليس كما زعم بعضهم ، ملكة الهواجس والأوهام والأحلام ، وانما هو كما قلنا قوة تركيب وتأليف . كل من كتب مقالاً في مجلة ، أو فصلاً من كتاب ، يعلم أن سر الكتابة ليس في دراسة الموضوع ، ومطالعة الكتب الضرورية ، وجمع الملاحظات ، وانما هو في قلب الخيال الغامض الى صورة واضحة ، وفي ترتيب المواد وتنظيمها ، وفي التعبير عن الأفكار بألفاظ صحيحة . والتخيل ضروري لتفصيل الأجزاء ، كما هو ضروري لتصور الكل ، وربما كان تفصيل الأجزاء أصعب من تصور الكل ، لأنه يقتضي جهداً اراديا وصبراً طويلا ، حق لقد قيل : إن رأس العبقرية تفصيل الأجزاء وتحقيقها .

    وليس التخيل ضروريا لإنتاج الأثر الفني فحسب ، وانما هو ضروري أيضاً لتذوقه وفهم معناه ، ان كل فن من الفنون مبني على شيء من التواطؤ والاصطلاح ، ومن الصعب المختلفة فهم صوره دون تخيل ، قد يظن أن في وسع كل انسان أن يدرك صور الفن ويفهم معانيها ، والحق عن ذلك بعيد ، لأن كثيراً من الصور المألوفة عندنا لا تطرب الاوربيين كما أن كثيراً من الصور المألوفة عند الاوربيين لا تطربنا ، ان بعض السوريين مثلا لا يستسحن أنغام ( بتهوفن ) وسبب ذلك أنه لم يتعود تخيل العناصر الضرورية لفهمها . ولا بد لصور الفن مهما تكن واقعية من أن تبتعد عن الطبيعة ، ولا يقطع هذا البعد بينها وبين الواقع الا بالتخيل ، فالتخيل يهب الحياة للجهاد ، والحركة للسكون ، ويسمعك في صوت القانون واصطحاب العود ، حفيف الأغصان ، وتغريد الطير .

    التخيل العلمي
    - ربما قيل إن العلم في غنى عن التخيل ، لأنه مبني على أحكام صحيحة ، وبراهين صادقة ، وتجارب ثابتة . وما حاجة العلم الى الوهم . ان الوهم شيء والحقيقة شيء آخر . نقول رداً على ذلك : إن التخيل ليس مرادفا للوهم ، وان معظم الاختراعات العلمية ثمرة من ثمرات التخيل . والعلم علمان ، علم تام ، وعلم لم يتم بعد ، فالعلم التام مبني على البرهان ، أما العلم الذي لم يتم بعد فإنه يبحث عن الحقائق الجديدة ، ولا يمكنه الوصول الى هذه الحقائق الابطريق الافتراض . اذا أراد العالم ايضاح حادثة من الحوادث تخيل لذلك الإيضاح فرضية ، ولا تنقلب هذه الفرضية الى حقيقة علمية الا اذا تحققت بالتجربة ، والبرهان العلمي يكون غالباً بالتحقيق الدقيق ، ووجدان الفرضية يكون بالتخيل ، الا أن الوجدان متقدم على البرهان . ثم ان تحقيق الفرضية العلمية يقتضي تخيل الوسائل المؤدية اليه . لقد عرف العلماء منذ القدم ان صعود الزئبق في أنبوب البارومتر ناشيء عن الضغط الجوي ، إلا أن معرفتهم هذه لم تصبح علماً دقيقاً إلا عندما استطاعوا تحقيق فرضيتهم بتجربة ( بوي ( دودوم المشهورة . وما قلناه في العلوم الطبيعية يمكن أن يقال في الرياضيات . والدليل على أن الرياضيات محتاجة إلى التخيل . ان لأشكال الهندسة كمالاً غير متحقق في الأشياء الخارجية ، والرياضي يعرف المعاني الرياضية بالتوليد ، أي يبين لنا في تعريف الشكل الهندسي مثلا ، كيف يمكن توليده ، أو تركيبه بالتخيل ، ان ضعفاء التخيل لا يستطيعون أن يتصوروا خط ( الازمبتوت ) وهو المنحني الذي يتقرب مستقيم من غير أن يلاقيه . ان استعمال الإشارات الجبرية ، وتصور الأعمال الحسابية الموصلة إلى حل مسألة من المسائل ، وإدراك التوابع والدالات ، كل ذلك يحتاج إلى التخيل . نعم ان هذا التخيل ليس كتخيل الفنان ، إلا أنه من حيث ضرورته للإبداع لا يختلف عنه .

    التخيل الفلسفي
    - قال ( ليبنز ) في فلاسفة ما بعد الطبيعة : انهم أحوج إلى التخيل من الشعراء . وذلك لأن كل فيلسوف من فلاسفة ما بعد الطبيعة ، يريد أن يضمن مذهبه إيضاحاً تاماً للكون . نعم أن المذاهب الفلسفية يجب أن تكون مبنية على العلوم الوضعية ، إلا أن الفلاسفة كثيراً ما يجاوزون حدود العلم ، وينظمون المسلمات العالمية ، ويرتبونها بحسب غاياتهم ومقاصدهم ، انهم يجمعون الحقائق العلمية ، ويرتبون المسائل النفسية ، ويتبعون أساليب البحث المنظم ، ليتوصلوا إلى إثبات مذاهبهم ، أو تحقيق مبادئهم . وهذا يحتاج بلا ريب إلى تخيل واسع ، لقد زعم ( سبينوزا ) أنه يريد اتباع طريقة الرياضيين في بناء مذهبه ، ولكنه لما وحد الله والعالم ، برهن على أن تخيله المبدع لا يقل سمواً عن تخيل أعظم الفنانين .

    التخيل في الحياة الأخلاقية
    - لم يهتم العلماء بأثر التخيل في الحياة الأخلاقية اهتمامهم بأثره في الفن . حق لقد ظن بعضهم أن المفاهيم الأخلاقية تتبدل وترتقي من غير أن يكون للأشخاص تأثير في ارتقائها . ونحن نعتقد أن للافراد تأثيراً في الأخلاق ، لأنهم كثيراً ما يختلفون في فهم القيم الخلقية الجديدة ، فمنهم من يهزأ بها ويعرض عنها ، ومنهم من يتمسك بها ويضحي بحياته في سبيلها . ان في الأخلاق مخترعين كما في الفن والصناعة والاختراع في الأخلاق لا يكون مقصوراً على تصور الفكرة الجديدة ، بل يكون أيضاً بالبرهان على امكان اتباع بعض القواعد في تنظيم الحياة الفردية والاجتماعية . ان لسان الحال غير لسان المقال . والإنسانية لا تنجو من اليأس ، ولا تقضي على الفقر والجهل والظلم بتصور النظريات فحسب ، بل بتطبيقها والعمل بها . والعمل يثير مشكلات لا ينبيء بها العلم ، ولا يمكن التغلب على هذه المشكلات إلا بالتخيل .

    ولا يكفي أن يحب الانسان العدل حق يكون عادلاً ، لأن حب العدل شيء ، والعمل به شيء آخر ، ان الرحمة قد تكون في غير موضعها ، ومحبة الوطن تقتضي التنبؤ بنتائج الأفعال ، كما تقتضي تخيل الوسائل المؤدية إلى إسعاد المواطنين . وليس العدل الحقيقي في تطبيق القوانين تطبيقاً آلياً ، وإنما هو في تخيل أحوال الناس ، وسبر غور مشاعر كل منهم بما يناسبه . والفاضل من استطاع أن يتصور نتائج أعماله قبل مباشرتها . نعم ان قيمة الفعل تابعة لنية الفاعل ، لا لنجاحه في الواقع ، إلا أن النية يجب أ أن تكون معقولة لا تشوبها شوائب الباطل ، ولا يمكن تطهيرها من الشوائب وتوجيهها إلى الخير إلا بتصور نتائج الأعمال . وينبغي أيضاً أن تكون إرادتنا الصالحة مغمورة بحساسيتنا . ان خير وسيلة لتوليد الشعور بالرحمة في قلوب الناس هي في حملهم على تخيل آلام البؤساء .

    التخيل في الحياة العملية
    - إن نجاح بعض الناس في الحياة العملية ، وقدرتهم على الاستفادة من الظروف ، واحتيالهم على المصاعب ، كل ذلك يحتاج إلى التخيل . فالتاجر يتخيل حاجات الزبون وميوله ، ويتصور الأساليب الضرورية لإرضائه ، ويعرف كيف يخاطر بأمواله في سبيل الربح ، والقائد الماهر يعرف كيف ينفذ خطته وفقا لمقتضي . وكذلك حال السائس مع المسوس ، والرئيس مع المرؤوس . والمهندس يدرك ما في آلته من نقص ، فيتخيل وسيلة جديدة لتحسينها . والمالي يتصور طريقة جديدة تدر له المال ، وتزيد ثروته . كل ذلك يدل على أن التخيل ضروري لحسن التدبير ، وإتقان العمل ، والكشف عن الوسائل التي تحسن مستوى الحياة .

    وقصارى القول ان للتخيل أثراً في كل صورة من صور حياتنا . ما أشقى الذين لا يعيشون إلا في الحاضر ، انهم لا يفكرون إلا في المسائل العملية التي تلقيها الظروف عليهم . ان افقهم محدود ، لأنه ينتهي حيث تنتهي أعمالهم اليومية ، فما بالك إذا كان خيالهم ! يرفعهم إلى حياة أسمى من حياتهم الواقعية ان هذه الحياة الفقيرة ، وان العمل فيها الجاف ، انه خال من الشعر والجمال والموسيقى .
    دع أن التخيل يبدل قيم الأشياء ، ويلقي عليها حلة نفسية جميلة ، انه يرفع الأعمال الوضيعة ، وينجي من السام والملل ، ويحيي في النفوس ميت الأمل . إلا أنه كثيراً ما يبعد الإنسان عن الواقع ويولد في نفسه عادة الاحلام الروائية ، ويجعله غير قادر على مؤالفة شرائط الحياة . نعم إن السمو إلى عالم الخيال من حين إلى آخر يجعل الحياة أقل قسوة مما هي عليه ، ولكن جمال هذا العالم الخيالي قد ينسينا العالم الحقيقي ، ويبعدنا عنه ، فنفضل الإقامة في قصوره الجميلة التي شيدناها بخيالنا ، ونقطع كل صلة بيننا وبين الواقع .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.٢٨ (1)_1(2).jpg 
مشاهدات:	116 
الحجم:	114.8 كيلوبايت 
الهوية:	187680 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.٣٠_1.jpg 
مشاهدات:	94 
الحجم:	112.8 كيلوبايت 
الهوية:	187681 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.٣١_1.jpg 
مشاهدات:	95 
الحجم:	134.1 كيلوبايت 
الهوية:	187682 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.٣٢_1.jpg 
مشاهدات:	89 
الحجم:	131.5 كيلوبايت 
الهوية:	187683 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.٣٢ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	90 
الحجم:	123.9 كيلوبايت 
الهوية:	187684

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢٢.٣٣_1.jpg 
مشاهدات:	89 
الحجم:	70.5 كيلوبايت 
الهوية:	187690

    Different types of imagination... Imagination

    Different types of imagination

    Imagination is divided into three categories: creative imagination, representative imagination, and imaginary imagination. It can be divided into another type of division into practical imagination, scientific imagination, and imagination. However, (Ribou) divides imagination into two types: emotional imagination (Diffluente) and pictorial imagination (Plastiqne).

    Pictorial or plastic imagination is the imagination that collects images that are clear and arranges them according to precise thematic links. The clarity of this imagination is similar to the clarity of perception. Its objective connections remind you of external facts, and it is the form of imagination most closely related to the perception of place. They described it by saying: It is clarity in abundance. As for its types, they are: the imagination of the architect, the imagination of the engraver, the photographer, the imagination of the descriptive writer, the imagination of the poets of epics and tragedies, the imagination of the scientist, the imagination of the inventors of machines, and the practical imagination (commercial, financial, and military).

    Emotional imagination is the one that collects images that are ambiguous, ambiguous, and changeable, and arranges them according to emotional inclinations and predispositions, without a basis and without a logical connection, so that it consists of sentences of emotions and thoughts, mixing with each other, according to the consistency of our inner life. The types of this imagination are emotional, fictional, and imaginary imagination, imagining myths, Sufi imagination, imagining religious symbols, natural symbols, and musical imagination. And imagine symbolic literature (1). (1) There are many beautiful examples in Verlaine’s poetry that indicate symbolic imagination, such as his saying:

    Sighs of the winds: Les sanglots longs
    Monotonous wailing des violons
    My heart is wounded by it, Autumn's lyre de l'automne
    And my imagination is overflowing. blessent mon coeur
    With good old memories
    I sing it and cry, with tears, monotone
    (Excerpted February 1930) translated by Ali Mahmoud Taha.

    Each of these two types differs from the other in the materials it brings together, and the principles it follows, in arranging the elements and linking them together.

    There is no doubt that the principles of Ribo classification are correct, but scientists have exaggerated in separating each of these two types from the other. Illusions that contradict logic are composed of clear and evident images, so how is it permissible to place them in the category of emotional imagination? - In financial and commercial measures, there is something that is ambiguous and unreasonable, generated from our desires and emotions, so how is it permissible to include it in the category of pictorial imagination? In addition, the emotional factor, as Ribot himself said, is included in every type of creative imagination. Therefore, in some cases, it is difficult to distinguish emotional or ambiguous imagination from pictorial or plastic imagination.

    It is better for us, then, to adopt the normal classification that distinguishes the types of imagination from one another according to their topics and materials. These are artistic imagination, scientific imagination, financial imagination, philosophical imagination, etc.

    Imagine the artist
    We do not need much effort to prove that imagination is beneficial to the artist. But can some types of art dispense with imagination? Many writers call themselves realists, and they claim that there is realistic depiction and a realistic style. It is true that they praise the novelist who completely imitates nature, copies his characters, and portrays them in a way that is identical to the truth, devoid of imagination. If we delve deeper into the analysis, we find that... All types of art require imagination, but to varying degrees. The realistic image of Bonnat does not need imagination as much as the symbolic images of Henry (Martin). Although Zola’s doctrine in literature was realistic, he did not dispense with imagination once. Rather, he had a strong imagination, even if he He is disorganized, for example, in one of his novels, he likens the locomotive to a living being panting from fatigue, and he exaggerates all the psychological and physical ugliness he describes, and collects and arranges them in an order that is contrary to all possibility, because his desire to prove his opinion generates strange inventions within himself. Therefore, he is not limited to just... The realistic description, rather, he changes the actual truth as he pleases.

    Imagination is not, as some claimed, the faculty of obsessions, delusions, and dreams, but rather, as we said, the power of composition and composition. Everyone who has written an article in a magazine, or a chapter of a book, knows that the secret of writing is not in studying the subject, reading the necessary books, and collecting notes, but rather it is in turning the vague imagination into a clear picture, in arranging and organizing the materials, and in expressing the ideas in correct words. Imagination is necessary to detail the parts, just as it is necessary to visualize the whole. Perhaps detailing the parts is more difficult than visualizing the whole, because it requires voluntary effort and long patience. It is true that it has been said: The essence of genius is detailing the parts and achieving them.

    Imagination is not only necessary to produce an artistic effect, but it is also necessary to appreciate it and understand its meaning. Every art is built on some collusion and convention, and it is difficult to understand its images without imagination. One might think that every human being can perceive the images of art and understand their meanings. The truth is far from that, because many of the images familiar to us do not please Europeans, just as many of the images familiar to Europeans do not please us. Some Syrians, for example, do not like Beethoven’s melodies, and the reason for this is that they are not accustomed to imagining the elements necessary to understand them. The images of art, no matter how realistic they are, must be far from nature, and this distance between them and reality can only be cut off by imagination. Imagination gives life to struggle, movement to stillness, and makes you hear in the sound of the law and the accompaniment of the lute, the rustle of the branches, and the song of the birds.
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 01-20-2024, 02:32 PM.

    تعليق


    • #3
      Scientific imagination
      It may be said that science does not need imagination, because it is based on sound judgments, true proofs, and proven experiments. Science does not need illusion. Illusion is one thing and reality is another. In response, we say: Imagination is not synonymous with illusion, and that most scientific inventions are the fruit of imagination. There are two sciences: a complete science, and a science that has not yet been completed. Complete science is based on proof. As for the science that has not yet been completed, it searches for new facts, and it cannot reach these facts by hypothesis. If a scientist wants to clarify an incident, he imagines a hypothesis for that clarification. This hypothesis does not turn into a scientific fact unless it is verified by experiment. Scientific proof is often achieved through careful investigation, and the hypothesis is based on imagination, except that the conscience takes precedence over the proof. Then, achieving the scientific hypothesis requires imagining the means leading to it. Scientists have known since ancient times that the rise of mercury in a barometer tube is caused by atmospheric pressure, but their knowledge did not become an accurate science until they were able to fulfill their hypothesis with the famous Boy (Dodum) experiment. What we said in the natural sciences can be said in mathematics. The evidence is that Mathematics needs imagination. Geometric shapes have a perfection that is not achieved in external things, and the mathematician knows mathematical meanings by generation, that is, he shows us, in defining the geometric shape, for example, how it can be generated, or synthesized by imagination. Those with weak imagination cannot imagine the (azpotome) line, which is The curve that approaches a straight line without meeting it. Using algebraic signs, imagining arithmetic operations that lead to solving a problem, and understanding functions and functions, all of that requires imagination. Yes, this imagination is not like the artist’s imagination, but in terms of its necessity for creativity, it is no different. about him .

      Philosophical imagination
      Leibniz said about the post-natural philosophers: They are more in need of imagination than poets. This is because every post-natural philosopher wants his doctrine to guarantee a complete explanation of the universe. Yes, philosophical doctrines must be based on positive sciences, but philosophers often go beyond the limits of science, organize universal axioms, and arrange them according to their goals and objectives. They collect scientific facts, arrange psychological issues, and follow methods of organized research, in order to arrive at proof of their doctrines, or Realizing their principles. This undoubtedly requires a broad imagination. Spinoza claimed that he wanted to follow the method of mathematicians in building his doctrine, but when he united God and the world, he demonstrated that his creative imagination is no less sublime than the imagination of the greatest artists.

      Imagination in moral life
      - Scientists did not care about the impact of imagination on moral life as much as they cared about its impact on art. It is true that some of them thought that moral concepts change and improve without people having an influence on their advancement. We believe that individuals have an influence on morals, because they often differ in their understanding of new moral values. Some of them mock them and turn away from them, and some of them cling to them and sacrifice their lives for them. There are inventors in morals, just as in art and industry, and invention in morals is not limited to conceiving a new idea, but it is also by proving the possibility of following some rules in organizing individual and social life. The language of the situation is different from the language of the article. Humanity does not escape despair, nor does it eliminate poverty, ignorance, and injustice by conceiving theories alone, but by applying them and working with them. Work raises problems that science does not predict, and these problems can only be overcome by imagination.

      It is not enough for a person to truly love justice in order to be just, because loving justice is one thing, and acting on it is another thing. Mercy may be misplaced, and love of the country requires predicting the results of actions, and it also requires imagining the means that will lead to the happiness of citizens. True justice does not lie in applying laws automatically, but rather in imagining people’s conditions and exploring the feelings of each of them in a way that suits him. The virtuous is the one who can envision the results of his actions before undertaking them. Yes, the value of an action depends on the actor’s intention, not on its success in reality, but the intention must be reasonable and not tainted by falsehood, and it cannot be cleansed of impurities and directed to goodness except by imagining the results of actions. Our good will should also be immersed in our sensitivity. The best way to generate a feeling of compassion in people's hearts is to make them imagine the pain of miserable people.

      Imagination in practical life
      The success of some people in practical life, their ability to take advantage of circumstances, and their ability to overcome difficulties all require imagination. The merchant imagines the customer's needs and inclinations, imagines the necessary methods to satisfy him, and knows how to risk his money for the sake of profit, and the skilled leader knows how to implement his plan according to what is required. The same is true of the groom with the possessed one, and the superior with the subordinate. The engineer realizes the shortcomings of his machine, so he imagines a new way to improve it. The financial man imagines a new way that will generate money for him and increase his wealth. All of this indicates that imagination is necessary for good management, mastering work, and discovering means that improve the standard of life.

      In short, imagination has an impact on every aspect of our lives. How miserable are those who only live in the present. They only think about the practical issues that circumstances throw at them. Their horizon is limited, because it ends where their daily work ends, so what if it is their imagination! It raises them to a life higher than their real life. This life is poor, its work is dry, it is devoid of poetry, beauty, and music.
      Let imagination change the values ​​of things and give them a beautiful psychological garb. It lifts menial tasks, saves people from poison and boredom, and revives dead hope in the souls. However, it often distances a person from reality, creates in him the habit of fictional dreams, and makes him unable to adapt to the conditions of life. Yes, transcending into the world of imagination from time to time makes life less harsh than it is, but the beauty of this imaginary world may make us forget the real world and distance us from it, so we prefer to reside in its beautiful palaces that we built with our imagination, severing all connection between us and reality.

      تعليق

      يعمل...
      X