قانون الاهتمام .. تداعي الأفكار .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قانون الاهتمام .. تداعي الأفكار .. كتاب علم النَّفس جميل صَليبا

    قانون الاهتمام .. تداعي الأفكار

    قانون الاهتمام

    ان اختلاف التداعي باختلاف الحالات تابع لقانون الاهتمام . وخلاصة هذا القانون ما يلي : لا تصطفى حالة نفسية ولا ترجح على غيرها من الحالات الممكنة إلا إذا كانت متناسبة الاهتمام الحاضر . فكما أن الانتباه وفاعلية النفس يؤثران في مع التداعي ، كذلك يؤثر الاهتمام في الحياة العفوية ، وفي حياة التفكير والتأمل .

    - تأثير الاهتمام في التفكير التلقائي : ان عوامل الاهتمام ثلاثة وهي :

    ١ - الشدة ، ۲ - الميول الغريزية والمكتسبة ، ٣ . مشاغل الشعور الحاضرة :

    ١ - . الشدة : ان ذكريات الشباب أقوى تأثيراً في النفس من ذكريات الشيخوخة فالجندي الباسل لا يتذكر من أيام حياته إلا أيام الحرب ، والذكريات الحديثة أقوى في الغالب من الذكريات القديمة ، وقد بينا ذلك عند الكلام على القوانين الفرعية التي ذكرها ( براون ) .

    ۲ - النزعات الغريزية والميول المكتسبة - . إذا ذكرنا الجبال والوديان أمام العطشان فكر في ينابيع المياه ، وإذا ذكرناها في أيام الحر فكرنا في ظلال الأشجار ورطوبة الهواء ، ان الطفل لا يفكر إلا فيما يميل اليه من الألعاب ، والفنان لا يفكر إلا في صور الجمال . وعلى ذلك فالتداعي يختلف باختلاف ميول الافراد ونزعاتهم •

    ٣ - المشاغل الحاضرة : اننا لا نفكر في أثناء القراءة إلا في معنى العبارة ، ولا ندرك من معاني الألفاظ إلا ما يناسب سياق الكلام . فإذا فكرنا في معنى العبارة أدركنا من اللفظ معنى خاصاً ، موافقاً لمشاغل الفكر الحاضرة ، وأهملنا معانيه الاخرى . مثال آخر : إذا فتحت كتابا من كتب ) أفلاطون ( الأطلع على بعض نظرياته ، أيقظت هذه الحالة الشعورية التي أنا فيها جملة من المعاني والصور المتممة لتفكيري الحاضر ، ولكنني إذا أردت أن أطلع على أسلوب ( أفلاطون ) فقط فكرت في امور اخرى غير هذه . فالصور التي تخطر في النفس : تختلف إذن باختلاف الحالة الفكرية .

    لقد ذهب بعض العلماء إلى أن حالات الشعور المتداعية تجري بعضها أثر بعض على خط واحد وفي سطح واحد ، وأنها مقارنة لما قبلها وما بعدها من الحالات المباشرة . وهذا القول لا يصدق إلا على بعض الحالات المزدوجة كحالات التضاد التي يتم التداعي بينها بصورة آلية . أما في معظم الحالات الاخرى فإن التداعي أبعد من أن ينحل إلى هذا الارتباط الآلي البسيط لان تيار الشعور كما بينا سابقاً كثير التعقيد ، ولان الحياة النفسية لا تجري في سطح واحد ، بل تجري في عدة سطوح بعضها أعمق من بعض . والحالة النفسية الواحدة مشتملة على عدة وجوه عقلية وانفعالية وحركية ، ماضيها متصل بحاضرها ، وتحت تيارها السطحي الواضح عناصر لا شعورية كثيرة . فليس الاقتران إذن عبارة عن ارتباط عنصر شعوري واحد بعنصر شعوري آخر ، وإنما هو ارتباط هذا العنصر بمجموعة من العناصر .

    وأهم هذه العناصر العناصر الانفعالية والمحركة . ان الاحوال الانفعالية ليست كما ظن بعضهم غراء آخارجيا يربط الحالات العقلية بعضها ببعض . وإنما هي الوسيلة الفعالة لجمع هي التي العناصر المتفرقة ، وقلبها إلى وحدة متسقة الاجزاء . وهذه الوحدة الانفعالية توضح لنا تداعي الصور في بعض الاحلام . مثال ذلك : ان انزعاجاً داخلياً بسيطاً ناشتا عن صعوبة الهضم ، وضيق التنفس ، وبطء الدورة الدموية قد يبعث إلى ميدان الشعور جملة من الصور المصطبغة بلون الألم . وإذا تشابهت حالتان نفسيتان في لون انفعالي واحد دعت إحداهما الثانية :

    ثم ان العناصر المحركة ليست أقل تأثيراً في تداعي الافكار من العناصر الانفعالية . لقد أشار اليها ( أرسطو ) منذ القدم . وقال ( سبينوزا ) أيضاً إن تسلسل الافكار مواز حق لتسلسل انفعالات الجسد . وبين تصور اتنا نو حركاتنا اتصال وثيق ، فإذا اتصلت حالتان نفسيتان بوضع جسدي واحد أدى ذلك إلى ارتباطها برابطة التداعي .

    ومن العوامل المؤثرة في الاهتمام العناصر اللاشعورية الخفية ؛ لأنها كثيراً ما توقظ الصور وتبعث بها إلى ساحة الشعور . قال ( هو فدينغ ) : « بينما كنت أتنزه ذات يوم عادت إلى نفسي فجأة صورة منظر من مناظر جبال سويسرا ، فلما تأملت هذه الصورة الذهنية علمت أنها رجعت إلى نفسي بتأثير ما رأيته إذ ذاك من الغيوم المتلبدة في الافق ) . ، وقد بينا في بحث اللاشعور أن هناك حدوداً متوسطة خفية تجعل الفكر ينتقل من الفكرة الموحية إلى الفكرة الموحى بها . وقد اعترض بعض علماء النفس المتأخرين على وجود هذه الحدود المتوسطة ، وقال : ان الأحوال النفسية لا تتتالى على هذه الصورة البسيطة ، بل تتتالى على خطوط كثيرة وفي سطوح مختلفة ، وهذا يدعو إلى تبدل الاهتمام واختلافه . وهو على الغالب متمم لقانون إعادة التكامل ، أو هو صورة ثانية له .

    أثر الاهتمام في التفكير والتأمل
    - يخضع تداعي الأفكار للانتباه الإرادي . لأن الصور النفسية العفوية لا تتبع نظاماً مطرداً ، بل يتسلسل بعضها وراء بعض من غير هدف ثابت ، فإذا سيرها الانتباه الإرادي اتبعت غاية معينة وأعانت النفس على التفكير فالتداعي يبعث المعاني ، والفكر يتصرف فيها وينظمها . مثال ذلك : أنك إذا أردت تذكر اسم هيأ لك التداعي سلسلة من الأسماء المبهمة ، فتنتخب منها اسماً صالح صالحا ، ثم تهمل الأسماء الأخرى . كأن الحياة العاقلة مركبة من أسئلة يلقيها العقل على قوة تداعي الأفكار . لا تحيي الذاكرة ما حفظت من الصور إلا لينتخب العقل منها ما يحتاج اليه . وليس أدل على فاعلية الذهن من هذا الانتخاب الإرادي الذي يميز الإنسان من الحيوان . إن الإرادة لا تنطبق على العقل إلا عند قيامه بالتفحص عن الأشياء ، اما في حالة الأحلام ، أو تشتت الأفكار ، فإن سلاسل المعاني لا تخضع لحاكم العقل .

    قانون إعادة التكامل أو عودة المجموع الشعوري : Loi de rédintégration

    ان الصور المقترنة بعضها ببعض تؤلف مجموعات خاصة ، فإذا استرجعت إحدى الصور استرجعت معها جميع الصور الاخرى التي تؤلف معها كلا لا يتجزأ . والسبب في ذلك انه لا يوجد في النفس عنصر شعوري مستقل عن غيره من العناصر ، بل العناصر الشعورية داخلة بعضها في بعض يتألف من اتصالها وتداخلها مجموعات نفسية متسقة الأجزاء ، حق لقد شبه ( هنري ( برغسون حالة التيار النفسي بشريط من المطاط ، يتجه من طرف إلى آخر ، أو بكبة من الخيطان تدور على نفسها ، فإذا مرت إحدى الحالات النفسية بمسرح الشعور التصقت بغيرها من الحالات المقارنة لها وتداعت كلها معاً . وعبروا عن ذلك بقولهم : ان في كل عنصر نفسي ميلا إلى استعادة المجموعات النفسية التي هو أحد أجزائها .

    وسموا هذا القانون بقانون الجمع . وهو ينطبق أولاً على الفاعلية المحافظة ، لأنه يوضح لنا ميل النفس إلى استعادة ما حفظته في الماضي ، واستغنائها في بعض الأحيان عن المؤثرات الخارجية الباعثة على التداعي ، وهو أشبه شيء بقانون العادة النفسية التي تدفع صاحبها إلى استرجاع حياته الماضية استرجاعاً آليا . ويكفي أن تذكر أمام أحد الطاعنين في السن ، أو أمام أحد المحدثين الثرثارين ، أو أحد الضباط القدماء كلمة واحدة ، حتى يفضي اليك بكثير من أسرار الوقائع ، وعجائب الحوادث التي صادفها في حياته . فكلمة قانون توقظ في ذهنه مجموعة من القوانين التي يريد أن يشرعها لقومه ، وكلمة اقتصاد تسوقه إلى الكلام على الإصلاح الاقتصادي والمالي الذي يتخيله ، فيحدثك عن ذلك كله حديثاً آلياً يشبه حديث الآلة المسجلة . وقد يلقاك أحدهم في الطريق ويسرد لك أموراً ما أنزل الله بها من سلطان ، وينسى ذلك أنه قد روی لك هذا الحديث عدة مرات .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢١.٥٥_1(2).jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	121.4 كيلوبايت 
الهوية:	187331 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢١.٥٧_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	122.6 كيلوبايت 
الهوية:	187332 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢١.٥٨_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	127.0 كيلوبايت 
الهوية:	187333 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد ٠٧-٠١-٢٠٢٤ ٢١.٥٩_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	155.5 كيلوبايت 
الهوية:	187334

  • #2
    The law of attention... the association of ideas

    Law of attention

    The difference in associations in different cases follows the law of interest. The summary of this law is the following: A psychological state cannot be selected or given priority over other possible states unless it is proportionate to the present interest. Just as attention and self-activity affect association, so attention affects spontaneous life, and the life of thought and contemplation.

    The effect of interest on automatic thinking: There are three factors of interest:

    1 - Severity, 2 - Instinctive and acquired tendencies, 3. Present emotional concerns:

    1 - . Severity: Memories of youth have a stronger impact on the soul than memories of old age. A valiant soldier does not remember any of his days except the days of war, and recent memories are often stronger than old memories. We explained this when talking about the subsidiary laws mentioned by (Brown).

    2 - Instinctive tendencies and acquired tendencies. If we mention mountains and valleys in front of a thirsty person, we think of water springs, and if we mention them on hot days, we think of the shades of trees and the humidity of the air. A child only thinks about the toys he is drawn to, and an artist only thinks about pictures of beauty. Therefore, the association varies according to the inclinations and tendencies of individuals.

    3 - Present concerns: While reading, we only think about the meaning of the phrase, and we only perceive the meanings of words that are appropriate to the context of the speech. If we think about the meaning of the phrase, we realize from the word a special meaning, consistent with the present concerns of thought, and we neglect its other meanings. Another example: If I open one of Plato’s books to read about some of his theories, this emotional state in which I am will awaken a set of meanings and images that complement my present thinking, but if I want to look at Plato’s style, I will only think of things other than these. The images are What comes to the soul: therefore varies according to the state of mind.

    Some scholars have argued that the interconnected states of feeling run one after another on one line and on one surface, and that they are a comparison to the immediate states before and after them. This statement only applies to some dual cases, such as cases of opposition, which are automatically linked together. In most other cases, the association is far from being resolved into this simple mechanical connection because the stream of feeling, as we explained previously, is very complex, and because psychological life does not take place on a single surface, but rather takes place on several surfaces, some of which are deeper than others. A single psychological state includes several mental, emotional, and motor aspects, its past is connected to its present, and beneath its clear superficial current are many subconscious elements. Association, then, is not the association of one emotional element with another emotional element, but rather the association of this element with a group of elements.

    The most important of these elements are the emotional and motor elements. Emotional states are not, as some thought, an external glue that links mental states to each other. Rather, it is an effective means of bringing together the dispersed elements and turning them into a unit with consistent parts. This emotional unity explains to us the interconnection of images in some dreams. For example: a simple internal discomfort resulting from difficulty in digestion, shortness of breath, and slow blood circulation may send to the field of feeling a set of images dyed in the color of pain. If two psychological states are similar in one emotional tone, one of them calls for the second:

    Moreover, the motivating elements are no less influential in the association of ideas than the emotional elements. Aristotle referred to it since ancient times. Spinoza also said that the sequence of thoughts is truly parallel to the sequence of the body’s emotions. There is a close connection between our perception and our movements. If two psychological states come into contact with one physical situation, this leads to their connection to the bond of association.

    Among the factors influencing interest are the hidden subconscious elements. Because it often awakens images and sends them into the arena of feeling. Hu Fuding said: “While I was hiking one day, an image of a view of the mountains of Switzerland suddenly returned to my mind. When I contemplated this mental image, I knew that it had returned to myself under the influence of what I saw at that time of the clouds overcast on the horizon.” We have shown in the study of the subconscious that there are hidden intermediate boundaries that make thought move from the inspired idea to the inspired idea. Some recent psychologists objected to the existence of these intermediate boundaries, and said: Psychological states do not succeed in this simple form, but rather they succeed in many lines and on different surfaces, and this calls for change and difference in interest. It is most likely complementary to the law of re-integration, or is a second form of it.

    The effect of interest on thinking and contemplation
    The association of thoughts is subject to voluntary attention. Because spontaneous psychological images do not follow a consistent system, but rather they cascade one after another without a fixed goal. If they are guided by voluntary attention, they follow a specific goal and help the soul to think. Associations give rise to meanings, and thought disposes of them and organizes them. An example of this is: If you want to remember a name, the association provides you with a series of ambiguous names, from which you select a good and appropriate name, and then neglect the other names. It is as if rational life is composed of questions that the mind throws at the power of the association of thoughts. The memory does not revive the images it has memorized except for the mind to select from them what it needs. There is no clearer evidence of the effectiveness of the mind than this voluntary selection that distinguishes humans from animals. The will does not apply to the mind except when it investigates things, but in the case of dreams, or the dispersion of thoughts, the chains of meanings are not subject to the ruler of the mind.

    The law of re-integration or the return of the emotional total: Loi de rédintégration

    Images associated with each other form special groups. If one image is retrieved, all the other images that form an indivisible whole are retrieved with it. The reason for this is that there is no emotional element in the psyche that is independent of other elements. Rather, the emotional elements are intertwined with each other and consist of their connection and interpenetration as psychological groups with consistent parts. Indeed, Henri (Bergson) likened the state of the psychic current to a band of rubber, heading from one end to the other. Another, or a ball of threads rotating on itself, so if one psychological state passes through the stage of feeling, it attaches to other states compared to it and they all fall together. They expressed this by saying: There is in every psychological element a tendency to restore the psychological groups of which it is one of the parts.

    They called this law the law of combination. It applies first to conservative activity, because it shows us the tendency of the soul to restore what it has preserved in the past, and sometimes to dispense with external influences that cause discord, and it is something similar to the law of psychological habit that pushes its owner to automatically recall his past life. It is enough to say one word in front of an elderly person, or in front of one of the talkative scholars, or one of the old officers, until he reveals to you many of the secrets of the facts and the wonders of the events that he encountered in his life. The word “law” awakens in his mind a set of laws that he wants to legislate for his people, and the word “economy” leads him to talk about the economic and financial reform that he imagines, so he talks to you about all of that in an automated conversation similar to the speech of a recorded machine. Someone may meet you on the road and narrate to you matters for which God has not sent down any authority, and he forgets that he has narrated this hadith to you several times.

    تعليق

    يعمل...
    X