قيمة قوانين التداعي .. تداعي الأفكار
قيمة قوانين التداعي
لا شك أننا نستطيع أن نعلل حصول التداعي بين ذكرى ( الجزار ) وذكرى ( نابليون ) بقانون الاقتران . ولكن هذا التعليل ينطبق أيضاً على نابليون و كبلر ، ووترلو ، وجوزفين والف شيء آخر ، فلماذا فكرت في ( الجزار ) وحده ولم أفكر في غيره من الأشياء المقارنة لذكرى نابليون . ان الذكرى الموحية لم تستحضر جميع الذكريات المقارنة لها ، بل اصطفت من بينها ذكرى واحدة فلماذا وكيف حصل هذا الاصطفاء ، ان قانون الاقتران وحده لا يوضح هذه المسألة . ثم ان قانون المشابهة لا يقطع مظان الاشتباه ، لأنه والأحوال المتشابهة كثيرة : ان الحالة الموحية مشابهة لكثير من الأحوال النفسية ، فلماذا انتخبت حالة واحدة من هذه الحالات المتشابهة ؟
قال هنري برغسون ( ۱ ) : ان بين جميع الموجودات تشابها واقترانا ، فالشمس تشبه ذرة الرمل ، والحيوان يشبه الجماد . اننا نستطيع دائماً أن نجمع الأشياء المتباينة في جنس من الأجناس العالية ، والمجانسة نوع من أنواع المشابهة . ثم ان ا الاقتران موجود بين سائر الأحوال النفسية ، لأن الحالة الموحى : بها اما ان تكون مقارنة للحالة الموحية مباشرة ، واما ان تكون مقارنة الحالة اخرى مشابهة لتلك الحالة الموحية . فالاقتران إذن موجود بين جميع الأحوال النفسية ، لأنك تستطيع في كل وقت أن تجد حالة مشابهة للحالة المؤثرة ومقارنة للحالة المتأثرة .
ينتج مما تقدم أن قانوني الاقتران والتشابه لا يصلحان لإيضاح جميع أحوال التداعي ، لذلك رأى توماس براون ( ۱۷۷۸ ) ( ۱۸۲۰ ) أن يبحث عن قوانين فرعية للتداعي يلحقها بقانوني المشابهة والاقتران . وإليك بعض هذه القوانين :
۱ - قانون التواتر - كلما كان تردد الذكريات إلى ساحة الشعور أكثر ، كان استحضارها أسهل ، ان هذا القانون مماثل لقانون التكرار في العادة .
٢ - قانون الاكتساب القريب - ان رجوع الذكرى الحديثة إلى ساحة الشعور أسهل من رجوع الذكرى القديمة . إذا قرأت كتاب الحيوان ثم سمعت بعد قليل اسم الجاحظ أيقظ هذا الاسم في ذهني ذكرى كتاب الحيوان ، لا ذكرى كتاب البخلاء الذي قرأته في العام الماضي • .
٣ - قانون الشدة - كلما كان تأثير الحادث في نفوسنا أشد ، كان إلى الخطور ببالنا أميل . مثال ذلك أن مشاهدة ساحة الإعدام تؤثر في النفس تأثيراً قوياً فلا تذكر بعدها حادثة قتل أو موت أو حكم بالإعدام إلا ليعود ذلك المشهد إلى نفسك . ومن اتفق له الجلوس على كرسي طبيب الأسنان لم يتذكر الأسنان أو طبيب الأسنان إلا لتعود صورة ذلك الكرسي إلى نفسه .
٤ - قانون المدة - . كلما كان زمان الاقتران أطول ، كان التداعي أقرب .
٥ - قانون التباين . إذا سمعت صوت مغن واحد تذكرت صاحبه بسهولة ، ولكنك إذا سمعت أصوات عدة مغنين اختلط عليك الأمر في تذكر أحدهم دون الآخر .
ان هذه القوانين الفرعية مفيدة ولكنها لا توضح ارتباط الفكرة الموحية بالفكرة الموحى بها ارتباطاً آلياً ، وفي وسعنا أن نتصور قوانين كثيرة من هذا النوع من غير أن نحصي جميع المتغيرات . ثم ان اشتراك هذه العوامل لا يبين لنا كيف ترجح النفس حالة على اخرى . فقد يكون الاقتران بين حالتين قصير المدة قوي التأثير . وقد يكون قليل التأثير طويل المدة . فأي نوع من هذين الاقترانين نرجح على الآخر ؟ وقــــــد تكون الذكرى حديثة ويكون اقترانها بالحالة الموحية قصيراً ، فهل تتغلب هذه الذكري على الذكرى القديمة الطويلة الاقتران بالحالة الموحية ؟ فأنت ترى أن قوانين ( براون ) لا تكفي لتعليل الاصطفاء تعليلاً علمياً دقيقاً . لأن الاصطفاء خاضع لعوامل كثيرة التغير يصعب جمعها في مثل هذه القوانين . وهو تابع لرغبات النفس ونزعاتها وميولها ، حق لقد بين العلماء أن للعامل الانفه إلي تأثيراً قوياً في التداعي ، وبينوا أيضاً أن المشاغل الفكر أثر أفي اتجاه النفس إلى بعض المعاني دون بعض ، وجمعوا ذلك كله في قانون أطلقوا عليه اسم قانون الاهتمام .
قيمة قوانين التداعي
لا شك أننا نستطيع أن نعلل حصول التداعي بين ذكرى ( الجزار ) وذكرى ( نابليون ) بقانون الاقتران . ولكن هذا التعليل ينطبق أيضاً على نابليون و كبلر ، ووترلو ، وجوزفين والف شيء آخر ، فلماذا فكرت في ( الجزار ) وحده ولم أفكر في غيره من الأشياء المقارنة لذكرى نابليون . ان الذكرى الموحية لم تستحضر جميع الذكريات المقارنة لها ، بل اصطفت من بينها ذكرى واحدة فلماذا وكيف حصل هذا الاصطفاء ، ان قانون الاقتران وحده لا يوضح هذه المسألة . ثم ان قانون المشابهة لا يقطع مظان الاشتباه ، لأنه والأحوال المتشابهة كثيرة : ان الحالة الموحية مشابهة لكثير من الأحوال النفسية ، فلماذا انتخبت حالة واحدة من هذه الحالات المتشابهة ؟
قال هنري برغسون ( ۱ ) : ان بين جميع الموجودات تشابها واقترانا ، فالشمس تشبه ذرة الرمل ، والحيوان يشبه الجماد . اننا نستطيع دائماً أن نجمع الأشياء المتباينة في جنس من الأجناس العالية ، والمجانسة نوع من أنواع المشابهة . ثم ان ا الاقتران موجود بين سائر الأحوال النفسية ، لأن الحالة الموحى : بها اما ان تكون مقارنة للحالة الموحية مباشرة ، واما ان تكون مقارنة الحالة اخرى مشابهة لتلك الحالة الموحية . فالاقتران إذن موجود بين جميع الأحوال النفسية ، لأنك تستطيع في كل وقت أن تجد حالة مشابهة للحالة المؤثرة ومقارنة للحالة المتأثرة .
ينتج مما تقدم أن قانوني الاقتران والتشابه لا يصلحان لإيضاح جميع أحوال التداعي ، لذلك رأى توماس براون ( ۱۷۷۸ ) ( ۱۸۲۰ ) أن يبحث عن قوانين فرعية للتداعي يلحقها بقانوني المشابهة والاقتران . وإليك بعض هذه القوانين :
۱ - قانون التواتر - كلما كان تردد الذكريات إلى ساحة الشعور أكثر ، كان استحضارها أسهل ، ان هذا القانون مماثل لقانون التكرار في العادة .
٢ - قانون الاكتساب القريب - ان رجوع الذكرى الحديثة إلى ساحة الشعور أسهل من رجوع الذكرى القديمة . إذا قرأت كتاب الحيوان ثم سمعت بعد قليل اسم الجاحظ أيقظ هذا الاسم في ذهني ذكرى كتاب الحيوان ، لا ذكرى كتاب البخلاء الذي قرأته في العام الماضي • .
٣ - قانون الشدة - كلما كان تأثير الحادث في نفوسنا أشد ، كان إلى الخطور ببالنا أميل . مثال ذلك أن مشاهدة ساحة الإعدام تؤثر في النفس تأثيراً قوياً فلا تذكر بعدها حادثة قتل أو موت أو حكم بالإعدام إلا ليعود ذلك المشهد إلى نفسك . ومن اتفق له الجلوس على كرسي طبيب الأسنان لم يتذكر الأسنان أو طبيب الأسنان إلا لتعود صورة ذلك الكرسي إلى نفسه .
٤ - قانون المدة - . كلما كان زمان الاقتران أطول ، كان التداعي أقرب .
٥ - قانون التباين . إذا سمعت صوت مغن واحد تذكرت صاحبه بسهولة ، ولكنك إذا سمعت أصوات عدة مغنين اختلط عليك الأمر في تذكر أحدهم دون الآخر .
ان هذه القوانين الفرعية مفيدة ولكنها لا توضح ارتباط الفكرة الموحية بالفكرة الموحى بها ارتباطاً آلياً ، وفي وسعنا أن نتصور قوانين كثيرة من هذا النوع من غير أن نحصي جميع المتغيرات . ثم ان اشتراك هذه العوامل لا يبين لنا كيف ترجح النفس حالة على اخرى . فقد يكون الاقتران بين حالتين قصير المدة قوي التأثير . وقد يكون قليل التأثير طويل المدة . فأي نوع من هذين الاقترانين نرجح على الآخر ؟ وقــــــد تكون الذكرى حديثة ويكون اقترانها بالحالة الموحية قصيراً ، فهل تتغلب هذه الذكري على الذكرى القديمة الطويلة الاقتران بالحالة الموحية ؟ فأنت ترى أن قوانين ( براون ) لا تكفي لتعليل الاصطفاء تعليلاً علمياً دقيقاً . لأن الاصطفاء خاضع لعوامل كثيرة التغير يصعب جمعها في مثل هذه القوانين . وهو تابع لرغبات النفس ونزعاتها وميولها ، حق لقد بين العلماء أن للعامل الانفه إلي تأثيراً قوياً في التداعي ، وبينوا أيضاً أن المشاغل الفكر أثر أفي اتجاه النفس إلى بعض المعاني دون بعض ، وجمعوا ذلك كله في قانون أطلقوا عليه اسم قانون الاهتمام .
تعليق