قصيدة ​​​​​​​ يازين ياللي في ذراعك نقاريش ( تراث بدوي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة ​​​​​​​ يازين ياللي في ذراعك نقاريش ( تراث بدوي )

    قصة وقصيدة من الماضي
    قصة وقصيدة
    يازين ياللي في ذراعك نقاريش



    الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين العجمي من أشهر فرسان البادية، وأفعاله لم تكن لقبيلته وحدها بل فاخر بها جميع أبناء البادية ولا زلنا نحن نفاخر بها حتى الآن، خصوصًا حينما أسره الأتراك وخلص نفسه بفروسيته وصفق له الأتراك مرغمين. فهذا البدوي نحيل القامة هزيل الجسم بارز أشهر الفرسان وصرعه. والقصة مشهورة ولا بد في حياة فارس كالشيخ راكان من حوادث طريقة، ومنها هذه الحكاية

    كان الشيخ راكان في أواخر أيامه وقد بلغ من الكبر عتيا فحصل ذات مرة أن خرج هو وبمعيته شاب في عنفوان شبابه من أبناء قبيلته العجمان خرج الاثنان لأمر ما، وأدركهما التعب فأرادا أن يستريحا، وإذا هما يريان على بعد بيتًا، فلما اقتربا من البيت إذا هو خالٍ من الرجال وليس به سوى امرأة ..

    تعاند الشيخ راكان ورفيق سفره من باب الطرفة. فقال الشاب للشيخ: أراهنك على أن الفتاة سوف تجلسني وتأمرك أنت بصنع القهوة ظنًّا منها أنني أنا الشيخ
    فأجابه راكان: إذا كانت تستطيع التمييز فستأمرك أنت وتجلسني. فاتفقا على ألّا يخبراها بشيء، ويتركاها تتصرف بحرية تامة.

    وكعادة بنات البدو لما نزل الضيفان استقبلتهما ببشاشة وفرشت لهما الفراش للجلوس، فالبدوية تقوم بواجب الضيافة في غياب زوجها أو والدها حفاظًا على سمعته.

    المهم أنها أخذت برهة تدقق بوجهي الضيفين وتفكر، ثم أحضرت الفأس ورمته على الشيخ ركان وقالت له: قم واحطب وشب النار “لمعزبك” أي عمك أو سيدك وصلح له القهوة.

    التفت راكان للشاب وأشار له بالسكوت كما اتفقا وأخذ الفأس وجمع الحطب وأوقد النار وصنع القهوة، هذا كله والشاب جالس لا يحرك ساكنًا، امتثالًا لأمر الشيخ راكان ولما انتهى من صنع القهوة حمل الدلة وصب للشاب حتى انتهى ثم جلس وشرب والمرأة تنظر إليهما، فلما فرغ الشيخ راكان من احتساء قهوته التفت ناحيتها وأنشد يقول مخاطبًا الفتاة:


    يا زين يا اللي في ذراعك نقاريش
    الحكم حكم الله وحكمك على الراس



    إن شيتني حشاش سيد الحواشيش
    وإن شيتني حطاب قرب لي الفاس



    وإن شيتني خيال أروي المعاطيش
    واثني وراهم يوم الأرياق يباس



    الفرخ لا يغويك في صفة الريش
    طير الحبارى يا اريش العين قرناس


    ولما فرغ راكان من قصيدته قالت له الفتاة: ادخل على الله أي أحلفك بالله ما انت الشيخ راكان؟!

    قال بلى، فخجلت وحاولت تصليح خطئها معتذرة أنها لم تعرفه فضحك راكان وهدأ من روعها وأخبرها برهانهما.
يعمل...
X