الخاتمة
إن دخول العقل الإلكترونى إلى قاعة جمع الحروف أصبح حقيقة واقعة وليس قصة من الخيال العلمي Science fiction والمعارض التي تقام اليوم في دول أوربا عن فن طباعة الصحف إلى جانب المحاضرات التي يلقيها الخبراء والعلماء ، تثبت هذه الحقيقة المؤكدة .
صحيح أن صناعة الصحافة لم تتقدم كثيراً في المائة سنة الماضية ، لكن التطور الذي ينتظرها في السنوات العشر القادمة ينبي بمستقبل باهر لهذه الصناعة . ولا نستطيع أن نقول اليوم إن الآلية الكاملة قد انتشرت في الصحف ، ولكن يمكن أن نقوله إننا في الطريق إليها .
لقد توصلنا إلى ماكينات الجمع الآلية بمساعدة العقول الإلكترونية دون تدخل بشرى . ولكن الجمع الآلى لن يصل إلى الكمال إلا بعد أن يصبح في مقدور الآلة أن تقرأ النص المكتوب بالخط اليدوى أو على الآلة الكاتبة رأساً، دون الاستعانة بعامل جهاز الثقب ( البرفوريتور ) .
ويتصور الخبراء أن هذا اليوم ليس بعيداً ، بل نحن على أبوابه فعلاً. وهذا التقدم التكنولوجي الضخم سوق تتقبله الأيدى العاملة دون تذمر . لأن ساعات العمل سوف تنخفض عما هي عليه الآن ، وهذا الإجراء سوف يستدعى بالتالي زيادة عدد العاملين ، كما أن حجم العمل سوف يزداد بزيادة الإنتاج .
وقد جاء في مسرحية Rossum's Universal Robots للكاتب كاريل تشابيك :
سوف يصبح كل العمال في العالم بدون عمل ، سوف يحدث هذا فعلاً ، وفي خلال عشر سنوات سوف يقوم الإنسان الآلى بإنتاج الكثير من القمح والكثير من القماش والكثير من كل شيء ، حتى إن الأشياء ستصبح بدون ثمن تقريباً . وسيحصل كل فرد على ما يريده . لن يكون هناك فقر . نعم سيكون هناك بطالة ، ولكن حينئذ لن يكون هناك عمل . وسيتحرر كل فرد من القلق ويتخلص من حقارة العمل ، سنعيش لكي نصل إلى الكمال .
وقبل عشر سنوات سوف يستطيع الإنسان الآلى أن يقوم بكل الأعمال في صناعة الصحافة . ما عدا التأليف والخلق . ولذلك لن يستطيع هذا الإنسان الآلى أو العقل الإلكترونى - أن يقضى على الإنسان الصحفى . لكنهما سوف يعملان معاً .. جنباً إلى جنب .
تعليق